البارت34

132 1 0
                                    


وبعدما انتهت توجهت له لـ تتوقف عند رأسه وتوقظه  للصلاه حتى لا يتأخر ثم نزلت لاعداد الافطار و صنعت اشياءً سريعه لكن ترتيبها  وتنسيقها يجعل منها لذيذه  ايضاً صنعت الشاي و حليب الزنجبيل بطريقتها الخاصه
وعلى اخر صحن وضعته برفقة امينه بدأ الجميع بالاقبال عليها و مدح المائده و جمالها
ابتسمت لهم مجامله ثم توجهت للصعود حتى سمعت صوت والد زوجها يحادثها : وين يابنتِي اجلسي افطري
ابتسمت له رادفه: تسلم ياعم اخذ لي اي شي ع الطريق عندي شغل طويل اليوم
ذهبت للاعلى سريعاً وفور دخولها الغرفه همت بـ  تغير ملابسها و لبس عبائتها ومن ثم نقابها
وبعدما انتهت سحبت حقيبة الكاميرا و الابتوب ثم امسكت بحقيبة يدها و مفتاح السياره في الوقت نفسه
وعند نزولها توقفت بالقرب من طاولة الطعام ترد على هاتفها  رادفه: وعليكم السلام ... اهلين استاذ احمد ... بالطريق نص ساعه و انا عندك ان شاء الله... تمام انت رتب اغراضك وانا بس اوصل ارتب اللي عندي ونبداء تصوير ... لا انت امسك الفيديو و المونتاج و انا امسك الصور  عشان ما تصير لخبطه ... ابشر ابشر ... مع السلامه
وبعدما اغلقت المكالمه وضعت هاتفها في الحقيبه لـ ترفع رأسها محدثتاً مشاعل : شعول دنو نايمه عندك انا بتأخر اليوم لو بكت اتصلي عليّ
ثم تقدمت لـ ساري بـ جرائه وهمست في اذنه وهي قد رأت عيناه الملتهبه بعد حديثها مع زميلها فـ هي تعرف فرط غيرته فـ  همست في اذنه : مع السلامه حبيبي انتبه لك وطمني عليك لو برساله
وبعدما ختمت حديثها امسكت فكه بيدها وقبلت خده
لتخرج مبتسمه تاركته وسط الاحراج و الابتسامه الخافته التي لم تلمحها لخروجها مستعجله
فـ ابتسمت مشاعل على ابتسامة اخيها واردفت : ماهي هينه بنت الحسا لعبت بعلومك وخلت من ساري الحجر يبتسم
خرج من سرحانه و استقام في وقفته ليردف سريعاً:بالعافيه
ثم خرج بسرعه محاولاً اللحاق بها حتى شد يدها بقوه وهي تغلق باب السيارة الخلفي متحدثاً: مين احمد اللي رايحه له
ابتسمت في وجهه بتحدي واحتقرت حديثه لـ تحرر يدها وتدخل السياره ثم تأشر له بـ وداعاً
لكنه وبحركة سريعه وضع نفسه خلف السياره
لانه متيقن انها لن تستطيع الخروج الا من باب الكراج هذا
كتف يداه باسماً بنظرات تحدي
فـ ابتسمت وادارة المحرك لـ تبداء الرجوع للخلف تدريجياً  مقتربه منه أكثر فـ أكثر حتى شعر بالخطر وابتعد عن طريقها فـ توقفت عنده و أشرت له بـ وداعاً منطلقه بسرعه
وضعت هاتفها على الصامت فـ هي لاتريد إزعاجًا اليوم بأكمله و اتجهت اولاً لـ انهاء عملها  فـ ارسلت لـ زميلها ان يرسل لها الموقع الجديد ... وذهبت له في نصف ساعه
عند وصولها استقبلها احمد واخذ منها الاغراض يرتبها ويخبرها انها لاتحتاج لاستعمال بعض الاشياء لانها متوفره عنده
اجابته ببتسامه : استقريت قبلي طبيعي ما بسوي زحمه بأغراضي و اغراضك موجوده بستعملها هههه
ليردف  وهو يعمل على اخر تعديلات كاميرته : اغراضي تحت امرك بس غريبه دندون ماهي معك اليوم لما كنتِ بالاحساء تجيبينها كل يوم
ناظرته متحدثه بعدما شغلت زر لابتوبها : نايمه و خليتها عند عمتها تعرف ما بعد تتعود على النظام هنا
ابتسم  وهو يكمل حديثه معها :  وسام كل يوم يسأل عنها يقول لي بابا متى تروح الشغل عشان اشوف دانه
اطالت في عدم الرد وهي تفكر ثم استأنفت سريعاً حديثها بعدما رأت ظل يأتي :خلاص جيب اختك وهو عشان يشوف دانه و يلعبون
اشار لها بـ الايماء انه موافق ثم التفت كلاهما على الصوت الذي اتى من الخلف
وكان هو ترحيب المصممه لهما و اعطائهما اكواب القهوة
ومن خلفها تقفان المودل
فـ اردفت بسيل : يقدرون يجهزون انفسهم و يلبسون على ما نكمل تضبيط الوضع عندنا
وافقتها المصممه و اشارت لهم ان يذهبن للغرفه اخر الممر ...
انقضت الساعات في التصوير واخذ اللقطات لان المجموعه هذه المره كانت كبيره لكنها جذبت بسيل كثيراً و احبتها لجمالها لكنها لم انتبه لـ هاتفها الصامت الذي رن بأكثر من عشر مكالمات من مشاعل و عدة رسائل من ساري للاطمئنان عليها و تنبيهها بأن طفلتها تبكي تريدها لكن لاجدوى من ذلك فـ هو في السياره وعند اخر اتصال
انتبهت لـساعتها التي تركتها بجوار الجهاز انها ترن
حتى استأذنتهم في احضار هاتفها وقطعها التصوير خمس دقائق
لحقت به على رنته الاخيره و كان ذلك ساري الذي بدأ الغضب يتسلل له و الشك و الغيره تتسللان قلبه ليردف قبل انه يسمع صوتها بغضب : وينتس عن جوالتس من نص ساعه واكثر ! البنت قطعت نفسها بكي و مشاعل كسرت الجوال اتصالات
وبعد صمت وسماع انفاس ساري المتسارعة نطقت بسيل بهدوء : جالسه اصور الشغل اليوم كثيف وللحين ماخلصت وبالنسبه لـ جوالي بالسياره ما انتبهت اني ما اخذته ولما شفت الساعه تعطيني تنبيهات قطعت كل شي وجيت اشوف الا حبيب قلبي متصل
اصمتته من ضحكها ولا يسمع سوا ضحكاتها المكتومه ثم اغلقت الخط عمداً و اتصلت على مشاعل التي ردت سريعاً وسمعت صوت ابنتها الباكي
خففت عنها و اخبرها بأنه عمتها ستجلبها لها ولا داعي من بكائها ثم تحدثت مع مشاعل و اعطتها عنوان نادٍ تأتيان له بعد ساعه و لبسهما لـ ملابس الرياضه افضل حتى ترتاحان
وبعد هدء ابنتها واطمئنانها كانت رسائل كثيره من ساري يتوعد بها لكنها وضعت هاتفها في جيب العباءه ودخلت لـ اكمال التصوير بدون رد
انقضت النصف ساعه الاخيره
توقف الجميع و بدأ كل منهما بحزم اشيائه و وضعها في السياره حتى لا تتخالط ثم اعطت المصممه ظرف لكل منهما يحتوي على المبلغ المتفق عليه
لكنها اردفت لـ بسيل بـ احراج : انا نقصت لتس من المبلغ و حطيت لتس بداله كم قصعة  فستان  من تصميمي يارب يعجبونتس و تلبسينهم بأفراحتس  و مناسباتس السعيده
ابتسمت و احتضنها ثم شكرتها و شكرا احمد على تعاونه معها
وقبل خروجها اردفت للمصممه: الصور توصلك الليله على الايميل و الواتس ولو فيه شي ماعجبك قولي لي و اضبطه من جديد
خرجت قبل الجميع و انطلقت سريعاً للنادي الذي حجزت فيه غرفه كامله للملاكمة  تريد افراغ كل ما بداخلها من طاقه
وصلت قبل ابنتها و عمتها  واخبرتهم ان سأل عنها احد لا يدخلونه لها
دخلت وهي تلف يداها  بالشاش ثم لبست قفازات الملاكمه و بدأت بضرب الكيس ضربه تليها اخرى بكل ما اوتيها من قوه  ودموع هاطله التي توقفت حالما رأت الكيس بعد اخر رمشه و اصبحت تضرب اكثر فـ اكثر يصاحبها صراخ روحها من الداخل
حضرت مشاعل برفقة دانه و سئلا عنها
اخبرتهم المدربه انها في غرفة الملاكمه لكن لا يستطيع احد الدخول لها
فـ جن جنون  دانه و زاد خوفها من فقدها والدتها فـ وزعت نظرها ثم تسائلت : طيب وين اغراض ماما
نزلت لمدربه بطولها مبتسمه وهي تخبرها : بالدولاب رقم خمسين الموجود تحت ياحلوه ع اليسار
ذهبت دانه وهي تبحث عنه و فتحته فور رؤيتها له ثم سحبت الهاتف و اتصلت على عمها
لم يستطع الرد فقد سبقته دانه بالحديث باكيه : عمو تعال طلع ماما قبل ما تموت
استغرب حديثها و اصبح ينادي عليها لكن لارد منها سوا البكاء ... فأتاه صوت مشاعل وهي تتحدث : برسل لك موقع من جوالي و تعال بسرعه بسيل رجعت تلعب ملاكمه و لا احد يقدر يسيطر عليه الا انت قبل كانو اخوانها الحين بنتها خايفه عليها لانها كانت تشوف امها ترجع مكسوره او رضوض او غيره
توقف مكانه وهو يستأنف الحديث: يلا يلا بس مسافة الطريق الموقع قريب مني بس جهزي لي عشان ادخل
اغلقت الهاتف و اخرجت اشياء بسيل كامله ثم امسكت بـ ابنة اخيها و وضعتها على اقرب كرسي لتذهب بدورها و تتحدث مع المدربة الاساسيه وبعد اقناعها  اخبرتها بأنها ستكون في سيارتها تنتظر خروجهم لان بسيل حجزت النادي بأكمله و ستحول الجزء الفائض لـ حسابها الان
وصل ساري و دخل سريعاً
لكن قبل دخوله امر مشاعل بأخذ دانه والانتباه في طريق المنزل
اخذتها بهدوء رغم مقاومتها القليله لانها خائفه جداً من فقد والدتها
ومن ثم دخل بهدوء ولاحظ ضربها القوي للكيس حتى انها لم تنتبه  له فـ اتجه لها ببطئ واحتضنها بكامل قوته محاولاً السيطره عليها ... وبعدما اسقطته ارضاً في محاولة الافلات منه شد عليها اكثر بيديه و امسك جسدها يقدماه وهو يردف في اذنها بهمس: تمام تمام اسف اني ازعجتس و وصلتس هاذي المرحله من التعب بس انتِ ما تعرفين بتعب قلبي اثنينا جرحنا بعض انتِ جرحتي رجولتي و انا جرحت كبريائتس كـ انثى ... الحين اهدي وما يصير الا طيب
وبعدما شعر بهدوئها ابتعد عنها و احتضنها من الامام
لم تكن هناك مقاومه منها فقد زالت قواها ولاشيء سوى الدموع على خدها التي بللت ثوبه بدورها
شعر كثيرا بالراحه بحضنها و شعر بحاجتها لحضن يحتويها بحنانه لا قسوته و جبروته
وبعد عدة دقائق ابتعدت عنه فـ تحدث مازحا يلطف الجو :يلعن ابليستس شوفي كيف الماسكارا عدمت ثوبي
مسحت ما تبقى من دموعها ونطقت بصوتها المبحوح :آسفه مو بقصدي
قرص خدها مداعباً: لا عادي يفداتس الثوب و راعيه اهم شي سيطرنا عليتس
و الحين قومي البنت انجنت وهي تقول امي بتموت
توقفت واعطته ظهرها مردفه: ما ادري وش اقول لا راح تعرف بسرعه اني جيت بسبب زعل
توقف واستقر خلفها وهو ممسك كتفيها ببتسامه : دانه طفله تنسى بسرعه مهما كان احضنيها ويسكت لسانها شوي هههه ويلا انا ينتظرتس برا اللبسي وتعالي
وبعد نصف ساعه في الطريق
دخلت المنزل وخلفها ساري يحمل حقائبها و الاكياس
فـ استقبلتها دانه بالاحضان صامته
حتى حملتها والدتها وذهبت سريعاً للغرفه
ثم نظر لها ساري : امي وابوي لا يدرون
هزت له رأسها و هم باللحاق بها يريد معرفة الاسباب اكثر فـ اكثر
دخل غرفته و رآها تحتضن طفلتها النائمه تبكي بحرقه
كل دمعه حرقت قلبه قبل نزولها خدها ... اتكئ على الباب يناظرها حتى نامت و طفلتها بين احضانها ثم تقدم و جعلها تستلقي على السرير بكل سهوله و وضع طفلتها مكانه على الجانب الاخر ثم جلس يداعب خصلات شعرها ببطئ
حتى سمع اذان صلاة الظهر وهم في ايقاظها بهدوء ليردف بحنان ورقه : يلا ياحلوه اصحي اذن الظهر ... حبيبتي اصحي
و في لحظه اوتعى على نفسه و بدل حنانه وعطفه بالجبروت ليردف : بسيل اصحي اذن الظهر
استيقظت وانتفض جسدها مبتعداً عن يده التي لمستها
وكأنها لمست القذاره وابتعدت من شدة قرفها
ثم اردفت برفق: مساء الخير
ابتعد عنها من دون رد و خرج للخارج
... مر الوقت وكان ساري خارج المنزل لم يعد له
الا منتصف الليل ثوبه ملئ بالغبار  و على باطن يداه الدم
ارتعبت بسيل من منظره ولكنها لم تلحق الحديث معه حتى دخل الحمام
ومن خلال الايام التي استقرت بها معه قد عرفت نظامه جيداً يدخل للاستحمام و يحب ان يرى كل شئ جاهز عند خروجه ... انتظرت عشر دقائق ورآته مستلقي على ظهره
ثم وضعت حقيبه الاسعافات الاولية و بين يداها قطنه تحتوي على  مطهر الجروح  فـ تقدمت منه ببطئ و شعر بوجودها فوقه لكنه كان يمثل النوم
ثم  بدأت بالتعقيم و النفخ بهدوء بعدما شعرت بـ انتفاض جسده ... وبعد ان انتهت وظبت المكان و استعدت للنوم حتى سمعت صوته يحاكيها : عندي بكرا عزيمه و الرياجيل كلهم عندي ... جهزي نفستس زين ما زين لانتس بتطبخين لحالتس وياويل ان سمعت انه امي او مشاعل مساعدينتس و جلسيني الساعه ست الصبح بروح اذبح الذبايح و اجيبهم لتس الظهر  تطبخينهم
كان الصمت سيد الموقف حتى استجمعت شجاعتها و اردفت : بس عبد الاله كان يذبحهم في مطعم وانا اجهز الاشياء الخفيفه
وبينما كان مستلقي خفق قلبه بقوه بعد ذكرها اسم اخاه
واستقام في جلوسه سريعاً ليردف بفحيح : عبد الاله مات وشبع موت وتحلل بقبره اللي هنا ساري زوجتس  تطبخين الذبايح و تسوين كل شي قلت  لتس عليه مفهوم !
هزت رأسها بهدوء تام واغلقت باب الغرفه عليه بكل هدوء
ثم نزل للاسفل و اخبرت امينه ان لا تدخل المطبخ اليوم و ارسلت لمشاعل ما حدث و اخبرتها ان تخبر والدتها برفق لانها لا تريد التعرض لاحد
وعند الساعه الواحده و النصف  بدأت بتجهيز خلطة الورق عند وباب المطبخ موصد عليها
ثم بدأت بلف علبتين من الورق و صفه في قدر ضغط كهربائي  وجعلته يطبخ
ومن بعده فكرت كثيرا حتى بدأت بعجن عجين لصنع فطائر الهيل السويسرية
ومع مرور الوقت في تحضير حشوة الهيل
ها قد انتهى وقت تخمير العجينه  و فردتها مرتاً واحده ثم بدأت في عملها وقطعها كما فعلت الشيف سما جاد
لكنها غيرت طريقة الخبز فـ قد وضعت كل حبه في قوالب خبز  الكب كيك
و كلما انتهت من دفعه و ضعت التي قبلها
حتى انتهت و جمعتهم في صينيه واحده ثم غطتهم بإحدى المناشف  الا وقت التقديم
حتى صاح منبه طبخ الورق عنب و ذهبت لتراه من اجل ايقاف طبخ القدر له
ثم تنفست عميقاً و ابتسمت لانجازها اربع ساعات
ثم عاد وجهها العبوس و هي تذكر ما ينتظرها
و عند جلوسها و اخذ الراحه قليلاً سمعت صوت الاذن و اصبحت تردد وراه حتى انتهى
ثم وضعت بعض الاشياء الباردة سريعاً للافطار كالعاده
وقاطعتها امينه و هي حزينه على حالها حتى اردفت : مدام روحي نامي و انا يسوي فطور و اكل هذا ما في حركه
ابتسمت لها بسيل و هي تنطق : شكرا امينه يعطيك العافيه
صعدت غرفتها و كانت الخامسه فـ لا بد من ايقاضه
لكن التعب اهلكها وغفت فوق الكنبه لدقائق معدوده من التعب والارهاق
حتى افاقت  على الخامسه والنصف وكأن شيئاً ما نبهها
دخلت لـ دورة المياه و واخذت حماماً بارد يزيد من نشاطها ... وبعد مرور الوقت وتجفيف شعرها هاهو العقرب يصير لـ السادسه وكانت هذه اول مرة يستيقضظ فيها ساري على لمسات ناعمه انوثيه ورائحه زكيه جعلته يدوخ اكثر في جمالها حتى فتح عيناه ببتسامه وهو يردف : قلب ساري وروحه امريني
توقعت بأنه يحلم ومازاد توقعها بأنه يتوقع بأنها عتاب
حتى اعطته كفاً جعلته يفتح عيناه اكثر و يستشيط من غضبها
فـ ابتسمت واردفت له : اي هذا ساري اللي اعرفه صباح الخير يلا قوم لشغلك
ابتعدت عنه وذهبت لـ طفلتها ترعاها قليلاً فـ معظم اليوم ستكون منشغله عنها
ومن اساس المطبخ بدأت صنع حلا الاكواب و من بعده الموالح بـ عجينة الجلاش ثم صنعت اصابع الخبز المغمسه في الزعتر و السماغ
وعندما شعرت بأن هذا القدر كافٍ من حلا وموالح اتجهت للمقبلات و بدأت في صنع التبوله و من بعدها الفتوش لـ تختمها بـ السلطة اليونانيه
وكل هذا الوقت الذي بذلته في تقطيع وصف بالصواني وما الى ذلك اخذ منها ساعات فقد اصبحت الساعة الان قرابة الحادية عشر  ظهرا وعندما رأت الوقت شعرت بأنه مازال القليل و بدأت بتقطيع كمية وفيره من البصل و الطماطم و الفلفل الرومي و الثوم و الزنجبيل و الكركم
ومن بعدها الورقيات من بقدونس وكزبره و شبنت و النعناع الحبقي
ومن بعدها سمعت هاتفها يأذن للصلاه فـ اغلقته و ذهبت سريعاً تأخذ حماما بارداً اخر بتلبس فستان هادئ باللون الزهري الفاتح
ثم اتجهت لله بكامل خشوعها وخضوعها للصلاة و الدعاء
وبعدما انتهت غفت على سجادتها من دون ان تشعر
لتفتح عيناها خلال ثوانٍ على صوت ابنتها الباكيه فـ ابتسمت لها تطمأنها ثم قبلتها و اخبرتها ان تجلس برفقة عمتها حتى تنجز شغل المطبخ الثقيل
فلم يكن من دانه سوا تقبيل والدتها و احتضانها لها والتحدث بـ : ان شاء الله بس بجي اطل عليك
لتردف لها بهدوء: تمام يامي الحين روحي عند عمتك جلسيها وقولي لها سبحيني وطلعيني جميله
خلعت حجاب الصلاة و طوت سجادتها لتضعهم على الاريكه المتواجده تحت النافذه
ثم اخرجت له ثوباً ابيض برز من بين جميع ثيابه الملونه
و غترة حمراء مائله للعنابي
ورشت من عطره عليهم و اشعلت فخم سريع الاشتعال بالولاعة ثم وضعت البخور و خرجت من الغرفه بعدما فتحت النافذه للتهويه قليلاً
دخل المطبخ و وضع الذبائح التي التصقت رائحتها به
واعمت المكان حتى اتت بسيل و اغلقت انفها من شدة الرائحة القويه متحدثه : جايب جيفه او لحمم؟
قال مبتسماً: احمدي ربتس على النعمه و ابغا طبخ قصيمي سامعتني ؟
هزت رأسها من دون اي حرف وانتظرته يخرج
وبعدما رأت اللحم و شممته اقسمت على نفسها ان لا تأكل اللحم بعد هذه المره
وبسبب الرائحه لم تتمالك نفسها وذهبت للاستفراغ مع انها لم تشرب سوا الماء و القهوة
ثم دخلت المطبخ و شغلت التكيف لن تتحمل الطبخ في هذه الحراره
وضعت القدر و داخله الزبد ليسخن و وتذوب
وقدر اخر وضن داخله الماء و الملح و ورق الغار و الليمون الاسود و المسمار  والهيل و الزعفران  واعواد الدارسين الكبيره و ايضا حبة صغيره من الكركم الطازج و الزنجبيل الطازج
كل هذا على أمل ان  يمحي زفارة  اللحم
و بعد سخن القدرين وضعت اللحم بعد غسيله في الماء و وحسبت له ثلاث ساعات
وبينما كانت تعمل على الكشنه و تحمسها جيدا
كانت تفتح قدر اللحم و تصفيه من الزفار المتراكم يطفو كالروغوه
ثم اخذت كيس الارز و ابتسمت لانه نفس النوع الذي يستعمله والدها عند طبخه الكبسة الحساوية الاصليه
غسلته جيدا و نقعته في ماء ساخن
ثم مع الكشنه اضافت الليمون الاسود الجاف و ورق الغار و جميع المنكهات التي تملكها عدا الزعفران
و وضعت فوقها مجموعة البهارات
وعندما قاربت على الاستواء !....
بدأت بتصفية اللحم  من مائه و وضعه فوق الكشنه
لكنها اخذت بعض القطع على  الجانب لعمل الهريس
وبدأت تضع من مرق اللحم فوقه حتى غمرته تماماً
ثم تذوقت منه و زادت ملحه لتغطيه
وتغسل جميع اللواتي التي استعملتها ثم جفافها و وضعتها في مكانها
وعندما ارادت نقع حبات الهريس انتبهت للساعه التي كانت تشير على الثالثه و النصف
ثم اتصلت على مشاعل واخبرتها ان تنزل  سريعاً
وماكانت منها الا ثوانٍ الا وهي تقف امامها
لتردف بسيل مستعجله: شعول تروحين الماركت !
لم تفكر كثيراً حتى نطقت : ابشري وش تطلبين !
فـ اردفت بسيل وهي تحاول التذكر جيداً: ابغا اصابع فلفل حار من احمر و اخضر و ابغا رز حساوي من انتاج مزرعة *** يعني من الاحساء اصلي برسل لك صورته و ابغا نص كيلو بطاطس وجزر وكوسه  وبعدها مري اي مكان وخذي كم نوع مكسرات و تشوكلت و ورد وكذا تمام ؟
نطقت مشاعل : ابشري دقايق و اكون عندك باخذ بنتك معي عشان لا تشغلك
ثم استوعبت انها لم تصلي العصر فـ اخذت نفسها ذاهبه سريعاً بعدما جعلت النار هادئه و اخذت حماما اسرع في وقت قياسي و لبست احد بناطيل الرياضه و فوقه  تيشيرت بلون مناسب
ثم توجهت للقبله و بدأت الصلاة

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now