الجزء الثاني

24 11 2
                                    

واحد من مليون : الجزء الثاني

مرت أيام منذ آخر يوم غادر فيه النجم المشهور سانها منزل إسراء بطلة قصتنا وتركها في حيرة وتيه عميقين.

مازالت لا تستطيع تصديق أن سانها نجمها المفضل الذي اختفى لأشهر ظهر أخيرا وبطريقة غريبة وصدفة صادمة! بل وإنه الآن ملاحق من الشرطة بتهم مرعبة.

جلست في المطبخ أمام المائدة تحرك ملعقتها في كوب القهوة وهي شاردة ثم تنهدت بعمق وقالت:

-«صحيح أنني أحبه ولكن...المجرم يبقى مجرما، علي التوقف عن التفكير به والمضي في حياتي قدما فلا أعتقد أنه سيظهر في حياتي مجددا»

شربت قهوتها بسرعة ثم انطلقت نحو الجامعة وأخذت حصصها الجامعية كالمعتاد، وفي المساء غادرت الصف ووقفت في ساحة الجامعة لبعض الوقت تحاول أن تستمتع بروعة المساحات الخضراء لكي تنسى الضيق والوحدة اللذان تشعر بهما هذه الأيام، ولكن قاطع خلوتها وجود أوراق معلقة في لوحات الإعلانات وعندما اقتربت وقرأتها وجدت عليها صورة سانها ومكتوب عليها: «مجرم مطلوب للعدالة، من يستطيع المجيء بأي معلومة تخصه فله جائزة نقدية»

بعد قراءتها لذلك ابتلعت ريقها وسارت بعيدا وهي متوترة وأمامها لمحت شرطيا يتجول في المكان وعندما استدار تبين أنه نفس الشرطي الذي زار منزلها آخر مرة وسألها عن سانها لذا شعرت بالتوتر أكثر.

اقترب نحوها الشرطي وهو ينظر في وجوه الطلبة وعندما رآها تقدم منها وأومأ برأسه أنْ نعم وقال:

-«طاب مساؤك، هل تقابلنا من قبل؟»

حاولت أن تبقى هادئة قدر المستطاع كي لا تتورط معه وقالت:

-«أحقا فعلنا؟ لا أعلم، ربما تقابلنا هنا»

-«من يدري»

كانت نظراته حادة ومثيرة للريبة وهذا جعل قلبها يخفق بقوة، وبعد أن حدق بها من رأسها لقدميها قال:

-«نهارا سعيدا وآسف على إزعاجك»

انطلق بعيدا بعد قوله ذلك فتنهدت براحة، لطالما كانت تكره رجال الشرطة وتشعر بهالة مخيفة منهم والآن بما أن لها علاقة مع مجرم كسانها فأي خطأ بسيط قد يوقعها معهم.

واصلت التمشي في الجامعة وهي تفكر وفجأة لمحت شخصا يرتدي نفس ملابس سانها التي رأته بها آخر مرة وكان يشبهه في هيأته من الخلف تماما، ركضت نحوه بسرعة لترى إن كان هو فلمحت في الطريق نفس الشرطي المخيف وهو متجه في نفس اتجاهه، حينها كادت تموت من الخوف وركضت بأقصى سرعة فرأت شابا لا تعرفه وعانقته بحرارة على بعد خطوات من الشرطي.

حدق بها الشرطي وهو قاطب حاجبيه أما الشاب فقد انصدم وتجمد مكانه وقال:

-«م م م من تكونين؟!»

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)Where stories live. Discover now