البارت38

207 6 0
                                    

اللتفتت لها والدتها ببتسامه : وش تبغا نور عيوني !!
وضعت اصبعها بجوار فمها: ابغا ورق عنب صحن كبير و ابغا كروسان شوكولاته وابغا ابغا ابغا
قاطع ساري حديثها : خلاص خذي المحل كله يابابا تمام !
دانه والسعاده تغمر فيه صوتها:ياااي باخذ كل شي كل شي
بسيل  بهدوء: لا مو كل شي
ناظرت عمتها بعينان حزينتان لكن اردفت والدتها مجدداً: لا تناطرين عمتك كذا فيه اشياء تضرك ماراح ناخذها
ما في مكان اخر منطقة و حي  مختلفين
دخل منزلهم على عُجاله و خصص بحثه في غرفة والده
حتى وجد فتحةً كالباب في داخل الدولاب وما إن فتحها حتى صُعق بـ كمية المخدرات و الكحول و ادوية كلاب !!!
بجوارهم ورقة كُتب فيها ... لاتنسى إعطاء سيدرا الادوية قبل أن تشرب
صُعق مجدداً وتحرك للخلف بإرتجاج حتى سقط على الارض و الصدمه تعتليه و تعتلي ملامح وجه
لم يجروء على لمس شيء سوا الاتصال بالشرطه و البلاغ
وفور وصولهم تم البحث في الغرفة اكثر لـ رؤية علب فارغه من ادوية الحيوانات و اكياس كبيره تحت السرير من حبوب المخدره
صُدر جميع مافي الغرفه و تم اخذ ياسر للتحقيق فـ اثبت لهم ببعض الفحوصات الطبيه لـ اخته صحة اقواله
وتم الامساك بـ والدهم في المطار حيث انه كان يخطط للسفر الى إحدى الدول الاجنبيه مزوراً جوازه و هويته الوطنيه
انتهى اليوم بمساوئه و الآلامه التي تركت أثراً و نُدباً أمام القلب و في  ذكريات العقل
وغاب القمر بعدما شهد على مساوء البشر مما جعله حزيناً
لايشهدها سواه ولا يستطيع التحدث لاحد فـ يجعل النُدب تكثر على سطحه و هذا ما يجعل البعض يتحدث بأنه بشع لكثرة ندبه... لكنه شهد جميع اعمالهم من مواقف الفرح و الحزن و اعمال الشر و القتل ... مهما عددت لن انتهي
غاب وهو شاهد على لحظات الآلم و الخذلان
غاب حزيناً مما رآه
انقضى يوم وانتهي وهاهو يوم جديد لا نعلم ما سيحصل فيه هل فرح !! امّ انه المزيد من الآلم؟؟
و انارت شمس جديدة العالم
بغيوم بيضاء تُغطيها من شدة الغيره عليها و الرياح الدافئه تحاول تحريكها لخروج الضوء بين التشققات
ويستغل البعض منظرها الجميل بـ تصويرها و وضعها خلفية هواتفهم ... وهاهم ريفان و فارس في غرفة الدراسة
كل منهم جالس على مكتبه امام كل واحدٍ منهم جهازه المحمول
ابتداء وقت كل منهم عند ثبات  عقارب الساعه على 7:00
و التوتر يغلب ملامحهما ابتسم كل واحدٍ منهما للأخر ثم بدأ الاثنان في الاجابه على الاسئله بشكل متتالي
بينما كان فارس يُجيب على ستين سؤال  في ساعه
كانت ريفان تُجيب على خمسين سؤالاً و لها ساعتان فقط
كان الوضع يزداد توتراً و خوف  مع مُضي الوقت وذهابه
حتى انتهت ريفان ببتسامه رافعتاً رأسها بعد تسليم الاختبار: خلصت خلصت
اغلق فارس حاسوبه وتوقف رادفاً : كويس خلصتي في ساعه و ربع تقريباً  وانا المسكين خلصت قبلت و جلست هادي عشان ما تحسين بالوقت و تتوترين
الحين قولي لي كيف كانت اسألك الاختبار سهله !!
ريفان ببتسامه: شوي مو مره بس الحمد لله وانت!
فارس بقلق : كانت سهله بس تلخبط يعني حرف واحد او حركة غيرت السؤال كامل يارب فالنا النجاح و التوفيق
ريفان :امين
خرجت من الغرفه و هي تهرول ذهاباً لوالدها تريد
ومان ان رآته يرتشف من قهوته حتى اردفت : يبه ابغا اروح مع صحبتي المول شوي وارجع والله ما اطول
اجابها ببرود: السواق سافر ماعد فيه خلي واحد من اخوانك ياخذونك او انا اوديك وارجعك
ناظرته بصدمه وهي تردف :من متى و انت كذا ؟ اكيد سمعت لكلام اخوانك و اشاعاتهم عليّ لما سافرت
فقدت ثقتك فيني صح ؟
اردف مُجيباً :لو سمعت لكلامهم كان انتِ من زمان فيالبيت + لو اني ما اوثق فيك ما خليت عندك جوال و كل وسائل الترفيه
ناظرتها مجدداً وهي تهز رأسها بتساؤل : اجل ؟ ايش معناه كل هذا ؟ و شمعنى ما طلع الا الحين !
اوقف وهو يردف مرة اخرى لكن بقرار مخالف : دامك راح تعاندين و غيره اجل مافيه طلعه مع صحباتك ارجعي غرفتك .... صداقات ومعرفه ما جانا منهم غير  الهم
ارجعت خطواتها للخلف وذهبت نحو الدرج باكيه تريد فقط الاستقرار في غرفتها حتى أصطدمت بكتف نبراس
لكنها لم تتوقف او تلقي التحيه كعادتها
حاول ايقافها بالنداء عليها ولا جدوى من ذاك
اكمل نزوله للاسفل ورأى والده في حالة غضب ... فـ استجمع قواه و حاول سؤاله بهدوء: يبه وش فيها ريفان ؟
التف والده وهو يرمي الصحيفه التي بين يداه على الطاوله جوار صينية القهوة و السيجارة المُطفاه
واجابه : زين انك جيت الحين مافيه سواق لـ ريفان وين ما بتروح تروح معها و نفس الكلام ينطبق على فروس واذا قالت تبغا تروح بيت صديقتها او غيره امك معها وغيره لا
صُعق من قرارات والده المُفاجئه لينطق: بس من متى وانت تشدد على ريفان كذا ! يبه البنت قربت تدخل 22  مدري 23سنه ايش تغير ؟
استقر بجانب ابنه وهو يشعر بالتعب الشديد مُجيباً تساؤلاته: اول شي بنتي كبرت والشي اللي غلطت مع بسيل فيه ما بكرره معاها
ثاني شي عمانك و زوجاتهم وعمامك يتكلمون وصل فيهم يطعنون بشرف بنتي وش تبغاني اسوي !!
نبراس بصدمه: ومن متى انت تسكت يابوي ؟!
من متى تسكت على اللي يجيب سيرة عيالك ؟ وتحديداً بناتك
يبه انت اعطيت ريفان وبسيل الثقه الا ان سلمت امانتها لزوجها الحين لا تظلم ريفان و خليك واثق منها بقد ثقتك لـ بسيل لانها بنتك
يبه ريفان ما سوت نفس بنات اخوانك وكلمت شباب ولا صادقتهم  و غير ه .. وقت سفرها عينت لها حراس بس عشان ما يقرب منها ولد او تحب شخص و تندم بعدها  ولو تبغا اثبت لك اثبت انه اختي اشرف منهم صح انها على راحتها بس انها حدود ومو كل شي تسويه....
وعيال اللي ماني بقايل عنهم انا اوريك فيهم جا الوقت اللي احط لهم فيه الخطوط الحمرا ...
وبينما ريفان جالسه على سريرها بخدين يغطيانهما
اخرجت دفتر مذكراتها و بدأت في الكتابه
ماما ... بابا ... اخواني
لما أتوظف أنا بس أبغا أشتغل ما أبغا أصاحب شباب
لما اللبس عبايه رماديه او فيها زخرفه أنا ما أبغا أغري الشباب
لما أقص  و أصبغ و أللبس أنا بس أبغا أغير ستايل و من نفسيتي و أنبسط  ما أبغا أدخل بالحرام
لما أروح مول أو كوفي أنا بس أبغا شويه أسولف مع صحباتي و أشوفهم وأضحك معهم ما أبغا أقابل الأولاد
لما أقفل باب غرفتي أنا مو جالسة أكلم واحد بالسر أنا بس أحب أجلس لحالي و أكون في مساحه خاصه فيني أرتاح
لما أقول لكم أبغا أروح الماركت أو البقاله اللي عند بيتنا أنا ما بقابل شاب او أهرب مع أحد
لما أسجل صوت في مكان بعيد أنا بس بكلم صحبتي بصوت عالي و أبغا هدوء تراني ما أكلم ولد
ألف لما و لما بالخاطر بس للأسف اللي صارت لي و اللي ما صارت صارت لغيري
مذكراتي
اللي كتبته لك هذا الصباح جزء من الذي سأُعانيه إبتداءً من اليوم ولكن هُنالك الكثير تُعانينه من سنوات عِدة
إلى متى يستمر الجهل و مفهوم التفتح الخاطئ!!!
فـ منذ أن خرج مفهوم التفتح و الناس تُبيح لها ما تِحب و تُحرم عليها ما تكره و تفعل بـعكس ذلك للمجتمع حولها
بينما وفي مكان أخر خالي من أي منزل فقط خيام و سيارات ، نساء واطفال برفقة رجال
وضعت طفلتها عند جدتها و اخبرتها بالانتباه وبأنها ستذهب للجلوس وحدها قليلاً
تقدمت خارج الخيمه ورأت على يمينها زوجها يطبخ الاكل برفقة  البعض من ابناء اعمامه
و على يسارها شبه فارغ خلف الخيام
تقدمت حتى استقرت في مكان بعيد لكنها تستطيع رؤية الخيام منه .... استقرت به وجلست على الرمال حيث كانت هُناك نسمة هواء شبه بارده
أمسكت بـ هاتفها وبدأت الكتابه
الحقيقة هي أنني سأحبك لاخر العُمر ... ليس حُباً يجعلني أن أنتظرك لـ نهاية حياتي...
وليس حُباً يجعلني أبكي على فراقك أو مُراقبتك عن بُعد رغم الفُراق ....
حُبي لكَ إستثنائي ... وهو أن تظل في أعماق ذاكرتي لكن من دون حديث ... أن أتمنى لك الخير لكن ليس بجانبي
أن أتذكرك من حين إلى أخر لكن من دون أن أحدثك ...
أنت خُلقت لكي لا تُنسى..ليس لأنك أستثنائي .. بل لأن مشاعري نحوك كانت استثنائيه
قد كُنت اول حُب حقيقي.. اول إحساس .. أول شعور بالامان .. اول نبضات قلب مُتسارعه .. اول إبتسامه جميله يُطلقها الهائمون في الحُب .. أول أحلام مُلونه و أول آلم و وجع ... قد مُنت لي الأول في كُل إحساس عشته بِفعل الحُب.. سأُحبك لآخر العمر ... لكن ليس كالحُب الذي لن تُفكر به وأنت بين التُراب ... هو حُب للشعور و اللحظات و المواقف الجميله الاولى بحد ذاته... اما عن حُبك لي لا أعلم لكن اتمنى رؤيتك في جنات النعيم و اعلى الدرجات منها الفردوس الاعلى يا رب
اشاحت بنظرها للافق و انتبهت لأذان المغرب
شعرت بالربكه والتوتر و حاولت الجري نحو الخيم
لكن فجأةً اصبح امامها سائقو دبابات من ابناء عم زوجها فـ حاولت الذهاب من طريق أخر
بينما ساري كان يبحث عنها رآها كيف مرتبكه لا تستطيع التعرف على طريق العود فـ تقدم لها وهو يجري
حتى امسك بكتفها وكتم فهمها رادفاً: انا ساري مافيه داعي تصارخين
هذأت من روعها و خوفها ثم اللتفتت له و الخوف على ملامحها قد بان
عقد حاجباه اكثر مُتسائلاً : وين حجابك !
بسيل : امي قالت لي ماله داعي لان محد حولي و جلست هنا وحدي و ما انتبهت الا على الاذان
فتح شماغه المُلتف حول رأسه و وضعه فوق رأسها وهو يخبئ خصلات شعرها جيداً بداخله
ثم امسكت اكتافها و اقبلُ متجهين نحو الخيم حتى سمعت صوت الكلاب لتتوقف وتنتظره بخوف رادفه : ساري صوت كلاب ذا او ذياب ؟؟
ابي بنتي ما بي اموت و انا ما شفتها
بدأت بالبكاء وهو يراها جاثيه على قدميها وقد اختلطت يداها بالتراب
امسك بها وهو صامت فقد شعر بأن التي أمامه ابنتها دانه
لا انسانه كبيره بالغه
وصل سيارته ثم اخرج ماء و حاول تهدئتها في حضنه
وهي احتضنته من دون اي تردد بشده
ثم شربت القليل من الماء
حاول الممازحه رادفاً: شوفي عيف اعدمتي ثوبي بكحلتس الحين كيف اروح لـ الرجال ؟
ناظرت الثوب و ابتسمت بمصاحبة ضحكة صغيره وهي ترا الماسكارا و الكحل يغطيان صدره
حتى اجاب : عادي ببدل الثوب بس لا تصيحين بالبر فاهمه ؟!
غير ثوبه بـ مساعدتها و ذهبت فوراً نحو خيمة البنات وهن واقفات يصفقن بحراره
لتنطق : بسم الله بنات وش فيكم ؟؟
اجابتها جواهر  وهي تدق كتفها برفق: شفنا كل شي ياعيني
الجمال و الحنيه وربكم اول مره اشوف ولد العم حبيب و حنين تسذا ماعرفته
مشاعل وهي تحاول دق عتاب بالكلام : هو من يومه اخوي ساري حنين بس طلع حنانه لما تزوج حرمتن سنعه صيانته وصاينه بيته صح الله يحفظها ام دانه ما قصرت
عتاب بانزعاج : على اساس اني كنت مهملته يا وجدي عليه ابو مشعل متحملها و متحمل بنتها وماهو ملزوم فيهم بالمصاريف الزايده
ناظرتها بسيل ببتسامه ثم اجابت : حبيبتي لو حافظتي على بيتك وزوجك كان ما فكر يدق باب غيرك و انا ما ضربته على يده يتزوجني ترا اربع سنوات وانا في عز و نعيم ماطلبت شي من احد الحمد لله شهادتي موجوده اشتغل فيها ماني مثل غيري حدي متوسط وتزوجت و اهلي مو منقصين عليّ او على بنتي شي و حلال ابوها موجود بالحفظ و الصون تكبر و تستلمه من بعدي مو محتاجين فلوس احد وتراها خصوصيات عائليه مالك صلاح تحكينها
تقدمت اوركيد وهي تسحب يد بسيل للابتعاد عن عتاب التي بدأت بالغليان ناطقه بمزح : تعالوا تعالوا تعلمنا بسيل كيف طيحت ساري بغرامها
بسيل ببتسامه : الا يا مشاعل اوركيد عندها لكم خبر يشرح الصدر و يفرح
ناظرتها تريد منها الصمت لكنها ابتسمت و اردفت : اوركيد  حامل يابنات و اخيراً قررت تجيب غير شادن يارب يكونون توأم
مشاعل ببتسامه : له له العسل حامل من ورانا!!! ربي يتمم لتس على خير حبيبتي
اكتملت جلسة البنات بعدما خلت من وجود عتاب و اختها
حاولن في بسيل ان تأكل لكنها كانت تتألم بسبب دورتها الشهريه و رفضت جميع انواع الطعام
فجأه و اثناء الحديث رأت شيئاً يتحرك واردفت صارخه بعدما عرفته : جواهر وراك ضب
انهالت الصرخات المتفاوته و العبارات
فـ استيقظت دانه من نومها و خافت معهم لـ تخبئ وجهها في صدر والدتها
تقدم الجميع لهم و بدأت الحريم الكبار بالصراخ عليهن و انه مجرد ضب لن يأكلهم
لتنطق دانه بخوف : جده خذي الديناصور من هنا
لكن قاطعها صوت ساري وهو ينطق : ياولد
اردفت احدى عماته : ادخلو يا يمه كلهم متغطين
اردف ساري  بضحكة صغيره : خايفين من ذا المزيون ؟
اوركيد بإنفعال : ذا المزيون يغازل زوجتك شوف كيف يناظرها و بنتها متقطعه من البكي
اخذ الشماغ من رأس عبد العزيز مردفاً: روح جيب صندوق الحديد اللي عند الشيبان خلينا نحطه فيه للفطور
التفتت دانه له وما ان رأت الضب بين يده حتى صرخت و ضربت صدر والدتها من دون قصد لشدة خوفها
تحملت الالم و هي تشد على حضنها و دموعها تكاد تنزل
وبعدما وضعه في الصندوق تقدم ساري لـ دانه المُنهاره في البكاء فقد كان يتوقع والدتها هي الباكيه
اخذها من يدي والدتها بسلاسه و هم في الرحيل بها لكنها اردف : ماما لا تخليني تعالي
نطق من دون ان ينظر : تعالي نسكتها بعيد ثم ترجعين
استقامت في وقفتها وذهبت برفقته جوار سيارته
جلس الاثنان على يمين السياره بما انه الجزء الفارغ ويحجب الرؤيه بينما دانه ما زالت تمسح دموعها في حضنه
مسح دموعها بـ شماغه و اعطاها رشقه من الماء
ثم اردف: وش فيتس يانظر عيني !! تراه ضب مايسوي
دانه بـ تفكير طفولي: انا كنت نايمه و صحيت على صراخ ماما و الباقي وشفت ديناصور كبير يخوف وركضت حضن ماما عشان ما ياكلني
نطق ضاحكاً: ههههه لا يا بابا هذا ما ياكلك انتِ تاكلينه
واسمه ضب مو ديناصور ههههه يقطع شرتس ضحكتيني
نطقت بسيل ببتسامه : لما كنا نروح البر وتشوفه كان يقول لها فارس انه ديناصور ياكلها عشان ما تقرب منه لانها فضوليه بشكل مو طبيعي كل شي تبغا تلمسه وتقرب منه
دانه : اي و فروسي ما يكذب هو قال انا احبك ما اكذب عليك
ضحك الاثنان بنفس اللحظه ثم التقت نظراتهم لثوانٍ
حتى قطعها ساري بنطقه لـ دانه : لا يا قلب ابوك مافيه شي الضب ما يخوف بس لا تقربين منه زين !!! عشان ناكله فطور
ناظرته بـ اشمئزاز : ويع كله لحالك انا ما اكل سحليه
كادت بسيل ان تضحك على تعابيره لكنها تداركت الوضع وهي تردف يلا يا ماما تعالي ننام
احتضنت ساري اكثر متحدثه بابتسامتها اللطيفه: لا ابغا انام بحضن بابا
صُعقت من حديث طفلتها فـ منذ زمن لم تنطقها سوى لـ جدها ومن بعده لا احد كادت تكشف نفسها عندما شارفت دموعها على النزول لكنها تداركت نفسها سريعاً
اتسعت إبتسامة ساري و جعلها تستلقي اكثر بحضنه وهو يُقبل رأسها ناطقاً : ياروح و عيون بابا انتِ نامي جعل ما ينام بحضني غيرتس
دفنت وجهها بصدره ونطقت بعد ثوانٍ قصيره : مازعلت لاني قلت لك بابا ؟
قبل جبينها مرةً أخرى وهو يدخلها بـ داخل فروته : لا ياعيوني ماهو انتِ بنتي الحلوه
حاولت ان ترى والدتها لكن الفروه منعتها واردفت بصوتٍ عالي: ماما زعلتي ؟؟
بسيل : لا ياقلبي بقوم اجيب فروتك من السياره لا تضايقن عمك
ساري بهدوء: ابوها ابوها وما تضايقني اجلسي مكانتس
جلست بصمت حتى نامت طفلتها
وبعدما رآها خدرت بين احضانه اردف:يلا قومي الخيمه عندهم
تحدثت بخوف : على جثتي اروح والله ما دخلتها تبغا يطلع لي شي ثاني و اموت ؟؟
اجابها : طيب وين تنامين مع البنت!
بسيل : طبعاً السياره يتكسر ظهري و لا اموت
ساري: اي ومين ينام معتس!
بسيل : مشكلتك حبيبي قلت لك اني ما انام في البر يا ترجعني البيت الحين او انام فيها
ساري:مهبوله انتِ ارجعتس ذا الوقت !
قومي نامي فيها و خذي البنت لا تبرد
اخذت طفلتها و دخلت  السياره بهدوء ثم حاولت النوم مغمضتاً عيناها و لم تستطع
فـ مرا ببالها لحظات بجوار  عبد الاله كيف كان يحتضنها في السياره و تنام بين احضانه وهو يتأملها و يلعب بشعرها حتى ان يغفى وهي كالطفله يحاصرها بتملك
فتحت عيناها وهي تضع ابنتها بجوارها ثم نظرت من النافذه ساري الجالس امام النار التي اشعلها ملتف بفروته من برودة الاجواء
اخرجت كوب لـ تَصُب له من الحليب بالزعفران الذي عملته
خرجت من السياره بهدوء و مدت له الكوب رادفه : تفضل
اشربه و تدفى لا تبرد
اخذ منها الكوب و جلست بجواره وهي تلف فورتها السوداء كالليل حولها بينما القبعه فوق رأسها
رفع نظره لها واردف: اقربي هنا وتدفين او ادخلي السياره عند البنت
اقتربت منه وهي مازالت صامته واسندت ظهرها للخلف
نطق بهدوء: وش رايتس تعرفيني عليتس اكثر وعن طفولتس كيف كانت !!!
ابتسمت وهي تردف: اممم وش بتعرف ؟
ساري : كل شي قولي و انا بسمع لتس
بسيل ببتسامه : تربيت وانا مشتته بين امي وابوي
و تفكيري ضايع بـ انه ايش السبب اللي خلاهم ينفصلون
كنت كل ويكند اروح مع خالي همام عند ابوي وزوجته
وكانت امي مو زوجة اب بنظراتها حنانها خوفها نصايحها
وتعودت على كذا كل ويكند انا عندهم خالي ياخذني على اساس اني اروح معه عند جدتي
طبعاً امي تكرهني ولا عمرها حبتني او اهتمت فيني نفس سيدرا عذبتني و عذبت ياسر ولد زوجها لانه كان يدافع عني  لدرجة انها ما ارضعتني كره فيني و في ابوي
مع الايام زوجها جاب امه و ابوه  عشان يتطمن على ولده انه بخير وسممتني عشان تحرق قلب ابوي فيني
واشياء غير كثيره بس هذا اخر شي صار ومن بعدها ابوي رفع قضيه وكان عنده دلائل واثباتات على خيانتها
اخذ وصايتي و اول ما دخلت معه البيت حضنت امي الاء وانا اصيح لانها الام الوحيده اللي عرفتها صارت لي كل شي مو بس ام
و بسبب الاشياء اللي تسويها امي لي انسجنت لانها كانت تعذب طفله
ولما راح زوجها يدفع الفلوس عشان تطلع ماتت قبل ما تطلع
كبرت بجو عائلي حلو بين اخواني الا ان جا الوقت اللي اعرف فيه سبب طلاقهم ساعتها اكتشفت انه ابوي المظلوم و انخان من زوجته و صديقه
دخلت اكتئاب  فتره قصيره و اللي طلعني منه امي
تعبت كثير وكانت اقرب انسانه لي
بيوم جا ياسر ولد زوج امي خطبني و قال ابوي الملكه ما نسويها الا لمًا يتخرج وساعتها كنت انا في الجامعه ادرس ادارة اعمال قسم انجليزي .....
مضت الدقائق تليها ساعه حتى اخبرته كل شيء بإختصار
: وبكذا اكون قلت لك كل شي الا ان وصلت عندك
اسندت رأسها للخلف مره اخرى مغمضة العينين و حضنت قدماها ناطقه مرة اخرى : جا دورك قول لي
اخذ نفساً عميق و من بعده تنهيده عميقه
وتحدث بعدها : حياتي اتوقع عبد الاله كان يتكلم لتس عن حياتنا كيف قاسيه شوي ولاني الكبير تزوجت اول ما تخرجت من ثانوي قالو لي عتاب محيره لك ولزوم تاخذها
على انها جميله بس قلبي ما مال لها من تصرفاتها الشينه
ولاقدرت اتقبلها حتى بعد ما جبنا الولد وبعدها قررت اني اكمل دراستي بالخارج وسجلت وخلصت كل  اموري
ثم عرف ابوي اني اجهز كل شي من وراهم وحلف عليّ اخذ عتاب ..كان عندي امل اني اتخلص منها كم سنه بس للاسف تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن
جاني ولدي مشعل و اضطريت انزل السعوديه عشان احطها عند اهلها و اول ما خلصت نفاساها ابوي لزم عليّ ارجع و اخذها
ومن تزوجتها وعرفتها وانا ما ابتسم و صرت ساكت و بارد مع الكل حتى ابتسامتي ما يشوفونها الا في المناسبات الكبيره بالحيل تطلع بعد ضحكتي ما صارو يسمعونها الا لما اجلس مع القراب مني بالحيل بعد
عتاب سودت عيشتي
تخرجت من زمان  و قررت ارجع قبل زواجك بـ عبود بفتره
طلقتها اول مره بعد ما رفعت صوتها على امي و الثانيه لما اخذت اوراق تخص شغل ابوي عشان اخوها
تزوجتس وحسيت لاول مره اني مع انثى مهتمه بأنوثتها صح  مع ام حقيقيه  تخاف على بنتها
انثى قدرت  عليّ هالمره اقول انها اخذت قلب ساري وعلقته فيها
نظرا له مُتسائله : وش اللي خلاك تتزوجني ! وبعد اربع سنوات بعد فـ كيف قررت ذا القرار بسرعه  وفجأة!؟

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now