\Pārt 7\:

36 16 208
                                    

كان الصمت رفيقاً لكليهما منذُ ربع ساعة، لم تعرف هي بما تُحادثه وهو لم يشأ وضعَ نفسه في موقفٍ محرجٍ كأمس، لذلك فضل البقاء صامتاً حتى تقرر هي الحديث.

حاولت جاهدة أكثر من مرة أن تختلق حديثاً ما، لكنها كانت تتراجع قبل أن تهرب الحروف من بينِ شفتيها، لحسن الحظ أنهُ لم يلحظ محاولاتها الفاشلة في ذلك.
لكنها _وأخيراً_ قررت ابتداعَ أي شيء يزيل هذا الصمت، فالوضع بدأ يصبح مزعجاً.

"الجوّ جميل"

يالها من محاولة فاشلة.

"هو كذلك".. كان هذا كل ما استعان به كردّ على كلامِها، وقد بدا لها ذلكَ مختصراً للغاية وأدركت كم هي فاشلة في التواصل مَعَه.
مارتن لا يبدو أبداً من النوع الذي يحب الثرثرة عن أمورٍ تافهة كهذه، فكيف خطر على بالها هكذا حديث!
بماذا تحدثُه إذاً، أتسأله ماذا أكلتَ على الإفطار؟! حقاً؟!

فكرت لثوانٍ وأيقنت أنها تستطيعُ أن تجعل كلامَها أمتن قليلاً... هي في المزرعة الآن!
ومع مارتن! دون استيفان وهذه أهم نقطة.
لمَ لا تستغلّ الوضع!

"مارتن.. أريد سؤالكَ عم أمرٍ ما"

"إنها الشجرة أليسِ كذلك؟ "

واللعنة كيف عرِف هذا!

" في الواقع، كنتُ أنتظِرُ سؤالكِ عنها"

"أحقاً ما تقول؟ ظننتُ أني سأبدو ساذجة للغاية إن تحدثتُ في الأمر"

استغربَ ترددها حيث أن أي شخص آخر سيرى الشجرة كان ليسأل عن أمرِها وعن شكلِها وبريقِها! فتوقفِ مستديراً إليها يسألُها:

"ولمَ ذلكَ آنستي؟ الشجرة غير طبيعية بكل حال"

لمَ 'آنستي' بدت فجأةً كالسكَّر؟!
تباً ماهذا التفكير!! أين دماغكِ يا كريستين!!

"آنسَتي؟ "

"هاه؟؟! نعم نعم أنا معك" حاولت تبرير موقفها إذ أنها لم ترى أنه من اللائق الشرود وسط حديثه عن شيء كانت هي من سألت عنه في الأساس.

قهقه قليلاً على سذاجتِها اللطيفة وبرّدَ خجلها بقوله: "لم أقل شيئاً أصلاً"

حاولت التهرب بعينيها جاعلةً إياها تتجول هنا وهناك في أركانِ هذه المزرعة الكبيرة مستكملةً سيرها، علّها تستطيع بذلك فقدان الشعور بالوقت ريثما يصلون إلى الشجرة، فبحسبِ تقديرِها، بالمقارنةِ مع جولةِ البارحة، تبقى مسافة ليست بطويلة حقاً.. عشرُ دقائقَ ربما؟

لاحظت أثناء سيرِها بجانب مارتن أن هناك شيئاً غريباً هنا، ويساورُها شعورٌ سيء منذ الصباح، كما لاحظت أمراً ربما يبدو أحمقاً للوهلة الأولى، ولكن لمَ تشعر أنها مرت من هذه النقطة قبلاً؟!
لمَ تبدو لها كل الأشجارِ متشابهة؟!
حسناً هي تعلمُ أن الذي بجوارِها يحب التنظيم _وهذا واضح من شكله_ ويهتم بالأشجار جيداً ويطلب من العمالِ تقليمَها دائماً حتى تبقى في الارتفاعِ والشكلِ ذاتِه، لكن أيعقل أن تكون متشابهة لهذا الحدّ! لا ومتطابقة أيضاً.

فَخُّ البرتقالWhere stories live. Discover now