الجزء الأول

43 15 0
                                    

واحد من مليون : الجزء الأول

يمر الجميع بفترات صعبة يودون فيها اعتزال العالم والانطواء على أنفسهم في زاوية غرفهم المظلمة، لا شيء في هذه الحياة يستحق بذل المجهود لأجله لأنه زائل كزوال الشمس كل مساء في الأفق.

وهكذا الحال مع بطلة روايتنا، إسراء الفتاة العربية التي انتقلت للدراسة قي جامعة كورية لتحقق الحلم الذي لطالما سعت لأجله، لكن الحياة ها هناك في كوريا الجنوبية ليست بتلك السهولة، الغربة صعبة، واللغة صعبة، والعيش وسط أناس مختلفين عنك في التفكير والعادات والديانة صعب أيضا.

تبلغ إسراء من العمر 18 سنة وتعيش بمفردها في شقة قامت باستئجارها مؤقتا لحين تنهي دراستها.

كالعادة، عادت إسراء بعد يوم متعب من الجامعة وألقت جسدها المنهك على السرير ثم شغلت التلفاز تتابع الأخبار، ما من شيء جديد سوى الأخبار السياسية والفنية المملة ولم تكن ولا مرة من متابعي هذه المواضيع.

رغم تعبها الشديد نفضت الغبار عن نفسها وتوجهت للمطبخ لتعد شيئا تأكله فوجدت الثلاجة فارغة وهمست بينما تضرب رأسها بهدوء:

-«نسيت التسوق مجددا! أفٍ من هذه الحياة ومن العيش بمفردي»

توجهت نحو السوق بكسل وتبضعت بعض المشتريات الرخيصة من التخفيضات فوالداها هما من يرسلان لها المال وعليها الاقتصاد قدر الإمكان.

بينما تمر على زقاق يبيع أشرطة الأغاني والألبومات الموسيقية لمحت لوحة إعلانية ضخمة مكتوب عليها عبارة (آسترو ملوك المفهوم الجذاب)

بينما تنظر لصور أعضاء الفرقة جذب انتباهها أحدهم وهو شاب وسيم ذا ابتسامة مشرقة وعيون لامعة لطيفة، ودون أن تدرك وجدت نفسها تمعن النظر إليه حتى انتبهت لنفسها وأبعدت ناظريها بسرعة.

عادت للمنزل مع المشتريات وجهزت أكلة سريعة تتناولها بينما تتصفح الإنترنت، فجأة! باغت تفكيرها ذاك الشاب الوسيم الذي رأته في اللوحة الإعلانية مما أصابها بالفضول أكثر حوله لذا قامت بالبحث عن معلومات الفرقة وعرفت أن اسمه سانها وعمره 20 عاما أي يكبرها بسنتين.

ودون وعي شغلت الأغاني الخاصة بفرقته واستمعت لها فغاصت في معانيها العميقة وأغمضت عينيها لتذهب بخيالها نحو عالم هادئ ودافئ بعيد عن حقيقة عالمها الصاخب البارد المنفر.

بمرور الوقت أصبحت مدمنة على أغاني الفرقة فقط لترى سانها فيها وتستمع لصوته الساحر، أصبحت مولعة به، إنه يمتلك السحر في صوته، والأغاني التي يصدرها انتشلتها من أحلك أيامها لتغدو فتاةً مبتسمة ومليئة بالأمل والتفاؤل.

بعد أشهر تم إعلان خبر خروج سانها من فرقة آسترو مما أصاب بطلتنا بإحباط وخيبة أمل قاتلين، لقد كان بمثابة المسكن القوي لآلامها ومغادرته هكذا جعلتها تفقد الأمل من كل شيء كالسابق وتنطوي على نفسها في حيز مغلق.

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt