الفصل الرابع عشر والاخير

81 1 0
                                    

الفصل الرابع عشر" في حدود ما استطيع "
كانت مريام تجهز لحفل خطوبتها مع علياء وثريا وبعض النسوة المقربين من ثريا ،كانت تصمت كلما سالتها النسوة عن قصتها هي وياسين ،قالت لنفسها ان قصتي مع ياسين من الحلاوة بحيث لااريد ان اشوهها بانتقالها من لسان لى لسان ،كانت تريدها ان تبقى لها وله فقط لاثالث معهما يشترك في معرفة القصة ،ومرت الايام الشتوية دافئة في منزل الخالة ثريا ،اتسعت بهجة ثريا بهذا الامر وقررت ان تقيم لمريام اكبر واجمل حفلة خطوبة تظل الالسن تتحدث عنها لشهور وشهور ،وانشغلت بالتحضير للخطوبة ،بينما كان ياسين يداخله قلق لذا كان متوجسا حذرا ،ومع ان مريام داخلها قلق هي الاخرى لكنها نفضت عن عقلها كل الافكار السلبية وقررت ان تعيش كل لحظاتها سعيدة ،عندما حذرها ياسين من عادة السير الى البحيرة صباحا اجابته قائلة "اذا لم يعقني البرد هل تعتقد ان امرا اخر قد يعيقني ؟"،لطالما تساءل عن حب مريام لتلك الطريق بالذات ولم يعرف لذلك سببا ،بينما كانت مريام متعلقة بتلك الطريق وبالشجرة اكثر من اي شيء اخر بسبب ياسين فقط فقد كان مكان اول لقاء بينهما ،كانت تطيل الوقوف امام الشجرة واضعة يدها على جدعها وكانها تنتظر ظهور ياسين ضاحكا كانت تعيد الحدث في مخيلتها مرارا ومرارا ،كان تعرفها اليه هو ما بدل حياتها وقلبها راسا على عقب اعترفت لنفسها مرارا ان المال لم يكن له اهمية عندها ،وحتى تحولها الجدري الى مالكة الكل بعد ان كانت جزءا من الجزء فقط لم يكن ما قلب حياتها ، غير هذا التغير فقط الظاهر اما الباطن فكان ياسين من اثر فيه ،تساءلت مرارا هل هي تعني له ما يعني لها ياسين ،وكانت تنفض الفكرة مباشرة فقد كان احساسها وقلبها هو من يجيبها "بالتاكيد لا مجال للشك ".
كتبت في مذكرتها "سعادتي تكتمل رغم خوفي الذي يتسلل الى قلبي احيانا من ما تخبؤه الايام ، لكني اعلم ان هذا الخوف سببه حجم المعاناة التى عشتها و التى جعلتني اشك احيانا في وجود شيء يسمى سعادة ،انا بالتاكيد لن اسمح لتلك المعاناة ان تمنعني من الشعور بالاطمئنان والسكينة، لايعاش الفرح وخوفنا من فقدانه معا في نفس الوقت لذا ساطرد الخوف من حياتي لابقي للفرح والسعادة المتسع ،حقيقة عيشي في حدود تلك المعاناة لم تبقي لي المتسع لعيش الفرح والان لن اسمح لخوفي من فقدان هذه السعادة من ان يمنعني من عيش السعادة وستكتمل سعادتي بالتاكيد "
وصل والد ياسين وخادمتهم وصديقه وخادمتها سعاد في الليلة السابقة للحفلة ،تعرفت مريام على والده الذي لم تؤثر سنينه عمره في مظهره،كان يتمتع بصحة جيدة ،لاحظت مريام الشبه الكبير بينه وبين ياسين ،احبته مريام مباشرة ،حيت مريام الخادمة الاربعينية ببرود انها هي فقط من محيط ياسين من لم تستسغه ولم تستطع ان تهضمه،لذا حافظت على خيط اتصال دقيق فقط معها،
وجاء يوم الحفلة كان اليوم شتويا بامتياز ،الامطار لم تتوقف عن الهطول حرارة الجو كانت منخفضة ،لكن داخل منزل ثريا كانت الحرارة مرتفعة والدفء يملا المكان ، و لتجهيز مريام كانت معها في غرفتها خادمتها سعاد ،حرصت مريام على احضارها مع والد ياسين ،ثوب الخطوبة احضرته معها سعاد وثقت مريام في ذوق سعاد كما وثقت في حدسها من قبل ،في الاسفل امتلا منزل ثريا بالضيوف ،كانوا ضيوف ثريا ،لم تعترض مريام على رغبة ثريا في دعوة معارفها ،وهكذا امتلا المنزل باناس لا يعرفهم معرفة دقيقة الا ثريا فقط فحتى الاولاد انكروا معرفة ضيوف والدتهم ،ولم يهتم احد بالامر وانشغلوا بالحفلة والرقص ،ولهذا استطاعت دلال ان تتسلل الى منزل اختها من دون ان ينتبه احد لها ،كانت قد فقدت كل شيء الشرطة تبحث عنها في كل مكان زوجها انسل من الموضوع وخرج من المسؤولية هو وابنتاها ورفضوا اي صلة قد تربطهم بها حتى لا يتورطوا بالامر ،شعرت دلال بتعاضم الحقد على مريام وكونت فكرة في راسها ان مريام سلبتها حياتها لذا ما تبقى لها ستجعلها فقط لوضع حد لحياة مريام ،فقررت ان تقتلها هي بنفسها واختارت لذلك اهم يوم في حياة مريام حتى الان يوم خطبتها ،الهرب بعد تنفيد مخططها لم يكن في بالها فلم يعد يهمها الا قتل مريام والباقي لا يهم لقد شعرت انها لن تهنا بعيش ومريام تتنفس ،غفل ياسين عن حذره في هذا اليوم كان متحمسا تماما كمريام وثريا واولادها ونسي تماما امر دلال .
جهزت سعاد مريام وحان وقت النزول الى الاسفل والانضمام الى المحتفلين ليعيد ياسين الباسها خاتم جدته وليتشاركا في اكل الكعكة ،تكلمت سعاد "انت جميلة جدا مريام ليتك لم تخفي كل هذا خلف ماكنت ترتدينه "ابتسمت مريام وقالت "لااحد غير ياسين يستحق رؤية جمالي لذا تاكدي اني لست نادمة ابدا "ردت سعاد "ليتني احظى بهكذا حب "ردت مريام "سيكون لك بالتاكيد فرصة عندما لاتعتقدين انك تملكين في ذلك اي فرصة هذا اخبرك به عن تجربة وخبرة "ضحكت سعاد وقالت "كلماتك صعبة قليلة لكنها تعجبني "ابتسمت وقالت "اعني انك ستحضين بالفرصة بالتاكيد هل ننزل الان؟"ردت سعاد "لااخفيك لست مرتاحة تماما "قالت مريام "لا ارجوك ليس حدسك مرة اخرى ليس اليوم "قالت سعاد "ما بيدي حيلة انا قلقة حاولت تجاهل الامر لكن قلقي يزداد كل دقيقة "قالت مريام "فلنتمنى ان يخطا حدسك هذه المرة "اومات سعاد براسها وندمت لانها اقلقت مريام ،وخرجتا من الغرفة ،وجدتا ثريا صاعدة اليها ابتسمت وقالت "اخيرا انتهيت، لكنك تبدين مذهلة يستحق الامر الانتظار ستذهلين الجميع اين كنت تخفين كل هذا الجمال "ردت مريام وهي تمد يدها لخالتها "كان ينتظر الوقت المناسب والشخص المناسب "اخذت ثريا يد مريام وقالت "محقة انت محقة تماما "ونزلن ثلاثتهن الدرج .

رواية فى حدود مانستطيع مريم نجمةWhere stories live. Discover now