30 || من أجلها.

589 63 10
                                    

                      جزء من الأستمرار أن تفلت...



لقد تخلف عن الهروب الأخير من أجلها لكنه لم يجدها، أخبر أنستازيا أنها كالشمس الشارقة في ثنايا روحه ، لكن لم يجد سوى الكسوف ، بكل سكون الأرض تجلس و والدها الروحي بين ذرآعها صريعاً ، تحتضنه بكل قواها ترمي برأسها على صدره وكأنها تحاول أن تلتقط دقات قلبه ، حتى تقنع نفسها أن فقدانه وللأبد كابوس ليس إلا .

بخطوات مترددة ومتثاقلة لافروف يقترب ، عيناه تنكر ما تراه ، عقله يأبى التصديق ، جثا على ركبتيه أمامهم ، يمد يده يحرك الساكن المرتمي بأحضان الصهباء يريد التأكد أنه وهماً  وليس حقيقة ، نعم هو يراه وهماً يراه كذباً وربما حيلة أو مقلب من الصهباء .

أريجو ؟ كيف  لقائدهم  أن يكون قتيلاً ، هو الحامي لهم ، كيف يكون صريعاً ملطخاً بالدماء ؟ أمسك يده  الباردة ، التي أعتاد على دفئها ، تلك الأيدي التي تذوق من تحتها كعكة المديفوك ، تلك الأيدي التي تلقى منها التدريبات القاسية ، هي خاوية وضعيفة بين يداه  الآن ،  يرفع  بصره لصهباء ، كانت جسداً بروحاً خاوية تحتضن جسداً بلا روح . يقترب من وجه الجنرال ، يهمس له

*" أريجو ، أيها الجنرال ، قُم أنهض ، مازال الوقت مبكراً ، أنهض أنا أريد محادثتك ، لا بل أريد مساعدتك ، أنا أحتاجك بالفعل ,  أخبرني ماذا أفعل ، حُباً بالله فلتنهض أنا مشوش وأريدك ، أريد حديثك أريجو .

أقترب ألير صارخاً يحذرهم من أقتراب رومان ورجاله ، لكن الأحياء كم الميت بينهم لا حراك ، ألقى الصمت عليهم بضلاله ، كيف سيكون حالهم والقتيل الغارق بدمائه ، والدهم وعرابهم ، المنقذ لهم ، رفيق الطفولة البائسة ، والمعلم الأول لهم ، الحامي والجدار الصلب ، والقائد الداعم لفرقتهم ، والأب الروحي ، لأرواحهم المُنهكة. 

جسده البارد بين أيديهم وكأنه ينافس برودة الليل السيبيري ، أطرافه الساكنة ، ملامح القسوة أختفت من وجهه ، نظرة الصلابة لم تكن بزيتونيته حتى أنها لم تكن خاوية كما عهدها طوال تلك العقود .

جسداً بارد وأطراف هامدة ،وروح غادرت للأبد ، أيدي تحتضن هاذا الجسد بلاحراك  ،  الصمت أبتلعهم ، وكأنهم ينافسون أريجو على الصمت  وأيهما سيصمد .

أسند رأسه على صدر أريجو بالقرب من الصهباء ينهد تنهيدة الوجع

*" لما أريجو ؟ هل سئمت من الحياة ، هل أنهيت وأنتهيت ؟ هل كان ذلك العناق وداعاً؟ ، هل كانت تلك الكلمات وصايا ؟، لكن لما بهذه الطريقة لما أنهيتها باكراً ألم يكن المرض سيتكفل بذلك ؟

أخرسته دموعه التي تساقطت على صدر الرجل العجوز ، أغمض عينيه يشارك الصهباء والمكان السكون فالألم الذي يكتوي به قلبه هذه اللحظة حروف المعاجم كلها لن توصفه ، لذا أوكل الأمر لدموعه .

•• رآقصة   آلظِلآل•• Completedजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें