8 || فتاة الزِقاق.

886 110 12
                                    

             

                  كُل شيء كان بأنتظارك .. حتى الأنتظار .



لم يخُرجها من تصنمها وتحديقها به سوى صوت التزمير الذي أطلقه سائق سيارة الأجرة وبصوت أقرب للصراخ

*" لا أملك الوقت لكِ هل ستركبين أو دعيني أرى طريقي .

*" تستطيع الذهاب آخي شكراً لك .

ومن غير أن يستمع لها غادر بعد أن أجابه ألير على سؤال لم يوجه له لكن آراد هذه المرة حقاً أن يقف في وجه هروبها . وبصوت غلفه الترجي المبطن وبأعين تحدق بأعينها مباشرة

*" خمس دقائق ، هل من ضمان أن أعود وأجدك هُنا .

لم تجبه سريعاً بل ظلت تحدق به وبعد دقيقة صمت اخرجت كلماتها تحت قيد توترها

*" رُبما أستطيع أن أنهي سيجارة خلالها ، عليك العودة قبل أن أنفُثُ رمادُها.

لم يغيب عنها تلك الدهشة التي علت ملامحه ، لكنه غادر المكان لا تعلم إلى أين ،وكُل ما يجوب دآخلها هل تسرعت أم أن ما تفعله سيقطع عليها مسافة طويلة من طريق العودة إلى الماضي للقاء غريم الطفولة .

توجهت إلى الزِقاق نزعت حجابها وأخرجت سيجارة تدخنها  تأخذ رشفة منها تخفف التوتر الذي يعصف بها ، وبين كُل رشفة ورشفة تثني أصبع من أصابع يديها ،كل أُصبع تُثنى هي دقيقة تغادر وكل مرة تفعل ذلك يحل ضيق بقلبها أيعقل أنه غير رأيه ؟ الأصبع الرابعة والضيق بلغ منها أن رمت السيجارة دون أن تُنهيها ، حدقت بسيجارة المرماة أرضاً ومع ثنية آخر أصبع وقبل أن تدوس على سيجارتها لتعلن مغادرتها صوت بوق السيارة يوقفها لتلتفت نحوها ،كان ألير يُشير إليها لصعود ، كاد قلبها يقف هل ماتراه حقيقي ألير سيأخذها بسيارته هل من أجل ذلك طلب من سائق سيارة الأجرة الذهاب؟

تقدمت بخطى متردده ،وما أن وصلت حتى أنزل زُجاج باب السيارة وبصوته الذي لم يُخفي التهكم بنبرته

*" ضعي في حُسبانك ربما أقوم بخطفك أنتقاماً من تلك الأيام التي أبرحتيني فيها ضرباً .

وأردف حديثه بأبتسامة نابعة من صميم قلبه أبتسامة صادقة يشع النور منها كانت كفيلة أن تذيب كُل توتر وتردد سكن روحها في تلك اللحظات ، لم تتوانى وركبت بجانبه وهي ترتسم على شفاهها أبتسامة لم تقُل صدقاً عن خاصته .

كان هناك شعور مريح بالداخل شعور أعاد لها طبيعة شخصيتها وسريعاً ما علت نبرتها بتهكم وهي توجه له الحديث

"  أذاً انت تعترف أنني أبرحتك ضرباً في الماضي .

" حسناً  أبرحنا بعضنا البعض ، لكن رجحت كفة ميزانك في الأيام الأخيرة قبل الهروب .

•• رآقصة   آلظِلآل•• CompletedWhere stories live. Discover now