الفصل الثامن

43 2 0
                                    

في مكان جديد .
كانت تلك الفتاة تجلس بهدوء في المحلات التجارية في منطقة شعبية .
..: نور يا نور
نور و هي تحرك تلك القبعة التي تخفي معظم وجهها و تلتفت لذلك الصغير: في إيه يا تيفا .
الطفل: ماما بتقولك هاتي الحاجات دي و دا الحساب و هاتي الباقي .
نور : ماشي يا تيفا هات الورقة .
دخل أحد الرجال للمحل و يبدوا عليه السكر و تحدث و هو يبعد الطفل بحدة : ابعد ياض عن وشي انتم يا بهايم ياللي هنا .
نظرت نور تجاه مصطفى ذلك الطفل الصغير الذي كانت تتحدث معه منذ قليل ثم نظرت للرجل بغضب نور : انت قد اللي انت عملته ده .
الرجل بصوت جهوري : و انت مين ياض انت كمان يا ابن ***** .
نعم يا سادة فنور إلى حد كبير تشبه الرجال بملابسها الرجولية و جسدها النحيف و شعرها الذي تخفيه دائما أسفل قبعتها التي تخفي الكثير من وجهها .
احمر وجه نور من الغضب بعد سماعها لتلك السبة التي اخرجها هذا الرجل : انا بقى هعرفك انا مين يا حليتها و هجمت عليه نور بشراسه و بدأت في أعادت تشكيل وجهه لم يستطع أحد التدخل فمن في هذا الحي لا يعرف نور ولا يخاف منها فهي معروفة بجبروتها و قوتها انتها بنور الأمر في القسم و عي تقف أمام الضابط و مقابلها ذلك الوغد الذي ضربته و هي تنظر له بشر .
الرجل بصوت عالي: انا عايز حقي يا باشا الواد ده ضربني في نص الحي و كله شاهد .
الضابط : وطي صوتك إيه هو انت في الشارع.
كانت نور هادئة تنظر لذلك الرجل بنظرات تبث الرعب في قلبه .
الرجل : شوفت شوفت يا باشا بيبص لي أزاي .
نور : الله هو انا كلمت يا جدع انت ولا هو تلقيح جتت .
الراجل : انت جنس ملتك إيه هو وشي و اللي حصل فيه ده كله مش واكل معاك و كمان بتقول بتبلى .
كادت نور تجيب لكن قاطعها صراخ الضابط بهم : بس هو مفيش اعتبار للحمار اللي واقف وسطكم .
الرجل : مش شايف بيقول إيه الحيوان ده .
نور : متشبهنيش بك لو سمحت .
الضابط بنفاذ صبر: بس بس و الله لأحبسكم انتم التنين .
ما ان أنها كلامه حتى دخل العسكري و هو يأدي التحية العسكرية
العسكري : تمام يا فندم
القي الضابط نفسه على الكرسي بتعب : إيه تاني .

العسكري : الرائد أحمد صدقي برى يا فندم و طلبك .
الضابط : النمر يخرب بيت دخله بسرعة حد يوقف النمر على الباب .
العسكري: تمام يا باشا .
دخل أحمد ببروده المعتاد وقف الضابط ليرحب به و طلب منه الجلوس مكانه .
أحمد بعمليه : خليك مكانك انا جاي اقضي حاجة و ماشي على طول يا غازي .
غازي : تنور يا نمر تنور .
أحمد : وهو ينظر لم داخل المكتب بتفحص فلاحظ وجود شاب يبدوا عليه البرود التام و اللا مبالاة و الأخر رجل في بداية الأربعين يبدوا عليه الخوف من نظرات هذا الشاب و لكن مع التضقيق توسعت حدقتيه عندما أدرك أنها فتاه و ليست شب شعر بالفضول لأول مره في حياته منذ مدة طويلة .
أحمد ببعض البرود : كمل شغلك الأول .
غازي : ها هتحكوا بهدوء ولا انزلكم الحجز .
الراجل : حجز حجز مين يا باشا دا انا اللي مضروب .
غازي: بس بس اخرس انت أحكي و هو يشير لنور .
نور بصوت فاجأ أحمد فهو متأكدة من انها فتاة و لكن هذا صوت شاب صغير : يا باشا انا كنت في السوبر مركت شغال و الراجل ده دخل قل أدبه و ضرب الواد تيفا .
أحمد ببعض الغضب الذي لا يعرف سببه: قل أدبه إزاي يعني .
نور :قال كلام ما يصحش يا باشا و ضرب الواد تيفا و دي حاجة انا مااقبلهاش ابدا .
نظر أحمد لوجه الرجل الذي لم يظهر منه شيء من الدماء لقد أعادة تشكل وجهه ثم نظر لنور و هو يفكر كيف استطاعت فعل ذلك بالرجل مع هذا الجسد النحيل.
وقف أحمد و توجه للرجل الذي ارتعب من هيبة أحمد الطاغية و نبرة صوته التي تدب الرعب في قلب من يسمعها : مش عيب يا أستاذ يا محترم تضايق الأنسة في شغلها .
نظر الرجل باستنكار لنور : أنسة .
غازي بنفس الاستنكار: أنسة مين يا احمد بيه .
في حركة مباغتة خلع أحمد القبعة من على رأس نور لينسدل شعرها الحريري الأسود على ظهرها و تظهر ملامح وجهه البريئة بعيونها الخضراء الهادئة و شفاها الكرزية و انفها الصغير المستقيم لتعتلي الصدمة وجه نور و غازي و ذلك الرجل
أحمد : الأنسة دي .
نور بعد ان عادت من صدمتها : ما تخلصونا بقي يا باشا ورانا أكل عيش و إن كان على الراجل ده فأدي راسه ابوسها و أمسكت رأسه بعنف و هي تتعمد الضغط على جروحه فابتعد سريعا و قال بلهفة : انا مسامح في خقي يا باشا انا ماشي انا ماشي ركض
الرجل بخوف من تلك المجنونة و هو يسب بكل لغات العالم ذلك اليوم الذي أوقعه معها .
نور و هي تعيد ترتيب شعرها و تقترب من أحمد : طيب يا باشا استأذنك الكاب علشان أشوف مصالحي .
ابتسم احمد بتسلية و هو يعطيها قبعتها : هنتقابل تاني يا نور .
نور : تنور في آي وقت يا احمد باشا بعد أذنك يا غازي باشا .
رحلت نور تحت نظرات احمد الباردة و غاوي الذي لم يتجاوز صدمته بعد .
غازي : يخرب بيتها دا انا ما شكتشي لحظة أنها بنت انت عرفت أزي .
أحمد بضحك صغيرة : ما هو دا اللي خالاني مخابرات و انت مباحث.
غازي بغيظ : طيب يا بتاع المخابرات عايز ايه من بتاع المباحث .
احمد ببروده المعتاد : مش جاي علشان سواد عيونك يعني يا زيزو انا جاي في مهمة و هقعد معاكم هنا حبه حلوين .
غازي : بعيدا عن كل حاجة بس وحشتني يا نمر .
احمد : و انت كمان يا زيزو بص بقي بما انك مباحث أنا عايز تاريخ البت نور دي من يوم ما اتولدت .
غازي : و انت شاغل دماغك بالبت دي لية .
احمد. : حاسس وراها قصة و احب اعرفها .
غازي : ماشي يا عم .
في البيت عند سماح .
سماح : يعني إيه يعني ما تعرفوش راحة اسكندريه ليه و مع مين هو انتم عايزين تموتوني دا انا قولت انها باتت معاكم .
سما : و الله ما نعرف غير اللي قولناه ليكي و بس .
سماح : صبرك عليا يا فتون لما ترجعيلي و يزن الزفت دا كمان مجاش لحد دلوقتي .
اتاها المجيب من خلفها : أنا هنا يا سوسو .
ذهبت له سماح بفرحة و هي تحتضنه بسعادة و مشاعر جارفة من الأمومة .
سماح : وحشتني يا جزمة وحشتني أوي يا يزن
ابتعدت عنه لتنظر لسارة ببعض الهدوء ثم فتحت لها يدها بحب : تعالي هتيلي حضن انت كمان يا سوسو.
ركضت لها سارة و احتضنتها بحب فرغم ان سارة لا يربطها صله بسماح إلا أنها أشتاقت لأحضان تذكرها بوالدتها .
سماح : ولا يا يزن انت جبت السكر دي من فين ظي زمان مامتها كانت بونبوناية .
ضحك الجميع على كلام سماح .
دخلت فتون من الباب و معها دياب و يبدوا عليها الذبول و الحزن .
سماح و هي تبعد سارة عنها : وسعي كده يا حبة الجلب ثم رفع خفها المنزلي و هي تلقيه تجاه فتون كنتي فين يا بنت الجزمة
لم تتكبد فتون عناء الافلات من خف والدتها بل تركته يصتدم بها ثم نظرت لها بهدوء و تركتها و رحلت لغرفتها دون آي كلمة
ثريا بنبرة شامته : شوفي بنتك يا سماح كانت بايتة برى البيت و جاية عامله زاي الجثة كدة ليه .
نظر رامي لأمه بقلت حيلة .
رامي : هروح انا أشوف مالها .
اوقفه صوت يزن الهادئ: سيبها أنا اللي مزعلها و هدخل أرضيها و بعدين يا خالتي ثريا فتون كانت معايا أنا و دياب و الأفعال اللي انت بتلمحي ليها دي تيجي من تربيتك انت مش من تربية سماح .
كادت ثريا تجيب بكلمات لاذعة لكنها ابتلعت كلماتها عندما رأت عيون يزن التي تحزرها من النطق بكلمه فصمتت برعب فهو الوحيد القادر على بث كل هذا الكم من الرعب إلى قلبها .
سماح : زاي ما زعلت بنتي يا يزن تدخل تصالحها قبل الغداء و انت يا دياب ادخل اوضتك خد دوش و ريح شوية لحد الغداء و سارة و البنات تيجي معايا المطبخ و ثريا و رباب و منال و عفاف جهزوا القاعدة علشان لما الرجالة تيجي و انت يا احمد خد رامي و زين و اطلعوا فوق علشان زين ياخد راحته .
لاحظت رباب نظرات زين لسارة فقالت بخبث : متقلقشي يا روميو على ست الحسن هتكون كويسة.
حمزة بحيرة : و انا يا سماح .
سماح : مع يزن يا روح امك و ربي البت فتون لو ما رجعتلي المهزئة بتعتي لهقتلكم انتم الأتنين و اوعوا حد فيكم يكون فاكر أنه كبر على شبشب سماح .
نظر يزن لحمزة بهدوء حتى يلحق به للفراندا حتي يتحدث معه قليلا افترق الجميع كما أمرت سماح .
عند يزن و حمزة .
بعد صمت دام لدقائق قطعه يزن بنبرة هادئة: مش عايز تقول حاجة يا حمزة
حمزة : أنا آسف يا يزن عارف إني تماديت الفترة اللي فاتت بس من خوفي على فتون .
يزن : و انا قبلت آسفك قولي بقى مين فينا يصالح فتون الأول .
حمزة : انا حولت مرة و للآسف فشلت جرب انت حظك و لو سمحتك اندهالي .
ضحك يزن بخفة : شوف بقى الواحد بيصالح فتون إزاي و اتعلم .
رحل يزن تجاه غرفة فتون و دق الباب بهدوء .
فتون : مش عايزة أتكلم مع حد لو سمحتم سيبوني .
يزن : دا انا يا فتون ممكن ادخل .
فتون بلهفة : يزن أدخل .
دخل يزن فوجدها كما توقع تمام تجلس على سريرها و تضم دميتها لقلبها يعلم جيداً ماذا تعني لها تلك الدمية فهي الذكرى الوحيدة المتبقية من والدها الحبيب .
نظرت له برجاء ألا يعاتبها فعي لم تعد تقدر .
نظر لها بحنان ثم قال : اتمنى تكوني عرفتي غلطك و ما تكرريهوش تاني كفاية عليكي كدة عفونا عنك .
فتون بفرحة عفوية : و حياة أمك يا يزن .
ابتسم يزن و قال لها بهدوء : كنت بس حابب اعرفك ردت فعلي لو فعلا خبيتي عليا الخمس سنين هتبقى عاملة إزاي .
فتون : خلاص و الله حرمت صمتت فتون للحظات ثم قالت بتفكير يعني انت كنت عارف إن يوسف عايش من زمان .
يزن بابتسامة نصر : من قبل ما اجي أسألك يا قطتي .
فتون : انت بتهزر صح .
يزن باستفزاز : تؤتؤ يا قطتي حبيت ألعب بطريقتك .
قذفت به فتون كل الوسائد الموجودة و هي تصرخ بغيظ : هأقتلك يا يزن .
دخل حمزة على صوت الضوضاء .
فوجد فتون تنطلق ليزن بشر .
قال يزن بحزم : لو لمستني يا حمزة هكدرك .
تدارك حمزة الوضع و أمسك فتون قبل ان تصل ليزن
فتون : سيبني يا حمزة سيبني يا جدع هفهمه غلطه بس .
حمزة : هو في إيه اهدي يا بت فرهضتيني .
فتون : كدة يا يزن هنت عليك.
يزن : الله يا تونا ما انا هونت عليكي جت عليا .
فتون و هي تنفض يد حمزة عنها : ماشي يا يزن كدة خالصين نبدأ من الأول صفحة جديدة .
يزن : أشطا انا طالع للشباب و انت روحي المطبخ مع سماح .
فتون : صحيح حمزة ابقى هاتلي بابلي علشان نبقى خالصين معاك انت كمان .
حمزة : بجد يا فتون .
فتون : دا انا سمحت يزن يا اخويا جت عليك .
احتضنها حمزة بحب : انا أسف يا فتنة قلبي .
فتون وهي تتخلص من حصاره لها : ابعد يا عم انت ما صدقت ولا إيه يلا كل واحد يروح يشوف وراه إيه .
خرجت فتون بروح غير التي دخلت بها لتلك الغرفة .
في المطبخ .
ريا : بس كده يا سمسم كنت عايزة احكيلك امبارح بس الوقت أتأخر .
سماح : جدع يا بت هو مش رامي دا ابني بس و الله جدعه خالي أمه ثريا تنفعه .
سما : حرام عليك يا سماح دا الواد غلبان و بيحبها .
سماح و هي تلقي خيارة كانت في يدها على سما بغيظ : بس يا بت هما الرجالة صنف وسخ مينفعشي معاه غير كدة .
سما بألم : الله و انا مالي يا أختي ما تولعوا في بعض ربنا يحفظ لي مرادي يا اختي مش زاي باقي الرجال.
سماح بسخرية : أكل عقلك بكلمتين يا غبية دا مراد ده أسفل واحد فيهم .
كانت سارة تراقب ما يحدث بهدوء .
سما : بت يا سارة تعالى ساعديني يا اختي بدل ما انت واقفة كدة .
سارة : بت أما تبتك يا حيوانة و بعدين أنا تعبانة و زين قالي ما تمديش إيدك في حاجة.
سماح : البت دي دخلت قلبي .
سارة و هي تلقي قبلة في الهواء لسماح : قلبي يا ناس .
...: خياااااااانااااااااة.
كانت هذه فتون التي دخلت للمطبخ بعاصفتها المعتادة.
سماح و هي تضحك بصخب : كدة المجانين كملوا .
فتون : أخص عليكي يا سمسم بقى انا مجنونة .
سماح بسخرية : فشر دا انت ست العقلين .
فتون : بت يا ريا ثريا عايزاكي برى .
ريا بخوف: اعمل ايه يا سماح اختك هتقتلني .
سماح : روحي و انا هبعتلك الدعم .
ريا و هي تبتلع ريقها : متأكدة!؟
سماح : شور يا عمري .
رحلت ريا بتوتر لتتصل سماح على رامي .
سماح : ولا أرامي .
عند الشباب .
كان حمزة و رامي في مشاكساتهم اليومية بينما احمد شارد في فتاته الغريبة و زين يفكر كيف سيقول ليزن عن مرض سارة فرغم بساطة المرض إلا أن يزن يقلق بشكل مبالغ فيه على سارة .
و يزن و دياب الذي لحق بهم لأنه لم يستطيع النوم يجلسون مقابل بعضهم و يتحدثون بصمت تخبر عين كل منهم الأخر ما يجول داخل عقله .
قاطعهم رنين هاتف رامي .
رامي : ها يا موحا.
سماح : ولا أرامي انزل ياض اللحق أمك هتخرب الدنيا بينك و بين ريا .
رامي بفزع : إيه طب انا نازل .
مراد : في حاجة !؟
رامي بطريقة مضحكة : أمي هتطلقني يا مراد أمي هتطلقني .
حمزة بسخرية : أبويا طلق سماح و خطفني .
مراد و هو يلحق برامي و يحرك أكتافه في حركة رقص ساخرة : طلق سماح و خطفني طلق سماح و خطفني .
ضحك الجميع عليهم قرر يزن و دياب و زين و أحمد البقاء في مكانهم بينما لحق مراد و حمزة برامي .
في الاسفل
ثريا بغيظ من هدوء تلك التي أمامها : انهي جزء من كلامي مش مفهوم .
ريا ببرود : هو انت قولتي إيه يا عمتي .
ثريا : قولت تسيبي رامي و تطلبي الطلاق ابني مش مضطر يكمل مع واحدة معيوبة زيك .
صوت تكسير لم يكن هذا سوى صوت قلب ريا الذي تكسر بسبب وقوع تلك الكلمات السامة عليه لكنها تمالكت نفسها و قالت بكل ذرت ثبات تمتلكها : أديكي قولتي يا عمتي هو مش مضطر انا أديته حريته هو يختار يفضل ولا يمشي .
ثريا : و انت عارفة انه مش هيسيبك علشان حاسس بالشفقة عليكي فأنا بطلب منك تسيبيه .
ريا و قد بدأت تفقد سيطرتها على نفسها : بصي يا ثريا ابنك عندك لو عايزاه ينفصل عندي كلميه .
قاطعتها ثريا : انت بنت قليلة الأدب .
ريا بهياج : هشششششششش اخرسي أنا مش عايزة أسمع منك حاجة تانية انا مش ريا العبيطة اللي هتسمع كلامك السم و تسكت و تجري تعيط في اوضتها صدقيني أنا حايشا شياطيني عنك بالعافية و اظن انك مش هتحبي لو خرجوا عليكي ريا اللي انت تعرفيها ماتت و اللي قدامك دي بتعرف تجيب حقها كويس أوي .
كادت ثريا أن تضربها فوجدت من يقف أمام ريا بحماية .
ثريا : ابعد يا ولد قليلة الأدب دي لازم تتربى .
رامي : دي مراتي يا ماما و انا مش هسمح لحد يمد إيده عليها و بعدين هي ما قالتش حاجة غلط .
ثريا : و انت كنت عرفت هي قالت إيه الوسخة دي .
رامي: لأ بس واثق أن بنوتتي مش بتقول حاجة غلط .
ثريا : أنت بتكذبني .
ذهب رامي لأمه و قبل يدها برجاء : لا عشت و لا كنت يا ماما بس ريا دي روحي و أنا مش هقدر أعيش من غيرها .
ثريا بخبث و دموع تماسيح : يبقى تتحوز عليها و تجيبلي حفيد .
رامي : لو مش من ريا يبقى مش هقدر يا ماما انا مش هكون أب لأبن ريا مش أمه .
ثريا : يبقى قلبي غضبان عليك ليوم الدين يا رامي .
رامي و هو يقبل رأسها : بلاش علشان خاطري يا ماما ما تحطينيش في الموقف ده .
ثريا : يعني مش هتخترني يا رامي .
رامي بحزن : ليه كل مرة لازم أختارك و انت مش بتختاريني .
نظرت له ثريا قليلا ثم قالت : خلاص يا رامي ربنا يسعدك يا ابني اعمل اللي يريحك .
رامي : و انا سعادتي مع ريا يا ماما .
ثريا و هي تنظر لريا بحب مصتنع : خلاص يا ابني و هي بنت خالك و إن شاء الله خير.
ابتسمت لها ريا بسمة صفراء و اشتعلت الخرب الباردة بينهم .
سماح : عيني عليكي يا ريا وقعتي معا اللي ما بترحمشي .
فتون : يلا يا جماعة الاكل جاهز أنده لإلي فوق يا حمزة يلا .
بعد الغداء .
كان مراد يركض في كل مكان و خلفه حمزة بعصبية
حمزة : و الله يا مراد الكلب لأوريك .
مراد و هو يضحك بشدة : براحة على نفسك كدة يا ميزو كدة تبقى ولد نوتي .
كان الجميع يضحك فمراد قص عليهم اول مقابلة بينه و بين حمزة و كان حمزة في ذلك الوقت عائد مع والده من دولة عربية و كان طفل بريئ جدا و خجول .
ظل حمزة يركض بسرعة وراءه حتى امسكه لكن سرعان ما تعركلت قدمه و سقط هو و مراد أسفله .
ما ان رفع حمزة رأسه حتى رأي فتون قد فتحت الباب لضيف غير متوقع فكان سيادة اللواء و معه فتاتان لم يتبين هويتهم : قوم يا حيوان من فوقي موتني .
اللواء : نهاركم أسود بتعملوا إيه .
نظر له مراد بغباء و ابعد حمزة بعنف و هو يقول بمزاح : لا بقولك إيه يا عبد الصبور أنا مراد آه لكن راجل أوي أيوه انا بقولك اهوه .
اللواء عبد الصبور بسخرية : مهو باين يا اخويا ثم نظر لحمزة و انت يا حمزة طيب دا مراد تلفان و دماغة ضربة لكن انت تطوعوه في حاجة زاي دي أخص استغفر الله العظيم و مضى الي داخل الشقة و هو يضرب كف على كف .
حمزة بمزاح و هو لم يلاحظ هوية الفتيات بعد : لتفي استنا يا لتفي بصوت رجاء الجداوي .
ضحك الجميع و هم يرحبون باللواء عبد الصبور فهو صديق حميم للعائلة و كان الصديق المقرب لوالد فتون .
سماح بضحك : اقعد يا عبد الصبور اقعد يا اخويا دول مجانين .
عبد الصبور : و انت هتقوليلي عليهم يا ام يوسف دول هيجلطوني .
رباب : مش تعرفنا بالقمرات .
عبد الصبور : تصدقي نسيت تعالي يا سديم تعالي لينا سلموا عليهم .
تبادل الجميع التحية و لاحظ حمزة وجود تلك الصغيرة بينهم لكنه استغرب فعلتها فهي لم تتلامس جسديا مع آي من الجالسين على عكس ما كان من شقيقتها فقط اكتفت بالأيمائة المبتسمة .
بعد شرب الشاي .
عبد الصبور :تسلم ايدك يا أم يوسف
سماح : تسلم و تعيش يا غالي .
عبد الصبور : يزن جمع الفريق وحصلوني على مكتب سمير .
في المكتب
اللواء: انا جمعتك هنا علشان اهنيكم اولا بنجاح مهمتكم الأولى و دلوقتي هبلغكم بالخطوة الجاية سديم و لينا هيكونوا مساعدين فيها .
نظر الجميع له باستفهام عدى يزن الذي تحتل نظراته البرود و حمزة الذي ينظل للينا بشرود أخاف سديم بشدة على اختها .
اللواء : اعرفكم الأول دي سديم مبرمجة على اعلى مستوى و دي هتشتغل مساعدة لفتون في شغلها أما حضرة النقيب لينا هتكون عينا في وسط العصابة.
احمد و حمزة في نفس الوقت : نقيب / عصابة .
اللواء : لينا مزروعة وسط  العصابة من سنتين تقريبا و أبدت كفائة عالية جدا لدرجة انها للأن ما اتكشفتش .
دياب : طيب يا فندم مطلوب مننا إيه .
اللواء :انت و حمزة هتأمنوا لينا و تمدوا لها الدعم لأن الفترة الجاية هتجيب ورق مهمة و احتمال انها تتكشف كبير و احمد هيكمل في مهمته عادي في الجيزة و يزن و مراد بقى المفروض مهمتهم يكتشفوا الاطراف  اللي برى مصر و يجيبوا معلوماتهم  فتون و سديم هيتبعوا الشغل الإلكتروني و عايز كاميرات مقر العصابة و نظام الأمن بتعهم يبقى تحت تحكمنا في خلال 48 ساعة و مش عايز غلطة مفهوم احنا لازم ننهي ماهر و منظمته بأسرع وقت .
فتون : بس حضرتك كنت بلغتنى ان المهمة هتأخد شوية وقت .
اللواء : الكلام ده قبل ما لينا تظهر في الصورة و تسلم الورق اللي كان معاها دلوقتي نقدر نبداء على ارض صلبه .
حمزة بجدية  : لو مفيش اوامر تانية يا سيادة اللواء اقدر أمشي انا دلوقتي .
اللواء باستغراب من جدية حمزة فحمزة في العادة لا يوفر فرصة ليمزح حتى في أحلك الأوقات : اكيد يا حمزة اتفضل .
لينا ببرود : حضرة الرائد ممكن كلمتين على انفراد .
أشار لها حمزة بالاحاق به .
وقف حمزة في الفرندا و معه لينا ظل الصمت سيد الموقف حتى نطقة لينا ببعض التوتر : بالنسبة للمرة اللي فاتت أنا .
قاطعها حمزة : ولا يهمك يا أنسة انا نسيت الموضوع ده و مش حابب افتحه تاني .
لينا : بس انا ما كنشي قصدي ابوظ شغلك .
حمزة بحدة : اوعي تكوني فاكرة اني كنت متضايق على الشغل اكيد كان معايا أصل الورق لكن انا اتعصبت من اسلوبك اللي لحد الأن مش قادر اتخطا انك رفعتي ايدك عليا .
لينا: انا بعتذر لحضرتك بس صدقني كنت مش في كامل وعيي .
حمزة بهدوء : تمام يا آنسة الموضوع خلص في آي حاجة تانية .
لينا : لا شكرا
كاد حمزة ان يرد عليها لكن قاطعهم صوت صراخ و هرج و مرج داخل الشقة اسرع حمزة للداخل ووضعت يدها على سلاحها و لحقت به .

فتون الصقر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن