الفصل التاسع و الأخير: ابنة الشمس!

Start from the beginning
                                    

   انتهى كابوس قصر الرماد، و طويت صفحة ستيفاني كورنيل للأبد

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

   انتهى كابوس قصر الرماد، و طويت صفحة ستيفاني كورنيل للأبد. نزع جون الخمار بلهفة، و تطلع في وجه زوجته خائفا، و ما فتئ أن فك قيودها و ضمها إليه متأسفا، بينما تجمد الآخرون مراقبين دخانا أسودا يتصاعد و يدور في السقف، ثم يتوزع ليخرج من نوافذ القصر تاركا إياه في سلام أخيرا! فارتموا يعانقون بعضهم بعضا باكين، غير مصدقين أنهم بالإيمان و الإرادة تغلبوا على الشبح الذي أرعب الناس، و هزت قصته بلجيكا و العالم لسنين!
انحنى القس مادًّا يده للسيد أدامو، فتقبلها هذا الأخير شاكرا، و هو يجاهد ليلتقط أنفاسه قائلا:
-كان الأمر جنونيا!
وافقه جون ضاحكا، و شكر الجميع على تضامنهم معه و زوجته، استأذنهم ليصعد بدوروثي إلى غرفتهما، حيث غير ثيابها، و أرسل في طلب الدكتور كوفين ليفحصها، و لحسن الحظ أن السماء دائما ما حفظت زوجته و ابنه من كل شر!
ترك الطبيب الغرفة و هو يهنئ جون على صموده في هذه الليلة العصيبة، ليُستقبَل بعد لحظات في الأسفل بوجوه قلقة متسائلة عن وضع السيدة أندرسون، و كادوا يرقصون فرحا لخبر نجاتها و الجنين. انتفضت السيدة ميركس تشكر الله على استجابته لصلواتها، و مضت تدق الأرض بقدميها في عجالة نحو المطبخ لتعد القهوة للحاضرين، بينما تنفست سالي الصعداء و اتجهت رفقة باولا لتطمئن على نتاليا في جناح الخدم. أما صوفيا فقد ظلت تذرف الدموع على النهاية البشعة لشقيقتيها اللتين راحتها ضحية الحب، و جال في خاطرها أن القدماء أصابوا حين قالوا أن من الحب ما قتل!
تولت تيري توزيع أقداح القهوة عليهم، و كان آخر شخص تناول قدحه هو جون، الذي نزل لتوه من الطابق العلوي، و انبرى يطمئنهم على وضع زوجته شاكرا الأقدار لوجودهم إلى جانبه الليلة. جذب انتباهه قيام الدكتور كوفين بإعادة تضميد رأس نيكولاس النازف، فدنا منهما، و قال في نبرة امتنان:
-لا أعرف كيف أشكرك يا نيكولاس! لقد لعبت دورا كبيرا في إنقاذ زوجتي و ابني، سأدين لك بهذا الفضل مدى العمر.
-ما على المعوذ إلا أن ينقذ الناس من الشر.
-أنت شاب صالح!
ربت على كتفه، و أضاف:
-كان القس ويلكينسون على حق حين أولاك ثقته العمياء، بعد الذي رأيته منك الليلة... أنا على يقين تام أنك ستكون خلاصا للكثيرين في المستقبل.
أومأ الشاب برأسه مبتسما للشهادة العظيمة في حقه، و شكر الدكتور كوفين على عنايته، ثم مضى يرتشف قهوته مسترجعا أحداث الليلة المجنونة! في حين استدار مضيفه على عقبيه قاصدا الزاوية التي وُضع فيها تابوت جدته أنغريد، جثا على ركبتيه، و أسند جبينه على سطحه الأملس الذي قطع من خشب فاخر. ذرف دموعًا عجز عن مقاومتها، آلمه المصير المأساوي التي لحق بها، المرأة التي جمع رفاثها قبل قليل بيديه، التي كان جمالها لعنة لاحقتها و حطمت سعادتها! التي ظلمها الناس لسنين، متهمين عقلها بالجنون، بينما المسكينة راحت ضحية هوس شقيقتها بحب سلفاتور! رفع رأسه و مسح آثار الدموع، واعدا جدته بأن يكرم رفاثها، و يدفنها في مقبرة العائلة إلى جوار زوجها، و غادرها هامسا: "ستنالين سلامك أيتها الشمس!".

قصر الشمس|Sun Castle Where stories live. Discover now