الفصل الرابع

424 42 3
                                    

"من قال أن المصيب وحده من يتألم...فقد رأيت أُماً قد ماتت ألماً لفراق صغيرها الذى أُخذ منها قسراً"

❈-❈-❈

كانت الأجواء مشتعله...فقد كان الجيشان يتلاحمان بقوة فى معركه ضاريه...رائحة الهواء ملطخه بالدماء كما كان هناك الكثير من المصابين من كلا الطرفين... كما لم تحسم بعد لمن الغلبه..فكلا الطرفان متساويين حتى الأن...مما سمح لهم بإتخاذ هدنه ليقوم كلا منهم بأخذ مصابيهم ليتم علاجهم....

كان إستيفان يجلس على مقعده ينظر أمامه بشرود ولا يظهر على وجهه أى تعبير يذكر...من يراه يدرك شدة تركيزه بما يفكر به...كما يظن الجميع أنه يفكر بوضع خطة جديده للإطاحه ب نيكولاس...وهو بالفعل كان يفكر بهذا إلا أن جميلته عادت لتحتل تفكيره ببكائها الحاد قبل رحيله...وتشبسها به كطفلة صغيرة تأبى رحيل أبيها...أغمض إستيفان عيناه بغضب من نفسه لأنه هو من تسبب ببكائها...إلا أن هذا ما توجب عليه فعله ك ملك لحماية رعيته....

عاد إستيفان من شروده وهو يرى ديفيد وألفين يدلفون للداخل....وملامح الغضب مرتسمه على وجه ديفيد وهو يقول بإنفعال:أقسم ألا أمرر لك ما فعلتك معى إستيفان....إرتفع حاجب إستيفان بسخريه قائلا بلامباله:أنا لا أفهم سبب هذا الغضب ديفيد...ف هى من أصرت على القدوم وأنا لم أستطع رفض رجائها...

اقترب منه ديفيد وهو يقول بشرار يتطاير من عينيه بثيابه الملطخه بالدماء وتلك الجروح المتفرقه على جسده التى لم يعبأ لها:واللعنه لقد كادت تقتل ثلاث مرات حتى الأن لو لم أكن جوارها...أقسم إن اصابها مكروه فسوف أجعلك تلتحق بها...

حاول ألفين أن يهدأه قائلا بتريث:فالتهدأ ديفيد هى بخير الأن...ولن يصيبها مكروه فنحن نحميها...نظر له ديفيد هو الأخر بغضب مجيباً إياه:اللعنه على الهدوء الذى تتحدث عنه...ثم خرج من الخيمه وشياطينه تسبقه....

نظر ألفين ل إستيفان نظرات ذات مغزى فقال إستيفان بقوة:لا تدعى الفضيلة ألفين فأنت بقرارة نفسك اردت قدومها معنا....فأنت الأخر ترفض خسارته لهذا فالتكف عن إدعاء اللامبالة فهذه ليست إحدى خصالك...أنهى حديثه هو الأخر وهو يتجه نحو الخريطه ينظر لها بعمق...بينما لم يجيبه ألفين لأنه يعلم أنه محق...

لهذا اقترب ألفين ليقف جواره قائلا بتسأل:متى تظن أنه قد يستخدم رجاله؟!..أجابه إستيفان وهو لايزال ينظر لما أمامه بتركيز:لن يفعل الآن بل سينتظر الوقت الذى سنهزمه به...حينها سيقرر أن يفاجئنا...

أومأ له ألفين بتفهم قائلا بحاجب معقود:ألن تخبرنى ما الذى حدث اليوم أثناء قتالنا بأرض المعركه...كيف يستطيع جندى إسقاط سيفك بل وكاد يقتلك لولا تدخلى...أنا لم أقتنع بما رأيت إستيفان فهل تكرمت وأخبرتنى ما الذى يحدث...

نظر له إستيفان قائلا بإبتسامة رأها ألفين إستفزازيه:
حديثك ليس مشابه لحديث الجميع أل...ألم تسمعهم يهتفون أننى أقاتل بشراسه....ظهرت ابتسامة ألفين التى تشبه إبتسامة صديقه ولكنها ساخره قائلا:هذا فقط أمامك عزيزى إلا أنهم من خلفك يتحدثون عن الضعف الذى أصبحت به...وأنك لم تعد كالسابق حتى استطاع جندى إسقاطك...

مملكة الذئاب Black 2Where stories live. Discover now