المشهد 31

5.9K 231 10
                                    

..ربتت زهرة فوق كتف ايمان وقالت بعد ان تعجبت مما رأته من لهفتها المولعة على زوجها الغاضب فقالت ساخرة..
.."..ايمان حبيبتي ..جوزك مش مسافر الهند ..دي اسكندرية يعني اقل من ساعة طيران.."..
..اتسعت عيني ايمان بعد ماضربت صدرها بكف يدها وقالت..
.."..يالهوي..هو هيركب طيارة.."..
..التوت شفتي زهرة من الغيظ واشارت لها ناحية الباب وقالت بصوت قوي..
.."..اتفضلي على اوضتك وسيبيني اكمل جلسة اليوجا بتاعتي ..يالا .."..
..تربعت ايمان فوق الفراش وهي تقول بعناد واضح..
.."..مين دي اللي تروح اوضتها ..انا مش هتعتع من هنا الا لما اطمن ع الباشا انه وصل بالسلامة.."..
..هتفت بها عمتها وهي تميل عليها بجذعها..
.."..انتي يابنت مش معاكي تليفون ..ماتتصلي بيه وتطمني عليه وانتي في اوضتك.."..
..اشارت ايمان لنفسها باصبعها وقالت بغيظ..
.."..انا اتصل عليه..لا يمكن ابدا...هو اللي يتصل.."..
..جلست زهرة بجانبها وهي تنظر اليها شزرا فقامت بقرص جانبها بقوة ..صرخت ايمان من الالم ومسدت على جانبها ثم قالت بغضب..
.."..ايه ياعمتي ..احنا فينا من قرص..حرام على فكرة ..انا بنت اخوكي اليتيمة .."..
..امسكت بأذنها وقالت بصوت خافت حاد ..
.."..قصدك بنت اخويا المجنونة ..اللي عايزة تعقل وتفهم ان ابراهيم جوزها ..جوزها اللي بيخاف عليها و عايز مصلحتها ..يبقى نعمل ايه ..نصالحه ..نعامله بطريقة كويسة ..مش نتخانق معاه ونزعله كل شوية لغاية ماقرب يطفش من البلد كلها .."..
..كانت رأس ايمان تتحرك يمينا ويسارا والالم يعتصر اذنها فكادت ان تصرخ مرة اخرى وهي تتوسل لعمتها بترك اذنها قبل ان تنخلع بيدها ولكنها شعرت بصدمة تضرب قلبها عند مقولة هروب زوجها من البلد وسفره بعيدا بسببها ..
..تركت العمة اذن ايمان بعد ان ارتسمت ملامح الصدمة والحزن على وجهها وسمعتها تقول بصوت اليم..
.."..هو قالك انه هيسيبني ويسيب البلد كلها بسببي ياعمتي .."..
..حاولت العمة ان تقوم بتمثيل دورها جيدا فقالت وهي تقف وتتجه لمرآتها ..
.."..هو مقالش كدة بصراحة ..بس انا حسيت انه خلاص مش قادر بسبب تصرفاتك ومعاملتك معاه..ولولا بس جدك والقضية ..انا اعتقد انه كان سافر فعلا.."..
..تهدلت اكتاف ايمان وارتسم الحزن جليا بوجهها الذي اخفضته لاسفل وقالت وهي تنظر ارضا ..
.."..هيروح تركيا صح ..عشان البت شين شين بتاعته.."..
..تقطب جبين زهرة ونظرت لصورة ايمان المنعكسة بالمرآة وقالت بتعجب..
.."..مين ..ايه شين شين دي.."..
..رفعت ايمان راسها وقالت بحزن..
.."..البت التركية اللي بيحبها ..واللي جت تصوت وتصرخ اول ما عرفت انه اتجوزني..بس هو فهمها الحقيقة ..وشكله هيرجعلها بس لما القضية تخلص.."..
..صدحت ضحكات زهرة عاليا ..فنظرت اليها ايمان باستغراب وقالت بغضب..
.."..هو انا قلت حاجة تضحك ياعمتي ..ع العموم هو حر في حياته ..انا اصلا اصلا ......"..
..اكملت زهرة جملة ايمان بقولها ..
.."..غبية .."..
..صمتت ايمان وتسمرت نظراتها لعمتها التي وقفت امامها وهي تتابع بقولها بصوت حاد قوي..
.."..ايوة غبية ..عشان مش شايفة جوزك بيعمل ايه عشانك ..وانتي بكل سهولة بتتخلي عنه لواحدة زي التشين .."..
..بلعت ايمان ريقها بصعوبة ورددت بصوت ضعيف حزين..
.."..عمتي متضحكيش عليا ..واحد زي ابن اخوكي هيبص لواحدة ميكانيكي .."..
..جلست عمتها بجانبها ومسدت فوق شعرها وقالت بصوت هادئ ..
.."..اهي الميكانيكي دي خلته اسعد واحد في الدنيا ..مع انها مطلعة عينيه ومجنناه.."..
..نظرت ايمان لها بتعجب وتسائلت ببلاهة..
.."..ازاي يعني.."..
..امسكت زهرة بكف ايمان واجابتها..
.."..انتي ليه شايفة نفسك قليلة قدام ابراهيم .."..
..اجابتها ايمان مسرعة بقولها ..
.."..لا ياعمتي مش قليلة ..بس هي حاجة بالعقل كدة .."..
..قامت عمتها بضربها فوق رأسها وهي تقول بتحفز..
.."..ومين قالك انها بالعقل .."..
..اشارت عمتها لقلب ايمان وتابعت قولها..
.."..بالقلب.. انتي دخلتي قلبه بدون استئذان ..هو الحب كدة ..وكمان انتي مالك بقى ..انتي بنت جميلة و قلبك اجمل ..مكافحة ..طبيعتك هي احلى حاجة فيكي ..غير انك تربية احمد اخويا الله يرحمه..صحيح مجنونة وشعنونة بس دا بيزيدك جمال ..يبقى ليه حق ابراهيم يحبك ولا لا.."..
..اتسعت عيني ايمان من الصدمة وقالت..
.."..يحبني مرة واحدة .."..
..قالت زهرة بصوت حازم قوي وشبح ابتسامة يزين شفتيها..
.."..ايوة ..مرة واكتر من مرة كمان ..لكن بخوفك وبغبائك وتفكيرك العقيم دا ..هتضيعيه من ايديكي ..وساعتها هيروح لشين شين بجد.."..
..ذمت ايمان شفتيها وقالت وهي تضع وجنتها فوق كفها..
.."..طب ..طب انا هصدقك..ومش هقولك انه هو كويس معايا دا حبة وحبة يعني عشان انا بنت عمه ووصية جدي ..بس ايه ..يعني ايه ..اعمل ايه انا دلوقتي.."..
..مطت زهرة شفتيها وقالت ..
.."..يعني ايه تعملي ايه..هو دا سؤال..عايزاني اقولك تتصرفي ازاي مع جوزك اللي بيحبك.."..
..تنهدت ايمان وهي تردد..
.."..يادي الحوسة على بيحبك دي ..المهم دلوقتي قوليلي اعمل ايه.."..
..امسكتها عمتها من ذراعها ليقفا سويا بقبالة بعضهما وقالت ..
.."..انا هقولك .. بس تعالي معايا دلوقتي نكمل تمرين اليوجا ..وبعدها تتصلي بيه عشان تطمني عليه ..يالا.."..
..جلست زهرة ارضا ومدت يدها لتمسك بكف ايمان التي ظلت واقفة بوجه ممتعض ..هزت بقوة كفها وقالت بصوت صارم..
.."..اقعدي يابنت ..واعملي زي ما بعمل بالظبط .."..
..جلست ايمان على مضض وقالت ..
.."..انا مش عارفة نوجا ايه دي اللي هتخلينا قاعدين زي الصنم لا صوت ولا حركة.."..
..رددت زهرة بغضب وهي مغمضة العينين...
.."..شششششش..ولا كلمة..يالا ابدأي.."..
..تمعنت ايمان بوضع جلوس زهرة وقلدتها لتجلس مثلها تماما وهي تهمس بصوت خافت..
.."..لا حول ولا قوة الا بالله.."..
..اغمضت ايمان عينيها وضمت اصبعيها وبدات بتنهيدة استسلام واضحة ..وما ان مر عشر دقائق حتى شعرت ايمان بثقل رأسها .. لتتفاجأ زهرة بمن ترمي برأسها فوق فخذها وتصدر صوتا شخير خافت....
فتحت زهرة عينيها ونظرت لتجد إيمان تتوسد فخذها باريحية وتمدد ارجلها وصوت شخيرها بدأ يتصاعد تدريجيا ..هزت زهرة رأسها يمينا وشمالا وضحكة خافتة اصدرتها وهي تمسد فوق شعر ايمان بأصابعها وتهمس قائلة..
.."..مجنونة والله...ليه حق يحبك .."..
..وبعد برهة قليلة صدح صوت هاتف ايمان عاليا ففزعت من نومها واستقامت وهي تبحث عن هاتفها القابع بجيب بنطالها الخلفي..في حين كان قلبها يقفز عاليا ظنا منها ان ابراهيم هو من يتصل..فرددت بعصبية ..
.."..هو فين.. فين.."..
..ضربتها عمتها فوق مؤخرتها وهي تقول بنزق ..
.."..هنا ياهبلة.."..
..ضحكت ايمان كالبلهاء ومدت يدها تمسك هاتفها وهي تقول..
.."..عفارم عليكي ياعمتي .."..
..نظرت للشاشة بلهفة ولكنها حزنت عندما رات اسم صديقتها عزة هو من يضيئ فوق سطح الشاشة ..رفعت رأسها وقالت بصوت خافت حزين ..
.."..دي عزة صاحبتي .."..
..ربتت زهرة فوق ذراع ايمان بحنو وهي تقول..
.."..طب ردي عليها ..يالا.."..
..وضعت ايمان الهاتف فوق اذنها وقالت وهي تعتدل بجلستها فوق الارض..
.."..وعليكم السلام......ايوة يالوزة ......
الحمد لله...مالك يابت ..خالي صلاح ماله .."...
..اجابتها عزة بلهفة ..
.."..خالك صلاح هيقعد في القاهرة كام يوم ..وعايز يمشي يقعد في لوكاندة ..امي قالتله انه ممكن يقعد في بيتك وانتي مش هتمانعي اكيد ..بس هو مصمم ..كلميه انتي اللهي تنستري..بس اوعي تقوليله اني قلتلك حاجة .."....هزت ايمان راسها وقالت مسرعة ..
.."..طب اقفلي ياختي وانا هكلمه ..اقفلي بقى..خلاص يابت مش هقوله انك بلغتيني .....اقفففففلي.."..
..اغلقت ايمان الهاتف وقالت لعمتها ..
.."..بت رغاية اوي ..بس بموت فيها ..هكلم ابو صلاح الاول وبعدين احكيلك .."..
..نقرت ايمان بأصابعها فوق الشاشة ثم قالت فور الاجابة من الطرف الاخر ..
.."..الووو...ايوة ياخالي ..بص بقى يابطل الابطال.. من غير هري ومناهدة وفرهدة..انت تاخد مفتاح شقتي من خالتي تهاني وتقعد فيها المدة اللي انت عايزها ..ووالله لو قلت لا ..لا هتكون خالي ولا اعرفك ..انا بقولك اهو......لا يا خالي مافيش نتفاهم وبجد هزعل..انا قلت اللي عندي..مات الكلام ...سلام يابطل.."..
..وقبل ان تنطق صدح رنين هاتف زهرة فاجفلت واشارت لعمتها بان تجيب بسرعة وهي تقول..
.."..ردي ياعمتي ليكون الباشا .."..
..وبالفعل كان ابراهيم يتصل بعمته ليبلغها بانه قد وصل سالما وانه بطريقه الان للفندق ..اجابته زهرة قائلة..
.."..حمدالله ع السلامة حبيبي .."..
..سألها ابراهيم متلهفا ..
.."..هي جمبك ياعمتي وتليفونها معاها.."..
..اجابته وهي تنظر لوجه ايمان ..
.."..ايوة .."..
..هز ابراهيم رأسه وقال بعد ما ارتسم الحزن بملامح وجهه لتجاهلها اياه وعدم اتصالها به للإطمئنان عليه ..
.."..اوك ياعمتي ..سلام وهبقى اكلمك.."..
..ارادت زهرة اللحاق به قبل ان يغلق لتقول ..
.."..طب مش عايز تكلم..........."..
..نظرت زهرة للهاتف ثم وضعته فوق اذنها مرة اخرى وهي تقول..
.."..الو ..ابراهيم..الو...."..
..تلكئت بكلماتها وهي تهرب بعينيها عن تلك التي تحدق بها وقالت..
.."..الخط قطع ..ممكن يكون دخل في مكان مافيهوش شبكة .."..
..نظرت ايمان ارضا وظلت تحرك هاتفها بدون ادراك منها وقالت بصوت حزين ..
.."..شوفتي ..مش عايز يكلمني .."..
..هبت لتقف وتستطرد قولها بعصبية ..
.."..اصلا انا مش عايزاه يكلمني ولا اكلمه ولا اكلم اي حد .."..
..هبت زهرة بدورها وقالت بصوت حازم قبل تخرج ايمان من الغرفة ..
.."..استني هنا يابنت .."....تسمرت ايمان بمكانها وهي تقول بضيق ..
.."..نعم ياعمتي .."..
..زفرت زهرة وتخصرت وهي تقول ..
.."..وبعدين بقى في دماغك الناشفة دي ..تعالي هنا .."..
..استدارت ايمان واتجهت اليها بخطوات تدب الارض من تحتها وقالت بتأفف وهي تقف بقبالتها..
.."..اديني وقفت اهو ..خير بقى.."
..وبصوت حاد وبملامح وجه جامدة قالت زهرة والصرامة تشوب صوتها..
.."..حالا تمسكي تليفونك وتتصلي بجوزك عشان تتطمني عليه.."..
..هتفت بها ايمان باعتراض ..
.."..بس ياعمتي.."..
..صاحت بها زهرة بحزم وهي تشير لها بيدها ..
.."..انا قلت حالا ياايمان .."..
..اغتاظت ايمان من حزم وقوة عمتها فلم ترد ان تغضبها وجزء خفي منها كان يهفو لسماع صوته فرفعت هاتفها امام وجهها وضغطت فوق شاشته ..حتى ظهر اسم الباشا امامها ..فنظرت لعمتها التي اومأت لها لتتابع ماتفعله ..تنهدت ايمان بيأس وضغطت فوق اسمه ووضعت الهاتف فوق اذنها لتسمع رنين تتمنى ان ينتهي بسماع صوته..
..واثناء ذلك كان ابراهيم ينظر للطريق الجانبي وخاصة للبحر ولونه الازرق الجميل وموجاته القوية والتي تشبه في تلاطمها بضربات قلبه التي تهفو لسماع صوتها..صوتها الذي اعتاد عليه منذ اليوم الاول الذي رأها فيه ..ابتسم للبحر وهو يهز رأسه ويهمس لنفسه بتعجب ..بأنه كيف لتلك الصغيرة المشاغبة المختلفة ان تهز كيانه وقلبه ..ماهي نوع القوى التي تتمتع بها..افاق من هذا الاستجواب لقلبه على صوت رنين هاتفه ..لينظر اليه فتتسع ابتسامته فوق شفتيه وتضيق عينيه التي التمعت فجاة ..اسرع بوضع الهاتف فوق اذنه وهو يقول بصوت هادئ عكس ضربات قلبه  ..
.."..الو.."..
..اغمضت ايمان عينيها عند سماع صوته ولكنها تذكرت انه لم يتصل بها ففتحت عينيها وصاحت به ..
.."..بص عشان تبقى عارف ..انا عمتي هي اللي فضلت تزن عليا عشان اتصل عليك واهي واقفة على دماغي وبتبصلي جامد ..شوية اهي وهتتحول ..لكن لو عليا وبعد الهبدة اللي هبدتهالي وتهديدك ليا انا مكنتش اتنيلت اتصلت..عشان ياباشا انا متهددش ..وبص ..قصدي بس اهو بقى اللي حصل ..يعني في الاول والاخر اهو الواحد إنسانيتآ مني يطمن عليك ..مانت ابن عمي بردو و......."..
..كان يستمع اليها والابتسامة لا تفارق شفتيه حتى قاطع استرسال صياحها العابث وقال بصوت هادئ ...."..
ابن عمك..وجوزك..وحبيبك..ووحشتيني الساعة دي يامنيتي.."..
..تسمرت ايمان مكانها بعد ان اصابتها الحازوقة فرمشت عدة مرات وقالت بصوت مرتعب..وبتلعثم واضح وهي تمد بهاتفها ناحية عمتها..
.."..دا ..دا بيقولي انه ..انه جوزي.."..
..صدحت ضحكات عمتها عاليا وهي تقول بنبرة صوت ساخرة..
.."..بجد ..مكنتش اعرف..طب يالا كملي كلام مع جوزك .."..
..وببطئ شديد عاودت وضع الهاتف فوق اذنها بيد ترتعش فتنحنحت حتى تنجلي حنجرتها وقالت بصوت مبحوح ضعيف..
.."..آ آ ...انااا..."..
..ضحك ابراهيم بصوت عال وقال ..
.."..كان نفسي تكوني قدامي دلوقتي ..كنت خليتك تنطقي ..تعبتيني يا بنت عمي.."..
..اشارت لنفسها بأصبعها وقالت ببلاهة ..
.."..انا تعبتك ..بعد الشر عليك من التعب ..والله مااقصد.."..
..نظر ابراهيم لأعلى وتنهد بأريحية واسرع بقوله..
.."..واخيرا..اهي بدأت تندع ..ايوة يامنيتي مانا عارف انه مش قصدك ..وانا اللي بقولك ياستي إتعبيني براحتك ..انا موافق..بس سؤال ..هو انتي لسة زعلانة مني .."..
..اسرعت ايمان بقولها بكل ثقة ..
.."..انا زعلانة منك ..ليه..هو حصل ايه.."..
..عاودت صوت ضحكات ابراهيم تصدح وكانها نغمات موسيقية تدغدغ اذنها ..فقال لها ..
.."..محصلش حاجة..المهم انك وحشتيني ..مش هتقوليلي وانت كمان ياابراهيم وحشتني ..ولا انا موحشتكيش.."..
..وباضطراب رمت ايمان الهاتف لعمتها وهرعت بالهروب كارنب مذعور من الغرفة فلم يكن باستطاعتها تحمل كل هذه العواطف والتي ولاول مرة بحياتها تهاجمها بهذا الشكل..لم  تعر لنداء عمتها اهتمام او اجابة وهرعت لغرفتها وتغلقها باحكام..
..وضعت زهرة الهاتف على اذنها لتستمع لابراهيم الذي ظل يكرر اسم ايمان ..وهل هي مازالت معه على الخط ام لا..اجابته زهرة وهي تضحك..
.."..انت قلتلها ايه خليت وشها يلون وتهرب على اوضتها.."..
..قال وهو يتنهد بيأس..
.."..ولا حاجة ياعمتي انا بس ربنا رزقني بواحدة مجنونة قدام الناس عاملة عنتر وبكلمة حلوة تهرب زي الفار ..المهم خلي بالك منها ..ولو حصل اي حاجة كلميني ..سلام ياعمتي .."....وبعد عدة ساعات وبعد ان خيم الليل كانت ايمان تجلس فوق فراشها بعد ان افاقت من تلك الحالة التي انتابتها وجعلتها تبتسم كالبلهاء وهي تحتضن وسادتها ..ظلت تزفر وتتأفف من شعور ها بالملل والضيق ترددت كثيرا لكي تهاتف زوجها ولكن خوفها هو من انتصر بالنهاية ..فهاتفت عزة التي اجابتها قائلة بصوت ناعم ..
.."..ازيك يامانوش.."..
..رفعت ايمان حاجبها وقالت بنزق..
.."..ايه المياعة دي يابت مالك ..ومن امتى بتقوليلي يامانوش ..صلاح بس اللي بيناديني كدة .."..
..تنهدت عزة وهي تقول بنبرة ناعمة يبدو انها التزمت بها بعد عودتها من امام باب شقة ايمان هي واخيها الصغير بلاطة ..
.."..ايوة مانا عارفة..مانا لقيت ان الاسم اللي بيناديكي بيه سي صلاح حلو اوووي.."..
..صاحت بها ايمان بصوت عصبي وقالت..
.."..اتعدلي يابت انتي وقولي في ايه ..انتي اصلا بتعملي ايه دلوقتي .."..
..اجابتها بصوت هادئ هذه المرة ..
.."..في ايه مالك ياايمان ..كنت بقرا قصة من على النت .."..
..التوت شفتي ايمان بامتعاض وقالت ساخرة ..
.."..من امتى ياختي الثقافة دي ..قصة ايه ان شاء الله.."..
..اجابتها عزة وهي تبتسم خجلا ..
.."..قصة اسمها فتوة قلبي ..البطل فيها فتوة الحارة وتحسيه كدة فيه شبه من سي صلاح ..بس ياخسارة .."..
..اجابتها ايمان وهي تمط شفتيها ..
.."..خسارة ليه يانحنوحة.."..
..ردت عزة بعد ان تنهدت بحزن ..
.."..المؤلفة مكملتهاش ..واقفة عند المشهد 23 ..كان نفسي اعرف واكمل بقية الحدوتة واعرف حصل ايه لما البت اسماء البطلة لقت نفسها بقدرة قادر كدة بقت مرات سي عامر البطل.."....تمتمت ايمان بكلمات الاستغفار وقالت بنزق ..
.."..والمؤلفة وقفتها ليه انتحرت ولا طفشت من وشك..الاول تعالي هنا قوليلي من امتى بتقري حواديت ..انتي اخرك بتقري حظك اليوم .."..
..اعتدلت عزة فوق فراشها وقالت بعد ان ارتسم بملامحها بعض الجدية..
.."..اصل سي صلاح قالي ان القراية مهمة للبني ادم عشان .....عشان.....ياخيبتي القوية نسيت عشان ايه ..المهم انه قالي ان الكتاب صاحبه..وصاحب مهم جدا كمان وانه بيساعده عشان يفهم الدنيا اكتر.."..
..جلست ايمان فوق ركبتيها وهي تقول متسائلة ..
.."..دا انتو حكيتو مع بعضيكو بقى وشكل القعدة كانت حلوة ..دا انا هاكسر دماغك .."..
..اسرعت عزة بقولها ..
.."..والله العظيم ابدا ولا قعدنا ولا حاجة ..دا انا اخدت الواد محمد وخبطنا على باب شقتك عشان نديله صينية العشا ..ولما فتحلنا كان في ايده كتاب ..فسألته بتقرا ايه ..وبس مكملناش تلات دقايق والله ياايمان ومشيت على شقتنا بسرعة عشان امي نبهت عليا ...و...وبس .."..
..تنهدت ايمان وقالت بصوت قوي ..
.."..عزة انتي اختي ..وصحيح هو خالي ..بس بردو خافي على سمعتك ومتخليش حد يتكلم عليكي ..وصواني الاكل اللي يوديها بلاطة ..واتقلي شوية ..كاتك خيبة.."..
..اسدلت عزة اهدابها بعد ان رمشت عدة مرات وقالت ..
.."..حاضر ..انا بكرة الصبح ان شاء الله هروح الشركة عشان اقدم الورق بتاعي للباشا .. هلاقيكي هناك صح .."..
..وبملامح جامدة اجابتها ايمان..
.."..لا مش هتلاقيني انا مش هروح ..عشان الباشا كمان اصله سافر انهاردة ..بس متقلقيش انا هبلغ البت ليلي تاخد منك الورق.."..
..تلهفت عزة لسماع المزيد وتسائلت..
.."..سافر ..طفشتيه يابنت اسطى احمد ..احسن تستاهلي ..عشان مخك اللي عامل زي ماتور العربية الخربان .."....رفعت ايمان انفها بشموخ وقالت بصوت قوي ..
.."..لا ياختي ماطفشي ..دا سافر عشان يقابل ناس اجنبيين ..بس كلمني في التليفون وقالي كلام ..كلام حلو من بتاع النحانيح.."..
..ضحكت عزة بصوت عال وتلهفت اكثر لسماع ماقاله فسألتها مسرعة ..
.."..قال ايه ..ها ..قالك ايه انطقي .."..
..اصدرت ايمان ضحكة خافتة وهي تتلاعب بطرف بلوزتها ..وقالت ..
.."..لما اشوفك هقولك ..سلام بقى لحسن حسيت اني جعانة ..طلبوني اتعشى وانا ساعتها مرضيتش ...سلام ..سلمي على خالتي تهاني .."..
..اسرعت عزة بقولها قبل ان تغلق ايمان هاتفها..
.."..استني ياإيمان اوعي تنسي فرح كريمة بنت عم صابر بكرة ..اوعي متجيش لحسن تزعل .."..
..ردت ايمان..
.."..طبعا هاجي ان شاء الله ..ولو اني مش عايزة عشان خاطر الواد محمود اخو خطيبها .."..
..اجابتها عزة بقوة..
.."..محمود ايه اللي تعمليله حساب ..كريمة صاحبتنا من زمان ولازم نعمل معاها الواجب ..لازمن تحضري لحسن اهل الحارة يقولوا انك اتكبرتي عليهم بعد ما ربنا رزقك من وسع .."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي تقول..
.."..ماشي يالوزة هحضر ..سلام ..تصبحي على خير.."..
..اغلقت ايمان هاتفها ووثبت من فوق فراشها لتخرج من غرفتها متجهة الى المطبخ ..
..وضعت هاتفها فوق طاولة المطبخ فاصبحت منذ مكالمة ابراهيم وهي حريصة على لصق هاتفها بيدها طوال الوقت ..فتحت بالبراد واخدة تبحث بعينيها عن ماتشتهيه لتأكله ..وما ان بدات بالتحضير حتى شهقت بصوت عال عندما فاجئها مراد بصوت خافت ليفزعها بقوله ..
.."..بتعملي ايه عندك.."..
..استدارت وهي تمسك السكين بيدها لوجه مراد الذي فزع من النصل الذي كاد ان يجرح وجهه..
صرخت به ايمان ..
.."..حد يخض حد كدة .."..
..ضحك مراد وهو يرفع يديه استسلاما لها وقال وهو يتراجع للوراء..
.."..اسف ..اسف ..بس قلت احسن طريقة عشان اصالحك اني اخضك .."..
..التوت شفتيها وقالت بوجها ممتعض الملامح ..
.."..ياعم ولا تصالحني ولا اصالحك ..عادي يعني محصلش حاجة .."....ظلت الابتسامة على وجه مراد وقال وهو يجلس امام الطاولة ..
.."..انا بجد اسف اني انفعلت عليكي ياايمان ..انا عرفت حصل ايه بالظبط من ابراهيم .."..
..هزت ايمان راسها بالايجاب وهي ترد بابتسامة..ثم استدارت لتكمل ما كانت تفعله وسمعت قوله..
.."..انتي بتعملي ايه.."..
..اجابته وهي تضع قطعة من الجبن مابين طرفي قطعة الخبز ..
.."..بوضب شندويتشات عشان احطها في الصندوق الاسود .."..
..تقطب جبين مراد وقال متعجبا ..
.."..صندوق اسود ..دا ايه دا.."..
..اشارت ايمان بالسكين لجهاز الميكروويف وقالت..
.."..ده يافكيك ..عشان الجبنة تسيح جوة الرغيف .."..
..ضحك مراد وقال ..
.."..ليه بتعملي بنفسك ..ماتصحي حد من الخدامين.."..
..استدارت له وهي تنظر له شزرا وقالت ..
.."..اصحي الناس الشقيانة طول النهار من نومها عشان اكل .. خلاص مافيش اي دم خالص كدة .."..
..رفع مراد يديه استسلاما للمرة الثانية وهو يقول ..
.."..خلاص ..خلاص..انا اسف ..طب ممكن تعمليلي معاكي سندويتش الصندوق الاسود لو سمحتي .."..
..رفعت راسها واعطته ظهرها وقالت ..
.."..ممكن ..هعملك واحد جبنة سايحة وواحد سكلانس .."..
..رفع مراد حاجبه يأسا من كثرة عدم فهمه لما تقوله فرفع اصبعه وكانه تلميذ يرجو من معلمه شيء ما وقال..
.."..ممكن افهم ايه هو السكلينس دا لو سمحتي .."..
..لم تنظر اليه ايمان وقالت بعد ما ان التوت شفتيها ..
.."..جاهل ..بس هقولك واكسب فيك ثواب ..السكلانس دا ..شندويتش قنبلة ..قشطة ومربي وعسل وحلاوة ..بس انا بقى اخترعت عليه حاجة جديدة احلى واطعم .."..
..اتسعت عيني مراد عن اخرها عندما ذكرت محتويات الشطيرة القنبلة وتسائل ..
.."..اخترعتي ايه بقى حضرتك.."..
..استدارت ولوحت له بسكينها بتعالي وقالت ..
.."..بدل الحلاوة حطيت موز ..حاجة بقي قنبلة القنابيل .."..
..لوح مراد لها بيده بالرفض وقال بصوت مرتعب..
.."..لا ..لا ..شكرا ..كفاية عليا ساندويتش الجبنة السايحة .."..
..مالت ايمان براسها وهي تقول
.."..زي ماتحب .."..
..امسك مراد هاتفه وفتح تطبيق الفيس بوك وضغط فوق صفحة احد رجال الاعمال الامريكين ليصدح صوته عاليا وهو يقول مهللا ..
.."..اوباااا ..صارووخ ..يابختك ياابراهيم ..ياريتني انا اللي كنت سافرت .."....اغلقت ايمان باب الميكروويف بعد ان وضعت بداخله الشطائر وضبطت ازراره كما علمتها دادة فاطمة ..وقالت وهي تلتفت لمراد ..
.."..بتقول ايه انت ..صاروخ ايه.."..
..وقف مراد وتقدم ناحيتها ليريها ابراهيم جالسا داخل مطعم الفندق وبجانبه فتاة امريكية صارخة الجمال بشعرها الاصفر الطويل وعيونها الزرقاء  مرتدية فستان سهرة عاري الكتفين تميل ناحية ابراهيم الذي كان جالسا متحفظا بابتسامة باهتة فوق شفتيه ..ارتج صدر ايمان وهتفت بغضب ..
.."..هو الباشا رايح اجتماع شغل ولا رايح يتسرمح مع السايحات في الكباريهات.."..
..رجع مراد لكرسيه وقال وهو مستغربا لما هتفت به ايمان ..
.."..كابريهات ايه ياايمان ..دا مطعم الفندق اللي نازل فيه واللي معاه دي شريكة من ضمن الشركا الاجانب ..انتي ماشوفتيش بقية الشركا اللي قاعدين معاهم..دا اسمه عشاء عمل .."..
..بالفعل لم ترى ايمان أي احد اخر الا تلك الفاتنة التي تميل ناحية زوجها ..
ظلت سارحة وبداخلها بركانا من الغضب وخيالات تضرب براسها عن ماذا يفعل زوجها الان مع تلك الامريكية..لاح لها مراد ليده لتفق من شرودها وقال ..
.."..ايمان ..الميكروويف بيصفر ..انتبهت له واستدارت لتخرج الشطائر التي فقدت شهيتها لالتهامها ...سمعت رنين هاتفها القابع فوق الطاولة فقال مراد ..
.."..ايمان ..ابراهيم بيتصل.."..
..قالت له ايمان بصوت جامد ..
وهي ترص الشطائر فوق طبقين ..
.."..رد عليه انت عشان مش فاضية .."..
..ابتسم مراد بخبث وامسك بهاتف ايمان واجاب بتهكم ساخرا..
.."..الوو يابن عمي.."..
..هب ابراهيم واقفا من فوق كرسيه القابع بشرفة غرفته بعد ان شعر بالقلق ..وهتف بصوت عال..
.."..مراد..بترد على تليفون ايمان ليه..مالها جرالها حاجة ..انطق.."..
..صدحت ضحكات مراد عاليا وقال ساخرا وهو يضع قدمه فوق الاخرى..
.."..مكنتش اعرف انك قلبك ضعيف كدة ياوحش..ايمان بخير واقفة قصادي اهو بتحضرلي العشا ..عشان نتعشا سوا في المطبخ .."..
..تقطب جبين ابراهيم وهو يصيح..
.."..نعم ..بتحضرلك العشا..هي فين إداهاني اكلمها .."..
..وضعت ايمان الاطباق فوق الطاولة وملامح وجهها مازال الجمود يفترشه بوضوح ..مد مراد يده بالهاتف لها وقال بصوت ماكر ..
.."..ابراهيم عايزك.."..
..زفرت بضيق واخذت الهاتف وقالت على مضض وهي تضعه فوق اذنها ..
.."..افندم ..خير ان شاء الله.."..
..هدر ابراهيم بصوت غاضب وهو يقول ..
.."..انتي عندك بتهببي ايه .."..
..تخصرت بيدها الثانية وقالت ساخرة وبصوت حاولت ان يكون ناعما..
.."..هاكون بعمل ايه يعني ..بنصطاد عصافير من ع الشجر ..بتعشى انا وابن عمي مراميرو.."....ضحك مراد بصوت عال
..ضاقت عيني ابراهيم وارتعشت نواجذه من الغيظ وهدر بها..
.."..قسما بالله ان ماطلعتي اوضتك حالا دلوقتي لاهاجي اكسر دماغك انتي والزفت مرمر اللي قاعد معاكي دا.."..
..قالت بصوت هادئ..
.."..انا كدة كدة كنت طالعة .."..
..استطردت قولها وهي تنظر لمراد وتضع الطبق الخاص به امامه  ..
.."..اتفضل يامرمر ..بالهنا والشفا على قلبك..يارب يعجبك..."..
..هدر بها ابراهيم بغضب حتى انها شعرت بصوته يكاد ان يخترق طبلة اذنها..
.."..بتجنيني ..ماااشي ياايمان ..اقسم بالله لما اشوفك ..اطلعييي على اوضتك سااامعة.."..
..لم تستطع ان تكبت بداخلها الغيط والغضب منه اكثر من ذلك فهتفت به وصوتها العال يصدح بالارجاء ..
.."..انت ليك عين تحلف عليا وتهددني ..خليك مع السايحة الامريكانيانة بتاعتك اللي لابسة من غير هدوم يامؤدب يا محترم..قال رايح تشتغل قال.....انا هقفل ومتكلمنيش تاني ..ومن غير سلامو عليكو كمان.."..
..اغلقت ايمان هاتفها وصوت لهاثها العال هزم صوت ضحكات مراد الذي قال من بين ضحكاته..
.."..انا كنت هخرج اسهر برة مع اصحابي ..بس كويس اني مخرجتش عشان مفوتش عليا المشهد التحفة دا .."..
..اصطكت اسنانها من شدة الغيظ فامسكت بشطيرته ووضعتها فوق طبقها وهدرت به ..
.."..مشهد موتك على ايدي قريب ان شاء الله ..وهات الشندويتش دا.. خسارة فيك ..ومن غير تصبح على خير انت التاني.."..
..خرجت ايمان من المطبخ وهي تتمتم بغضب ..
.."..رجالة عايزة الحرق .."..
..لصيح بها مراد..
.."..طب حتة من شندويتش الصندوق الاسود ..انا ابن عمك بردو.."..
..واثناء ذلك كان ابراهيم يحدق بهاتفه عندما اغلقته بوجهه تلك المجنونة ..جلس فوق كرسيه فضرب فخذه بقوة ..ثم هب واقفا مرة اخرى ونظر بهاتفه ليتصل بمراد الذي هتف به
.."..ايمان لسة قاعدة عندك .."..
..اجابه مراد مبتسما ..
.."..لا طلعت اوضتها اول ماقفلت السكة في وشك.."..
..اسرع ابراهيم لسؤاله..
.."..ايه اللي خلاها تقول كدة ..ماهو اكيد انت عارف او بالاصح انت ليك يد في الموضوع.."..
..اعتدل مراد فوق كرسيه باريحية وقال ..
.."..دايما كدة ظالمني يابن عمي..كل الحكاية اني وريتها صورتك وانت قاعد جمب ليزا شريكتنا الامريكية اللي نزلتها وهي بتقول عشاء عمل مع شريكنا المصري الوسيم .."..
..سب ابراهيم مراد بصوت عال غاضب..فرد مراد متهكما بصوت هادئ ..
.."..انا مش هرد عليك عشان انت اكبر مني وانا واحد متربي .."..
..فهدر به ابراهيم..
.."..انا اللي هربيك بجد بس لما ارجع.."..
..اغلق ابراهيم الهاتف بوجه مراد وحاول الاتصال بايمان ولكنه وجده مغلقا ..فزفر بضيق ورمى بهاتفه فوق المنضدة الزجاجية الصغيرة..تخصر ووقف امام سور شرفته ينظر للبحر ..استنشق هواءه ليملأ صدره حتى يهدأ قليلا ..وفي خضم ذلك التوت شفتيه بابتسامة جانبية عندما تذكر ماهدرت به بغضب جراء شعورها بالغيرة الشديدة عليه من ليزا ..فهمس لنفسه وهو يهز رأسه..
.."..مجنونة .."....دلف لغرفته بعد محاولات عدة فاشلة للاتصال بها..بدل ملابسه ورقد فوق فراشه ناظرا للسقف وردد لنفسه والابتسامة تزين وجهه ..
.."..ماشي يااسطى ايمان .."....
..اغمض عينيه بعد أن غلبه النعاس متمنيا ان يحلم بها بين يديه راضية دون عناد او مقاومة خرقاء..
..وباليوم التالي حاول ان يتصل بها دون جدوى حتى بعد تشغيل هاتفها ..لتضعه في القائمة السوداء ..حاول ان يسيطر على نفسه ليستطيع متابعة اجتماعه مع شركائه الجدد وتوقيع العقد معهم ..
..حاول ان يتحدث معها عن طريق العمة زهرة ولكنه سمعها تهتف بصوت عال لعمتها ..
.."..مابكلمش حد خليه سايح مع السايحة.."..
..زفرت العمة زهرة من كثرة اتصالاته وقالت له ..
.."..عارف لو اتصلت بيا تاني يا ولد..هبلكك ..تعبتولي اعصابي انت والمجنونة بتاعتك ..لما تيجي اتفاهم معاها ..انا ماليش دعوة .."..
..واغلقت الهاتف بوجهه هو الاخر ..كاد ان ينفجر بموظف الاستقبال بالفندق عندما سأله عن كارت فتح باب الغرفة ..ليجد بالنهاية انه نسى اين وضعه ..كاد ان يفقد اعصابه فقرر انهاء الاجتماعات سريعا حتى لو تمت تلك الاجتماعات لوقت متاخر ولو للفجر..
..واثناء ذلك كانت ايمان تعيش تلك الحالة العصبية..فكانت تنتقل بين غرفتها وغرفة جدها وحتى المطبخ وهي تتحدث مع نفسها لدرجة ان دادة فاطمة اتسعت عينيها عندما راتها تقف امام المرآة الكبيرة الموجودة بالبهو الداخلي للفيلا تفتح ازرار بلوزتها لتكشف كتفيها وتهز راسها ليتأرجح شعرها يمينا وشمالا ..وبعد ان افاقت لنفسها عاودت غلق ازرار البلوزة وهي تقول ..
.."..بلا قلة ادب.. "..
..مر اليوم بمشاحنات خفيفة بينها وبين عمتها وعندما اقترب المغيب ..ارتدت فستان لونه ازرق مزين اطرافه بخيوط ذهبية رقيقة يحدد خصرها بملامح ناعمة حزام رفيع لونه ذهبي ايضا ..  استأذنت ايمان من جدها لتذهب الى الحارة لحضور حفل زفاف صديقة لها ..اذن لها جدها بذلك بعد فاجئها بسؤاله إن كانت اخذت موافقة زوجها ام لا ..فقالت له بعد ما قبلت وجنته..
.."..طالما مكتوب كتابنا بس ياجدي ..يبقى الاذن اخده منك انت بس يا حبيبي..وهو بعد الجواز وعليك خير..دا اذا حصل ..اشوفك لما ارجع عشان نتفرج ع الفيلم الرعب اللي جاي بالليل سوا...."....خرجت من غرفة جدها فرآها مراد الذي اصدر بشفتيه صفيرا تعبيرا منه لاعجابه بمنظرها فقال..
.."..ماظنش ان ابراهيم جاي انهاردة ..يبقى لابسة الفستان الشيك دا لمين .."..
..رفعت حاجبها وقالت بصوت حاد..
.."..ومين قالك انه حتى لو كان جاي انهاردة او اي وقت كنت هالبسله حاجة استقبله بيها ..كفاية عليه الاجانب اللي مش لابسين من اصله .."..
..ضحك مراد وقال عندما وقف بقبالتها ..
.."..اومال ايه ..لابسة كدة و رايحة فين .."..
..اجابته وهي تضع خصلة من شعرها وراء اذنها المزينة بقرط من اللؤلؤ ..
.."..رايحة فرح شيعبي في حارتنا.."..
..ظهر التعجب بملامح مراد وقال..
.."..شيعبي ..اسمه فرح شعبي.."..
..هزت ايمان راسها يمينا ويسارا وقالت  بثقة..
.."..ياجاهل ..اسمه شيعبي عشان يخصني ..تبعي وتبع اهل حارتي..الشعبي التاني..دا فرح غريب مش تبعنا.."..
..ردد مراد مسرعا بنزق..
.."..ياسلاااااام .."..
لتجيبه بحسم..
.."..اومال انت فاكر ايه..سلام بقى ..اسطى اؤمؤم هيوصلني ويرجعني.."..
..منعها مراد من التقدم وقال..
.."..ياريت لو تسمحيلي اروح معاكي الفرح الشعبك دا ..ممكن ياايمان .."..
..ضاقت عيني ايمان وكانها تفكر بأمر جلل ثم قالت ..
.."..ماشي مايضرش ..تعال معايا .."..
..كانت عمتها زهرة تستمع لحديثهما واطمئنت لذهاب مراد معها وصاحت بهما قبل خروجهما من الباب ..
.."..متتأخروش .."..
..ليجيب كل منهما بصوت واحد ..
.."..حاضر ياعمتي.."..
..لم يستطع ابراهيم الصبر اكثر من ذلك فاتصل بعمته وهو يقول بصوت هادئ..
.."..انا عارف انك زهقتي من كتر اتصالاتي ..بس صدقيني هي المرادي وبس ..اديني ايمان اكلمها وقوليلها انها لو مرديتش ..هاجي اكسر دماغها والمرادي بجد .."..
..التوت شفتي العمة زهرة وهي تقول..
.."..مافيش داعي لتكسير راس حد..مراتك راحت فرح واحدة صاحبتها وخدت مراد معاها..لو عايز تكلمها ..كلم مراد .."..
..لم يستطع ابراهيم فهم ماقالته عمته لانه قد فقد تركيزه بعد جملة ذهاب مراد معها لزفاف صديقتها وقال بصوت جامد ..
.."..قولي تاني كدة ياعمتي ايمان مراتي فين ومع مين ...."..........

عروستي ميكانيكيWhere stories live. Discover now