المشهد 28

5.2K 215 7
                                    

..استطردت عزة قولها وهي تحك رأسها باصابعها ..
.."..بس لا مااظنش سمعنا ..ولا انتي ايه رايك .."..
..ظلت ايمان تحدق للفراغ امامها فنكزتها عزة من خصرها لتفق ..شهقت ايمان ومسدت فوق خصرها و قالت بغضب..
.."..الباشا شكله بيحور عليا والحوار شكله بيكبر ياعزة .."..
..امسكت عزة بذراع ايمان وتأبطته ثم مالت ناحية وجهها وهي تتجه بها ناحية غرفتها قائلة بهدوء ..
.."..انتي ليه مذبهلة ومستغربة من اللي بيحصل ..الباشا ابن عمك وجوزك ..وشكله وكلامه وتصرفاته بتقول انه ميال ليكي ..يبقى ليه بتعقديها في وشنا ..انتي غاوية نكد يابنتي.."..
..جلست ايمان فوق حافة الفراش تتلمس شفتيها وقالت بهدوء..
.."..انا مش عايزة اعيش في الوهم ..وفي الاخر عارفة اني هاتوجع ..دا غير الحاجات اللي بتحصلي لما ببقى معاه بتضايقني وتعصبني .."..
..تقطب جبين عزة وتسائلت ..
.."..ايه الحاجات اللي بتحصلك وانتي معاه.."..
..اشارت ايمان لمعدتها وقالت بحشرجة ..
.."..حاجات كدة جوة معاميق البني ادم ..زي اكن بطنك بتوجعك و فجاة حاسيتي انك عايزة تدخلي الحمام ..او او حاجات زي اكنك واقفة في يوم حر اوي بس فجأتن كدة حسيتي بتكييف هوا ساقع متصدر على وشك .. وعشان كدة الراجل دا لازم يقف عند حده .."..
..جلست عزة بجانبها ورفعت ذراعيها لأعلى وهي تقول بغيظ..
.."..يشفي الكلاب ويضرك ياشيخة..كل دا وبتقولي مش بتحبيه..دا انتي بتموتي في تراب رجليه ياختي.."..
..انزلت عزة ذراعيها وحاوطت كتفي ايمان المتهدلة بإحباط وقالت بهدوء ..
.."..بصي ياحبيبتي..متوقفيش جوزك عند أي حد ..انتي اصلا متعمليش حاجة خالص ..وسيبي الامور تمشي لوحدها..نفعت كان بها..منفعتش يبقى كل واحد يروح لحاله ويا دار مادخلك شر ..ماشي ياختي .."..
..التفتت اليها ايمان براسها وقالت وعينيها يملؤها الحيرة والتساؤل..
.."..تفتكري..بس دا بروحين يالوزة ..يعني شخصيته متلخفنة على بعض.."..
..تنهدت عزة بيأس وقالت وهي تضع وجنتها على كفها ..
.."..ازاي يعني.."..
..قالت ايمان وهي تلوح بكلتا يديها ..
.."..يعني ساعات طيب وعسل في نفسه كدة وبيتكلم كلام حلو ..وساعات بيزنجر ويتعصب ويرمي كلام زي الطوب.."..
..وبملامح جامدة لم تتأثر قالت عزة..
.."..عادي يعني ..كل الرجالة كدة..انا كنت فاكرة هتقولي عليه ملبوس ولا راكبه جن .."..
..اسرعت ايمان بقولها ..
.."..بعد الشر .."..
..مالت شفتي عزة وقالت بنبرة صوت ماكرة ..
.."..شووف ازاااي ..دا احنا بقينا بنخاف اهو ..ربنا يهديكي يابنت اسطى احمد.."..
..ومع كلمتها الاخيرة اقتربت عزة لتقبل ايمان من وجنتها ولكنها انتفضت بفزع ورجعت بظهرها للوراء عندما هبت ايمان واقفة وهي تهتف..
.."..لا ياعزة لا...دا امبارح بس كان بيقول لعمتي انه هيطلقني ..دا غير انه مابيعديش يوم الا لما خلاص هنمسك في بعض ..دا انا وديته القسم ياعزة وقالي بعضمة لسانه هناك في اوضة الظابط..الله يخربيت اليوم اللي عرفتك وشوفتك فيه.."..
..وقفت عزة وأخذت تمسد فوق ذراعها وهي تقول لتهدئتها..
.."..حبيبتي متقلقيش ..طالما وديتيه القسم وفضل معاكي لدلوقتي يبقى تمام.."..
..سمعا الاثنتان طرقا على الباب وصوت ابراهيم وهو يقول..
.."..ايمان خلصتي ..."..
..صاحت زوجته بعصبية قائلة..
.."..لا مخلصتش ..خمس دقايق وخارجة.."..
..اجابها مسرعا بصوت قوي..
.."..بسرعة ياايمان ..انا عايز امشي من هنا قبل ما ارتكب جريمة في الرخم اللي اسمه خالك دا.."..
..اسرعت هي بدورها هذه المرة وفتحت الباب وهي تتخصر قائلة بغضب..
.."..انت مالك ومال خالي ..عيب لما تقول كدة ..دا مهما كان ضيف في بيت عمك .."..
..نظر بتمعن لشفتيها وقال بنبرة صوت ماكرة..
.."..ماشي ياستي ..عشان خاطر الشف..........عمي الله يرحمه ..نستحمل رزالة خالك..مبسوطة كدة.."..
..شعرت به وكأنه يلتهم شفتيها بعينيه وبكلماته.. فبدون ارادة منها امسكت بمقدمة جلبابها وقالت بتلعثم وهي تنتقل بعينيها بين زوجها وصديقتها التي تكتم ضحكاتها بشق الانفس ..
.."..انا ..انا هالبس اهو .."..
..امسكت بحافة الباب لتغلقه فوضع يده فوق يدها ومال بوجهه ناحية وجهها وقال هامسا..
.."..البسي بسرعة عايزين نروح بيتنا .."..
..لم تجد نفسها الا وهي تنزع يدها من تحت كفه الكبير وتغلق الباب بعد ماسمح لها بذلك ووجهه ترتسم عليه ابتسامة عابثة..
..استندت بظهرها فوق الباب وهي تلهث بشدة وصدرها يعلو ويهبط بقوة ..وصوت ضحكاته العالية تصل لاذنيها ..نظرت بذعر لعزة التي كادت ان تدمع من نوبة الضحك التي انتابتها فور رؤيتها لصديقتها المذعورة..وبصوت خافت قالت..
.."..الراجل دا عايز ايه بالظبط .."..
..اتجهت عزة لدولاب ايمان واخذت منه بنطال جينز وبلوزة ومدت يدها بهما لايمان وهي تقول بصوت جاد ..
.."..عايز كل خير طبعا ..يالا البسي عشان متتاخريش ع الباشا ..لحسن شكله المرة الجاية كدة ممكن ....ولا بلاش.."..
..نزعت ايمان جلبابها ورمته فوق الفراش وقالت بخوف وهي ترتدي ملابسها ..
.."..عندك حق ..شكلها هربت منه ع الاخر ..الراجل دا لازمله وقفة جامدة .."..
..هزت عزة راسها بالايجاب وهي تقول بسخرية..
.."..اومااال ..طبعا طبعا .."..
..وبعد القليل من الوقت وعند باب شقة ايمان كان الجميع يودعهما ..وبنبرة عتاب واضحة قالت الخالة تهاني..
.."..طب كنتو امشوا بعد الغدا ..دا انا عاملة كل الاكل اللي بتحبيه يابنتي .."..
..مطت ايمان شفتيها ونظرت بغضب لابراهيم الذي تجاهلها وقال للخالة..
.."..انا اسف ياست تهاني..المرة الجاية نبقى نقعد ونتغدى .."
..نظر لايمان وقال وهو يمسك بمرفقها ..
.."..يالا ياايمان عشان منتاخرش على جدي اكتر من كدة.."..
..سحبها صلاح منه لحضنه وقال بجانب اذنها ..
.."..هستنى منك تليفون تحكيلي فيه على كل حاجة.."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب.. فقبلها صلاح من جبينها وهو ينظر شزرا لابراهيم الذي اكتسى وجهه بإحمرار الغيظ والغضب..ثم قال بصوت قوي ..
.."..اياك تزعلها ..ساعتها محدش هيخلصك من ايدي.."..
..حاوط ابراهيم خصر ايمان والصقها به وهو يقول بصوت بارد..
.."..واحد ومراته..انت بقى ..دخلك او لازمتك ايه ..مش فاهم والله.."..
..كادت السنة معركة جديدة تبدأ عندما تأهب صلاح بصدره العريض ان يتقدم ناحيته فوقفت الخالة تهاني وعزة بينهما تدفعان بايمان وزوجها خارج الشقة وهما يقولان بصوت واحد ..
.."..مع السلامة..مع السلامة ..يالا عشان متتاخروش ..ابقي كلمينا تطمنينا ياايمان.."..
..ثم اغلقا الباب بقوة ورائهم..ابتعدت ايمان بعد ان نزعت يد ابراهيم من فوق خصرها وقالت بتساؤل وهي تلوح بيدها..
.."..انت ايه حكايتك بالظبط .."..
..امسك بيدها ومشى بها وهو يقول بثبات..
.."..في بيتنا هقولك الحكاية ايه..".
..حاولت ان تنزع كف يدها ولكن بدون جدوى فقالت ..
.."..هو ايه اللي بيتنا..بيتنا .."..
..ضحك ابراهيم وهو يقول ..
.."..هي مش الفيلا تبقى بيتنا ..يعني انا مغلطتش.."..
..توقفا الاثنان عندما وقفت امامهما نسرين جارة ايمان لتقول بغنج وهي تنظر لابراهيم باعجاب واضح ..
.."..ازيك ياايمان ..مبروك ع الجواز ..كدة بردو متعزيمناش ع الفرح ..اهل الحارة كلهم واخدين على خاطرهم ..يرضيك كدة حضرتك.."..
..تنحنح ابراهيم وهو ينتقل بنظره بين زوجته وتلك اللحوحة بنظراتها ..
..فأجابت ايمان سؤالها وهي تمسك بذقن نسرين لتجعلها تنظر اليها ..
.."..نسرين انتي تايهة ولا حاجة..انا قلت اننا هنعمل فرح كبير ونعزمكوا ان شاء الله ..ابقي سلميلي على امك ..سلام.."..
..تشبثت ايمان هذه المرة بكف ابراهيم وهي تمشي بجواره وتتخطى تلك التي فغرت فاهها ببلاهة ..
..نظر ابراهيم ليدها وقال وابتسامة ماكرة تزين ثغره..
.."..حارتكوا فيها بنات حلوة على فكرة.."..
..كانوا قد خرجوا من الحارة متجهين للجراج .. فرمت ايمان بيده بعيدا بعد ان ارتسم الغيظ بملامح وجهها وهي تقول ..
.."..فين الحلاوة دي ..واحدة لابسة عدسات ملونة..وشعرها مصبوغ وحواجبها متخططين..كله اصطناعي على فكرة مش اصلي.."..
..صدحت ضحكات ابراهيم عاليا وقال ..
.."..دا انتي دمرتيها ..اوعي تكوني غيرانة.."..
..ضاق مابين عينيها وهي تشير لنفسها وتقول بغضب..
.."..انا غيرانة ..لا ياباشا ..احنا اصلي والباقي تقليد.."..
..عاود ابراهيم امساك يدها وقال وهو متجه لسيارته بهدوء..
.."..هنشوف يابنت عمي.."..
..ازدردت ايمان ريقها بصعوبة ولم تجد القوة لنزع يدها من براثن يده وهمست لنفسها بخوف..
.."..هو عايز يشوف ايه بالظبط الجدع دا.."..
..القى ابراهيم التحية على عم اسماعيل صاحب الجراج واعطاه نقود الايجار بعد الحاح شديد منه نظرا لمعارضة العم اسماعيل حبا وتقديرا لايمان ووالدها ..
..وأثناء قيادة ابراهيم للسيارة تنبهت ايمان للطريق وقالت وهي تنظر لجانب وجهه..
.."..انت مش قلت رايحين الفيلا ومتاخرين على جدي اللي هو اصلا مستنينا بالليل..موديني على فين بقى.."..
..اجابها بهدوء..
.."..هتعرفي بعد شوية ..اصبري .."..
..امتعض وجهها وعقدت ذراعيها وهمست ..
.."..لما نشوف اخرتها.."..
..وجدت نفسها بعد برهة جالسة بمحل مصوغات كبير لا يدخله غير الطبقة المخملية ..رفعت حاجبيها تعجبا من تلك الفخامة والاضواء المتلئلئة المنعكسة على كافة المصوغات المتنوعة ..انتبهت لذاك الرجل الذي يرتدي حلة انيقة وهو يقول مبتسما ..
.."..ايه رايك ياهانم في الدبلة دي .."..
..تمعنت ايمان باستغراب للمحبس الالماس وقالت لابراهيم ..
.."..هي دي دبلة بردو.."..
..امسك ابراهيم بالمحبس والبسها اياه ليجده مضبوطا تماما لاصبعها ..فرفع راسه لايمان التي هرب الدم من اوردتها فور ارتدائها للمحبس وقال بثبات ..
.."..اظن انها على مقاس صباعك بالظبط ..وكمان شكلها جميل عجبتني ..بس لو تحبي تختاري حاجة تانية لو مش عاجبك اتفضلي براحتك .."..
..لم تستعب مايحدث فتنحنحت حتى يتجلى صوتها وقالت بتلعثم هي تلف المحبس حول اصبعها..
.."..لا ..لا ..كويسة ..حلوة ..قصدي يعني مقاسي ..شكرا..".
..رفع ابراهيم راسه لصاحب المحل وهز رأسه وقال..
.."..تمام..من فضلك عايز دبلة بس تكون فضة.."..
..وضع الرجل امام ابراهيم لوحة تحمل عدة محابس فضية ليختار ..فنظر ابراهيم لايمان وقال لها وهو يشير لها براسه ..
.."..اختاري واحدة ..يالا.."..
..تبادلت النظر وهي مبهمة الوجه بين ثلاثتهم ..ابراهيم والرجل ولوحة المحابس ..فأشارت بأصبعها لمحبس فضي عريض وهي تقول بخفوت ..
.."..دي كويسة.."..
..امسك ابراهيم  بالمحبس واعطاه لايمان ومد اصابعه لها وقال بهمس اصبح فجاة محبب لقلبها..
.."..لبسهالي يالا.."..
..رفعت عينيها عن يده الممدودة وهي تقول باعتراض واهي النبرة وقد ازدادت التقلصات ببطنها والتي بدأت تعاني منها منذ بداية معاملته الرقيقة معها..
.."..ما..ماتلبسها انت ..خد اهو.."..
..لم يستجب ابراهيم لها بل اسرع بقوله بصوت خافت ..
.."..يالا ياايمان الراجل بيبصلنا..مايصحش اللي بتقوليه دا .."..
..شعرت بارتعاش يدها وهي تضع المحبس بأصبعه..وما ان انتهت انزلت يدها بحجرها وهي تسمع همسه قائلا..
.."..شكرا .."..
..انتفضت على صوت الرجل قبل ان ترد وهو يقول ..
.."..مبروك ياافندم ..مبروك ياهانم.."..
..هز ابراهيم راسه وقال وهو يعطي الرجل بطاقته البنكية ..
.."..الله يبارك فيك .."....
..جلست بالسيارة وعينيها لم تحد عن محبسها..رفعت رأسها ونظرت جانبا لابن عمها الذي مازالت الابتسامة تزين وجهه وقالت متسائلة..
.."..انت عملت كدة ليه..مكانش ليها لازمة تكلف نفسك ..وانت عارف انها شوية وخلاص.."..
..نظر اليها بوجه جامد الملامح بعد ضيقه من كلماتها..
.."..انا حر ياايمان ..اعمل اللي انا عايزه..وكمان كان لازم نلبس الدبل دي من اول جوازنا عشان دا المفروض بس انا اللي نسيت ..وعشان اي حد يشوفك يعرف انك متجوزة..فهمتي.."..
..قالت بنزق وهي تنظر للطريق امامها..
.."..فهمت..ممكن اعرف الدبلة بتاعتي بكام .."..
..رفع ابراهيم حاجبه متعجبا وقال ..
.."..ليه يعني ..هتدفعيلي تمنها.."..
..هزت راسها بالايجاب وقالت..
.."..طبعا..الدبلة دي الراجل قال عليها انها الماظ ..انت ....انت ذنبك ايه تشتري حاجة غالية كدة .."..
..مسد ابراهيم شعره بعصبية وقال من بين اسنانه بغيظ ..
.."..عارفة ياايمان انك واحدة تعرفي تخلي أي بني ادم يفقد اعصابه وبسهولة كويس جدا.."..
..عقدت ذراعيها وهي تقول بنبرة صوت غاضبة ..
.."..حقك عليا ..انا غلطانة ..بس بردو هدفعلك تمنها ..عشان عجبتني ومش هقلعها .."..
..ابتسم ابراهيم ونظر اليها وهو يقول..
.."..اخيرا قلتي كلمة كويسة.."..
..نظرت لجانب الطريق عبر زجاج نافذتها دون ان تجيب ولكنها كانت تشتعل غضبا من نفسها لمعاودة مايحدث لها من تقلبات ببطنها وشعورها بهواء بارد يلفح وجهها رغم دفء الجو...
..مد يده لمشغل الموسيقى عبر الراديو فصدحت اغنية كانت اولى كلماتها ..
.. *..تعرف تعاكسني.. تعرف تعمل كدة زي زمان وتحسسني..
..ان مافيش في الكون واحدة تقدر تنافسني
..واني انا اجمل مخلوقة على وجه الارض
..بتكلم جد.. على فكرة الاحساس دا ناقصني..*..
..اتسعت عيني ايمان عن اخرها وضربات قلبها ازدادت سرعتها عندما مال ابراهيم ناحيتها وهو يقول هامسا بجانب اذنها..
.."..اعرف جدا على فكرة.."........

عروستي ميكانيكيWhere stories live. Discover now