الفَصل الثاني .

188 49 21
                                    


عَزيزتي روزي ،

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.



عَزيزتي روزي ،

ما لا تَعرفين هو أَن لقائنا الثاني لَم يَكُن
بِمَحضِ الصُدف بَل كان لِتَميزي لَكِ بَين الأَقوام
وَسط الطَريق .

كُنتُ غارقاً وَسط تَضارُبِ الأَفكار داخل رأسي
كُل ما بي كانَ مُتعباً مُحتاراً بِكون ما اختَرتُ لِحياتي
صَحيحاً أَم نَدمٌ لنفسي المُستقبليةِ لِتَحَمُلِه ،

كُانَت التساؤلات تَتصادَمُ وَقلبي حينَ مَرَت بي
عَيناكِ التي أَبى عَقلي الرَمي بِها أَسفَل خانَةِ الذاكرةِ
قَصيرةِ المَدى ،

كُل ما بي تَوقف عَن الصراع وَ كُنتِ مِحور الإهتمام
رِفقةَ الورقةِ بَين يَديكِ وَ الدموع في عَينيكِ ،

تسائلت مَن الذي قَد يَكون مَسؤلاً عَن جُرمٍ كَ خَلقِ
الحُزن داخل كَونِك وَ بِلا التَفكير وافَقني قَلبي وَ عَقلي
عَلى قرارِ اللحاقِ بِك وَسط الطُرق وَ الأَزقة ،

كُنتِ تَسيرين بِمقدارِ خَطوتين في كُلِ خَطوة تَتصادَمين
وَ الأَجساد المُكتظةِ فوقَ الأَرصفة ،

وَ كُانَ لي الحَظُ في وَطئ مَوضِعَ خَطواتِك رافضاً السماح لِمَن
هُم حَولي بِسَرقةِ نَغمِ تَحَرُكِك ،

تَوقفتُ عَن الحراكِ سامحاً لِلجميع بِالتصادُم وَ كُلي
حينَ لَمَحتُكِ تَختبئين ذُعراً وَسط زُقاقٍ صَغير وَ عيناكِ
تَرفُضُ مُفارَقةَ الوَرقةِ التي تَكادُ تَتناثَرُ كَ قِطع صَغيرة
لِقوةِ تَمَسُكِك بِها وَ كأنها السبيلُ الوَحيدُ لِنجاتِكِ هُنا ،

ضِعتُ ما بَين الحلول داخل رأسي لِما يُفترض بي فِعلُه
لِإبعاد الحُزن عَن عَينيكِ وَ من بَينِ عشراتِ الإِقتراحات داخل
رأسي اخترتُ الثالث ،

نافَستُ الريح في السُرعةِ قاصداً المَتجر في الشارع المُقابل
قَلقاً مِن هجرِكِ البؤرة التي أَمِنتُها عَليكِ ،

خَرجتُ بَعد ثوانٍ تُعد على الأَصابِع مِن المَتجر وَ المناديلُ
بِيَد وَ حليبُ الموز بالأُخرى ،

عُدتُ لِموقِفي ذاتِه وَ هدأ قَلقي حينَ وَجدتُكِ في ذاتِ المَوضِع
وَ التَموضُع حَزينةً تَرجينَ النجاة مِن الوَرقةِ بَين يَديكِ ،

تَبَسمت أَكيداً مِن حاجَتَكِ لِبَسمةٍ فَوق وَجهٍ حَزَمَ أَمرَه بِ
أَخذكِ مِن يَدكِ لِسَبيلِ النجاة الذي تَبحثين عَنه ،

بِهدوءٍ أَخذتُ الخطوات داخل الزُقاق كي لا يَنتابُكِ الخَوف
وَ يَتشارَكُ وَ الحُزن في السَطوِ على عَينيكِ ،

حينَ إِنتَهت الخَطوات التي تَحجِزُكِ بَعيداً عَني رَفعتِ رأسكِ
تَنظُرين لي لِتَفارِقَ في ذاتِ اللَحظةِ الدموع عَينيكِ ،

وَ لأكون صادقاً مئةً بِالمئة لَم أُبصر يَوماً مَن الخلائق مَن
يَملِكُ دموعاً تَتشابَهُ وَ الكريستالات في التألُقِ وَ البَريق ،

لا أُخفي إنذهالي بِكم بَدت عيَنيكِ تُثيرُ الدَهشةَ بِخَليطِ الدموع وَ القلق وَ لا أُريدكِ الظَن بأن البكاء مِنكِ أَنتِ على وَجهِ الخصوص يَروقُني لِذا أَهديتُكِ حُزناً ،

لَم يَكُن يَوماً مَقصدي زَرعُ الرماد داخل قَلبِك وَ راقَني أَكثر
كُلَ مَشهدٍ كُنتِ تتَبسمين بِه ،

في اللقاء خلال تلك اللَحظةِ ما بَين عيناي وَ خاصَتكِ ناوَلتكِ
يُمناي حَليبَ المَوز لِيُضاف المَشهد لِتَصنيف الأَكثر جَمالاً
داخل رأسي حالما اكتَسحت بَسمَتُكِ الأَجواء ،

يُسراي إِنتابَها الحَسدُ لِما افتَعَلته حَليفَتُها لذا تَقدمت مِنكِ
تُعطيكي المناديل تَسحبُ الوَرقةَ مِن بَينِ كَفيكِ ،

كانَت الحروف داخل الورقةِ لعنوانٍ تُهتِ أَنتِ عَن إِيجاده
وَ عَرفتُ أَنا تَماماً أَين يَكون ،

فارقَتني حروفٌ لَم تَفهمي أيُها لِأطمئنكِ تالياً بِالحركةِ التي فارقَت أَناملي
عَن إِدراكي لِما أَنتِ بِه وَ قُدرَتي على إِنجادِك ،

أَخذتُ بِكَفِك لِلعنوان وَ على الرَغم مِن الصَمتِ الذي رافَقَ
الدَرب إِلا أَن حروفي الكورية فَهِمت الإمتنان وَ الشُكر الذي
صَرَخت بِه عَيناكِ ،

تَقولين أَنكِ كُنتِ مُجرَد طِفلةٍ أَحبت ابتسامَتي وَ أَقول
أَنني كُنتُ طِفلاً فَضَلَ عَيناكِ عَن أَي شَيء وَ كُل شَيء ،

روزي أَنا الآن لَم أَعُد طِفلاً لكنني إِلى الآن أُجيبُ بِ عيناكِ
حينَ يسألني المارَةُ عَن أَكثر ما أُفَضل وَ يَروقُني النَظر لَه لِساعات ،

وَ إن أَضحيتِ تَبغضين إبتسامَتي ما زِلتُ أُحبُ عَيناكِ وَ
كُلَك .





وَ إن أَضحيتِ تَبغضين إبتسامَتي ما زِلتُ أُحبُ عَيناكِ وَ كُلَك

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.




𝐑𝐊 ; 𝐩2 ✔︎

- اترك تَعليقاً وَ اضغط فَوق النَجمة -
✨𑁍

Nothing like us | dear rosé Where stories live. Discover now