Part ( 𝟽 )

750 21 2
                                    


الشَيطــان | Diavolul

••••

لا أعَلم لماذا الحياة بدَت سوداء فِي عيناي وتحديداً فِي هذة اللحظات ، هَمَّت الحياة بـ صفعي لأيغاضي مِن سُباتي الذي بات مِن زمنٍ طويل ..
لـ تُكشف الحقائق لي بـ هذة الطريقة القاسيَة ..

نظرتُ إليه وعيناي تَرجُوانه ..
تَرجوانه بأخباري بأنَّ ما قالهُ كذب !.
لكن رؤيتهُ وهوَ يجهَش بالبُكاء كـ طفلٍ يبحث عَن والدتُه !
أيقنتُ أنهُ لا يُمازحني وأنَّ ما قالهُ لي " إبنتي إليونا " لم يكُن مُزاحاً او هراءً مِن إختراع مُخيلتَي ..

لم أعُد أرى ملامِح وجهه المَكسورة ، فـ دُموعي أصبحت كـ غشاء تَحجُب لي رؤيتي ، بدأت جُدران الغُرفه تَضيق .. لم أعُد قادرة على إلتقاط أنفاسي الثمينة بالنسبةِ إلي ..

أخفضتُ رأسي للأسفل بـ إنكسار .. لأقاوم دُموعي الحارة بكُل ما أوتيت مِن قوة لأمنعها مِن النُزول ولكن .. لأول مرة فِي حياتي ..

.. تَمت خيانتِي مِنها ..

نَظر إلي كارلوس بإنكسار لـ يتحدث بـ تلعثُم :

- عَزيزتي ءء إليونـ...

نهَضتُ سريعاً وبـ جسدي يرتعش لأستدير سريعاً مقاطعتاً حديثهُ ، لأدفع بـ يَدي اليُسرى أثناء سيري مِن جانب الطاولة كأس الفراولة الساكن أعلى الطاولة عَن طريق الخطأ .. ليسقط على أرضية الغُرفة مُصدراً تحَّطُم زُجاج الكأس صوتاً مدوياً للحظات فِي أنحاء الغُرفة ..

نهض كارلوس مُندفعاً نَحوى بـ خَوف ، لأنظُر إليه بعُيون خالية مِن المشاعر !.
لطالما كانت والدتِي وستبقى دائماً هي " حياتي بإكملها " لم أتسائل قط عَن والدي ؟ ولم أفُكر كيف سَتكُون ردة فعلي عندَ لقائه !.

رَفع والدي كارلوس قبضة يَده ، ليتمسك بـ رسغي الأيسر لـ ينظُر إليه باحثاً بـ ذُعر عَن أيّ أصابة أو خدوش وعيناهُ تغرقان بالدُموع :

- هَل أنتِ بخيرعزيزتي ! هل تشعُرين بأيّ ألم !.

لا أعَلم مِن أيَن أتيت بهذه القوة !.
هَمَّمتُ بـ دفع يَده عَني لأنظُر إليه بـ عُيون باردة .. وخالية من المشاعر ، لأتحدث بـ حدة ممزوجة بالبرود :

- إبتعد عَني !! إبتعد سيد كارلوس ..

تراجعت خُطوات السيد كارلوس بإستسلام للخلف ، لـ تتساقطَ دُموعي الحارة على سطح خدّاي .. لأشعُر بـ حرارتها تتغلغل بشرتي ، هَمَّمتُ برفع يدي اليُمنى لأمسح دُموعي الخائنه بسُرعه بأطراف أصابعي وانا أنظُر إليه بـ برود :

- حقاً اللعنة !!.

تراجعت خُطواتي للخلف لأستدير ماشيةً بإتجاه الباب ، ليستمر فِي ندائي بخوف :

- إليونا ! إليونا توقفي أرجوكِ !.

هَممتُ بـ فتح الباب سريعاً لأخرج مِن دون أيّ فعل تراكةً خلفي السيد كارلوس مِن دون ردة فعل :

هَرعتُ ركضاً نحوَ المصعد غير أبهةً بـ سكرتيرة السيد كارلوس التي تُندهُ لي بـ قلق :

- آنسة إليونا ؟.

رفعتُ يدي اليُمنى بسُرعة على زر المصعد على عجّل وأنا على وشك الأختناق مِن الداخل ، أنفتحت أبواب المصعد لأهرع بالدخول لأضغط سريعاً على رمز ( 𝙶 ) المؤدي إلى الطابق الأرضي :

أغُلقت أبواب المصعد لأشعُر به وهوَ يهوى للأسفل لأتشبث سريعاً بـ القضيب الحديدي المتواجد فِي جُدران المصعد ، أخفظتُ رأسي الذي أصبح ثقيلاً للحظات لأغلق عيناي بـ تعب شاعرتاً بالدوار :

أفتتحت أبواب المصعد لأراها فِي ناظري تُفتح بـ بطئ شديد ، وقعَت عيناي على رجُل ! ليس رجُلاً ! إنما أنهُ الأشبة بـ آلهه إغريقية عريقة !!.

ظهر أمامي رجُلاً مُهندم ذو بذلة سوداء ، شديد الوسامة .. حُنطي البشرة .. تتَسم ملامحَهُ بالحدة والبرودة ، طويل القامة عريض المنكبين ، عينين واسعتان ذات للونٍ بُندقي ، ذو نظرة عابرة ومليئة بعدم الأكتراث ..

يقف خَلفهُ أربعة رجالٍ و هَمُ على أهبة الأستعداد لـ حمايته !.
إلتقطتُ أنفاسي وأنا أنظُر إليه بـ ذُبول ..
لـ تقع عينَيه البُندقيتين كـ السَهم على عينّي ..
لأستَشعر مِن خلالها بـ مشاعر مُبهمة ، مشاعر الأشبة بالأختراق !.

أخفظتُ عيناي بإرتباك ، لأقف بإعتدال جاعلتاً ظهري مُستقيماً لأبقى مُتمسكتاً بالقضيب الحديدي بـ إحراج ، هَمَّ الرجُل الوسيم بالدُخول لأندفع أنا بإتجاه الخارج ..

شَعرتُ بالدوار فجأه أثناء سيري للخُروج ، لأشعُر بـ جَسدي يهوى بالهواء ، لأرى نَفسي واقعة ما بَين ذراعين الرجُل الوسَيم ، القويتان ..

أغلقتُ عيناي بـ ضُغف ، لأفتح عينّي بـ صُعوبة لـ يُثير إنتباهي ما حُفِرَ فِي عُنقهِ " وَشِم "..
رَقم ( 𝟷𝟹 ) يتَوسد عُنقه بـ شكلٍ طُولي ، لأنظُر إلى وجهه لأراه وهوَ ينَظُر إلي بـ ثبات ، لأفقُد الوعي ..

لا يُمكن لأحدٍ بأن يتنبئ بـ مِستقبله و قَدره ..
ولكن أنا ! فقد وَقعتُ بَين ذراعين قَدري ..
رجُلاً سَيقلب مُستقبلي رأساً على عَقب ..

فقط .. بـ دُخولهِ حياتي ، وتقاطُع طُرقنا ..

•••••

𝐖𝐢𝐧𝐞 𝐅𝐮𝐧 | مُتعة النَبيذWhere stories live. Discover now