الفصل الرابع عشر والاخير

Start from the beginning
                                    

نزلت مريام تمسك بيدها ثريا ،رفع المدعوون رؤوسهم ،وصفق الجميع ،في الاسفل استقبلها ياسين تعلو وجهه ابتسامة سعادة مادا يده اليها ،اخدت ثريا بيد مريام ليمسك به ياسين تحت التصفيقات الحارة،بعد لحظات اخد مكانهما في القاعة ،جلسا على الكراسي هناك واستؤنفت الموسيقى وانطلق المولعون بالرقص الى الرقص،قال ياسين "تبدين في غاية الجمال "ابتسمت مريام وقالت "يسعدني ان يعجبك مظهري "ابتسم ياسين وقال "كثيرون اولئك الذين سيعجبهم جمالك "ابتسمت له ،فقال وهو يلاحظ توترها من حركة يديها "مع اني الاحظ انك قلقة قليلا "ردت مريام "حدس سعاد "رد متفاجا "مجددا "ردت عليه "حسن لا يمكن لومها اليس كذلك "رد "لا بالطبع لا فلنستعجل اذن "وقف وناد على ثريا فجاءت مسرعة فقال "خالة ثريا فلنستعجل لبس الخواتم "ردت "لماذا لا يزال لدينا وقت والحفلة في بدايتها "رد قائلا "يوجد امر لا يسير على ما يرام ان استعجلنا ...."توقف عن الكلام عندما صرخت مريام ،التفت اليها سائلا "ما الامر ؟"اشارت بيد مرتعشة الى امراة كانت بين الحشد ،التفت الى المكان المشار اليه ،فوجا لما راه كانت دلال تنظر الى مريام بنظرات مليئة بالحقد المسموم ،حتى ان ياسين شعر بحجم كرهها لمريام ،ارتعد جسمه لا اراديا قال "حدس تلك الفتاة لا يخطا ابدا "نظرت ثريا الى اختها وسالتها متوسلة "رجاء اختي لا تفسدي الحفل "لم تغير دلال نظرتها ولم تلتفت الى اختها او الى ياسين ،وقفت مريام وقالت بصوت مرتجف "ياسين "التفت اليها وقال "لا تخافي لا اظنها تقدم على شيء وسط هذا الحشد "،لكن هذا لم يطمئن مريام ،رفعت دلال يدها اليمنى وقالت" ستغادرين الحياة بابهى حلة "ركض ياسين الى دلال الا انها اطلقت اول رصاصة اصابتها في الكتف ،وصل ياسين الى دلال امسك يدها بقوة واعتصرها بيده تالمت دلال وصرخت ،لكن ياسين كان قد فقد اي شعور بالرحمة او الشفقة ،نزع المسدس من يدها واسقطها ارضا ،اسرع جاسر وجاد اليها وصديق ياسين قال ياسين بصوت مدو "قيدوها وابعدوها عني قبل ان يقضي عليها غضبي "ابعدوها وقيدوها وخرج احد المدعويين لاستدعاء الشرطة والاسعاف ،وسط كل هذا كان وعي مريام يتلاشى كان تتالم بشدة استطاعت ان ترى ياسين يقف امامها ويحرك شفتيه كان اخر ما سمعته او توهمت سماعه "لا تتركيني احبك " وفقدت الوعي تماما ،بعد ذلك عمت الفوضى المكان كانت ثريا وعلياء وفرح وامين جاثمين امام جسد مريام ودموعهم تنهمر غزيرة تكلم امين "امي هل ماتت مريام "لم تجبه كرر سؤاله عدة مرات بدون اجابة ،جاد وجاسر وصديق ياسين بقوا لحراسة دلال ومنعها من الهرب او حتى من التفكير فيه ،بينما كان ياسين ضائعا وسط رعب والم كبيرين ،كان يتحرك هنا وهناك ينظر للساعة تارة ويسال والده تارة اخرى ،وسط هرج ومرج وصلت الشرطة اخدت دلال ،من هناك واجلت اخد الافادات من الشهود للغد ،بعدها وصلت سيارة الاسعاف ،ونقلت مريام على جناح السرعة الى المشفى ،في سيارة والد ياسين ذهب ياسين وصديقه وثريا وجاسر ،تفرق المدعويين وفرغ المنزل الا من سعاد ووالد ياسين والخادمة وعلياء وامين وجاد وفرح وعمر ،اعادت سعاد وخادمة ياسين وعلياء المنزل الى حالته الاولى ،قامت علياء وجاد وسعاد بعدها بتوزيع الماكولات على المحتاجين القريبين وسط امطار لم تتوقف عن الهطول حتى لا تكون من نصيب حاويات القمامة ،حل المساء بسرعة وكانه يستعجل بزوغ شمس اليوم التالي ،انتظر سكان المنزل اخبارا من المشفى بلا فائدة ثم خلدوا للنوم ،بعيدا عن المنزل ادخلت مريام غرفة العمليات ،وتم استخراج الرصاصة من جسمها ،كان ياسين والبقية خلف الباب الموصدة في ترقب وقلق فظيعين ،بعدها خرج الطبيب ،اسرع اليه ياسين وجاسر وثريا سالت ثريا "كيف حالها "نزع الطبيب الكمامة وقال بهدوء "اهدئي سيدتي لقد استخرجنا الرصاصة لم تفقد الكثير من الدم الحقيقة انها قوية جدا ضربات قلبها كانت منتظمة مرت العملية بسلام ستستيقظ فور انتهاء مفعول المخدر "ارتاح ياسين وجلس على المقعد تكلم جاسر قائلا "هذا يعني انها لن تموت اليس كذلك؟ "ضحك الطبيب وقال"مريضتنا اكثر تمسكا بالحياة لا تقلق عليها ابدا "ارتاح الجميع لهذه الاخبار ،وامضوا ليلتهم في المشفى بانتظار استيقاظ مريام .
عندما فتحت عينيها كان في استقبال عودتها للحياة ياسين ،ابتسمت لدى رؤيته ابتسامة راحة واطمئنان ،تكلمت "هل الجميع بخير ؟"رد "الجميع عزيزتي بخير انما كدنا نفقدك انت "ردت "اردت ان اعيش ولا زلت اريد العيش "ابتسم ياسين وقال "ستعيشين باذن الله "ابتسمت وقالت "من الغريب اني كنت اتمنى الموت طيلة حياتي وعندما جاءني الموت اردت الحياة الحياة فقط " ابتسم ياسين وقال "جميعنا نريد لك الحياة" نظرت اليه وقالت "ماكانت اخر كلماتك لي قبل ان افقد وعيي؟"تنحنح وقال "قد اكون استعجلت الكلمة "ابتسمت وقالت "احببت سماعها ولم اصدق سمعي انت لم تستعجلها ابدا "قال لها "اردت ان اختار الزمان المناسب والمكان المناسب "ردت وهي تبتسم "كان الزمان مناسبا جدا و انا ايضا لن اتركك ابدا لاني احبك "ابتسم لها وقال "ماكنت استطيع تحمل فراقك ابدا "ردت عليه "كل ما حصل لي في حياتي ادركت اخيرا انه في حدود ما استطيع تحمله لذا لم استسلم ابدا كنت اتمتع بقوة اجهلها في نفسي ،ان بقائي حتى اليوم وتمكني من عطاء ما لم املكه وهو الحب اكبر دليل على قوتي الداخلية ،كل ما يصيبنا هو في حدود ما نستطيع تحمله وان كنا نجهل الامر هذه سنة الله في خلقه "رد ياسين "كل ما قلته صحيح لكني ادرك امرا اخرا ان فقدانك هو خارج عن حدود ما استطيع تحمله "......
في صباح اليوم التالي جاء الجميع لزيارة مريام وتهنئتها بسلامتها ،بقي ياسين مع مريام اغلب الوقت ،عادت الحياة بروتينها الي منزل ثريا ،غادر والد ياسين وصديقه وخادمته بعد يومين من الحادثة ،حبست دلال في انتظار المحاكمة ،بعد ايام غادرت مريام المشفى واقيم حفل صغير لاستقبالها .
بعدها بايام اقيم حفل صغير ،حفل زواج ياسين ومريام حضره المقربون فقط ،وانتقل ياسين لمنزل مريام وامسك ادارة ممتلكاتها اخدت مريام عمر وفرح ليقيما عندها لاراحة خالتها من عبء تربيتهم .
وتوالت الايام سعيدة في منزل مريام ،توقفت عن كتابة مذكراتها ووضعت مذكرتها في خزنة المنزل حيث كانت اثمن ما في المنزل في نظر مريام لكنها لم تتوقف عن القراءة ابدا.
لم يسمع احد شيءا عن والد مريام واختيها ،اما دلال فحكمت  بالسجن المؤبد

تمت بحمد الله

رواية فى حدود مانستطيع مريم نجمةWhere stories live. Discover now