الفصل العاشر

46 2 0
                                    

في صباح اليوم التالي ارتدت فستانا انيقا وتركت شعرها مسترسلا خلف ظهرها ،القت نظرة على نفسها في المراة وضعت القليل من مساحيق التجميل ،ابتسمت راضية على شكلها ونزلت لرؤيتة والدها وعائلته ،تكلمت مع والدها قائلة "ابي وانت تغادرني لاتنس ان لك ابنة ثانية "قال والدها "طبعا ،لكن هل ضميرك لا يزال حيا "ردت "تيقن ان ضميري مرتاح تماما " حمل والدها حقيبته سال اسد "عزيزتي مريام لا تكوني قاسية "قالت "اسد ما رايك لو اهتممت بشؤونك وتركتني اهتم بشؤوني "بهت وقال "دلال قالت انك لطيفة وهادئة وانه "سكت ابتسمت وقالت "اكمل هيا "قال "لا رجاءا ،علي ان انصرف الان "غادر اسد دون ان يلتفت ،فكرت مريام والتفتت الى دلال "لا اظنك حاولت لعب لعبة والدي مع والدتي معي هل حاولت ؟"قالت "لا طبعا لا "تمتمت دلال بضع كلمات في شفتيها ،كادت مريام تنفجر ضحكا فكرت كان هذا مخططها اذن تعتقدني لازلت تلك الفتاة الساذجة الضعيفة ،قالت لدلال "لم اكن يوما غبية من اوحى لك بهذا "لم تجبها دلال بشيء ،تحرك الاب فتحركت دلال وابنتها ،التفتت دلال وقالت "كوني واثقة لن ارتاح حتى اجعلك تندمين على دموع ابنتي" قالت مريام "فلتذهبي وتهديداتك للجحيم "،وغادروا بقيت بمفردها في المنزل ،بقيت واقفة عند الدرج حتى جاءت سعاد ،وقالت "هل اعد لك الافطار سيدتي "ردت "لا" وعادت لغرفتها ،عادت وغيرت ثيابها ولكنها تركت شعرها مسترسلا للخلف ،وغادرت المنزل الى مقر الشركة ،كان هذا يومها الاول في عملها الجديد .
جلست على كرسي جدها ،وجدت في المكتب صورا لوالدها ودلال وماجدة وصورية ،ابتسمت وقالت "ولا حتى صورة واحدة لي "اخذت الصور ووضعتها في الخزانة ،وعادت للكرسي وهي تقول "ويعتقد والدي ان ضميري سيؤنبني "،وطلبت السكرتيرة كانت شابة في مقتبل العمر ،قالت تكلمها "اسمعي في هذه اللحظة لا اعلم شيءا عن سير اعمال الشركة من تعتقدين سيفيدني "ردت مباشرة "مدير الشؤون القانونية للشركة والمدير المالي "حسن استدعيهم الان .
امضت طول النهار تحاول تعلم طريقة سير وعمل الشركة ومجال نشاطها ووضعها المالي ،عندما عادت كانت شبه منهارة من التعب ،بصعوبة تناولت عشاءها ثم نامت .
في صباح اليوم التالي عندما استيقظت كان اول ما راته كتاب ياسين ،تذكرت انه لم يتصل بها حتى ،تساءلت بينها وبين نفسها عن معنى هذا ،نهضت وفكرت وقالت "اتمنى ان لاتطول غيبتك "ماذا يعني هذا ،فتحت الكتاب ،كان رواية بعنوان "فجر جديد "اعادته للطاولة وقالت مساءا ساقراه ،تناولت افطارها وغادرت للعمل ،عندما عادت كانت تعبة لذلك لم تستطع قراءة الكتاب واستسلمت للنوم .
توالت الايام على مريام في العمل دون رحمة ، كانت البداية صعبة جدا لكنها تمكنت من فهم العمل كبداية وسيرورته ،لكن ماكان يزعجها حقا انها لا تزال تطرح الاسئلة ،بعد مرور اسبوعين وصل ميعاد زيارتها لخالتها واولادها ،كان بامكانها ترك العمل ليومين فقط ،كانت تعلم انها ليست كافية لرؤية خالتها ،لكنها بالدرجة الاولى ارادت ان تحل مشكلتها اولا،لذا في صباح يوم صيفي هادئء ركبت الحافلة لتنطلق بها الى الريف ،طوال الطريق كانت تفكر في ياسين ،لم تقرا الرواية التى اهداها اليها لسبب هي تجهله كانت تخاف من قراءتها ،لم يتصل بها طوال الفترة السابقة وهي كذلك اتبعت نفس اسلوبه فلم تتصل به،كانت متاكدة انها ستجده في المعرض ،توقفت مرات ومرات بسيارتها امام المعرض لكنها لم تجد الجراة للخروج منها حتى ،كانت تبقى في السيارة المتوقفة ربع ساعة ثم تنطلق من جديد ،اعترفت لنفسها انها اشتاقت اليه كثيرا وكادت ان تستسلم مرارا ،لكنها كانت تكبح رغبتها بشدة ،الى اين يقود كل هذا فكرت مريام ثم عادت وقالت "الى لاشيء انه يقود للعدم ".
كالمرة السابقة وصلت مريام في المساء لمنزل خالتها ،استقبلتها خالتها بنفس الحفاوة والترحاب ،اما اولاد خالتها فكانوا الاكثر سعادة برؤيتها ،رغم سعادتها برؤيتهم ،الا انها كانت سعادة انية ادركت ذلك فورا ،سرعان ما تعود لفراغها ،تكلمت مع خالتها وقصت عليها كل ما حصل مع دلال ،لم تعلق ثريا بشيء وتفهمت مريام وضعها ،اخرجت من حقيبتها الهدايا التى اشترتهم لثريا واولادها ،سهرت معهم قليلا كانوا سعداء لدرجة ان النوم طار من عيونهم ،لكن ثريا لاحظت تعب مريام لذا اجبرتهم على تركها ترتاح .

رواية فى حدود مانستطيع مريم نجمةWhere stories live. Discover now