البارت الرابع

58 0 0
                                    

عند فتون
حمزة : ها يا تونة مالك بقى .
فتون : حاسة إني شفت يزن ده قبل كدة و سمعت صوته كمان .
حمزة بتوتر حاول إخفائه : عادي دا علشان كنت لسه متشوشة من التعب بس إنما هتقابلي صاحب رامي فين قبل كدة .
فتون بشك : تعرف صوته شبه صوت صقر أوي يا حمزة .
حمزة و قد بدأ القلق يدب الى عقله كيف له أن ينكر ذكاء شقيقته و هي مدربه جيدا على نبرات الأصوات و تعلم جيدا كيف تميز الأصوات : تونة يلا نامي و بكرى نتكلم في الموضوع ده .
فتون : بس انت كنت عايز مني حاجة.
حمزة : آه كنت بس مش مهم المهم انت ترتاحي .
فتون و هي تعتدل في جلستها لأ قول أنا اصلا مش جايلي نوم .
حمزة : فاكرة من كام يوم لما عرفنا بالمهمة الجديدة .
فتون بملل : آممم.
حمزة : طالما أمم يبقى عرفتي أنا بسأل على إيه .
فتون : كنت ماشية عادي و كعبلني و قبل ما افادي نفسي كان البنطلون مسك في حافة المكتب و اتقطع .
حمزة : و انت سكتيله .
فتون : وقتها آه .
حمزة : و بعدين .
فتون : تفتكر الجزى الأخير اللي هو خده كان بسبب إيه .
حمزة : ضيع ورق مهم باين .
فتون : لأ دا فيروس صغير دمر الداتا بتاعت الكمبيوتر بتاعه و ضيع عليه شغل تلات شهور .
حمزة : بس دا لعب عكس مصلحت البلد .
فتون : عيب عليك يا برو أنا متفقة مع اللواء على كل شيء .
حمزة : مش عارفه رغم كل المقالب اللي بتعمليها و دايما معليه ضغط اللواء الا إنه دايما واقف في ضهرك على الصح و الغلط .
فتون : البركة في سمورة الله ينور قبره سابلي أصحاب زاي الفل .
حمزة : آه يا اختي يا بخت اللي باباه صاحب اللواء.
فتون : بس نفسي اعرف سر إصراره على مشركتي في المهمة الجاية ما أنا كدة حلوة يا حموزي لزمتها إيه يفرهض فيا .
حمزة : مش عارف يمكن هو شايف حاجة احنا مش شايفنها .
فتون : يمكن .
فتح الباب بقوة و دخلت منه سماح كالقنبلة الموقوتة .
سماح : مهمة إيه يا بنت الجزمة اللي هتشاركي فيها .
فتون : بسم الله الرحمن الرحيم سلام قولا من رب رحيم مالك يا سماح في إيه دا أنا حتى ملحقتش ارتاح من المستشفى .
سماح : بت انت بطلي استفزاز مهمة إيه دي اللي هتعمليها .

فتون بتوتر : مهو اصل بقى شوفي لا مفر من المواجهة أنا راحة مهمة مع صقر المخابرات و هكون مشركة ميداني و اللي قتل بابا و يوسف هيكون موجود هناك .
سماح :يعني انت هتشركي ميداني في مهمة ..
فتون : أممم
سماح : و اللي قتل يوسف و سمير هيكون هناك .
فتون بخوف : أمممم .
أكملت سماح بنفس الهدوء : و كمان مع صقر المخابرات .
فتون : آممم
سماح بدوار : استني ممكن ما اقعش .
فتون بخضة : إلحق .
امسك حمزة بسماح قبل أن تقع على الأرض .
حمزة : قولتلها ليه يا بلوه آهي فيست مننا أهوه هتتيتمي أب و أم يا بنت الفالحة .
في الجهة الأخرة
كانت سارة تستعد للذهاب إلي الجامعة .
زين: سارو خلصتي يا قمري .
سارة : آه يا زين ثواني بس هظبط أخر حاجة .
زين و هو يدلف الي داخل الغرفة : حاجة إيه !؟
كاد قلب زين أن يتوقف من ما رأى .
زين بدهشة : انت مين !؟
سارة : مالك يا زين أنا سارة .
زين : سارة مين !؟
سارة. : حصل لك إيه يا بني سارة مراتك اللي انت جاي توصلها .
زين : آه على قلبي من فتنتكي يا معذبتي .
سارة : مالك يا زين في إيه .
زين : أمتى أخدتي القرار ده .
سارة : تقصد الخمار .
زين بفرحة عارمة : أقصد تاج العلا و الجمال اللي حطته احلى ملكة في العالم علشان يزيدها على جمالها جمال .
سارة بفرحة : بجد يا زين أنا جميلة يعني هو مخليني جميلة يعني مش مكبرني .
زين : مكبرك طبعا مكبرك في عيني يا سارة سوسو حبيبتي الصغيرة كبرت و لبست خمار أنا مش مصدق نفسي .
سارة : يعني انت مبسوط يا زيني .
زين : دا أنا هطير من الفرحة يا سارو .
سارة : طيب يلا علشان هتأخر على المحاضرة و الدكتور بتاع المادة دي رخم أوي آوي يا زين .
رحلت سارة من أمامه ليلحق بها بعد أن أدرك أنها تتحدث عنه و أنه هو ذلك الشخص الذي تصفه بالرخم .
في الجامعة
كان يمشي بهدوء على عكس ما بداخله من غيظ فهي لم تعطيه فرصة الرد عليها بعد أن سبته بطريقة غير مباشرة
زين في نفسه : ماشي يا سارة الكلب بتهربي مني و تروحي الجامعة لوحدك ماشي .
في داخل المدرج كانت تبكي داخليا من الخوف فهي تعلم أنه لن يمرر لها ما فعلته على خير ستكون نهايتها على يده إن أمسك بها قبل ان تجد له حل .
وجدت صوت إلى جوارها يقول : أستخدمي أسلحتك يا سو .
نظرت سارة للتي بجوارها بغرابة : مش فاهمة يا سما قصدك ايه.
سما بغمزة : أعمل نفسك ميت .
سارة : انت هبلة يا سما انا دا دكتور في كلية طب يعني أكيد هيعرف إني بمثل .
سما : يعني مفيش آي حاجة بتوجعك .
سارة: صراحة بقالي كام يوم كدة دايخة و مصدعة صداع رهيبيا يا سما بس بتجاهل الموضوع و هو لاحظ كذا مره بس أنا بطمأنه .
سما : الف سلامة عليكي يا غالية بصي هقولك أول لما يدخل استني شوية و أستأذني منه للخروج و قولي إنك مش قادرة تكملي المحاضرة
سارة : هو اصلا مش هتفرق معاه و هو متعصب كدة .
سما : متستهبليش زين أصلا معندوش أغلى منك .
سارة : ربنا يسهل .
لم تكن سارة تمزح بشأن الأعراض التي تشعر بها مؤخرا فهي دائما متعبة و تصاب بصداع دائما بل هو لا يذهب من رأسها أبدا تشعر أنها ليست على ما يرام و لكنها تحاول أن لا تقلق شقيقها أو زين عليها .
ما ان دخل زين المحاضرة حتى بدأ في الشرح دون أي مقدمات و بعد ربع ساعة استدار على صوتها الهادىء .
سارة : دكتور لو سمحت .
زين بغضب دون أن ينظر لها : نعم خير .
ارتعبت سارة و لكنها لم تعد تتحمل : بستأذن حضرتك إني أمشي علشان مش قادرة اكمل المحاضرة
استدار زين ليتأكد من أنها بخير فوجدها ذابلة مائلة للاصفرار يبدوا عليها الأعياء الشديد للحظة كاد أن يمحى كل غضبه منها و يذهب ليحتضنها أمام الجميع ولكنه تذكر أنها الأن تلميذته و لا أحد يعلم أنها زوجته .
زين : أسبقيني على المكتب بتاعي يا أستاذة و أوعي تمشي من غير ما أجي .
انها زين كلمته و استدار ليكمل ما كان يفعله في حين نفذت سارة ما أمر به .
عند حمزة و فتون بعد أن استفاقت سماح .
سماح : انا قولت مفيش شغل يعني مفيش شغل .
فتون : يا ماما مينفعشي كدة دا شغلي و انا بحبه .
سماح : و لما تموتي بسبب شغلك أنا أعمل إيه .
فتون : يا ماما أفهميني يا حبيبتي دا شغلي و دا واجبي أحمي وطني و أخدم بلدي .
سماح ببكاء : يا فتون انا قلقانة عليكي يا بنتي الناس دي خدوا من باباكي و يوسف مش مستعدة أخسرك انت كمان .
فتون : يا ماما يا حبيبتي بنتك بميت راجل و بعدين انا مش لوحدي معايا أخواتي هيكونوا حواليا طول الوقت ما تخفيش .
سماح : لأ لأ يا فتون أنا مش مرتاحة للمهمة دي بلاش يا بنتي بلاش علشان خاطري.
فتون : و الله يا ماما حاولت اعتذر عن المهمة بس اللواء صابر ما وفقشي دي أوامر يا ماما و لازم تتنفذ .
سماح : يبقى تستقيلي .
فتون : هو إيه اللي أستقيل يا ماما هو لعب عيال بنتك نقيب مخابرات يا ماما و على وشك الترقية لرائد و انت بتقولي استقيل مش بعد ما وصلت لحلمي و حققت حلم بابا عايزاني استقيل انتي بتتكلمي بجد .
سماح : يووه يا فتون اعمل إيه يعني ما انا قلقانة عليكي .
فتون : أدعيلي يا موحة و خاليكي وثقة في ربنا .
سماح: ربنا يحميكوا يا بنتي انتي و اخواتك و ترجعولي بالسلامة .
حمزة : و بعدين يا موحه دا احنا هنريحك من صداعنا أسبوعين بحالهم .
سماح : انتم هتسافروا اسبوعين .
حمزة : آه يا موحة يعني جهزي نفسك في آي وقت إن احنا ممكن نسافر من الشغل على طول .
سماح: ربنا يحميكم يا ابني و يردكم ليا سالمين غانمين .
حمزة : يارب يا قمر يلا يا فتون انا هنزل الشغل علشان صابر باشا استدعاني .
نظرت فتون الي هاتفها : استنا يا حمزة خدني معاك انا كمان .
حمزة : طيب يلا .
سماح : تنزلي إزاي و انت تعبانة كدة .
تحركت فتون مع حمزة و هي تقبل سماح في الهواء بمشاكسة .
في مكتب الفريق
دياب : اظن احنا هنا في مكان شغل و المناقشات دي هنأجلها بعدين .
احمد ببرود : ما كان من الأول .
دياب بجمود : روح شوف شغلك يلا .
فتون و هي تدخل إلى المكتب بحماس و مرح و تقف أمام مراد : طمطم يا سبحان من صور .
مراد مجاريا إيها : طمطم في قمر كدة منور .
فتون : طمطم في رقة قده معقول .
مراد : طمطم يا أعز من عيني معزة ولد الولد .
فتون : عامل إيه يا مارو .
مراد : كويس يا أوزعة .
فتون : هقتلك يا مراد و بالله . أنا مش قصيرة .
مراد : و هو يقف أمامها و يضع يده فوق رأسها مهو واضح .
فتون : دي مش اخلاق أخ يا مراد و بالله .
مراد : كان يوم اسود يوم ما سماح رضعتني مع يوسف يا فتون .
فتون : ليه يا أخويا و انت كنت هتلاقي أم فرش كدة زاي سماح فين .
مراد : دي أحلا سماح في الدنيا .
فتون : انت عارف إيه اللي مصبرني عليك يا مراد .
مراد بغرور : أكيد وسامتي .
فتون : لأ يا خفيف لأنك من ريحة يوسف و الوحيد اللي رضع من سماح .
ضحك الجميع على كلمة فتون الأخيرة فمراد كان في سن يوسف حينما ماتت والدته و هو صغير أرضعته سماح مع يوسف ابنها الكبير في حين أن فتون قد أرضعها خالتها و زوجات أخوالها اثناء مرض والدتها بعد ان تعرضت لمضاعفات كثيرة بعد الولادة.
مراد : تونة قولي للواد الرخم ده يجوزني أخته .
فتون : أنهي رخم فيهم .
مراد : هو في غيره أحمد بيه .
فتون : تقصد سما .
مراد بحالمية : أمم أقصد سمايا .
فتون : يا رااااجل .
أحمد : ما تلم نفسك يا اض اومال لو مش كنت واقف .
فتون :هدي نفسك يا أبو حميد عندي دي.
أحمد بطفولة غريبة على طباعه : يعني عاجبك الكلام ده يا فتون .
فتون : ما خلاص أنا قلت عندي دي.
حمزة : هيكون عندنا فرح قريبا .
فتون : طبعا يا ابني اومال .
أحمد : مين قال كدة ..
فتون : انا قولت عندك اعتراض .
احمد : لأ يا فتون اللي انت عايزاه .
مراد بلهفة : أحلف .
أحمد و هو يضع يده على كتف مراد: بص يا مراد سما قبل ما تكون اختي فهي بنتي و انا ما اقبلشي عليها اللي انت بتعمله بس أنا أعطيك فرصة تثبتلي فيها إنك بجد بتحب سما و لو سما اتجرحت منك ولو دمعة نزلت من عنيها بسببك أنا همحيك من على وش الدنيا .
مراد : جوزهاني و أنا هعيشها ملكة على قلبي و حياتي .
أحمد : أما نشوف هات أهلك و تعالي اتقدم رسمي و اللي فيه الخير يقدمه ربنا .
مراد : طيب هتيجي معايا !؟
احمد : أجي معاك فين !؟
مراد بطفولة : هتقدم لبنت بحبها و عايز أخويا يكون جانبي .
ابتسم أحمد رغماً عنه : ربنا يسهل .
في الجهة الأخرى كان زين قد أنهى ما كان يفعله
و توجه سريعا الي مكتبه وجدها نائمة على الأريكة يبدو عليها التعب الشديد .
زين : سارة مالك في إيه انت كويسة .
فتحت عينيها بهدوء و تكلمت بصعوبة: زين .
زين : يا قلب زين مالك .
سارة و هي تفتح يديها : تعالى
اقترب منها زين : مالك في إيه .
امسك سارة بيده و قبلتها بحب: متقلقشي أنا كويسة .
زين : كويسة إزاي و انت كدة
سارة : أنا آسفة يا زيني  .
زين : سيبيك من الأعتذار دلوقتي و يلا هنروح المستشفى .
شهقت سارة بفزع بعد أن انتبهت أنه قد حملها : زين نزلني يتعمل إيه .
زين : هوديكي المستشفى يا سارة.
سارة : طيب نزلني و هاجي معاك .
زين : لأ أنا أساسا زهقت من لعبة القط و الفأر دي أنا هعرف الكل إنك مراتي .
سارة بتعب شديد فلقد شعرت بخمول مفاجيء : اللي تشوفه يا زين .
انهت كلمتها لتتعلق برقبته و تدفن وجهها في صدره و تستسلم لتلك الدوامة السوداء التي أحاطت بها من كل جانب .
في مقر المخابرات .
كان يمشي بعدم تركيز يفكر في قضية مهمة و في يده أوراق حتى شعر بألم في  ظهره و تناثرت الأوراق من يده و يقع عليها كوب القهوة التي كانت تحمله تلك الفتاة  : آه مش تفتحي يا بنتي .
الفتاة : أنا آسفة لحضرتك.
حمزة بعصبية بعد أن نظر لتلك الأوراق التالفة بالكامل من القهوة : أعمل إيه أنا بآسفك لما انت عميه سيبينك تمشي كدة إزاي من غير رقيب علشان تبوظي  شغل الناس ناس همجية .
تهورت تلك الفتاة و حاولت ضربه بكف يدها على وجهه  لكنه تفدى يدها لينظر لها بغض جحيمي
لتصعد شهقة قوية من فم فتاة أخرى كانت تبحث عن شقيقتها و التي الأن قد حفرت قبرها بيدها : حمزة باشا أنا آسفة لحضرتك بجد لينا إيه اللي انت عملتيه ده اعتذري حالا .
لينا بعناد : لأ مش هعتذر مش من حقه أنه يعلي صوته عليا بالطريقة دي أنا غلط و اعتذرت لكنه كمل تهذيق فيا و كأني شغالة عنده .
الفتاة : لينا عيب كدة اعتذري حالا .
لينا و هي ترحل بغيظ و غضب : لأ .
كل هذا و حمزة يحاول أن يدرك ما فعلته تلك الصغيرة أحمر وجه حمزة يحاول التحكم بأعصابه حتى لا يمسك خصلات شعرها الحمراء تلك و يلقنها درس قاسي افاق من تخيلاته تلك على صوت الفتاة الأخرى بعد ذهاب أختها الصغرى: حمزة أنا آسفة بالنيابة عن لينا أنا عارفة إنها غلطت بس هي صغيرة و لسه متهورة أنا أسفة .
حمزة بهدوء غريبه: آسفك مرفوض يا سديم و قولي للينا إن الكف اللي فكرت تضربهولي  أنا هدفعها ثمنه غالي .
رحل لتنظر سديم في ظهرة بخوف على شقيقتها الحمقاء في ماذا اقحمت نفسها و مع من مع الشبح
في مكتب فتون كانت تجلس بكل هدوء تراجع ملف القضية الجديدة حتى شعرت بمن يقف أمامها و يستند على الحائط بجزعه في صمت .
صقر : الحمدلله على السلامه يا سيادة النقيب .
فتون بهدوء رغم انزعاجها من وجوده بسبب تقليله من قدراتها في المرة الماضية : الله يسلمك يا سيادة المقدم .
صقر : خالي بالك من نفسك اكتر من كدة و اعملي حسابك أنا اللي هكون معاكي في المهمة مش دياب .
فتون بهدوء : تمام يا فندم آي أوامر تانية ؟!
صقر ببرود  : لأ
و أثناء حديثهم انطلق رصاصة لتخترق النافذة متوجهة الى هدفها المنشود
لتصرخ فتون بقوى : سيادة المقدم
   يتبع....

فتون الصقر Where stories live. Discover now