الفصل الرابع & الخامس & السادس

295 2 0
                                    


الفصل الرابع
( لا أريد الزواج .... لا أَزال صغيرة أبي )
مال رأسها بتدلل وهي تقضم شفتها السفلى بإرتباك .....
تتلاعب بجديلتها المستقرة على كتفها ..... كان صوتها ناعما متوترا ... خفيض النبرة … تتهرب من عيني والدها المعاتبتين لمخالفة قراره
قال بصوت رخيمٍ لائم …
( هل تظني بأني سأخذ قرارًا يضر بك …. أنتِ طفلتي المدللة وأبحث لها عم يسعدها .... ويريحها طوال حياتها )

أَسبلت عيناها .... وهي تناظره برجاء أن يفهمها... ويفهم أنها ما زالت طفلة تحلم بعيش حياتها بطريقة صحيحة ثم إنها تريد التعليم كإخوتها ...
إِرتفعت على أطراف أَصابعها ... تتقافز لكي يضعف ويتقبل رفضها....
وقف والدها ليضم أكتافها إليه ... قائلًا بمهادنة ليكسب موافقتها ...
( سمر حبيبتي ... انتِ قابليه اليوم ... وبعدها قرري ! .... ربما الآن لم تعودي ابنتي الوحيدة إلا إنك ِ أغلى من الجميع )
تطلعت ناظرة بعيون أبيها الواسعة ... ليعتصر قلبها
وهي ترى فيهما حنان كان يخصها به وحدها ..... تسرب إليها إحساس الأنانية و الغيرة وهي ترى مثل هذه النظرة التي يمنحها لشقيقها الصغير " عبدالله " ذو العامين بعد أن كانت الوحيدة التي تتفرد بها .... غيرة جعلتها تنسى أنها ابنة الستة عشر عاما .... فتُقدم على أذيةِ اخيها .... فتخر نادمة بعدها
كم مرة قرصته بأضافرها المشذبة لينفجر باكيا ... ولا أحد يعلم السبب ....
وكم مرة أوقعته قصدًا وهي تركض ليقع على وجهه الرقيق .... وعندما صرخت بها زوجة ابيها ... اتهمت اخته ذات الخمس سنوات بفعلها.
كان والدها يتعمق بملامح وجهها .... التي أصبحت باهتة ... مكدرة ... وتلوح بالتعابير
همست برقة
( أُوافق بشرط واحد.... )
ابتسم ليقول سريعا مستبشرا خيرا بموافقتها
( أشرطي بما تريدين حبيبتي )
ابتسمت بطفولية محببة لتقول بسعادة وهي تفرك كفيها
( نسكن هنا معكم )
انخفضت يداه على جانبيه باستسلام
... محركا رأسه بيأس
( لا فائدة ... )
......................................

تتسارع أنفاسها ويدها ترتجف وهي تمسك أسفل بطنها .... أغمضت عيناها بألم من التقلصات التي بدأت تنتابها منذ أن دخلت شهرها الاخير ... ابتسمت عندما وصلها صوت عمران القابع خلف الباب قلقًا .... لتضحك وهي تتذكر إرتياعهُ عندما انحنت على الأرض بألم .... وصرخة ضئيلة افلتت من بين شفتيها المشتدتين
دقائق خرجت من الحمام بترنح ... وظهرها محني ..... فاقترب لإسنادها إلى أن وصلا السرير....
مددها وهو يضع وسادة صغيرة أسفل قدميها .....
لتصدح ضحكتها
فرفع عمران عينيه إليها مبهوتا بتقلب حالتها .....
ليقول حائرًا
( الذي يراكِ تضحكين لا يصدق انك التي كنت تصرخين استجداءً منذ لحظات ... )

حركة حاجبيها بمشاكسة ومكر ....بينما ارتفعت شفة عمران العليا بتهكم
( ونعم الإستقبال .... )

قالت وهي تضحك ( لا تكدر خاطرك..... ماذا أفعل إنها ابنتك ... يبدو أنها أزعجت وتتعجل للخروج... )

رواية دع وزرك عنى لكاتبة داليا بسامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن