بعد اختفاء كل تلك الأشجار ، خطا "الأمل" خطوة إلى عالم لم يسبق ان تخيله او سمَع عنه.
بعد قطعه لعدة اميال ، أبصَر الأمل شيئا يبدو ككرة نارية مشتعلة قادمة من السماء مُتجهة نحوه بسرعة ، أدرك انه لن يتجنبها بسهوله ، فأخذ وضعيته و أخرج سيفه و قرر مواجهتها، عند اقترابها من نطاق سيفه.. قَطعها، فانقسمت الى جزأين تجاوزهما من خلالهما.
الأمل ضاحكا :هل هذا هو ترحيب "الخارج" بمجيء البطل ؟هاهاها
أكمل طريقه كالرياح التي تهب في أعالي الجبال، كالسفينة تهزها مياه البحر و ترسلها الى المجهول.
بعد بضعة كيلومترات أصبحت الأرض أقل خُضرة و اكثر جفافا، وصل إلى صحراء نائية. دخلها مصمما مُتحديا لتخطي كل ما يقف في وجهه.
بعد تجوله لبضعة ساعات ،أحس بالعطش الشديد ، لم يكفيه الماء الذي حمله منذ خروج من قريته، اصبحت رؤيته ضباب، ولم يعد يفرق بين ما هو حقيقي و ما هو سراب. وسط الصحراء القاحلة أبصر خيمة، حكَّ عينه ليتأكد بأنه لا يهلوس، و سار إليها ليستريح مع من يسكنها. لكن عند اقترابه عصفت رياح رملية غطت المكان، فسمع صوتا: ما الذي جاء بك الى هذه الصحراء؟ نادرا ما يعبر أحد منها
الأمل : انا رحال خرجت من الغابة المحظورة ، لا أعرف شيئا عن الخارج لكن لن يمنعني هذا من المضي قدما، لكن من انت ؟ و ماذا تفعل وحدك في هذه الصحراء.
- انا حكيم اسكن هنا، و أستطيع التحكم في الرمال
الأمل: إذا اوقف هذه الرمال ، دخلت عيني كلها، لا أستطيع رؤية شيء
توقفت الرياح و تكونت الرمال على شكل رجل عجوز تبدو عليه الحكمة و المعرفة.
الأمل: أ أستطيع المكوث قليلا في خيمتك انا عطش و جائع و لا أقدر على السير لمدة أطول.
الحكيم: انت ولد مثير للاهتمام ، هيا ادخل
عرض الحكيم على الامل الماء و الطعام و سمح له بالمكوث لليلة.
الأمل: اذا اخبرني ..قلت انك حكيم ، إذا أنرني ببعض الحكمة ، فانا ذاهب في رحلة أعرف القليل و أجهل الكثير.
الحكيم: سأعطيك ثلاثة نصائح، الاولى "اتبع قلبك فهو مُرشدك" ، اما الثانية" عليك ان تعرف ان البحر لن يهدأ و إنما عليك ان تتعلم الابحار فوقه" و اما الثالثة " اهبط الى القاع لتفهم شيئا لكن احذر ان تعضك الاسماك الجائعة"
- همم ، سأتذكر كلماتك يا عجوز ، سأنام الان..
- انا لست عجوزا مازلت في الستينات.. لكن قبل ان تنام قلت انك خرجت من الغابة المحظورة صحيح ؟
- أجل و ماذا في الامر؟
- سمعت ان قربها وقع قتال بين بشري يتحكم في النار و ووحش ما. احظر منه..
- على ذكرك لهذا.. عند خروجي صادفت كرة نارية كادت ان تصيبني، يبدو انها نتيجة عن هذا القتال ..
- لم يتبقى لك الكثير لعبر الصحراء ، اذهب الى أول بلدة يمكن اتجد شيئا يساعدك في رحلتك، و خذ هذه البوصلة ستساعدك في تحديد وجهتك
الأمل: شكرا لك لن أنسا كرمك يا جد
الحكيم متعصبا: انا لست جدك يا هذا
-أيا يكن ،تصبح على خير.
الحكيم متنهدا: يا له من مزعج. و اضاف في نفسه : لم ارى شخصا مثله منذ عقود.. هاها يبدو ان شيئا مثيرا للاهتمام سيحدث في هذا العالم.
