"- اللعنة!"
شتم بمقت يراقبهم بينما يجرون مقابلات مع عدة أفراد من طاقم الإنقاذ و الأمن و بعض المسؤولين الذين على ما يبدو جاؤوا لاهثين طمعا بسرقة الأضواء التي لا يستحقها سواها!
استغل تركيز الجميع مع سيارة الاسعاف التي انطلقت بصخب تحمل الفتاة على ما يبدو و تجاوزهم مدعوما بدفعات من يد مايكل محكما وشاح رقبته و قبعة كنزته حول وجهه باستماتة ليصل وجهته في النهاية و يهمّ بتجاوز الحاجز حين وقف أمامه أمنيّ عتيد يقطع عليه الطريق بملامح مستجوبة فسارع مايكل يقول مستأذنا:"- روميلي روز كاستيل... المتسلقة المنقذة... نحن..."
"- عائلتها!"
قالها بعفويّة ينقذ الوضع حين تشابك لسان مايكل فوصلت لأذنيه بإدراك متأخر بعث بداخله لجلجة خرقاء!
"- أندغياس!"
و تحوّلت اللجلجة لبركان...
انكمشت معدته بعنف لذلك النداء فارتدّت عيناه نحو مصدر الصوت... و رآها... رآها تركض نحوه بابتسامة واسعة لتقتل المسافة التي فصلت بينهما قبل أن يجدها في لحظات مدسوسة بين أحضانه!
توسّعت عيناه و احتبس أنفاسه حين أحس بأنفاسها فوق شريان عنقه النابض بعنف... و بدفئه يتزعزع ببرودة جسدها المخيفة فارتعدت يداه على جانبيه و تحرّكتا بتلقائية تحيطانها بقوّة همجيّة انبثقت من داخله في شكل كلمات مقرّعة سكبها فوق كتفها المرتجف:"- ما الذي كنتِ تفكرين به بحق الجحيم!"
"- لقد أنقذتُها! انها حيّة!"
طحن ضروسه بغلّ و تشابكت ذراعاه فوق ظهرها برغبة دفينة في عصرها و عجنها بشدّة علّها تتّعظ و تترك جنونها ذاك الذي كاد يحوّلها لكومة من العظام المحطّمة بينما هي تسكب بهجتها الفخورة في أذنيه بهمس مبتهج:
"- لم تمُت! وصلتُ قبل أن تموت! لم أتأخّر هذه المرة!"
شدّ قبضته فوق ظهرها و أغمض عينيه يسمح لنفسه بالانجراف للحظة خلف طاقة عنيفة عصفت بوجدانه المغلّف بالكره فحطّمت قشرته و تركته خالصا... عاريا... أعزلا ضدّ روحها الإيثارية المدجّجة بالعطف!
تناثرت اللحظة بارتعاشة منها... فتنحنح يدرأ عن صوته بقايا تأثر مخزٍ و دمدم فوق كتفها بتلجلج:"- ترتجفين!"
تراجعت تنظر في عينيه بوهن فاشتعل لهبهما الزمرّدي على الفور ما أن وقعت أنظاره على كدمة وجنتها الحمراء التي اهتزّ بؤبؤاه فوقها بشكل واضح... لكنّه اكتفى بأن ازدرد ريقه بسرعة و هو ينزع الوشاح الصوفي الذي يدفئ قدميه ليلقيه فوق كتفيها بفظاظة ما لبثت أن تحولت لفزع عصف بملامحه و هو يتطلع في البقعة الحمراء التي لطّخت كمّ سترته الرياضية الرّماديّة هادرا:
"- هل هذا دم؟!"
"- مرفقي..."
اكفهرّت ملامحه عندما دمدمت باضطراب و هي تنكمش داخل وشاحه ممسكة بمرفقها النازف فقرر مايكل التدخل في تلك اللحظة قائلا لها بقلق:
أنت تقرأ
قيثارة ديامنتس|| The Harp of Diamantis
Romanceهو ابن عائلة ديامنتس اليونانية التي هيمنت منذ قرون على سوق الألماس العالمية، لكنّ الجانب السوداوي من عائلته العريقة جعله ينشقّ حتى يصنع مجده الخاص و يلاحق شغفه بكرة القدم في سويسرا ليسطع نجمه شيئا فشيئا و يصبح فتى زيوريخ الذهبي. أندرياس ديامنتس، "ما...
الرشفة السادسة: غسق
ابدأ من البداية