part 19

319 7 1
                                    

توقعت أن يخرج تاركا إياي لوحدي كالعادة و ككل مرة يغضب فيها
لكنه جذبني نحوه يحتضنني بقوة كأن حياته تعتمد على ذلك

فتحت عيناي على وسعهما لشدة الصدمة التي انتابتني
لم أتوقع منه تصرفا كهذا
لم أبادله الاحتضان لأنه و بكل صراحة هو السبب بكل ما أحس به الٱن

إقترب من أذني ليهتف بصوته الأجش الذي زعزع كياني

_أحببتك كما لم أحب أحدا من قبل...لكنني ظننت أنك لا تستحقينني...لا تستحقين الوحش الذي أنا عليه

فور أن أنهى كلماته فصل عناقه ليقبل جبيني بهدوء و خرج متثاقل الخطوات
أحسست بأن هموم الدنيا محملة على ظهره

خرجت من الحمام أستلقي على السرير وسط ذلك الظلام الذي يغزو الغرفة
لقد تغيرت كثيرا
لم أكن يوما من محبي النوم في الظلام
و ها أنا ذا أنام وسط سواد كاحل كسواد قلب أمي التي تركتني وحيدة

لا أعلم كم ساعة نمت لكنني طنت غارقة بالنوم
إلى أن أحسست بجسد يحتضن جسدي 

علمت من هو صاحب الجسد بفضل رائحته المألوفة
و من غيره مزعزع كياني

فتحت عيني لأجد رأسه على صدري و يداه تحيطان جسدي

لم ينبس بكلمة و فعلت أنا المثل معه
لا يسمع في الغرفة سوى صوت أنفاسه الهادئة و أنفاسي المضطربة
لطالما كان يتمتع بأعصاب باردة
أو هذا ما كان يظهره للناس من حوله

دقائق مرت و نحن على تلك الحال دون حراك  حتى ظننت أنه قد نام بسبب انتظام أنفاسه و هدوئه المريب

إلا أنه كسر ذلك الصمت بصوته الأجش  بنبرة هادئة كهدوء المحيط

_أمي خانت أبي

انصدمت من ما سمعته و كان أول سؤال تبادر بذهني
"هل تعاطى المخدرات قبل أن يأتي إلي أم ماذا ؟"

أكمل بنفس النبرة إلا أنه شد من عناقي أكثر كأنني سأهرب إن تركني
أو أنه بحاجة لذلك

_هي بالأساس لم تكن تحبه...لا أعلم الدافع الذي جعل امرأة تتزوج رجلا لا تحبه و فوق ذلك تنجب طفلا منه...لكن أتعلمين ماذا ؟

همهمت له دليلا على إصغائي إليه أحثه على إكمال القصة

_بالرغم من أنها لم تحب أبي يوما إلا أنها أحبتني بكل خلية في جسمها...قدمت لي كل ما تملك و هي لا تملك الكثير من الأساس

أحسست برغبة ملحة في البكاء
نبرة صوته و الألم الذي يحاول إخفاءه
لقد تذكرت كيف هجرتني أمي في أول فرصة وجدتها أمامها
لطالما أردت لقاءها و سؤالها عن السبب
كيف لأم أن تترك ابنتها وحيدة بعد وفاة والدها مباشرة و تهرب مع عشيقها

don't leave me / لا تتركنيWhere stories live. Discover now