REGRETS

REGRETS||01

الفصل الأول||الذِكرى السَنوية

_______

اليوم هو الذكرى السَنوية لزيارة والدتي أو بالأصح زيارة قَبرها لقد توفيت منذُ خمس سَنوات بمرضِ سرطان الرئة ، كنتُ أبلغ السادسة عشر من عُمري ،والآن أنا أتجهز و لم يتبقى معي الكثير من الوقت يَجب أن أنتهي خلال نِصف ساعة فقط.

إنتهيت في الوقتِ المحدد حَيثُ ارتديت بلوڤر صوفي أسود رِفقة بِنطال أسود و مِعطف أسود الكثير والكثير من الأسود ورَفَعتُ شعري على شكلِ ذيل حصان.
ها هو أبي قَد وَصَل هو إنسان دَقيق بمَواعيده أظُن أني ورثتُ هذهِ الصِفة منهُ.
" إيڤ صَغيرتي أنا وصلت، لا نُريد التأخر عزيزتي."

نَزلتُ الدرج مُسرعة بعد أن التقطت حقيبتي، لأجِد أبي أمامي اقتربتُ منهُ و قَبلتهُ على وجنَتهِ ثم شبكتُ يَدي بذِراعه و قلتُ له.

" أنا جاهزة يا أجمل أب في العالم، هيا بنا. "

وَصلنا للمقبرة بَعد نِصف ساعة تَقريباً و طبعاً لم ننسى شِراء أزهار التوليب البيضاء لأنها كانتْ المُفضلة لدى أمي.
نَزلنا من السيارة أنا وأبي و اقتَربنا من قَبرِ والِدتي شَعرتُ بغصة مؤلِمة تكورت في حَلقي كَان قلبي يؤلِمُني أيضاً.

" مرحباً أمي هذهِ أنا صغيرتُكِ إيڤ، ومعي أبي. "

وضعتُ يدي على القبر و بدأتْ دموعي بالنزول و شعرتُ بأبي يبكي أيضاً من الصعب عليه رؤية قبر والدتي حتى بعد مرور خمس سنوات على وفاتِها، فقد تزوجها بعدَ حُب كبير .

بدأتُ أسرد لها عن أيامي بغيابها و انجازاتي الصغيرة و عن لحظاتي الجميلة مع أبي أحكي لها و كأنها أمامي، أشعُر أنها تسمعُني.

" الحياة صعبة بدونكِ أمي ولكن أحاول العيش بشكل جيد مع والدي، حتى تكوني مُرتاحة وفخورة بي. "

لم أعد قادرة على الصمود أكثر غادرتُ المقبرة واتجهت إلى السيارة تركتُ والدي عند قبر أمي قد يُريد التحدث إليها على انفراد.
بعد رُبعِ ساعة عادَ والدي للسيارة و هو يمسح دُموعه بمنديل و ركب بجانبي حتى نُغادر المقبرة تحمحم والدي بعد أن بدأ القيادة.

" ما رأيكِ صَغيرتي بموعد غداء بين الأب و ابنته؟ "

نظرتُ إليه وأنا أرسم على وجهي ابتِسامة صغيرة أحاول أن أطمئنهُ أني بخير.
" بالطبع سَيكون من دواعي سروري. "

وصلنا إلي أحد مطاعم سيوول الفاخِرة كانَ المكان ساحر بكُل ما تعنيه الكلمة أضواء هادِئة مع موسيقى كلاسيكية و طاولات دائرية متفرقة.
اقتَربَ منا النادل و اختارَ لنا طاولة ذات إطلالة ساحِرة على المدينة ثم رحبَ بوالدي.