الفصل الخامس عشر

450 60 12
                                    

كانت تقاتل بشراسه أمام خصماً كان أكثر منها قوة  إلا أنها لم تكن تبالى...فهى لم تكن ترى أو تسمع سوى ذلك الحديث الذى دار بينها وبين والدتها...قلبها يتألم تشعر أنه سينفجر بأى لحظة...

كان خصمها يتألم هو الأخر...ولكن ليس بسبب تلك  الجروح المتفرقه بجسده التى سببتها له سابين...بل تألم لأنه جعل علاقتهما تصل لمثل هذا الطريق...لهذا هو لم يقم بجرحها فقد كان يقوم بصد بعض من هجماتها ويتركها لتجرحه بعضاً أخر لعل قلبها المنكسر يلتأم...كما لم يحاول مهاجمتها فقد تركها تقتص منه جراء الألم الذى سببه لها ولمن تحب...
ظناً منه أن هذا قد يريحها ولو قليلاً...

كان قتالاً غير عادل بنظر جميع الحاضرين فقد كانت سابين وحدها من تقاتل....بينما ديفيد لم يكن سوى رجل أراد الخلاص فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم وأتت سابين لتخلصه من هذا الألم...لهذا هو لم ولن يحاول مهاجمتها....

وبينما كانت سابين تهاجمه توقفت فجأة وهى تحاول أخذ أنفسها بقوة....هى تنظر له بعيون تلمع بالغضب ولكن إذا دققت النظر لها ستجد إمرأة محطمه تحاول الإختباء خلف غضبها هذا حتى لا يرى أحد ضعفها...

تخلت سابين عن وضعية هجومها واقتربت منه حتى أصبح متقابلان.....ف رأت ذلك الندم والألم القابع بعينه هو الأخر....فقالت بصوت محطم ضعيف:ألا تظن أن كلانا يستحق الموت....إلا أنه رغم ذلك لازال لدينا الحق بأن نبرر لمن نحب ما فعلناه حين تسببنا لهم بألم قاتل ديفيد...ختمت حديثها بتشجيع وابتعدت عنه خطوات قليله وقد عادت لتتسلح بقوتها...ثم بدأت بالهجوم عليه مرة أخرى بقوة...
الغريب أن ديفيد قام بصدها بل وبدأ فى مهاجمتها هو الأخر...فإشتعلت الساحه بقتالهم العنيف جُرحت سابين إلا أن جروح ديفيد كانت الأكثر...

وكلما مر عليهم بعض الوقت كانت الساحه تمتلأ بالحضور...من حرس وخدم والأهم الأصدقاء ولقد كانت النساء أكثر من كان يشعر بالرعب...فالقتال كان عنيف لدرجة كبيرة...حين يرى قتال الملكه الشرس ضد السيد ديفيد احد أصدقائها المقربين والمستشار الملكى...وكان من يرى قتالهم الحالى يظن أن كلاهما أعداء قد قتلت عائلة أحدهم على يد الأخر....

حضر الجميع سواه هو ومن يجتمع بهم بمكتبه...
فلقد ظل بمكتبه دون حراك...ورغم محاولة دوغلاس بإقناعه لمواجهة سابين لأنه الوحيد القادر على إيقافها....إلا أنه رفض هذا وأمر الجميع بالبقاء حتى ينتهى الإجتماع...والذى كان يضم كلاً من ألفين وماكس اللذان حاولا إقناعه بخروج أحدهم لإيقاف الأمر...إلا أن ملامح وجهه الغاضبه أوقفهم ومنعهم من مجرد التحدث...وقرروا إنهاء الإجتماع سريعاً للخروج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه...

لم يعلم دوغلاس ماذا يفعل سوى الخروج وحيداً وقد تملكه اليأس....ف سابين وزوجها كلاهما عنيدان ولن يرضخ أحدهم لحكم الأخر...وبدلاً من الذهاب إلى الساحه لرؤيه صغيرته وهى تتسبب بألم قلبها وألم من تحب...سار تجاه غرفته وأغلق بابها خلفه جالساً على كرسيه بحزن شديد منتظر ما سيحدث تالياً...فهو لم يعد يملك الطاقه لمثل هذه الأمور...

مملكة الذئاب Black 2Where stories live. Discover now