\Pārt 2\:

34 19 35
                                    

    __________

ENJOY♡  
    _______

"استفيقي يا كريستين..."

تنفسها كان صعباً للغاية، نبضاتُ قلبها سريعة لكن فارغة..
لقد مضى سنتين بالفعل!...ومازالت حتى الآن وفي كُل ليلة ترى الكابوسَ ذاتَهُ...بل تستعيدُ الذكرى ذاتها.
ماحصلَ شيءٌ بالتأكيد لن تنساه في حياتِها، وبالرغم من مرورِ كل ذلك الوقت، هي لَم تتخطى الأمر بعد فكيفَ ستنساه!
هي فقط...تتظاهرُ بالأمرِ محتجةً أن العيش في الذكرى والحزن لن يولد سوى الحزن فالحزن فالحُزن، وهذا...ما لَن يُسعدهم أبداً!
عليها البقاء سعيدةً حتى لو اضطرت لتمثيلِ ذلك، على الأقل لأجلهم ولو كانوا في السماء.

______

قبلَ سنتين من الآن كانت قد هجرت المنزل مع عائلتها للعيشِ في منزلٍ آخر في أعالي الجبال، بعيداً عن الحرب المؤكدة بين الملك وابنه نزاعاً على العرش، والسلطة المميتة، والحُكم الفاشل
ولكن خلال رحيلهم وسط الغابة تعرضت العربة للهجوم من قبل أشخاصٍ لايبدو عليهم أبداً أنهم قُطاعي طُرقّ وحسب!
ويبدو أن والدها ووالدتها بل وشقيقها أيضاً كانوا على درايةٍ تامة من هُم بالتحديد!
في النهاية، اضطرت لامتثالِ أمرِ والدها بالهربِ بعيداً والاختباء في مكانٍ آمن ريثما يقومون بتشتيتهم والتخلص منهم وقد وعدها شقيقُها أنهم سيلحقونَ بها فيما بعد، وقد كانت تعلم...أن هذا هو أولُ وعدٍ كاذبٍ يعدُها شقيقُها بِه وكانت تعلمُ كذلك أنهُ الأخير!
نعم...كانت على دراية أنهم لن ينجوا أبداً ولكن نظراتهُم المترجية لها بالهرب وخوفهم الشديد عليها جعلها تتحركُ بسرعة.
______

نفضَت تلكَ الذكرى من رأسها سريعاً، كما تفعلُ في كُلِّ مرة، لقد تألمت بما فيهِ الكفاية ولا يجبُ عليها الدخول في تلكَ الحالة من البؤس في كُل صباح فهذا الكابوس المتكرر لن يُفارقها على أيةِ حال.

زفرت أنفاسها الحارة بقلّةِ حيلة تشعرُ بدموعها الجافة على وجنتيها، ونهضت بجسدها من سريرها الواسع...حطت أقدامها الحافية على تلك الأرضية الباردة وتجمدت في مكانها تُطالعُ أركانَ الغرفة، ماذا كانَ سيحصل لو كانوا معها الآن؟!

"لا بأس لا بأس لا بأس، كوني قوية فحسب"

همست بها لنفسها فاستجمعت بعضاً من قواها "هُم في مكانٍ أفضل بالتأكيد"

ملأت رئتيها بالهواءِ الوافر وقامت بزفره ببطئٍ شديد، مشت إلى وجهتها حيثُ الحمام وراءَ البابِ المُجاور من حائطِ الغُرفة ذات الجُدران البيضاءِ الشاحبة، دلفت إليه وسُرعانَ ما أغرقت وجهها بالمياه الباردة كي تتنشطَ قليلاً وعندها...رفعَت عينيها بعُنفٍ نحو المرآةِ أعلى الحوض وقابلتها تلكَ العسليتان المحاطتان بغشاءٍ مِنَ الحٌمرة إثرَ البُكاء.
يالبؤسِها!!

فَخُّ البرتقالWhere stories live. Discover now