بوابة الغموض والأسرار

الوهم _ 3

الصندوق مدمج بحراسة دقيقة من مارد شاهد أگنار بصورة متخفية بين الجدران وسمح له بإتمام تسلله بغرض إثبات جريمته..

حين صار أگنار قريبا من الصندوق صاح المارد فورا من مكان ما كما تم توكيله قائلا :

"أيها الملك عندنا سارق..!"

سمع كل من في القصر هذه الجملة فلزموا الصمت والسكون بذهول..

الحراس المكلفون بالجناح علموا سبب هذه الصيحة..

تلاحقت خطاهم على الفور بالرماح المتوهجة..

افتُضح أگنار ويا للحسرة..!

لا خطة إضافية وبديلة للخروج من هذا المأزق.

بسبب الهلع لم يستطع أگنار التفكير مطولا.. تصرف بعشوائية وارتجال.. خرج من الغرفة وبحث عن سبيل..

لكن الحراس كانوا بسرعة البرق في استجابتهم للصيحة..

حاصروه من كل جانب بصف ثابت ومنيع.. سقط أگنار متضرعا.. وعد بأموال مقابل سَتر جنحته ليَفلت من العقاب..

للأسف..! عروض أگنار الصغيرة ليست بالمستوى المغري كفاية مقارنة بما يغدقه الملك من أموال وما يمنحهم من ثقة.. لذلك لا أحد ينجو من غلبتهم.

لم يبادروا بأيّ حديث، وجهوا الرماح بصمت لإجباره على السكون في انتظار وفد الملك ليتعرف أيضا على وجه السارق التعيس.

جاء الملك أطلس واكتشف هوية السارق لذا امتلأت عيناه بالحنق والذهول..

"أگنار المخلص"..!

انفجر الإمتعاض في عمق سريرته فقطع وعدا بأن يحرص على أن يكون عبرة لكل من يحاول المِساس بممتلكات مملكتهم، خاصة بهذه الطريقة اللئيمة التي اعتمدها أگنار حين سعى إلى جلب ثقتهم لهدف واحد..

' الخيانة '..

بعدما أحيل السارق إلى مجلس القضاء حُكم عليه بالسجن ألفيْ سنة مع تطبيق تعويذة تمنعه من التنقل السريع والتشكل والتلبس مدى الحياة..

بعد هذا الحدث اقتربت نهاية مملكة الجن حين اضطرب بركان وانفجرت منه الحمم وانطلقت أحجار ملتهبة أصابت مساكنهم وأهلكت أرواحهم..

أصيب الملك أطلس بأذى هذه الحمم، وعند دنو ساعة احتضاره قدم وصيته إلى أحد وزرائه بمهمة فصل حجر الحظ عن السوار وحفظهما بعيدا عن بطش كل من الجن والإنس على السواء.

منحه الوزير وعد صدق بتنفيذ الوصية ورحل مع من نجا من البركان..

ثم ضرب الأرض زلزال قوي أغرق قارة الجن وغاصت في المحيط ومُحي أثرها تماما.. بقي اسمها المنتشر والشائع بين الناس..

قارة الأطلس المفقودة.

🌸نهاية المقدمة..🌸