الجزء الثالث

31 11 4
                                    

واحد من مليون : الجزء الثالث

توجهت إسراء للجامعة باكرا ذاك اليوم وأول ما فعلته هو التوجه للكلية التي يدرس فيها لوجان وانتظرته في قاعة الدرس وعندما رآها رفاقه صاروا يبتسمون بخبث وسخرية ظانين أنها معجبة به وتحاول الالتصاق به باستمرار.

جاء لوجان أخيرا وحين دخل من الباب ظهرت أمامه وفي يدها قطعة شكلاطة تعرضها أمامه فوقف يحدق بها باستغراب فقالت:

-«صباح الخير، أتحب الشكلاطة؟»

-«أحب كل شيء له علاقة بالفتيات ولكن ما المناسبة؟»

-«هههه ما من مناسبة، لماذا تظن أن الناس يهدون بعضهم الشكلاطة في المناسبات فقط؟»

-«إذًا تعترفين أنني جذاب وأنكِ وقعتِ لي بسهولة؟»

كانت ستتقيأ من كلامه المتواصل عن الحب والعلاقات ولكنها حاولت التحمل والصبر لأجل سانها فقالت:

-«هههه ليس لتلك الدرجة، لكن أيمكننا أن نصبح أصدقاء؟ تبدو شخصا جيدا»

-«ممممم وماذا يفعل الأصدقاء؟»

-«يساعدون بعضهم مثلا»

-«في ماذا؟ في التهكير؟»

-«اممممم نوعا ما»

-«يبدو أنكِ أنانية مثلك مثله، تريدين استغلالي لمصالحك الشخصية، لا أفهم لماذا أرسلك ذلك الجبان»

-«ليست أنانية، أخبرني أنه يثق بك ثقة عمياء لهذا طلب المساعدة منك أنت، خاصة أنه مطلوب للعدالة وقد يبلغ أي أحد عنه»

-«إذًا فكلامي صحيح، وأيضا يحاول استغلال حبي للفتيات من خلال إرسالك إلي، ياله من وقح حقا هههه»

-مهلا! هل تظن أنه هو من أرسلني إليك؟»

-«أجل، ومن غيره؟»

تنهدت الأخرى بعمق وكانت ستصرخ عليه ولكنها تذكرت حاجة سانها الماسة إليها فقررت التحلي بالهدوء لحل المشكلة وقالت:

-«أؤكد لك أن سانها لا علاقة له بالموضوع فهو لا يعلم أنني هنا لإقناعك حتى، لقد أتيت من تلقاء نفسي لأنني أريد مساعدته بشدة»

-«إذًا فهي ذريعة لكي تلاحقيني لأنكِ معجبة بي»

طفح بها الكيل فأمسكت به من ياقة قميصه وصرخت عليه بغضب قائلة:

-«كف عن جعل نفسك محور الكون، سانها يحتاج لمساعدتنا ونحن صديقاه الوحيدان وكل ما تبقى له لذا عليك الذهاب معي فورا»

تحولت ملامحه لملامح باردة فأفلت نفسه من قبضتها ثم عاد لفصله، كانت هي غاضبة جدا وتكاد تنفجر لكنها لم تستسلم لذا قررت فعة المستحيل لإقناعه.

انتظرته حتى غادر الصف بعد محاضراته ووقفت في طريقه قاطبة حاجبيها وثانية ذراعيها وقالت:

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)Where stories live. Discover now