المشهد 48

8.7K 227 4
                                    


....واثناء ذلك كان سمير بسيارته التي ركنها على احدى جانبي الشارع الذي يقطن بإحدى بيوته والد اسيا يزفر بضيق وهو يقول لزوجته بصوت غاضب ..
.."..انزلي يااصلي من العربية ..قلتلك مليون مرة هنقعد معاهم نص ساعة ونمشي على طول  .."..
..كادت اصلي ان تبكي وهي تردد ..
.."..مستحيل ياسمير ..انت مش شايف ..مش شايف المكان شكله عامل ازاي ..oh my god.. انا اصلي هانم ابنها مراد بيك رجل الاعمال يخطب بنت عايشة هنا في المكان البيئة دا .."..
..ضرب سمير مقود سيارته بغضب وقوة وهو يصيح بها فارتعدت بمكانها ..
.."..قلت انزلي ..وحسك عينك يااصلي تزعليهم بكلمة من كلامك اللي زي السم دا ..فاهمة ..بابا لو عرف اننا زعلاناهم او قللنا من بنتهم قدام ابنك ..هتلاقي نفسك ياهانم في الاخر بتزوريني في السجن والناس كلها بتتسابق عشان تاخد معاكي سيلفي ..انززززلي .."..
..نظر سمير لمرآة سيارته ليجد سيارة مراد تركن ورائه ..
..نزل مراد وبيده باقة مم الورود الملونة وعلبة تحتوي على حبات شيكولاتة من النوع الفاخر ..
..قال سمير بصوت جامد ..
.."..ابنك وصل ..انزلي وزي مافهمتك وحذرتك يااصلي .."..
..وبتأفف قالت اصلي وهي تمسك بمقبض الباب استعدادا لنزولها ..
.."..حاضر ..قلت حاضر ياسمير .."..
..وبعد برهة من الوقت كان مراد ووالديه جالسون بالصالة وبجانبهم يجلس والد اسيا واسيا التي كانت تنظر بتوجس لأصلي الجالسة بحذر ان تلمس أي شيء حولها خوفا من ان يصيبها عدوى او مرض ما ..
..وضعت والدة اسيا الصينية فوق الطاولة وهي تقول ..
.."..نورتونا وشرفتونا ..دا انهاردة ولا اكنه عيد .."..
..اجابتها اصلي بهزة من رأسها وابتسامة سمجة فوق شفتيها فأسرع سمير بقوله حتى لا ينتبه احد لصلافة اصلي معهم..
.."..احنا اللي اتشرفنا بيكم ياهانم .. احنا جينا انهاردة عشان نتعرف عليكم ونعتذر مقدما اننا مش هنقدر نحضر الخطوبة بسبب ظروف الشغل اللي بسببها لازم نسافر تركيا في اقرب وقت ..لكن طبعا يوم كتب الكتاب والفرح اكيد هنكون موجودين .. "..
..كان والد اسيا يراقب الموقف بحذر شديد وايقن بداخله بأن هؤلاء وكأنهم مرغمون على تلك الزيارة ..فقال بصوت هادئ ..
..".. ان شاء الله ..كله في علم الغيب يا استاذ سمير .. "..
..نظر سمير للرجل وتنحنح وهو يقول ..
..".. أكيد طبعا ..طبعا .."..
..نظرت اصلي بتمعن لأسيا وكأنها تقوم بتقيمها فقالت بصوت يشوبه الكثير من التعالي..
..".. وياترى انتي تخصص ايه .."..
..وبثقة تحسد عليها اسيا قالت بصوت هادئ..
.. ".. جراحة عامة .."..
..رفعت اصلي حاجبها ومطت شفتيها للأمام وهي تهز رأسها بالايجاب دون ان تنطق بكلمة ..ولكن مراد قطع هذا الصمت الذي يتسم بالاحراج العام وقال وابتسامة ماكرة تزين شفتيه ..
.."..المفروض كنتي تخصصتي قلب يادكتورة .."..
..تخضبت وجنتي اسيا بالاحمرار فاسدلت اجفانها في حين شعرت اصلي بالغيظ يأكل قلبها ..
..وقف سمير وهو يقول بضيق غير واضح ..
.."..استأذنكم وارجو منكونش ازعجناكم ..بس انا مضطر امشي بسبب الشغل ..و اكيد طبعا لما نرجع لينا زيارة تانية .."..
..هتفت والدة اسيا بحزن ..
.."..ياخبر ابيض تمشوا ازاي بس ..هو انتو لحقتوا .. لازم تتغدوا معانا انهاردة .."..
..وقف الاب وهو يستند على عصاه الخشبية وقال ..
.."..سيبيهم على راحتهم ياأم اسيا ..شرفتم وانستم .."..
..تصافح الجميع ببرود ظاهر ليقول الاب بعد ما خرجوا جميعا وانغلق الباب ..
.."..الناس دي غير اهل مراد اللي جم اول مرة .."..
..نظر الاب لابنته واستطرد قوله بقلق ..
.."..لازم يادكتورة تفكري كويس اوي في الارتباط دا ..ابو مراد وامه مش موافقين ع الجوازة دي..و زيارتهم مجرد حاجة شكلية ..لكن من جواهم رافضين يابنتي .. والناس اللي بالنفسية دي انا اخاف عليكي منهم.." ..
..امسكت اسيا بكف والدها لتلثم ظاهره ثم قالت ..
.."..انا اهم حاجة عندي مراد يابابا ..هو مستقل عنهم تماما ..سواء في البيت او الشغل .. دا غير ان لسة في فترة خطوبة ..متقلقش عليا ياحبيبي .. اناه اعرفهم مين هي اسيا بنت ابوها اللي تعرف ازاي توقفهم عند حدهم لو حاولوا او فكروا بس يتعدوها ..."...
*****
..استدارت ايمان حول نفسها أمام المرآة ثم وقفت تهندم فستانها وهي تقول لنرمين التي ورائها تتفحصها بإعجاب ..
.."..يابنت اللذينا يابنت عمي ..الفستان اخر حلاوة ..وكل الحاجات الغريبة اللي حطيتيها على وشي دي مخلياني ولا نجوم السيما ..تسلم ايدك يابت يانرمين .."..
..اشارت نيرمين لنفسها وهو تقول باستنكار ..
.."..بت ..انا بت .."..
..التفتت اليها وهي تقول..
.."..ياستي متزعليش كدة .. اومال انتي ايه لو مكنتيش بت ..تكونيش واد وانا مش واخدة بالي ...بصي انتي بعد عملتك الحلوة دي معايا مش هقرص عليكي ..وليكي عندي خدمة ..لو احتجتيني في اي مصلحة انا في ضهرك ياستي ..ديييل .."..
..تعجبت نيرمين وهي تردد ورائها ..
.."..ديييل .."..
..خرجت ايمان من الغرفة لتجد ابراهيم انهى صعود درجات السلم ليقف متسمرا عندما لمحهها ..اتجهت اليه بخطوات هادئة لتقف بقبالته وتقول ..
.."..اهلا ..كويس انك جيت بدري عشان نحضر خطوبة اؤمؤم وعيشة .."..
..بلع ريقه بصعوبة وهو يقول بعد ان ضم قبضتيه بقوة ليمنع نفسه من احتضانها ..
.."..وانتي هتحضري الحفلة بالفستان دا .."..
..نظرت ايمان لفستانها الذي كان يكشف جزء عريض من كتفيها ولكنه يغطي صدرها بالكامل والذي بضيقه رسمه بحرفية فظهرت ملامحها الانثوية بقوة وبالأخص عند رسمة خصرها ..وبقية  الفستان الذي نزل باتساعه لينتهى بحافته عند ركبيتها لتقول بخوف..
..".. ايه ..الفستان وحش عليا ولا ايه.."..
..رمش ابراهيم عينيه وقال وهو ينظر للفراغ متحاشيا النظر اليها ..
.."..بالعكس ..الفستان جميل جدا ..بس اكتافك دي ..ياتحطي شال  ..ياتغيري الفستان دا .."..
..ابتسمت وهي تقول ..
.."..ماشي ..نحط الشال ياسيدي ولا تزعل نفسك .."..
..تخطاها وهو يقول بضيق ..
.."..لا وانتي بصراحة بتخافي على زعلي اوي .."..
..تأففت وهي تلحق به وتقول ..
.."..عيب على فكرة اكون واقفة بكلمك تقوم تسيبني وتمشي .. المفروض انا ليا بستاچير بتاعي وانت لازم تحترمه..".
..توقف ابراهيم بمكانه والتفت اليها فجاة فكادت ان تنصدم بصدره فحاوطها بين ذراعيه وهو يقول بتعجب..
.."..المفروض نحافظ على ايه ..."..
..اعتدلت بوقفتها قبالته وهي تتنحنح وتقول ..
.."..الباستچير ..لا ..لا ..استنى ..البراچتيز ...لا مش دي بردو ...متساعدني يااخي وتفكرني بالكلمة اللي دايما عمتي وهي بتتكلم ان لازم البتاع دا نحافظ عليه ..مع اني معرفش نحافظ عليه من ايه ..او هو فين اصلا ومستخبي ليه .."..
..مسح ابراهيم وجهه وقال وهو يشير لغرفتها ..
.."..على اوضتك ياايمان قبل ماافقد برستيچي انا معاكي .."..
..صفقت بكلتا يديها وهي تقول بفرح ..
.."..اسم الله عليك ..هي بريستيچ ..شاطر ياابراهيم .."..
..داعبت طرفي سترته بيدها وهي تهمس ..
.."..انت لسة مزنجر من ساعة اللي حصل الصبح ..والله ياابراهيم مكنتش اعرف هو جيه ليه ..انا اصلا مشوفتوش في اسكندرية الا مرة ولا اتنين ومكنتش اصلا واخدة بالي من وجوده اساسا.."..
..انزل بيدها جانبا والتفت بطريقه لغرفته دون ان يجيبها ..فضربت الارض بكعب حذائها بغيظ واتجهت لغرفتها لتصفق بابها بقوة ..
..وبعد اقل من خمس دقائق ..امسكت بهاتفها وضغطت فوق شاشته لتتصل به وانتظرت الرد ..
..رنين متواصل دون اجابة ..زفرت بضيق واعتدلت فوق فراشها وهي تتحدث لنفسها وتقول..
.."..اكيد في الحمام..او يمكن يكون عامل تليفونه اخرس مابينطقش ..اجرب تاني واشوف .."..
..شعرت بالخيبة مرة اخرى عند انقطاع الرنين دون اجابة ..فرمت بهاتفها وصاحت بغضب وغيظ ..
.."..انشالله عنك مارديت ..انا عملت اللي عليا..والنعمة مانا معبراك تاني .."..
..ولم تمضي الا دقيقتين حتي امسكت بهاتفها مرة اخرى وتضغط فوق شاشته وهي تقول..
..".. يابني رد ..تعبتلي قلبي .."..
..اتسعت عينيها فرحا عندما وصل لاذنها صوته الجامد الحاد..
.."..نعم .."..
..تلكئت بكلماتها وهي تجيبه ..
.."..نعم الله عليك...انا ...انا ......"..
..وبنفس نبرة الصوت الهادئ حتى الموت قال..
.."..انتي ايه ..ياريت تقولي عايزة ايه بسرعة عشان مشغول .."..
..ذمت شفتيها وارتسم الحزن بملامحها وقالت..
.."..مش عايزة حاجة ..انا بس كنت .. اه .. انا عايزة دبلتي .. عايزة البسها وانا نازلة خطوبة عيشة.."..
..اصدر ضحكة خافتة ثم قال بصوت جاد ..
.."..والله انا قلت اللي عندي بخصوص موضوع الدبلة دا .."..
..هتفت به غاضبة ..
.."..انسى يامحترم ..انا مش هجيلك اوضتك ..ولا هالبس القميص واستنى سيادتك تيجي اوضتي وتديهالي .."..
.. اجابها بثبات وهدوء ..
.."..انتي حرة ..ومافيش دبلة .."..
..وثبت من فوق فراشها وهي تقول بغيظ ..
.."..هو ايه اللي مافيش ..دبلتي ياعم انت ..عايزاها ..ياريت كدة ولو سمحت وبالذوق يعني تبعتهالي .."..
..اخذ نفسا عميقا لتهدا نوبة غضبه المكتومة فقال..
.."..اللي عايز حاجة ييجي ياخدها .."..
..وقبل ان ترد شهقت بقوة عندما اغلق هاتفه بوجهها.  نظرت لشاشته وهي تصيح..
.."..بتقفل في وشي ..ماشي ماشي..انا هوريك .."..
..اخذت تقضم اظافرها باسنانها وهي تارة تجلس وتارة تقف .. وتارة تلف حول نفسها حتى وجدت نفسها أمام المرآة فقالت ..
.."..انا هروح ...هخبط عليه ..اقوله لو سمحت الدبلة بتاعتي واصمم مادخلش الاوضة ..يقوم هو يديهالي ..وخلاويص على كدة.."..
..نزعت حذائها ذو الكعب العال وعقدت العزم وبخطوات بطيئة خرجت حافية من غرفتها متجهة لغرفته ..ترددت وهي ترفع يدها لتطرق بابه ..وبقوة طرقت فوق سطحه ..
..ارتسمت فوق شفتي ابراهيم ابتسامة ماكرة وهو يستند فوق سطح بابه فقال بصوت عال جامد..
.."..مين .."..
..وبصوت متحشرج اجابته..
.."..انا ..انا ايمان.."..
..فتح ابراهيم الباب فاتسعت عيني ايمان وهي تنظر لصدره العاري ذو العضلات البارزة ..تكتف ابراهيم وقال بعد ان تفحصها بعينيه التي التهمتها من اعلاها لاسفلها ..
.."..نعم ..افندم ياهانم .."..
..اتسعت عينيها هي الاخرى وفغر فاهها وبلحظة دفعته للداخل وهي تهتف به بغضب قبل ان تغلق الباب خلفها وتقف بالبهو الصغير الضيق المتصل بالغرفة ..
.."..ازاي تفتحلي الباب وانت كدة ..مش تستر نفسك ..ولا مش واخد بالك ان في بنات في البيت .."..
..ضحك بصوت عال وهو ينظر لها بعجب ويقول ..
..".. بنات واستر نفسي.. ماشي ..هبقى استر نفسي قبل ماافتح الباب .."..
.. اقترب منها ووضع كفيه فوق خصرها وقال بصوت هادئ ..
.."..المهم دلوقتي انك جيتي بنفسك لحد اوضتي .."..
..ضربت صدره بغيظ وهي تهدر بوجهه لتدفع به خطوة للوراء..
.."..لا يااستاذ اوعى تكون فاكر اني جاية اتغزل في عضلاتك مثلا ..انا هنا عشان دبلتي ..انطق هي فين .."..
..هز كتفه وتمطت شفتيه وهو يقول بغيظ ..
.."..لسانك الطويل دا هقطعه واعلقه على باب اوضتك ..عشان كل ماتشوفيه تتأدبي وانتي بتتكلمي معايا.. اتفضلي ياانسة ..دبلتك جوة دوري عليها .."..
..حاولت ان تختلس نظرة داخل الغرفة ولكن صدره العريض منعها من ذلك ..فلوحت بيدها وهي تتلكأ بقولها ..
.."..طب ماتجيبهالي انت ..انا ايه اللي يدخلني اوضتك لموأخذة .."..
..مال بجذعه للأمام ليقترب بوجهه من وجهها وقال بصوت حاد وعينيه الثاقبة تنظر بقوة لعينيها ..
.."..انتي بالذات بطلت اتعب عشانها في حاجة ..وكفاية اوي اني هسمحلك تدخلي اوضتي من الاساس .."..
..ضاقت عينيها واصطكت اسنانها ببعضها فقالت وهي تحاول بيدها ان تزيحه من امامها لكي تدخل لغرفته..
.."..طب فسح كدة شوية عشان ادخل.."..
..تنحى جانبا وهو يشير لها بذراعه ويقول من بين اسنانه ..
.."..اتفضلي .."..
..زفرت بغيظ وبخطوات تدب الارض من تحتها دلفت للغرفة التي كانت تطئها وللمرة الاولى .. غرفة واسعة لا تحتوي الا على اثاثها الفاخر والذي يليق بغرفة نوم رجل اعمال كبير ..
..وبتردد اتجهت للفراش ومالت لترمي بالغطاء وبالبحث اسفل الوسادات .. تبتلع ريقها بصعوبة وهي تختلس النظر للذي تكتف بذراعيه واستند بها الى جانب الدولاب الخشبي ينظر لكل تفصيلة منها وبالاخص لما يظهر عند انحسار فستانها وهي تميل تارة يمين وتارة يسار .. زفرت بضيق عندما انتهى بحثها بالفشل وقبل ان تصرخ  لفت نظرها تلك الصورة التي تقبع فوق الكومود الموجود بالناحية الاخرى .. استدارت بخطوات بطيئة حول الفراش وهي تتمعن اكثر بمن في الصورة مدت يدها لتمسك باطار الصورة.. فرمشت عدة مرات وهي تتفحص نفسها .. فالصورة كانت لها وهي تقف بوسط مكان واسع ومن ورائها بحر ميناء البوسفور .. التفتت اليه وهي تتساءل بذهول وتلعثم يتخلل كلماتها ..
.."..ايه الصورة دي ..انا مش فاكرة اني اتصورت كدة .. وكمان انت ليه.. ولا ازاي .. وكمان حاططها جمبك .. انا مش فاهمة حاجة ياابراهيم .."..
..ابتسم واقترب منها ليمسك بالصورة ويضعها بمكانها ولكن كانت عينيه لم تحد عن عينيها ثم قال وهو يحاوط وجهها ..
..".. الصورة دي لما كنا في تل العرايس بتركيا ..وخليتيني اصورك بتليفوني عشان ساعتها كان تليفونك فاصل شحن .."..
..التوت شفتيها بابتسامة جانبية وهي تهمس ..
.."..وليه حطتها جوة برواز وخليتها جمبك كدة .."..
..انزل كلتا كفيه ليحاصر بهما خصرها وهو يقول ..
..".. مراتي وحاطط صورتها جمبي ..عندك مانع .."..
..هزت رأسها بالنفي وابتسامة ناعمة تفترش صفحة وجهها .. ثم همست ..
..".. هات دبلتي بقى .."..
..هز راسه بالايجاب ثم مال بوجهه ليلثم شفتيها بطريقة ناعمة وهمس من قبلاته التي تعددت ..
..".. دبلتك ......هاتلبسيها ....بس الاول .....توعديني ....ان مهما حصل ...متقليعهاش ابدا .....مفهوم .."...
..كانت مغمضة العين وهي تجيبه بهز راسها بنعم وشفتيها التي انمحى طلائها الاحمر بفعل قبلاته لتتلون بلون احمر طبيعي تهمس بخفوت ..
.."..مفهوم ..اوعدك .."..
..ابتسم وهو ينزعها على مضض من حضنه ..ففتحت عينيها لتجده يضع كفه بجيب بنطاله ليخرج به وبين اصبعيه محبسها الالماس وبفصوصه المتلئلئة تلتمع بعينيها التي التمعت بدون ان تعي بدمعاتها ..
..ضاق مابين حاجبيه وهو يسألها ..
.."..حبيبتي .. ليه الدموع دي .."..
..اخذت منه المحبس تنظر اليه وقالت بصوت باك ولكن تشوبه الكثير من السعادة ..
..".. مش عارفة .."..
..استطردت قولها عندما رفعت عينيها ..
.."..انا اول مرة في حياتي احس بكدة ..بفرح وبعيط في نفس الوقت.."..
..امسك بمحبسها والبسها اياه وهو يهمس بقوة ..
..".. بحبك .. بحبك يابنت عمي .."..
..تخضبت وجنتيها بالاحمرار ولكنها لم تمنع عينيها من الانتقال بين ملامح وجهه حتى ارتكزت بعينيه لتجيبه ودمعاتها تنساب برقة فوق وجنتيها ..
.."..وانا كمان يابن عمي .. بحبك .. بحبك اوي كمان .."..
..لثم شفتيها بقوة وهو يعتصرها بذراعيه ويدور بها لتعانق رقبته بذراعيها هي الاخرى ..مرت لحظات لم تعرف عددها لتجد قدميها تلامس الارض ..ففتحت عينيها بعد ان فك اسر شفتيها من بين شفتيه لتقول من بين لهاثها ..
..".. يعني كدة امين ...سامحتني خلاص .."..
.. ظل محاوط جسدها الرقيق بين ذراعيه وبابتسامة ماكرة قال بصوت عابث ..
.."..لأ طبعا ..لازم تصالحيني الاول ..اللي عملتيه فيا مش شوية ياهانم .."..
..مسدت وجنته الخشنة بظاهر اصبعيها وهي تقول بدلال ..
.."..بعد كل اللي حصل من شوية دا ولسة مسامحتنيش.. "..
..هز راسه من اعلى لاسفل وهو يقول وانفاسه الساخنة تضرب صفحة وجهها ..
.."..ايوة ..لازم تصالحيني وبضمير كمان .."..
..اغمض عينيه واستطرد قوله وهو يهمس ..
.."..يالا اتفضلي ..صالحي .."..
..اصدرت ضحكة خافتة ثم وقفت على اطراف اصابعها ولثمت وجنته برقة ثم قالت ..
.."..كدة كويس .."..
..اعوجت شفتيه وقال وهو يهز جسدها بقوة ..
.."..انتي بتصالحي اخوكي ..انتي بتصالحي جوزك ياهانم ..يالا .."..
..حاولت ان تفك ذراعيه التي تأسر خصرها ولكن بدون جدوى فقالت بإعتراض واهي ..
.."..ابراااهيم .. اوعى بقى ..الفرح زمانه ابتدا وزمانهم بيدورا علينا .."..
..اشتدت قبضته حول خصرها فتأوهت ليقول بصوت جاد ..
.."..والله ماهاسيبك الا لما تصالحيني .. عايزة تقولي عليا نصاب وندل و.........."..
..قطعت استرساله بالحديث عندما اطبقت بشفتيها فوق شفتيه ليصمت تماما .. تفاجئ بها وهي تفعل ذلك بخجل فادار هو الدفة وقام بتعليمها بطريقة صحيحة كيف تصالح زوجها الذي يعشقها متى وكيف هو نفسه لا يعرف ...
..تركها قبل ان تتطور الامور ويفقد سيطرته على نفسه ..تراجعت للوراء خطوة وهي تترنح قليلا دون النظر لعينيه التي كانت تنظر لها بنظرات عابثة مفهومة ..
..تنحنحت وهندمت فستانها الذي تجعد قماشه بفعل لمساته الخشنة وبعد ان استعادت جزء من ثباتها الذي تبعثر تماما قالت بتلكؤ..
..".. وبكدة يااستاذ انت... نكون اتصالحنا ..امين .."..
..تخصر وهو يقول بمكر ..
.."..هو يعتبر بداية صلح ..بس اوكي ..لكن الصلح الحقيقي هعلمهولك يوم فرحنا ..خطوة ....خطوة .."..
..وقبل ان يعاود تقدمه ناحيتها ...
..رفعت كلتا كفيها كحركة اعتراضية قبل ان يتقدم ناحيتها مرة اخرى وهي تهتف ..
.."..عندك ..اوعى ..انا بقولك اهو ....اصبر عليا لحظة كدة ولا اتنين اخد فيهم نفسي ..اللهي يسترك .."..
وقف بمكانه كاتما ضحكته وقال وهو يلوح لها بيده محاولة منه لتهدئتها ..
.."..اوك ..خدي راحتك .."..
..هدات وتيرة انفاسها شيئا فشيئا ..رفعت كف يدها ومسدت بأصابعها فوق محبسها الالماس وعلى وجهها ابتسامة سعادة تزين شفتيها وتحولت تلك الابتسامة من سعادة الى ابتسامة ماكرة وهي تتنهد بأريحية ..تخصرت ثم رفعت رأسها عاليا وقالت وهي تنظر بتحدي ..
.."..طالما بقى انت سامحتني ودبلتي رجعتلي ..فأحب ابلغك ياباشا ان جيه وقت الحساب .."..
..تقطب جبينه وهو ينظر اليها بتعجب ويقول ..
.."..حساب ..حساب ايه مش فاهم .."..
..اقتربت منه ورفعت اصبعها بوجهه لتصرخ قائلة بغيظ ..
.."..القلم اللي رزعته على وشي يااستاذ ...انت فاكر اني نسيت ... لاااااا ...."..
..اجفل عندما صرخت بوجهه وتراجع للوراء خطوة واحدة ليرفع كلتا يديه عاليا ويقول ..
.."..ايوة ايوة ..انتي عندك حق ..بس اهدي عشان نتفاهم .."..
..هتفت مرة اخرى وهي تلوح بيدها ..
.."..مافيش حاجة اسمها اهدي ونتفاهم ..كل واحد غلط لازم ياخد حسابه ..وانت حسابك معايا من اللحظة دي ابتدا ..وزي ما طلعت عيني عشان تديني دبلتي وتسامحني ..انا كمان هطلع عليك القديم والجديد واللي ما بينهم كمان ....امين يابن عمي .."...
..اقترب منها وهو يقول بصوت جامد ..
.."..ايمان ..وبعدين ..احنا لسة متصالحين خلينا نقعد يومين بس هاديين مع بعض .."..
..رفعت انفها عاليا وهي تقول بصوت غاضب ..
.."..بتضربني ياابراهيم ..يعني كل مرة نتخانق فيها هتمد ايدك عليا .. بس خلي بالك انها لو حصلت هيكون اخر مابينا ..انا بقولك اهو .."..
..زفر بضيق وهو يقول ..
.."..ايمااان ..انا عارف اني غلطت ..واوعدك انها غلطة مستحيل تتكرر ..انا احيانا بتفلت اعصابي ومبقدرش اتحكم فيها ..وساعتها اهانتك ليا واتهاماتك خرجتني عن شعوري وكنت في قمة غضبي وعصبيتي .. ومع ذلك انا ياستي اسف وبعتذر .. ومستعد حالا اصالحك .."..
..وقبل ان يتقدم صرخت به ..
.."..اياك انا بقولك اهو .."..
..تخصرت وقالت بنزق وهي تميل يمينا ويسارا ..
.."..انا مابتصالحش بقلة الادب يااستاذ .."..
..تخصر مثلها وقام بتقليد حركتها وصوتها وهو يقول ..
.."..اومال بتتصالحي ازاي ياهانم .."..
..وقفت كاتمة ضحكتها بشق الانفس وقالت وهي تهرب بعينيها بعيدا غن عينيه ..
.."..فكر انت تصالحني ازاي .. استنى ..استنى ..في حاجة الاول وبعدها تقعد كدة تفكر تصالحني ازاي .."..
..تقطب جبينه وهو يسأل ..
..".. حاجة ..حاجة ايه دي .."..
..اشارت اليه وقالت بصوت جامد كملامحها التي تجمدت فجأة..
.."..اقلع .."..
..رفع ابراهيم حاجبيه عاليا وبعينيه نظرة صدمة كبيرة ولكنه سرعان ما ابتسم بعبث وبدأ بخلع بنطاله وهو يقول بلهفة وسعادة عارمة ..
.."..موافق طبعا بالعقاب دا .."..
..صرخت به قبل ان ينزع بنطاله ..
.."..استنى عندك يا مجنون انت ..بتعمل ايه .."..
..امسك بحافة بنطاله الذي انذلق عن ارجله وقال بتأفف ..
.."..انت هتزاوليني يابنت عمي ..مش قلتي اقلع .."..
..تخصرت امامه وقالت بصوت حاد..
.."..وهو اي حد يقولك تقلع تقوم تقلع ..وكمان انا قصدي على دبلتك ..هي دي اللي هتقلعها يامحترم .."..
..ظهر التافف على ملامح وجهه وهندم بنطاله واعتدل بوقفته ..ثم اتجه اليها وهو يقول ..
.."..دبلتك مش هتفارق صباعي ابدا يابنت عمي .. لانها زي ماقلتي على دبلتك قبل كدة ..بقت حتة مني وغالية عندي ..شوفيلك ياحلوة حاجة تانية تعاقبيني بيها .."..
..حاولت ان تخفي ابتسامة سعادة ارتسمت على وجهها ولكنها فشلت ..فاقتربت منه لتزيد من اشتعاله وهي تهمس بالقرب من شفتيه ..
.."..شوفلك انت طريقة تخليني اسامحك بيها ..سلام يابن عمي .."..
..وقبل ان يسحقها بين ذراعيه هربت منه باتجاه باب الغرفة الذي فتحته وقبل ان تختفي عن انظاره التفتت اليه لتغمز له بإحدى عينيها وهي تقول ..
.."..على فكرة انا زعلي وحش اوي ..وصعب تصالحني ..امين ..سلام .."..
*****
..نظرت نرمين بغيظ للشال الذي يحاوط كتفي ايمان وقالت بغضب وهي تشير له..
.."..ممكن افهم ايه دا ..وكمان ليه مسحتي الروج بتاعك .."..
..ضمت ايمان طرفي الشال بيدها وهي تقول بسعادة ..
.."..دا شال عقبال امالتك .. والروج ماتمسحش .. دانا كلته.."..
..ضاق مابين حاجبي نيرمين وهي تهتف بتعجب ..
.."..what .."..
..وبنزق قالت ايمان وهي تنظر بضيق حولها ..
.."..مش وقت وطوطة دلوقتي ..خلينا في حفلة عيد العمال دي ..ولا في فرقة ولا دي جي ...كلنا قاعدين زي دكر البط نرغي والعريس والعروسة قاعدين بعيد يحبوا في بعض ..طب بذمتك دا فرح .."..
..دلف مراد داخل حديقة الفيلا ليجلس بجانب اخته ثم قال ..
.."..ماما وبابا سافروا خلاص ..انا لسة موصلهم المطار .."..
..ظهر الحزن جليا فوق صفحة وجه نرمين لتصرخ فجأة عندما قرصت ايمان فخذها وهي تقول ..
.."..مش وقته ..قوليلي .. عندك سماعات كبيرة في اوضتك صح .."..
..هزت نيرمين رأسها بالايجاب وهي تمسد فوق فخذها ..فهبت ايمان لتقف واشارت لمراد وهي تقول ..
.."..تعال معايا نجيب السماعات من فوق .."..
..وقبل ان يقف مراد وجد من يابت فوق كتفه بقوة وهو يقول ..
.."..خليك انت يامراد ..اتفضلي قدامي يابنت عمي .."..
..همت ايمان بالجلوس وهي تقول بصوت خافت ..
.."..لا خلاص ..خليها سكاتي احسن من الدوشة .."..
..اسرع ابراهيم وامسك بمرفقها وقال وهي تعاود الوقوف مرغمة ..
..".. تعالي بس معايا .."..
..وقبل ان تعترض مجددا لمحت بعينيها قصي يدخل عبر البوابة الكبيرة لتهمس بصوت خافت ..
.."..اهلا ..انت شرفت .. "..
..التفت ابراهيم لما تنظر اليه زوجته فكز بأسنانه من الغيظ عندما وجده قصي يبتسم بملأ فيه وهو ينظر لايمان متجها اليها .......
#عروستى_ميكانيكى

عروستي ميكانيكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن