البارت16

170 5 0
                                    

وبعد فتره وجيزه دخل والده سريعاً و اللهفه مرسومه على ملامحه فـ أحنضنه اول ما نظرت له عينيه بكل شوق و إشتياق لـ إبنه
ياسر ببتسامه : الله يسلمك يابوي ما تقصر
سامر : وشحالك الحين طمني عليك
ياسر : بخير الحمد لله بس احس برجولي متخدره
سامر : طبيعي لانك طولت في النومه جسمك تعود على النوم و الخمول
ياسر : وين سيدرا! كل اللي اذكره انها قالت لي بتروح وماعد شفتها و جوالي وينه!
ادخل يده في جيب سترته وأخرج الهاتف لـ يُعطيه ابنه وهو يتحدث: سيدرا لا تجيب سيرتها عند امك عشان لاتزعل هالفتره بس
رفع حاجبه بـ استنكار لكلام والده : وليه ان شاء الله؟ هي اختي
سامر : امك من صار لك الحادث وهي بس تقول انه السبب في هذا بنت عبد الرحمن و كارهه اختك كثير لأنها اختها من امها وخايف انها تأذيها او يصير لها شي عشان كذا انتبه تجيب سيرتها قدام امك و انا اخذتها بيت جدك ازورها اليوم ان شاء الله
ياسر : عشانك خايف من امي او على امي؟
سامر : يا ياسر خلاص قلت لك البنت خليها، في بيت، جدك احسن لها الصراحه امك ما عاد لها رغبه، سيدرا تجلس معنا، في البيت و انا قلت اخليها مع جدك وجدتك احسن لها وتسليمهم لأنهم لوحدهم
ياسر : ومين قال لكم انه اختي مُهرج عشان تسليهم!
سامر : يلا اهم ما عليك ترتاح بروح بيت جدك تحتاج شي!
ياسر : خذ امي البيت على طريقك
سامر : خليها، عندك شوي كانت عندك طول الليل متلهفه لشوفتك اول ما تصحى
ياسر : ولما اطلع بروح بيت جدي عند سيدرا جهزو اي غرفه هناك
استقام في وقفته خارجاً يستغفر الله ويذكره
توقف عند زوجته و اوقفها لـ إقلابها للمنزل لكنها رفضت الذهاب و العوده من دون ابنها فلم يستطيع عمل اي شئ سوا جعلها، تنتظر في مكتبه و ذهابه لـ بيت والديه يطمئن على ابنته ويشرح لها الوضع فهو لا يريد أحزانها اكثر
استمر جلوس ياسر في المشفى لمدة شهر حتى عاد لطبيعته و انتهاء دراسته و عمل والده اكبر العزائم للأهل و الأصحاب على سلامة ابنه و هاهو الاسبوع القادم أوشك على الإقبال و ها هي جالسه في احد المجمعات التجاريه مع صديقتها من أجل اختيار فستان الخطوبه و مستلزماته الاخرى
أوركيد : اسمعي من الحين ولادتي قربت خلوني اولد وبعدها تسون زواجكم
بسيل ببتسامه تُخبئ خلفها بعض الحزن : ابشري بس خلي سيدرا الحين تجي عشان نقدر ننطلق و ونتسوق
أوركيد : طيب اشتهيت بانكيك اطلبي لي على ما تجي اختك
بسيل : حاضر كله ولا البنوته، الحلوه ما نرفض لها طلب
اوركيد: أي خلاص صرتي خالتها من الحين
وبعد بضع دقائق  قليلية ليست بطويله تقدمت وبين يديها علبه ورقيه صغيره في داخلها بانكيك بـ انواع الصوصات المختلفه وبين يدها الاخرى كوب من القهوة و كوب عصير طازج
بسيل : ماجبت لك قهوة عشان لا تتضرر البنوته جبت لك عصير تفاح
مرت خمسة عشر دقيقه اي ربع ساعه بالضبط حتى تقدمت لهم سيدرا ببتسامه ومن خلفها شخص يُراقب ماذا يحصل بينهم و كأنه يقف خلف كواليس عرض مسرحيه او تصوير  مسلسل لكن الفرق انه في وقته الحالي لا يسمع ما يدرو بينهم مثل الأشخاص الموجودين خلف تصوير مسلسل او عرض مسرحيه أصبح يتبعهم ويرى كل شئ تأتي عينها عليه أعجب بذوقها فلم يتوقعه بهذا الجمال لكنه حزن بمجرد تذكره بـ انه ستصبح ملك  شخص آخر غيره بين يدي غيره و ليس يديه
جلس بتعب من الذهاب خلفهم حتى انتبهت له بسيل و همست لـ اختها :اللي ورانا ياسر صح!
رفعت سيدرا هاتفها وكأنها تلتقط سيلفي لـ تُقرب الكاميرا و تردف بهمسها: اي هو غريبه وصلني بس ماقال انه راح ينتظرني
بسيل بحزن : قصدك يلحقنا
أوركيد بتعب : بنات تعبت ما اقدر اكمل خلينا نجلس شوي هنا
بسيل:طيب  بس باقي لي الكعب  بدخل هذا المحل وان شاء الله يكون موجود فيه اللي يناسب انتو استريحوا هنا على الكراسي اللي مقابلته
سيدرا : وانا بجلس معها ادخلي اشتري و اطلعي
بسيل : طيب انتبهو لكم
رن هاتف أوركيد وكان زوجها عبد العزيز يطمئن على صحتها و يخبرها بأنه سيصل بعد دقائق معدوده ليذهب معها للموعد و الاطمئنان على صحة طفلتهم
بسيل و اخيراً بعد دقائق خرجت تضم بين يديها حقيبة ورقية أخرى لِتُردف : اخيرا لقيت الكعب اللي أبغاه
أوركيد : يلا بطلع زوجي ارسل لي انه برا
بسيل : اوصلك او ما يحتاج!
أوركيد : لا ياقلبي ما، يحتاج اساسا حتى اللي اشتريتهم مو كثير
بسيل : بحفظ الله طمنيني عليك وعلى البيبي
بقيت الاختين وحدهما و اشترت بيسل لـ اختها كل ما تحتاجه بدون اي تقصير حتى جلستا على طاوله في مطعمهم المفضل و الحقائب الورقيه حولهم
سيدرا بتردد : بسيل اقدر اسألك!
بسيل : تفصلي ياروحي
سيدرا: نسيتي ياسر؟
اخذت نفس عميق يُخرج ما بداخلها من ألم و يجعل عينيها تلمع كـ اللؤلؤ: ما نسيته ابد بس..
هذه الحياه تطلب ان تعيش فيها بكل مافيها، السئ والحسن، ولكن نريد أن نعيش بالحسن فقط، وكيف لنا أن نعلم الحسن إن كان لايوجد سئ!... ألا نشر اننا انانيون بعض الشئ؟... نعم نحن كذلك.. فلو عشنا بالحسن فقط.. سننفر أيضاً ،إذن ماذنبي انا وما ذنب  الحياه؟...
سيدرا: طيب للحين تحبينه! وليه وافقتِ؟
بسيل ببتسامه ذابله: مشاعري له كلها موجوده لكن لازم اخفيها عشان ما اخون الشخص اللي يتمناني ويحصل علي بعد كم يوم... انا ماكنت ادري بمرضه فـ ما بالك اني عرفت بـ صحته بالصدفه لا تقولين اني غلطانه لاني ما سألت بالعكس سألت كثير وحاولت اعرف عنه خبر لكن كل الأبواب تسكرت بوجهي انتظرته ثلاث سنوات كل اللي يجوني ارفضهم وبعدها فكرة بمنطق ليه ما اكمل حياتي!
سألت امه عنه و ردت علي بنبره حاده تقول فيها، اني السبب في بعده عنكم و كانت تدعي علي وانا ساكته مو فاهمه شي قالت لي ابتعدي عن ياسر لأنك تأذينه بدل ما تكونين له الأمان واذا تزوجت بدون رضاي ربي لا يوفقكم
سيدرا كيف  تبغيني اتزوجه و أمه مو راضيه!
مثل ما ابغا على نفسي المضرة من شي ما ابغا غيري ينضر لان لو تزوجنا ربي ماراح يوفقنا بدون رضى جنته
ساد الصمت بينهم و اقتربت من اختها تحضنها و تمنع دموعها من الهطول اكثر ثم تحدثت بهمس : خلاص اهدي ولا تبكين محد يستاهل دموعك اساسا حتى انا تكرهني ومن فتره طلبت من ابوي يطلعني من البيت ما تبغاني اعيش معها و سكنت بيت جدي
بسيل بصدمه : وليه ما قلتِ لي؟
سيدرا: ما حبيت اقول و خلاص شوفي صار لي شهر  عند جدي وجدتي و احسن وأفضل ما يكون  الحمد لله
بسيل : اقدر ازورك هناك!
سيدرا: اكيد اساسا جدتي بتفرح بزيارتك لنا ودايم تسأل عنك
نظرت لـ ساعتها ثم إعادة نظرها لـ اختها ببتسامه : يلا الوقت الحين راح يتأخر تعالي اوصلك البيت على طريقي
تلفتت ونظرت خلفها تبحث عن اخيها حتى رن هاتفها و أخبرها، بأنه موجود في احد المقاهي بجوارهم.... اللتفت لـ اختها وهي تردف: ياسر موجود هنا هو بيرجعني البيت
بسيل : تمام ياقلبي يلا انتبهي لنفسك وبس توصلين طمنيني عليك
سيدرا : ابشري ارسل لك ان شاء الله
استقامة في وقفتها وجمعت الأكياس بين يديها ومن ثم ودعت اختها ذاهبه للخارج
بعدما تأكد من خروجها تقدم لـ اخته وجلس بجواره وهو يردف: سألتها اللي قلت لك
هزت، رأسها، بالإيجاب و اخبرته جميع ما قالته لها بالحرف حتى كلام والدته لها
وبعد حديثهم  الذي دام لمدة ساعه حمل الأكياس عن اخته و ذهب برفقتها للسياره وفي أثناء الطريق نظر للخلف من المرأه الاماميه لـ يسأل اخته بـ استغراب : من وين لك كل هالفلوس عشان تشترين كل هالأغراض!  ابوي عاطيك بطاقه بدون حدود!
سيدرا : لا اختي جابت لي اغلبهم
اكمل طريقه في صمت حتى وصل إلى بيت جده انزل اخته وذهب للمنزل من أجل مواجهة والدته فـ اعتبر السبب الأول .....
وذهب للمنزل من أجل مواجهة والدته فـ اعتبر السبب الأول لـ خسارت الفتاه التي يحبها والدته و كلامها الجارح لها
وعند وصوله للمنزل حاول تهدأت اعصابه و جعل نفسه طبيعي جداً حتى لايشك والده بتصرفه لانه شديد المُلاحظه عليه.... دخل وألقى التحيه على والديه ثم جلس يرتشف معهم القهوى و يتبادل الأحاديث إلى ان وصلت احاديثهم لـ بيت عبد الرحمن  والسؤال عن أخبارهم و أحوالهم
ياسر : اجل كيفهم بيت عمي عبد الرحمن له وحشه والله
افنان بـ مُقاطعه لـ حديثهم كما يقطع السيف عنق الجاني : وش تبغا فيهم خلاص علاقتنا معهم انقطعت ما يربطنا، فيهم شي غير.... اكلملتها بكره  اختك اللي تصير اخت بنتهم وبس
ياسر ببرود : وليه يمه انفعلتِ كذا!
لم ينتظر الرد من والدته حتى اللتفت لوالده وهو يخبره : يبه يقول لك فيه ام خربت حياة ولدها لما كان مريض مايدري عن اللي حوله راحت تهدد خطيبته وقالت لها ياويلك تقريبن من ولدي و كل اللي صار فيه بسببك و غيره و قالت لها لو ما ابتعدتِ عن ولدي بيصير لك شي ما يعجبك و انا مو راضيه عن زواجكم وش رايك بهاذي الام؟
عقد سامر حاجبيه بعدم رضاء ولاحظ الكثير من حديث ابنه و علم انه وراء كلامه مغزى كبيره حتى اردف بهدوء ونظره موجه على زوجته : مين قايل لك عن هاذي الام؟
التفت لوالدته ببتسامه و عينان لو كانت ناراً للتهمت كل كم حولها : امي الله يحفظها انا جيت اقول لها يعطيك العافيه ما قصرتِ لتدمير ولدك و الله يسامحك
التفت سامر مره اخرى وركز نظره على زوجته بحده ولم ينطق بحرف حتى خرج ابنه من المنزل يجر أحزانه وخذلانه خلفه فـ توجه لبيت جده  بجوار اخته و جديه في المكان الذي يشعر ان الراحه و السعاده تملئه بعكس منزلهم مهما تجمعت فيه العائله وكثرت الانارات الا ان مره والدته وغيرتها واضح ما، الذي جعلها تتغير هكذا بعدما كانت احن شخص في الوجود مليئه بالتواضع
استغفر ربه وهو يتوقف بجوار الاشاره حتى مر بجوار المطعم المُفضل لجديه و اشترى منهم الذ الأكلات ثم اكمل مسيرته للمنزل
اما في منزل سامر كان يصرخ في زوجته و يكسر الأغراض من حوله لم يكن المقصد اذيتها لكن اخافتها و جعلها تفهم خطأها دام، صراخه ما، يُقارب ساعه حتى ثبت نظره في وسط عينيها و هو يتحدث : خذي اغراضك و على بيت اهلك و اذا عقلتِي وفهمتي غلطك ترجعين
لم تُفكر في كلامه كثيرا حتى اخذت أغراضها، المُهمه و خرجت مسرعه لـ سيارة السائق
جلس على أقرب اريكه له و فتح ازرار ثوبه وانفاسه السريعه تدل على ضيقه
هل يُعقل بعد هذا العمر الطويل بينهم و الايام و السنوات بعد كل هذا هل يُعقل ان يحدث طلاق؟
أسند ظهره للخلف واغمض عينيه في مُحاولات لـ اخذ نفس عميق حتى استرخى تماماً وصفى ذهنه لـ يملئه مرةً أخرى بالتفكير
زوجته تحب ابنهم كثيراً وتتمنى سعادته وايضاً تُحب ابنة رفيقه عبد الرحمن فـ كيف أصبحت هكذا كارِهه لها ولماذا حطمت قلب إبنها و وحيدها و هي تتمنى له دوماً السعاده تساؤلات كثيره تدور في عقله يُحاول ان يحدد لها جواب ولكن من دون جدوى حتى مر يومان على نومه في المشفى و زوجته عند أهلها و المنزِلُ خالٍ من أي شخص إلا أن قرر العوده للمنزل للإستحمام و تغير ملابسه ومن ثم خرج من المنزل مُتجِهاً لِ منزل أهل زوجته وبعد عِدة دقائق وصل لوجهته ثم استقبله اخ زوجته بالترحيب و الابتسامه و ادخله مجلِس الرجال لِـ ينتظر زوجته
وبعد دقائق قليله أقبلت عليه، برفقة أخيها حتى جلست بجواره
فتحدث موجهاً كلامه لِـ أخيها : ممكن تتركنا لوحدنا؟
افنان : تكلم واخوي موجود ما فيه شي يتخبى
سامر : بس على ما اظن انه للبيوت أسرار
تحدث أخيها مُقاطِعاً لحديثهم: سامر ممكن تفهمني ايش صاير؟ لأنها جت و قالت لنا كلام كثير بس ابغا أفهمه منك
خطف نظره لها سريعاً بابتسامة سخريه ثم نظر له و اخبره بجميع ما حدث وما فعلته اخته
اللتفت لـ اخته موجهاً الكلام لزوجها : كلمت البنت و هي ما تدري بغيبوبة ياسر ؟ وهددتها !
سامر : والبنت الله يوفقها نهاية الأسبوع يمكن تصير خطوبتها لو اختك ما خربت عليهم بكلامها كان تصير خطوبتها على ولدي  الحين قول لي تصرفها صح او غلط؟ انا عارف اني غلطان بسبب صراخي عليها و اللي سويته لكن هي غلطها اكبر
استغفر ربه ثم اردف بحده : ليه سوتِ كذا؟ ليه، خربتِ حياة ولدك؟
افنان : بنت زوجتك الثانيه ما تصلح له و ولدك كل اللي سواه بس عشان يكبر بعينها ولما تطوع ما راح من نفسه راح عشان تحبه اكثر ويتجمل بعينها يعني كل اللي يسويه عشانها و بس
سامر : استغفر الله يارب إذا عقلتِي ورجعتِي لعقلك اجي و ارجعك
افنان : بس ما  ارجع معك لو بنتك راح ترجع في البيت
سامر : ترجع وتحطينها فوق راسك وتذكري انه لو مارجعتِي خلال هالفتره تجي وحده بدالك و تاخذ مكانك

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now