الفصل الخامس

54 2 0
                                    

الفصل الخامس السعادة نحن نصنعها
اخذ الجميع مكانه وبدات المسرحية بمشهد غنائي ،كانت علياء من بدات الغناء كانت الاغنية قديمة معروفة موضوعها السعادة شاركها الغناء جاد وامين تفاعلت مريام مع الاغنية فهي الاغنية المفضلة لديها ،ادركت لدى سماعها انه قرا ماكتبته عن تاثير هذه الاغنية على مزاجها لذلك وضعها كبداية للمسرحية ،كتبت عن الاغنية التى حملت عنوان اين اجدك "غالبا ما اشعر بالتعاسة ،من العجيب انه رغم تعقد حياتي ومراراتها ان اجد فيها خيطا رفيعا من السعادة فالى جانب عملي الذي هو متنفسي هناك ايضا اغنية "اين اجدك" لاادري لما اشعر انها كتبت لي انا ،انا وحدي ،عندما اسمعها اشعر دوما ان السعادة هي بين يدي فاقبص يدي بقوة مخافة ان تفر من بين يدي،من شدة ولعي بها علمتها لطلابي رغم انها ليست في المنهاج"تذكرت مريام كل كلمة خطتها عن هذه الاغنية ،لم تدرك انها كانت تقبض على يديها بقوة على مراى من ياسين ،عندانتهاءها وقف ياسين وقال الان عزيزتي سنبدا بالمشهد الاول متابعة ممتعة ،بدا المشهد بدخول عالية بلباس ممزق قالت "ان اعين عائلة ليس بالعمل السهل لكن ان يكون كلهم مجانين فهذا يدخل في خانة المستحيل "دخل جاد وقال "اخوتي قالوا انك ترفضين اطعامهم "قالت علياء التى كان اسمها في المسرحية دعاء "انت يا ولد ما كان اسمك "رد عليها "قلت اخر مرة انك لن تساليني عن اسمي "ردت "لا ادري لما انساه "قال "قريبا ستتحولين لجدة "ردت "لست امكم حتى " دخل عمر يجري "امي امي اريد طعاما "،ضحكت مريام وقالت "هذا بالفعل ما يتقنه"،قالت دعاء "اطعمتك قبل دقائق " قال "اطعمت ضياء لم اكل انا "قالت دعاء وهي تصرخ "ولست امك"خرج عمر من المشهد ولحقته دعاء لتضربه ،بقي جاد الذي حمل اسم سلمان قال "ستنضم دعاء لعائلتنا كمجنونة اخرى "وغادر المشهد ،كان ياسين ينظر اليها ،فكر لم تفهم الرسالة بعد لعل المشهد التالي يوضح لها اكثر ،بالرغم من غموض اهداف المسرحية لمريام الا انها كانت متفاعلة مع المشهد الاول ،في المشهد الثاني دخل امين الذي حمل اسم سالم وبيده مكنسة كان يكنس الارضية ،دخلت فرح تركض وهي تقول امين اعطني المكنسة تكلم امين محاولا الهمس انا سلمان وانت بكماء هنا تذكرين،ضحكت مريام واشارت لفرح بالسكوت ،سكتت فرح ،وعاد امين لتمثيل دوره دخلت دعاء سالته مالذي تفعله ؟" رد اكنس الارضية ا"قاطعته "لا تكمل لا تناديني امي،ثم ان الارضية نظيفة "رد عليها "قال لي الطبيب اني ساشفى اذا اقتنعت ان العالم نظيف لكني يجب ان انظفه ليكون نظيف "سالته "الطبيب قال ان عليك تنظيف العالم "رد "لا اكتشفت ذلك وحدي "وضعت دعاء يديها على راسها وقالت "يا الهي سيصيبوني بالجنون "،انتهى المشهد الثاني ،نظرت مريام لياسين وهي تتساءل "ماهي الرسالة التى يحاول توصيلها " بدا المشهد الثالث دخل ياسين رفقة دعاء ،سالته "كيف ترى حالهم ايها الطبيب؟"رد "سيئة لا امل من شفاءهم "ردت "مساكين " قال "بقاؤك معهم سيؤذيك "سالت "لمذا " قال سيدفعونك الى الجنون "ردت "لا لست واثقة من ذلك"رد "العالم اكبر من غرفة في هذا المنزل ان لم تجدي راحتك وسعادتك هنا فهذا لا يعني انك محرومة من السعادة كليا ستبقى لك الفرصة الكاملة في عيش حقك في السعادة في مكان اخر ليس الامر انك سيئة الحظ انما الامر فقط انه عليك تغيير عنوان المنزل فقط تذكري دوما ان لم يمنحك هذا المنزل الحب فهذا لا يعني ابدا انك لاتستحقينه او ان الحب موجود في هذا المنزل فقط ،الحب اكبر من منزل او اشخاص او مكان اوقلب لست الوحيدة والمحرومة هم المحرومون "علمت مريام ان ياسين خرج من نص المسرحية وادركت ما يرمي اليه ،كانت علياء تنظر اليه ولا تعرف ما تقول ،وقفت مريام على قدمها السليمة واتاكت على دراع الاريكة وقالت "العالم اكبر من غرفة والحب اكبر من اشخاص "تكلم ياسين "والسعادة لنا جميعا الحق فيها فان لم نجد من يصنعها لنا فهذه ليست النهاية لان السعادة الاجمل حقا هي تلك التي نصنعها نحن لانفسنا وننير بها حياة من حولنا "ابتسمت مريام وصفقت بحرارة وهي تقف على قدم واحدة ،وقالت "مسرحية في منتهى الروعة " قالت علياء "لا يزال المشهد الاخير " قال ياسين "المشهد الاخير قدمته مريام انه اجمل ختام" خرج باقي الاولاد ليلتفوا حول مريام ،جلست مريام وقالت "كنتم رائعين شكرا جزيلا لكم "سالت فرح "وانا وانا"قالت مريام "كنت الافضل"، سالت مريام ياسين "ماكان عنوان المسرحية "قال ياسين " عنوانها من اجلك " سالته "وهي من بنات افكارك "رد "اكيد، لا تمدحيني اعرف اني عبقري ،حسن فلنقدم اغنية اين اجدك لمريام مجددا"،اسرع الجميع لمكانهم وفي هذه المرة شاركتهم مريام الغناء بحماس وسعادة لا مثيل لهما........

جلسوا بعد ذلك يتسامرون الجميع ماعدا جاسر ،نامت فرح فقالت مريام "انه موعد النوم يا صغار "تذمرت علياء قائلة "لا يزال الوقت مبكرا "ردت مريام "لا انت ايضا متعبة عليكم النوم حالا غدا اعدكم ان نسهر جميعا لدي لعبة احب لعبها مع طلابي في فترة الفراغ سنلعبها معا مادمنا في فترة سلام "قالت علياء "من جهتي سابقي على السلام "ونهضت حاملة اختها اخدها عنها ياسين وقال "ساضعها في السرير "تحرك الجميع وبقيت مريام بمفردها في غرفة المعيشة ،بعد دقائق عاد ياسين ،قال وهو ينظر اليها "خلد الجميع للنوم " ردت "جيد اعرف انهم تعبوا اليوم سينامون بسرعة "جلس ياسين قربها وقال "ارجو ان تسامحيني اني اسف حقا ..." ردت مقاطعة "اعتقد اني لم اشعر بسعادة مماثلة في حياتي، ما عشته اليوم كان اروع ما حصل معي لذلك انت تستحق المسامحة والشكر ايضا "رد عليها " لا داعي لشكري "اعطاها المذكرة قالت وهي تاخدها "اشكرك على جعلي اعيش السعادة ،مهما وصفوا لنا هذا الشعور فانه لا يكون ابدا كعيشه جعلتني اليوم ادرك الفرق "ابتسم وقال "لا ادري لكن صار اسعادك يسعدني "قالت وهي تضع يديها على المذكرة "ربما بسبب ما قراته "اجاب "ربما "سكتا معا ،بعد صمت وجيز سالت مريام "غدا او بعد غد ستعود خالتي "وقف وسار قليلا وضع يديه في جيب بنطاله ،شعرت مريام بتغير فيه لم تفهمه سالته "رجاءا اوضح لي حدود هذا الوضع"اجاب قائلا "انه خطير عزيزتي "سالته "مامدى خطورته ؟"رد وهو يلتفت اليها كان جادا لم يبتسم وقال "زوج خالتك كان يقامر قامر بكل شيء حتى وصل المبلغ حدودا يستحيل تغطيتها كان حله الوحيد بيع المنزل والارض لتسديد الدين ،لجا لوالدي الذي كان من معارفه القدامى ،وافق ابي على شراء المنزل والارض ،كنت اجهل الامر عندما اتصل بي ابي وطلب حضوري في ذلك الوقت كنت اتجول مع صديق لي تركته وعدت للمنزل ،اوضح لي الوضع وكلفني بالسفر لرؤية المنزل وابلاغ عائلته لقد عجز زوج خالتك على المواجهة "صدمت مريام وقالت"خالتي اخبرتها "اجاب "لم استطع الحقيقة اني اشفقت عليها كانت على ثقة تامة باستحالة مغادرتها المنزل كانت تصر على تسميته منزلي ،ولم ارد منعها من السفر بل شجعتها ليواجه زوجها حجم خطاه بدل اختابئه " قالت مريام "اتقول ان خالتي واولادها صاروا مشردين بلا منزل "احست بقوة ياسين فكرت هذا هو وجهه العملي بعيد عن الشاعرية والدفء عندما يتعلق الامر بالعمل فصرامته لا حدود لها ،فكرت في الواقع هي لا تلومه ابدا ،لكن ماذا عن سكان المنزل ،ماذا بامكانها ان تفعل لهم ،نكست راسها ثم رفعته بقوة وقالت كانها تكلم نفسها "لكني لن اتركهم "،ابتسم ياسين برقة وقال "لك ان تطمئني لا افكر بطردهم "قالت مريام "شكرا لك لكن هذا ليس حلا "سال "ماهو الحل ؟" اجابت "اعادة شراء المنزل "سال "انت لا تعلمين حجم المبلغ "ردت "اظن انك ستمنحنا فرصة مدة من الزمن لست فقيرة اذا لم تكن تعلم "ضحك وقال "حسن شرط ان اقيم هنا لاتابع العمل في الارض لاني افكر في جعلها جنة ،فالارض خصبة "قالت "في الوقت الحاضر المنزل بكل ما فيه والارض ملك لك "رد عليها "لا ليس الكل" ،ابتسمت وقالت "رغم هذه الاخبار الكارثية الصادمة الا اني لا افكر ان انام حزينة في الحقيقة انا مرتاحة جدا ولا ادري لماذا"قال وهو يحملها "حسن يا محدثة الاشجار حان وقت النوم والاحلام السعيدة " فكرت وهي تنظر اليه ربما لانك المالك،وضعها في سريرها ،ابتسم لها وانصرف ،اخدت المذكرة وكتبت "وقعت خالتي في مشكلة كبيرة ربما تكون مشكلة عويصة لكني احببت هذه المشكلة لا ادري ان كان خطا هذا الشعور لكني على ثقة تامة انها ستحل،لا ادري لماذا ،لكني اشعر انه بيدي حلها رغم ان الابواب التى يمكنني اللجوء اليها مقفلة وهذا اعلمه ،لكني لا اعلم سر هذا الشعور ، اتساءل انا اتساءل ما سر هذا الشعور "وضعت المذكرة على الطاولة ،اطفات النور ونامت بكل ارتياح.

انتهى الفصل

رواية فى حدود مانستطيع مريم نجمةWhere stories live. Discover now