الفصل التاسع عشر

326 20 0
                                    

( الفصل التاسع عشر )
____________________________________

يراقصها بابتسامة ودودة بينما عيناه تبحث عن اخرى يتمنى لو كانت هي بين احضانه الآن يشاكسها، يرى ضحكتها الجميلة وصوتها الرنان المبهج لروحه، يريد لو يحملها امام الجميع ويحطم تلك المقاليد والقيود الموضوعة رغماً عنه، هو لا يحبها اجل لا يعشق نعومتها لا يفكر بها ليلاً ولا نهاراً لكنه يود سجنها بين ذراعيه طوال الوقت يستكشف كل جديد بها كل متنوع بها فتفاصيلها تنمو وتتغير مع كل دقيقة تمر فيرغب لو يبقى عمله الشاغل ان يتابع ملامحها وتعبيراتها وتغييراتها المستمرة الطفولية تارة والغاضبة تارة آخرى والماكرة في حين مستقل عن لحظة شقاوتها وعن هدوؤها الذي يرغمه السكون فاعلاً به الافاعيل يجذبه بشكل مخيف، نظر الى زوجته بيريهان فرأى السعادة بين مقلتيها فشعر بالشفقة على قلبها مع الذنب المبرح المميت القاتل لضميره المتلاعب به، هي تحبه وتريده بينما هو يفكر بأنثى اصبح وجوده بالنسبة لها كعدمه.

على الجانب الاخر يرتشف طبيبنا انس كأس الخمر جالساً على ( البار ) يرمق من حوله بملل وتمزق، يعنف نفسه فثلاثة ايام فقط دون ان يراها بعد ان تركها في دولة اوروبية وحدها ليخبروه رجاله المحيطيين بها انها قابلت السيد سيف في الفندق ثم ذهبت معه الى ان عادووا الى الوطن، هل اصبح سيف الان القلب الحنون لها حتى ترافقه في ادق لحظاتها؟ اين ذهبت بعد هذا اليوم؟ لا يريدها ولا يريد ان يراها لانه يحبها مثلاً بل يود يتشفى بها وبكسرة عينيها وقلبها وان يرى انتصاره في منتصف جبهتها.

حطم الكأس من شدة الضغط عليه حينما رآها تدلف الى الحفل متشبثة في ذراع سيف وبجانبها حياة يتضاحكان كأن شيئاً لم يكن وعينيها البارزة بسبب الكحل الاسود المحيط بجفنيها اسفل اهدابها الطويلة يجذبه بينما احمر الشفاة النبيذي الغامق متناسق مع لون فستانها الاسود عاري الظهر والكتفيين.

نهض مقترباً منهم يبتسم بسخرية :
_اهلاً يا سيف شرفت بس مين عزمك ؟

كاد يقتلع عيناه من الغضب المتمثل داخله لكن امسكت ذراعه حتى لا يتهور فأجابه :
_ اه طبعاً استاذة حياة عزمتني وانا بصراحة مقدرش اسيبهم يخرجوا وحدهم بالليل ولا ايه ؟

قال جملته الاخيرة ناظراً بحب تجاه دنيا قاصداً اثارة غضب انس خاصة بعد ان ابتسمت له دنيا :
_يلا بينا يا حياة ندخل جوة الحفلة ( تراجعت قليلاً في خطوتها ) هتيجي معانا يا سيف ؟

تركه يستشيط من شدة غيظه منهم :
_ اه طبعاً يا دوونا استني

رمقهم بأعين يشع منها الضيق ممراً اصابعه الطويلة في خصلاته الناعمة ثم لحق بهم للداخل.
______________________________________

وصلت حياة للمقعد العروسان ثم استمالت قائلة :
_ الف مبروك يا حسن بيه، مبروك يا بيري هانم

سقوط اجباري Where stories live. Discover now