أنا و أنت في نفسي مع تموز

صديقي في المنفى

انا وانت في نفسي مع تموز 3

"ما أقوى القلوب التي تتمتع بأمل لا يموت ... بأمل لا ينتهي"

اجلس هنا على ضفاف قلبي حزيناً .. متكئاً على صخور دموعي التي سالت لفترات طويلة ظننتها لن

تتوقف يوماً ما .!!!!

ها أنت هنا تتكئ في غرفة صغيرة في قلبي لا تتزحزح عنها و لا تريد الخروج منها .. و لكنك ماذا ؟؟ خرجت من حياتي و في قلبي التصقت ,, حرمت بصري منك في دماغي اتكئت في احلامي لازمتني و في واقعي هجرتني .. هجرتني وحيداً في هذا الظلام و البرد القارص .

يا الهي او لم تعلم صديقي كم أن العالم صغير مقارنة بك خرجت و طرقت باب قلبي خلفك فتركته فارغاً صم يصدح الصدى فيه , يلعب , و تمتلئ لياليه الكثيرة بأشباح وجوهك الفرحة المبتسمة الضاحكة ,و تمتلئ غرف قلبي الصغيرة بصور و خيالات ليديك و شفتيك وجهك الجميل الندي الذي لم تفارقه الإبتسامة و الضحكة الجميلة , و في قلبي تركت نارك مشتعلة !!

الآن أخبرني مصدر الطعنة التي قررت توجيهها لي , و هل ينبت الدم ورداً .. ما سر هذه الطعنة القاتلة التي وجهتتها لقلبي جعلتني انزف ليلاً و نهاراً حتى فقد قلبي قدرته على إبصار الألوان و تذوق طعم الحياة , في نفسي ثقة كبيرة و معرفة بالغة أن لكل شي حكمة في هذه الحياة .. و لكن السؤال هو ماذا سيجلب لك الطعن غير الألم و الدم ..اليس الطعن قتلاً, و قد يكون احياءاً اذا نظرت جيدا .. افلا تطعن الأرض لتخرج من باطنها زهوراً ندية تتمتع بأريجها ,, نعم صديقي انه الطعن ,, طعن القلوب يعني ثقبها و الثقب عاجلاً ام اجلاً سيظهر ما فيه من خبايا و أسرار ,, طعنتني لترى ماذا يحتوي قلبي و ماذا سيخرج , هل سيخرج الورد أم الخبث !!

لكل منا قلب خفي خلف القلب الذي يظهره و لن تعلم حقيقة القلب الذي تملكه الا عند طعنه, عندها ستزال عنه القشرة الوهمية ليخرج من النواة التي تشكل منها و قد تكون نواة برائحة الورد و الطبية أو نواة برائحة خبيثة اختبأت خلف قشور الطبية المصتنعة .

وقفت حائرةً بين يدي قلبي الممزق و عيني المثقوبتان و بين أشلاء جسدي, إنه حطام امرأة من تتكلم الآن .. اسئلة عديدة تدور في اروقة ادمغتي الضائعة , فهل يستبدل الماء بالنار .. هل تستبدل الطبية بالخبث و هل تدخل الراء بين الحاء و الباء لتكون ألماً و نزفاً من جديد .. و لكن كيف أمكن لقلب قد أدمن قلباً آخر أن يتحمل طعنة منه على غفلة .. و هل الحياة تستحق كل هذا الألم . و هل تستبدل الزهور بالريح الخبيثة و هل ينبت النار ورداً ,, و هل تغرق الماء عطشاناً .

نعم صديقي إنها الفخاخ التي تصيدتنا الحياة بها .. أنا الآن الهث خلف صورة أو رسمة او صوتاً , او حتى لمسة منك تغرق اروقة قلبي المهجورة ... لقد اغرقتني نظراتك كما كانت يدك تلتفت حولي و من خلفي تباغتني لتطعنني لكن مهلاً , هل القلوب بهذا الضعف ؟!!