((البارت السابع))

222 18 11
                                    

جلس أمامه علي المقعد في إحدى الكافيهات وقال بتنهد: خير بقى في أي!!؟.

تحدث مراد بحزم: آسر الحوار بتاع سما لازم يخلص....ماما حالتها مش كويسة خالص وتقريباً مش بتاكل وكل اما تصحى تقعد تعيط لحد اما نضطر نديها مهدئ وهتفضل كده لحد اما سما ترجع.......الخطة دي مش نافعة بجد ولازم نفكر في حل عشان أنا مش هفضل واقف كده من غير لأزمة.

فرك جبينه بإنهاك: طب اعمل اي يعني!!؟......لو عندك حل تاني قولهولي.......أنا مش في أيدي حاجه تانية وانت عارف.
_ونا مش موافق علي الخطة دي......مش هقدر اشوف امي بالشكل ده من غير ما اقدر اعمل حاجه.

دفن وجهه بين كفيه دون رد..حسناً ما باليد حيله..كل ما يريده ان تكون صغيرته بخير وأمام ناظريه.

رفع رأسه إليه وقد جائته فكرةٌ ما: بص أنا ممكن احل المشكلة بتاعت مامتك بس من غير ما اختك ترجع.
_ازاي!!؟.
_بص هقولك.......احنا هنجيب رقم جديد وهنخلي اختك تكلمهم منه وتعرفهم أنها بخير وميقلقوش عليها.....أنا هعرفها تقولهم اي.......واكيد مامتك بعد ما تطمن عليها هتبقى كويسة.

أردف مراد بتسائل: بس مش كده ممكن نتكشف!!؟.
_لا أنا هخلي حد من رجالتي هو اللي يجيب الرقم بأسمه بقى او اي اسم وهخلي اختك تكلمهم في وقت معين يعني بعد يومين كده عشان محدش يشك فيك وتكون وقتها عيلتك كلها متجمعة وبعد ما اختك تكلمهم هنكسر الخط وخلصت الحكاية.

تنهد مراد بأستسلام فما باليد حيله..يريد ان يحمي شقيقته ولكنه لن يستطيع رأيه والدته هكذا..لا يوجد خيار آخر غير ان ينفذ خطة آسر.

هز رأسه بإيماء: تمام.....اظن مفيش حل غير ده.

ثم رفع بصره ل آسر واردف ببسمة وأمتنان: بجد مش عارف اشكرك ازاي يا آسر......احنا تعبناك معانا اوي ورغم كده لسة بتساعدنا.

قاطعه آسر عن الاكمال: بس يا مراد اي اللي انت بتقوله ده......أولاً مفيش حاجة اسمها شكر بينا......ثانياً انت عارف قد اي أنا بحب اختك وعشان كده انا مستعد أدفع حياتي تمن لراحتها وسعادتها.

غمز له مراد بمشاكسة: أيوة يا عم.......اي الحب ده كله.......انت وشطارتك بقى.....لو عرفت توقعها خلال الفترة دي هقنع بابا وجدي أن تجددوا كتب كتابكم وهتفضل حبيبتك طول العمر......اما نشوف بقى.

ضحك أسر بخفة: اتأكد اني هوقعها حتى لو غصب عنها.

ضحك مراد بصخب داعياً الله في سره أن تتحول حياة شقيقته للأفضل رفقة آسر.

ودع الأثنان بعضهما ف توجه آسر لمقابلة امل في المكان المتفق عليه..بعد ربع ساعة وصل للمكان المحدد ف وجد أن الوقت مازال مبكراً قليلاً لذلك جلس مكانه في انتظارها..شرد قليلاً فيما هو مقدم عليه..يبدوا أنه أمسك طرف الخيط وهذا بالتأكيد سوف يفيدهم كثيراً..حسناً كل ما يريده أن ينهي كل ذلك الصراع للعيش مع محبوبته في سلام..وعلي ذكر محبوبته تذكر تلك الخطة التي وضعها مع مراد لطمئنة عائلتها..يعلم أنها ستنهار من تلك المكالمة..هو يدرك أنها تشتاق لعائلتها لكنها لن تفصح عن هذا وحينما تحدثهم يعلم أنها ستبكي..بالتأكيد سوف تبكي وهو لا يحب رأيته دموعها تلك..سوف يكون بجانبها في تلك اللحظة ولكن رأيته لدموعها تألمه وبشدة ورغم ذلك لن يتركها بمفردها..حسناً الأمور تبدو علي ما يرامٍ الآن ولكن ماذا إن علمت هويته وأنه أخفاها عنها طوال تلك المدة..هو يخشى تلك المواجهة بشدة ف التحدث عن الماضي لا يروقه وبالأخص عن ماضيها هي..حسناً هو قد تناسى ماضيه او بالأحرى يحاول تناسيه ولكنه يعلم أن ماضيها مازال مؤثراً بها إلى الآن وهو لا يحبذ أن يرى دموعها وانهيارها..كل هذا شىء وخوفه من ابتعادها عنه شىء آخر..هو يخشى بشدة أن تعلم حقيقته وتبتعد عنه تاركةً إياه لظلمته مجدداً..لقد أخرجته من ظلمته منذ أكثر من إثناعشر عاماً وفجأة تركته ليعود للظلمه مجدداً..هو لا يريد أن يعود لظلمه الحياة مجدداً..حسناً هو في الحقيقة خائف من العودة وحيداً مثل الماضي..لقد غرق في العتمة منذ موت والداه وتذوق طعم الوحدة ومرارة الحياة بل وتجرعها كؤوساً حتى الثمالة..يسير في دربه المظلم وحيداً خائفاً حتى ظهرت تلك البقعة البيضاء التي انتشلته من ظلمته منقذةً إياه من الوحدة وبعد أن تذوق طعم الرفقة وو....والحب قرر أنه لن يعود للظلام مجدداً..ولذلك هو يشعر بالخوف من اخبارها حتى لا تتركه مجدداً ف يعود الظلام الذي بدى ك كابوس له.

عشق تخطى الزمن (عشق منذ الطفولة ج2)Where stories live. Discover now