((البارت الثالث))

216 14 29
                                    

صباح يومٍ جديد أشرقت الشمس حاملة معها أحداث جديدة.

كانت تطوف وسط احلامها الوردية بسعادة رفقة حبيبها الوسيم تركض هنا وتقفز هناك وصدى ضحكاتهما تتعالى في المكان قبل ان تشعر بقوةٍ غريبة تسحبها للواقع بكل قوة وقسوة.

عقدت حاجبيها بأنزعاج من تلك الطرقات التي تخترق أحلامها عازمة علي إيقاظها.

فتحت حدقتاها تحول بصرها في المكان لتجد انها في غرفتها....لحظة ماذا..!؟ كيف أتت إلي غرفتها..!؟ وما هذا..!؟ لماذا مازالت ترتدي ملابس أمس..!؟ هي لا تتذكر اي شيء مما حدث بالأمس!!!!.

وقبل ان تحاول التذكر حتى ازدادت تلك الطرقات علي الباب وكأن الطارق قد أخذ عهداً علي نفسه بـ ألا يدعها تنام بهدوء وسلام، وكيف لها ان تنام بهدوء وسلام وهي تعيش مع عائلة جميع أفرادها مجانين بلا إستثناء..!.

نهضت من مكانها متجهة نحو الباب بغضب وهي تقسم ان الطارق ليس سوا تلك المزعجة تالا ولكن تصنمت محلها وهي تبصر آخر شخص توقعت رأيته.

فتحت عينيها بتعجب قبل ان تردف بتسأل: مازن!!؟.....أنت بتعمل اي هنا!!؟. ولكن الآخر كان بعالمه الخاص مصدومٍ بل مصعوقٍ من هيأتها تلك والتي يراها لأول مرة.

حمحم مازن بتوتر وهو يحاول تجنب النظر لها ثم أردف بخفوت:احم جودي.....الحجاب. عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة: مالو الحجــ........ . قطعت حديثها وهي تتحسس رأسها بصدمة ثم أغلقت الباب في وجهه بقوة....لا تصدق هذا....لقت خرجت دون حجاب.....لقيت رآها دون حجاب.....يا الله يالكِ من غبية يا جودي......حمقاء.

مسح مازن علي خصلاته بأرتباك يشعر بقلبه يكاد يخرج من صدره من كثرة الخفقان.....يا الله كم كانت هيئتها مهلكة وهي بتلك الحالة....ماهذا يا مازن توقف عن التفكير بتلك الطريقة، رمق بابها لوهلة قبل أن يهبط للأسفل محاولاً محو صورتها التي أستحوذت علي كل تفكير.

وضعت كفيها علي وجنتيها التي تشع حرارة من كثرة الخجل تزدرد ريقها بصعوبة بالغة تفكر كيف سـ تنظر في وجهه الآن، هزت رأسها بعنف تطرد تلك الأفكار من رأسها قبل ان تنضفت بجزع وهي تستمع لـ تلك الطرقات مجدداً على الباب...لالالا لن تستطيع رأيته الآن هذا محال...ماذا يجب ان تفعل الآن ماذا...!؟.

هدأت قليلاً وهي تستمع لصوت تالا الصارخ بإسمها..وضعت كفيها علي قلبها تستشعر خفقانه السريع..التقتت حجابها المرمي بإهمال ترتديه بعجل ثم أتجهت للباب بسرعه تفتحه لتباشر تالا الحديث بصراخ: يا كلبة يا غم نوم اااا......... . قطع حديثها جذب جودي لها للداخل بطريقة مرعب لدرجة انها لم تستوعب ما حدث ثم اغلقت الباب بسرعه وهي تتنهد براحة.

رمقتها تالا بعدم فهم ثم اردفت: مالك يا بت انتي بتستخبي من حد ولا اي!!؟. أومأت لها جودي قبل ان تتراجع للخلف برعب بسبب تقدم تالا منها بطريقة مرعبة رامقة إياها بشك ثم اردفت بتحذير: بت بت انتي مخبية عليا حاجه.....انطقي وقولي وبحذرك تلفي وتدوري عليا.
فركت أناملها بتوتر ثم اردفت بإرتباك: ونا هخبي عليكي اي يعني يا تالا!؟.
_جودي.
_طب ما انا واقفة قدامك اهو في اي!؟.
_جودي.
_يا بنتي ما انا لسة صاحية هيكون في اي يعني!؟.
_جودي.
_خلاص خلاص صدعتيني.....جودي جودي.....اي عاجبك اسمي لدرجة دي.
_جــــــــودي.
_ايوة يا تالا مخبية عليكي وحصل حاجه حلو كده!؟. ابتسمت تالا بخبث ثم أردفت وهي تسحبها للجلوس علي الصوفا: ايوة حلو كده.....قوليلي بقى حصل اي يا حزينة. زفرت جودي بحنق من عِناد تالا ثم قصت على مسامعها كل ما حدث.

عشق تخطى الزمن (عشق منذ الطفولة ج2)Where stories live. Discover now