الفصل التاسع

658 67 18
                                    

كانت تجلس جوار شقيقتها تحضنها بصمت مطبق لا يظهر على ملامح وجهها سوى الجمود التام....إلا أن تلك النيران المضرمه بقلبها لا تهدأ...وهى تنظر ل ليلى التى تبكى منذ خرجت من خيمة الملك الذى أصبحت عبدته...

أغمضت سابين عينيها تحاول التحلى بتلك القشرة الخارجيه من الجمود حتى يحن الوقت المناسب... فقد ستنتظر لبعض الوقت وستأخذ بثأر صغيرتها التى قاربت على الساعه وهى تبكى دون توقف...
حتى تورمت عينيها ووجهها قد مال للون القرمزى وشفتيها تشققت ونزفت بسبب كثرة ضغطها عليها...
وذلك حتى لا يستمع أحد لصوت بكائها وشهقاتها...

كما أنها كانت ترفض النظر ل سابين خجلاً وحزناً على ما تسببت بحدوثه...كانت سابين تنظر لنسختها المصغره....ولكنها لم تكن بذات البأس والقوة حتى تصمد أمام ألمها وحزنها...إلا أنها لا تنكر براعة صغيرتها بإيذاء روحها كما كانت تفعل هى...

كانت سابين تربت على ظهر ليلى بحنان دون أن تحاول إيقافها...حتى بدأت شهقات ليلى تهدأ وحدها...وقررت رفع عينيها المتورمه لتواجه عينى سابين الجامده...

نظرت سابين لعينى صغيرتها التى زبلت وذهب بهائها وشقاوتها... فقالت سابين بألم وهى تتلمس وجنتها بحزن:أتعلمين أنكِ أكثر من أحببت بين شقيقاتك...

نظرت لها ليلى بعينين متسعه صدمةً من حديثها الذى تصرح به للمرة الأولى...إلا أن سابين ابتسمت بسخريه متألمه وهى تكمل موضحه:لأنكِ الوحيدة التى لم تتشوه كما تشوهت قلوب شقيقاتك...ولم تصل إليكِ أيدى أبيكِ ولا ضعف أمكِ....لقد كنتِ أكثرنا نقاءً ليلى لقد أخذتى منا جميعاً ما يميزنا...لهذا كنتِ الأفضل...لهذا أحببتك أكثر من أى شخصاً عرفته لأننى نجحت بحمايتك ولم أسمح لأحد بأن يلوث برائتك...أتعلمى أننى قد تمنيت أن أحتفظ بكِ بعيداً عن الجميع....لأننى خشيت أن تفقد عيناكى هذه بريقها يوماً ما...إلا أننى أخطأت...

توقفت سابين للحظات تحاول أن تتماسك بجمودها إلا أن عينيها قد خانتها وسقطت تلك الدموع التى كانت تحبسها لهذا أزلتهم بعنف وتنفست بقوة قائله: لقد أخطأت حين قررت التنحى عن حمايتك ووكلتها لمن ليس أهلاً لها...وتركتهم يقتلون برائتك ولم أحرك ساكناً...ففقدتكِ وفقدت براءة عينيكى جميلتى...إلا أننى أقسم لكِ أننى سأقتص منهم على ما فعلوه بكِ...

كانت ليلى خلال حديث سابين تنظر لها بزهول وقد عادت عينيها لتمتلأ بالدموع...وهى تقول بألم وأسف: أعتذر عما سببته لكِ من ألم...كما أننى لا أستحق كل هذا الحب ولكن أعدك أننى سأعود ليلى التى حلمتى بها...ولكن يجب أن أعاقب على خطئ أولاً لأننى أستحقه...

أومأت لها سابين بالنفى وهى تجيبها...بينما تربت على وجنتها بحنان:بل أريد أن أرى ليلى التى تكون على سجيتها كما تحب أن تكون...وليس تلك الفتاة التى طمست ذاتها من أجل إرضائى أو إرضاء أحد غيرى...أفهمتى صغيرتى؟!...

مملكة الذئاب Black 2Where stories live. Discover now