الفصل الثامن

84 7 2
                                    

الفصل الثامن
تحزننا  الاكتشافات المتأخرة التي توضح لنا غباءنا حينما ازحنا عن عقلنا واتبعنا عاطفتنا وأحسنا الظن بمن لايستحق.(مقتبس)
*********************
يجلس على المقهى وقد عزم بنيته الشريرة على تلقين  حسام درس لما فعله هو وعائلته به ، ولأن الشر طبع في بعض البشر قد قرر وعزم على كسر هيبة عائلة الخولي ، ومن بعدها اقتناص الفرصة جعل  مريم الشقراء من نصيبه حتى ولو بالاجبار ، جالس وقد تمكن الشيطان منه يرتقب حضور حسام ، وما أن لمحه أتياً من الطرف الشارع حتى وقف متأهبا كي ينادي عليه .
- أستاذ حسام سررت لرؤيتك هل استطيع التكلم معك قليلا .
قالها ببندق بنبرة خبيثة
وسحبه كي يجلسا على أحد المقاعد  في المقهى بخبثه  المعهود :
ماذا تشرب استاذ حسام ؟
:- شكرا لك ولكني مستجعل ماذا كنا نقول ؟
قالها حسام بنبرة ثابته
- لايمكن فنجان قهوة واحد أنت ضيفي  ومن ثم نتكلم .وتحت إلحاحه وافق حسام على شرب فنجان القهوة عندما احضر النادل فنجانين القهوة  ومع تصاعد رنين هاتف حسام دس ذاك اللعين قرصا صغيرا في فنجان حسام .
************************************
كان عيسى مستلقيا في غفوة عندما سمع صوت الممرضة التي تراقب الأجهزة الخاصة به تكلم الفتاة تقوم بتنظيف الغرفة كانتا يتكلمان بصوت خافت أقرب للهمس 
- سمعت ان السيد عيسى سيخرج هذا الأسبوع .
- نعم سيخرج أخر الأسبوع سمعت الدكتورة كاترين تقول ذلك ، لكنني حزينة عليه فشاب بوسامته لن يستطيع استعمال ساقه مرة أخرى .
أصابته الكلمة في صميم روحه لكنه آثر ان يستمع لتتمه حديثهما، وقد ضاقت روحه بجسده ،
كيف لن يستطيع استعمال ساقه ؟
- ساقه كانت سوف تقطع ، ولكن الدكتورة كاترين انقذتها لتبقى شكلا ،ولكنه لن يستطيع استعمالها هي كقطعة خشيبة لا فائدة منها .
غادرتا  الغرفة وصوت همهماتهما بدى منخفضا جدا، ومع غلقهما للباب خلفهما فتح عيسى عينه فأبرقتا  بمزيج من مشاعر الصدمة والغضب فكشف الغطاء عن ساقه وتحسسها ،وتساقطت العبرات من عينيه،
كان ينظر لساقه  نظرات من فقد روحه كانت مشاعره متأججة هلعاً وخوفا لم يصدق فهي رغم أنها مضمدة  تبدو طبيعية ، مد يديه يدق عليها يحاول ثنيها لكن لم يستطع قد كان رباط الجبصين يحيط بها من كل جانب تساقطت دموعة أكثر و شعر بالخذلان   ، فما كان منه الى أن تناول هاتفه من المنضده  التي بجانبه وقام بإجراء اتصال
- خالد أحضر عندي فورا للمستشفى لا تخبر أحد انك أتٍ إلي .
****************
سمراء تقف محتارة في بهو منزل الخالة كريمة وقد عزمت على اخبار شهاب بطلب طارق رؤيته ،أنها خائفة ومحتارة فهي تشعر بكراهية ابنة عمه ونظرتها المتعالية ، وحتى جواد يرمقها بنظرات محيرة .
لذا عزمت أخباره قبل ذهابها للعمل توجهت نحو غرفة الجلوس فوجدته جالسا بجانب الخالة كريمة وأمامه تجلس رحاب ، ولقد لاحظت اشتعال النظرات بينهما وتضرج وجنتي رحاب باللون الأحمر رغم محاولتها إخفاء ذاك عن طريق عبثها بالهاتف.
- شهاب أود الحديث معك قليلا لو سمحت  كان صوتها يشوبه التردد.
- هل ندخل إلى غرفتي سمراء ؟
- كلا فأنا أريد رأي ماما كريمة أيضا .
وقفت رحاب كي تتحرك فربما سمراء تريد الانفراد بهما:
- سأذهب لأعد كوب من الشاي للجميع .
-  طالعها شهاب بنظرة لم تفهما منه ، لمحتها سمراء فعرفت أن هناك مايضايق شهاب من رحاب .
- اجلسي ابنتي فأنت واحدة من العائلة فأنت ابنتي مثلهن جميعا
كريمة بحكمتها المميزة كانت تحاول تخفيف ما يشعر شهاب .
لكنها بقيت واقفة وهي تطالع وجه شهاب كأنها تستجدي رأيه ؟ ، صمت قليلا ثم قال لها كلمة واحدة بنبرة حادة:
- إجلسي
تفاجأت من نبرة صوته لكنها جلست من فورها
أما سمراء فقد قررت التحدث مع شهاب و رحاب كل على حدة كي تعرف ماالذي يحدث بينهما؟.
تنحنت وتلعثمث قليلا :
- طارق الألفي يود مقابلتك شهاب
:- أليس هذا اسم مدير الشركة التي تعملين بها؟  شهاب متساءلا .
تلعثمت وهي وتجيب:
- نعم انه هو .
:- يابنيتي هل ماوصلني من تلعثمك  هو سبب مقابلته لنا ؟
قالتها كريمة  وابتسامة  تعلو وجهها
فنكست رأسها الى الأسفل خجلاً ، والخوف  ونيران بطيئة اندلعت بداخل قلبها  من كل ما سيأتي .
- وما الذي وصلك ياأمي ولم أفهمه أنا من حديثها ؟كان شهاب ينظر الى كليهما مستغربا
- أنه يود  التعرف علينا كي يخطبها هذا ما وصلني ياشهاب ، على ما يبدو أنك قد فقدت فطنتك يا ابن بطني!!
:-هل ماقالته أمي صحيح سمراء ،فأومأت بهزة خفيفة من رأسها  بنعم
فعلت البسمة وجهة و وخرج صوته متحفزا سعيدا متسائلا :
: وما رأيك أنت  سمراء ؟
:- هل تسألها رأيها بني واضح رأيها هي موافقة وإلا ماكانت  أخبرتنا عن رغبته في مقابلته لنا ، لقد فقدت فطتنك بعد خطبتك شهاب يبدو أن رحاب سرقت عقلك كما قلبك .
نظر شهاب نحو رحاب التي امتقع لونها وتحركت من مكانها مغادرة الغرفة  باتجاه المطبخ، وضحكات كريمة تتبعها
أردفت  سمراء :
أنا خائفة من الموضوع ومترددة  فيه
تسائلت كريمة :
- ولم خوفك وترددك ؟
- يا أمي أعتقد أن عائلته ستعترض طريقنا كما أنه ،أنه يتمتع بثراء هائل ،وأيضا أشقر وسيم بعيون زرقاء وطويل
وهنا تعالت ضحكات شهاب ووالدته
أشقر ووسيم هل هذا مايخفيك؟ تساءل شهاب
نعم هو مايخيفيني .أجابت وقد زاد توترها
أما رحاب من بوابة المطبخ  تراقب كل ما يحدث وابتسامة تعلو رقيقة وجهها وعندما ضحك شهاب توسعت باتسامتها وشعرت بقلبها يتضخم
التقت عيناهما وابتسم باشا في وجهها  عازما على تغيير سلبيتها ، التي يعتقد جازما أنها اكتسبتها من طريقة زواجهم  الغريبة ،كي يحفظا على أموال العائلة وامتدادها لكن حبها له  قابع في داخل قلبها منذ طفولتها حبه ازداد في قلبها مع مرور السنين ،لقد كان رجلا بحق رغم معرفتها انه لم يشغف بحبها ، لكنه كان رجلا أحسن عشرتها عاملها بمودة ورحمة وكان حاميا لها وصديقها ولم يغدرها عند مرضها رغم معرفته أنها ستموت ، ولكنه حنى أكثر عليها وضمها إلى جناحيه كأفضل ما يكون عليه الرجال.
لذا عزمت انه ستفاتحه بالموضوع وستقنعه بكل الأحوال ، فالموضوع لم يعد يحتمل تأجيلا فأجلها قد دنا ورائحة الموت تنتشر في الارجاء  وقد أزف الرحيل .
:- عزيز نادت اسمه بخفوت
أفلت هو منشفة رأس وتقدم باتجاهها بوجل فصوتها المتعب أخافه :
-هل أنتِ متعبة حبيبتي ؟
(حبيبتي) تلك الكلمة التي  تعشق خروجها من فمه رغم معرفتها أنها لم تمسس شغاف قلبه
-أجلس جانبي قليلا أود التحدث معك  ،
صوتها كان مطالبا لكنه مرهق
- أغير ملابسي و أتيك ياحبيبتي ، ارتدى بنطالا بيتيا باللون الأسود  مما زاد وسامته على عجل وتوجه  كي يجلس  بجانبها مع ابتسامة فرحة أهداها لعينيها.
- هاقد اتيت
فدست نفسها بين احضانه تستنشق عبير جسده المشبع  برائحة النظافة ورفعت رأسها مقبله عنقه فشدد هو من احتضنها ، وبعد دقائق ابتعدت عنه قليلا  وهي تطالع عيناه :
- عزيز ما رأيك بشيماء ؟
التمعت عيناه بوهج ناري رأته ، فاعتصر قلبها من الغيرة ولكن لا يوجد حل أمامها سوى هذا الحل وراقبت انطفاء اشتعال عينيه فطالعها :
- انسانة جيدة تعمل بجد صديقتك أنت والأولاد لما سؤالك أسماء عن شيماء ؟
سؤالها كان صعب عليه ماذا يقول لها؟
- أي يقول لها أنها تمثل له حالة حب كبيرة اتقدت والتمعت منذ رآها أول مرة،  أيقول انه يود لو يشعر بأنها تحبه مثلما يحبها ،ام  أنه يود استرجاع ما فاته من شبابه كي يعيش محبا لها غارقا في عسل عينيها  ، انه يتمنى لو تذوق شفتيها .
أفكار كثيرة تدور بذهنه ، وكثير من الكلام في وجه  رأته أسماء.
- سأخبرك بما أفكر  ولكن لا تقاطعني ، عزيز أنا أود أن تريحني في آخر ايامي وتتزوج شيماء ، لأني لن أجد من ائتمنها على أولادي أكثر منها ، الأولاد في سن خطر والموت يحلق فوق رأسي أرجوك حقق لي مطلبي .
طالعها عزيز مستهجنا لما تقول عقلة رافض وقلبه فرح ، ونطق لسانه غاضبا عكس مابقلبه  :
- يبدو أنك قد جننت ،حتى لو مت يا حبيبتي فأنا لن أتزوج وسأعيش مع أولادي فقط ، رغم أن كلماته استرضت جانب الأنثى بها وشعرت باعتزاز بهذا الذي يمسك بيدها محتضنا خصرها كأنها كل ممتلكاته ألا انها أردفت
- عزيز أولادنا يحتاجون لأم تكون متواجدة معهم دوما ترشدهم وتكون صديقتهم وقد وجدت هذا كله بشيماء مع أولادي سأخبرك بشيء لم اخبرك به من قبل ابنتنا قد بلغت وأتتها الدورة الشهرية جحظت عيناه وهو يطالعها  فأردفت بصوت حاد  :
- لاتبرق عيناك هكذا هي في سن حرج كنت يومها تعبة مرهقة ونائمة ، هي من لاحظت ان هناك بقعة داكنة على ملابس ابنتنا وسحبتها لأعلى وساعدتها وافهمتها بطريقة مراعية  برائتها ، ساعدتها بتغيير ملابسها احضرت لها كل مايلزمها من الصيدلية ، هذا كان واجبي ، لكني لم أقوم به لأنني قد تلفت من العلاجات وكثرة النوم لأهرب من أوجاعي ، أخبرني عزيز كيف كنت ستتصرف لو حدث موضوع سناء أمامك ؟
وهنا عادت بجسدها إلى  الفراش وهو يختض بدموعها
- لا خيار أمامي إلا شيماء فهي تعرف حالتي ، كما انها فتاة ذكية جميلة مراعية ،وستقوم بواجبها  لو تزوجها على أكمل وجه ، أرجوك ان توافق ،
- لن أوافق على ماتهذين به ، ولن أتزوج بشيماء أو غيرها، وما أدارك أن الفتاة ستوافق على الزواج مني فربما ترفض .
تاركها على السرير واتجه على خزانة الملابس يسحب ملابسه منها كي يرتديها ويغادر عندما سمع صوتها :
- ستوافق وستتزوجها قريبا وأنا من سأخطبها بنفسي لك
**********************
جلس بدر من قيلولته فزعا ، وقد انتابه ألم شديد في خاصرته ، منذ فترة وهو يعاني من هذا الألم يأخذ له المسكنات فيهدأ كان يتناول حبه مسكن ، كما إن الحلم الذي شاهده قد أرقه ،عندما سمع صوت أمه عاليا وهي تصرخ على أحدهم فخرج مستجعلا من غرفته فرأى امه تحمل شمس على يدها وهي تبكي بصوت مرتعب وتصيح بعزة فطالعهما قائلا بصوت حاد :
مالذي يحدث هنا ؟
اقترب من أمه وأخذ منها شمس  يحتضنها ويربت عليها ويقبل وجنتها مراضيا لها فإستكانت الطفلة بين أحضان عمها .
اقتربت عزة منه :
لقد حضرت كي ترى خالتي شمس فهي لم تراها منذ يومين لأنها لم تصعد عندنا ، كما أن شمس تفتقدك يا بدر ،لكن خالتي  سامحها الله.........
قاطعتها خالتها بصوت حاد ونبرة عالية  :
- مابها خالتك يا عيون خالتك؟ ، أم تردين من خالتك الفرح لمجرد رؤيتك؟  وليكن بمعلومك بمجرد زواجك سنأخذ شمس منك ،ولا تحملي بأن ترى ظفرها يا خائنة
ارتعشت عزة من  وقع كلمات خالتها الأليم ونضح العرق من جبينها لكنها تماسكت  وأجابتها بحدة
:- أنا خائنة ....أنا....أنا ، خالتي لقد ظلمتني وابنتي لن استغني عن ظفرها ما حييت 
بدر بصوت حاد لكنه برغم حدته منخفض وهو يصك على أسنانه غيظا من أمه و أفعالها، حتى لا تبكي الطفلة بين يديه وهو يطالع انهيار عزة الوشيك.
أمي  ما الذي تقولينه ؟ هذا كلام خطير تطير به رقاب واتجه إلى غرفته ، ووضع شمس على الأرض وتناول  من  أحد الرفوف  مجموعة من الألعاب التي يحتفظ بها من أجلها كي يتركها تلعب بهم ،ثم عاد ووجد أمه واقفة تريد مغادرة الغرفة وهي تجحظ عزة بنظرات مشبعة بالكراهية  .
و بصوت حاد  وملامحه قد نفرت :
أمي أن عزة هي أختي الثانية ولا أسمح بإهانتها ، حياتها ملك لها لن نحرمها من ابنتها مادام بي نفس ، أما عن زواجها من يوسف فلها القرار تتزوج أو لا، ولكني أود ان أقو ل لكما  ، أني رأيت مناما قبل قليل ،كان  أيمن يقف الى جانب يوسف في الحلم وقد كان يحمل شمس على يده وسلمها ليوسف ثم خاطبه : شمس أمانة بعنقك
كان مبتسما فرحا ثم طالعني ووجه كلامه لي : قل لأمي أني راضي  راضي .
وهنا جلست فاطمة ودموعها انهمرت ، أما عزة فقد تصنمت في مكانها كأنها تمثال قد من صخر فقط عبراتها تنساب بصمت .
*****************
تجلس سمراء أمام لوح التصميم تضع بعض اللمسات على التصميم الذي أمامها . عندما اتصل بها جواد كي يطلب منها الحضور لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بعرض الأزياء القادم .
تركت لوح التصميم وذهبت باتجاه الطابق الاداري ، لم تكن تدري أنها عند عودتها ستجد مفاجأة بانتظارها *****************
كان خالد يقود السيارة وهو حانق على وجهه تبدو علامات الغضب :
- عيسى أنت غبي .... نعم غبي لاتهدم كل شيء بسبب غضبك الأهوج.
- أن ساقي ميتة ألآ تفهم ،  وقد خدعتني ، كلما سألتها ، تملصت من الأجابة ، أسالها لم لا أشعر بها كاترين تتملص بطريقة ذكية لقد خدعتني.
- أتعرف أنك تعاني من نرجسية يجب عليك أنت تعالج نفسك ، لن أكذب عليك بعد الآن هوسك بشكلك وجسدك يستوجب علاجا نفسيا ، لن تجد من يصارحك بهذة الحقيقة سواي فأنا قبل أن أكون زوج أختك ،صديقك.
كان يطرق على ساقه وهو يصرخ غاضبا
- اخرس خالد حتى انتم تآمرتم علي معها كنتم تعرفون الحقيقة ولم تخبروني بها
طالعه خالد بنظرات غاضبة وقد نفرت عروق وجه
- نحن أخفينا فقط حتى تماثل للشفاء تماما ، حتى تستوعب الخبر .
-انتهى كلامي معك انا سأتصرف لوحدي في القادم ، وأياك ان تتهمني بالنرجسية مرة أخرى ، سألكمك في منتصف وجهك.
شابَ قلب خالد الحزن على نسيبه الذي سيخسر بسبب غبائه ، ولحظات حتى وصلا مكانها المنشود.
-أتمنى ان لاتخسر وتندم ويكون الآوان قد فاتت ، هاقد وصلنا..........

**********************************
ومع تباشير الفجر أدركت أنك لم تكن سوى وجعا وألما غرزته بيدي في قلبي أعتقدت اني اعيش أجمل ساعات الحب معك ، فانكشف وجهك البغيض وسقط جدارك الوردي ، ولم يتبقى في قلبي مكان للصفح والغفران وانتهينا كما كل الحكايات
****************
استيقظت صباحا بكل همّة كي تذهب للمطبخ وتحضر بعض الأطباق التي ستأخذها معها فبرغم أنها مجازة اليوم ولكنها ستذهب كي تراه
يكفيهم سنوات الفراق الكثيرة وعند ذكرها فراقهم ، لا تعرف لم أحست بِغصة غربية بقلبها  وحدّثها عقلها ماذا لو عاود غيابه؟ واندلعت نيران في جوفها ثم نهرت نفسها :
-انه هنا وسيبقى العمر كله وأخر الشهر القادم زفافكما لما الخوف .
قامت  بانهاء ما تحضره ثم ذهبت حيث غرفتها وبدأت تحضر نفسها كي تبدو جميلة في عينه ،ورفعت  شعرها الطويل على شكل جديلة تبدأ من أعلى قمة رأسها وارتدت ثوبا باللون العنابي وفيه زهورا باللون الأبيض  بأكمام قصيرة ، بفتحه مثلثة يضيق في منطقة البطن  . لينزل الثوب الى ما فوق ركبتها بتموجات رائعة فبدى كانه أحدى الأثواب الكلاسيكية التي كانت تبدو بها النساء بأبهى حلة بدت أنثى جميلة مغرية أنيقة .كانت أمها تطالعها بكل فخر
- حماك الرب يا ابنتي كم انت جميلة ، لاتنسي ان توصلي سلامنا لعيسى
***************
عندما وصلت توجهت من فورها إلى غرفة عيسى ، طرقة بسيطة وفتحت الباب ودخلت فوجدت السرير فارغا ,لاروح بالغرفة كأن لم يسكنها أحد قبلا
جزعت نادت أحدى الممرضات كي تساءلها عنه :
- فأخبرتها أنه غادر المستشفى عند الفجر على مسؤوليته وطلب منهم عدم إبلاغها لأنه يحضر  مفاجأة لها ، ويالها من مفاجأة لا تعرف كيف وصلت حتى سيارتها  وقدميها تَقصفان تحتها فقد كانت  على وشك السقوط ، قلبها منقبض لايبشرها بخير، جلست خلف المقود، واتصلت بشهاب
:- شهاب قابلني عند منزل والديّ عيسى ، كان صوتها جامد لا حياة فيه وغصة ألمه وصلته من صوتها .
تساءل شهاب وقد جزع من صوتها  :
- كاتي ما الذي يحصل ؟
فأجابته بصوتها المتصلب الذي لايعكس اي نوع من الحياة
غادر المستشفى دون أن يخبرني ،قلبي منقبض أحتاجك معي عندما أذهب لمنزل والديه
لاتتحركي من عند بوابة المشفى أنا قريب منك ، يلزمني القليل من الوقت وأصلك ونذهب معا  .
*************************
يجلس جواد وقد ضاقت نفسه بكل ماحوله يشعر بانه يختنق ، لم يعد يعجبه التفاف الفتيات من حوله ولاحتى عيشتة لا يدري مابه لكنه متأكد ان للأمر علاقة بتالا تلك فتاة التي لم تعيره اهتماما ،
انها تنظر له بازدراء ، كأنه غير موجود تعارض كل ما يقوله ، رغم انه يعترف بأن جمالها ليس بالمبهر  بل ملامحها عادية وجسدها ممتلىء ولكن هناك شيء يشده إليها ربما عيناها العسليتان ،ذكاؤها اعتمادها على نفسها ،وبالتأكيد عدم وقوعها في هواه 
كانت تمر من أمام مكتبه الآن  تبدو كمن يبحث عن شيء فانسحب من وراء مكتبه واتبعها ،
- آنسة تالا هل تبحثين عن شيء ما ؟
كان يقف خلفها ، جفلت هي على وقع صوته الآتي من ورائها  .
استدارت وقابلته وجها لوجه و بصوت مهزوز:
لقد أفزعتني ؟
اسف لم اقصد افزاعك ،
لان صوته وهو يسألها
- هل تبحثين عن شيء؟ معين كيف اساعدك ؟
- ابحث عن مكان أصلي به قبل ان تفوتتني الصلاة .
- تستطيعن الصلاة بداخل مكتبي  لو أحببت وأغلقي الباب من الداخل قالها وابتسامة تعلو وجهه
- شكرا لك سأبحث عن مكان أخر فأنا لاأود ان أزعجك . وهمتّ بالذهاب وهي تستغرب عرضه
:- أن لدي فترة راحة بسيطة الآن وابتعد جانبا حتى تدخل المكتب
قبلت عرضه ، فلها وقت طويل وهي تبحث عن مكان تصلي به
- شكرا لك أستاذ جواد ،
اكتسى وجهها حمرة الخجل وهي تدخل مكتبه
- اغلقي الباب بالمفتاح ،
بعد إغلاقها باب المكتب ورائها وقف بالجانب الآخر من الباب ،  محدثا نفسه تود الصلاة وانا الذي أكبرها بحوالي الثماني أعوام لم أصلي ولم أفكر بالصلاة ، وحياتي تبدو مظلمة  أهدرها بين النساء واللعب ، أخرجي من رأسي تالا ، انك تتقحمين أفكاري بشكل مخيف .
من تحدث طارق هل تحدث نفسك يبدو أنك جننت!
كان جواد متسائلا عندما رأى طارق يقف خارج مكتبه محدثا نفسه
:-أنا......أنا ،
تلعثم جواد، وتعثر الكلام على لسانه.
:- أنت .... أنت ماذا وقد داهمت الشكوك طارق 
هل أحدى صديقاتك بالداخل؟
:- أنا انتظر انتهاء تالا من صلاتها ، 
بصوت حانق أجاب طارق
:-  قلت لي تالا  هل تققصد تالا التي نعرفها  أخت سمراء ؟ولم تنادي اسمها مرفوع من الألقاب ، ولم تصلي بمكتبك ماالذي يحدث يا جواد ؟
:- صدقا لا أعرف !
قاطع  كلامها خروج تالا من المكتب بعد أن أدت فرضها
فوجدت أربعة من العيون تراقبها تنحنحت كي تستعيد نفسها بعد رؤيتهم في انتظارها  
شكرا أستاذ جواد لك لسماحك لي بالصلاة في مكتبك ، أستاذ طارق كيف حالك ؟
:- عفوا آنسة تالا أي وقت تودين الصلاة به مكتبي لك
قالها وصوته يعلوه الحماس .
وتركهم متوجهة حيث سمراء، عندها أمسك طارق بذراع جواد ودفعه بقوة الى داخل المكتب مغلقا إياه عليهما وبصوت حاد :
- إياك ثم إياك أن تحاول العبث مع تالا هي وسمراء في عهدتي هل فهمت؟ ، هي ليست مثل الوضيعات من النساء الذين تعرفهم ، هل فهمت ؟
:-أنا لم أقترب منها ثم أنها تعاملني بتجاهل تام ، هذه أول مرة تسمح لي بمساعدتها كما أنها كما قلت ليست مثل من أعرفهم من النساء ربما لهذا أنا مستغرب من وجود النساء مثلها .
:- للمرة الثانية احذرك من الاقتراب منها هل فهمت؟.
: فهمت.... نعم فهمت ولكنك الآن ستخبرني ما الذي يجري بينك وبين سمراء يا طارق.
:-أنا أحبها وغدا مساء سأقابل والدتها وأخاها ،أنت تعرفني أنني واضح دائما في خطواتي ولا أحب العبث.
:لقد جننت يا ابن عمي ، أنت تعرف بأنك قد تفتح أبواب الجحيم لو عرف جدي بالأمر الم يأمرك ، بالزواج من نيفين وأنت تعرف كم يكره أن يعصاه أحد منا .
كان صوت جواد اشبه بالزعيق حاد ومتوتر
أجابه طارق بعكس خوفه وقلقله
- أعرف أن الجحيم قادم لكني سأستقبل أي شيء مقابل أن تبقى سمراء معي ، وبالنسبة لأختك نيفين هي مجرد أخت لي .
قبل ن يغادر الغرفة استوقفه جواد :
-  ما رأيك بأن أحول  المكاتب العلوية الفارغة  ، لمكان للصلاة مصلى للذكور وواحد للإناث ،
ابتسم له طارق ،
-يبدو أنك تتغير وأن  الحب سيطرق باب قلبك يا ابن عمي ، أنا موافق ، ولكن أذا أسأت قليلا لتالا سأكون لك بالمرصاد.
لم يكونا يدركان أن هناك من تتلصص عليهما ، وقد اشتعلت نيران الشر في أحداقها .
*************
يحاول شهاب تهدئة كاترين وطمئنتها :
- كاتي كوني هادئة ألم تقل لك الممرضات بأنه أرداد أن يفاجأك ، اهدئي قليلا  ارتعاشك هذا لن يفيد.
أجابته وهي تحاول السيطرة على نفسها وكبح جموح دمعاتها التي تتقافز في أحداقها
- قلبي منقبض.... منقبض جدا ، ثم أنني حاولت مهاتفته كثيرا لكن هاتفه مغلق.
- ما رأيك أن أشغل لك لك احد الاغاني حتى تهدئي قليلا وسأتوقف عند أول محل يبيع الايس كريم سأشتري لك منه ماتحبين
رفضت عرضه ، لكنه أصر على تشغيل الراديو فصدحت كلمات أغنية  زادت من حدة بكاءه وأحست كان فأل سيء ألقي عليها ؟
قلبي .. قلبي علينا افترقنا حين التقينا
قلبي .. قلبي علينا افترقنا حين التقينا ،،
واذ توقفنا مشينا
كل على درب
كل بلا قلب
كاننا ما تعارفنا وكاننا ما هوينا
قلبي عليك
مدت يدها تغلق جهاز التسجيل  وعادت تردد
أن قلبي منقبض شهاب أشعر بان هناك سواد أت في الافق .

بعد وقت وأمام منزل عائلة عيسى
توقف شهاب بسيارته
- هيا كي نصعد حتى نراه وصدقيني  سيكون جالسا بهدوء  وابتسامته السمجة تعلو وجهه الوسيم الذي سوف أقوم بتشويهه له بلكمة مني فقط لمجرد تفكيره بإرعابك .
صعدا للمنزل وقلبها يزداد انقباضا ، بعد أن طرقا باب المنزل ، فتحت لهما سوما الباب فدخلا معا الى داخل المنزل فوجدا الخالة زيزيت والعم يعقوب جالسان يعلو وجههما الحزن والوجوم
وقفت زيزيت بمجرد رؤيتها  ودموعها تعصف فوق وجنتها ،فانقبض قلبها أكثر حتى شهاب تزعزع ثباته وهنا تساءل
- أين عيسى ياعمي؟ كان صوته به بعض الغضب
وقف خالد كاشفا الحقيقة لهم
- لقد سافر الى سويسرا .
- ومتى ....متى سيعود ؟ 
تساءلت كاترين و هي تحاول التماسك.
فتقدم منها خالد اعطها مغلفا أحست بأقدامها تهوي لذى جلست على أقرب مقعد.
فضت المغلف على عجل وقلبها يقصف بداخلها بدوي كدوي الرعد بينما أنفاسها قد ثقلت وشحب وجهها فوجدت رسالة خطّها بيده بضع كلمات خطها بيده كي يغرز خنجره مرة أخرى في قلبها
- لاتنتظريني فأنا لن أعود وداعا
وخاتم الخطبه الخاص  مرفق به
كان شهاب يراقب مايحدث ، فرأى الورقة تسقط من يدها وخاتم الخطبة يتدحرج حتى وصل عند قدمه ، فقام بدوسه بقدمه بغضب وهو يصيح
- كسرها مرة أخرى وسنين الانتظار له محاها بجرة قلم.
كان شهاب في قمة غضبة وهو يواجههم بعد أن سحب الورقة التي وقعت أرضا  ورأى مافيها وأردف:
لِمَ .....لِمَ  فعل ذلك؟
كان يخاطب خالد
- لقد عرف ما أصاب ساقه
قالها خالد بتردد.
كان يجب ان تتركها تقطع 
شهقت الخالة زيزيت وهي تسمعه
فأردف شهاب بحدة وغضب اكبر :
أنه  أناني نرجسي  بكل الأحوال ،غدار بكل الأوقات ، أنا منذ اللحظة أقطع علاقتي به ، واقسم بأنني سأزفها  قريبا لمن هو خير منه . وأياه والاقتراب منها بأي حال من الأحوال ،
وطالع  تلك التي قد تخدرت حواسها ولفها الضباب في كل الاتجاهات  وفقط دموعها تجري كما الأنهار فوق وجنتيها فسحبها خارجا من هذا المنزل .
كان تعقيب الخالة زيزيت على ما حدث :
ابننا أناني وها نحن نتحمل تبعات انانيته  ودلالنا له ،ما ذنب تلك المسكينة سيخسر كثيرا ، لقد شعرت بالخزي منه ،وأجهشت بالبكاء .
************************
تبحث في جهاز الحاسوب وفي حقيبتها عن الذاكرة الوميضية (Flashmemory) التي عليها كل أعمالها وخاصة بعد أن عادت من اجتماع مع جواد وطارق ، فوجدت مكتبها قد عُبث به وتصميمها على اللوح قد سكبت عليها القهوة
لم تجدها ، في قرارة نفسها تعرف ان الفاعل يريد لها الفشل وهي تشك بنيفين ، فنظرات الكراهية وكلماتها المسمومة التي ترشقها بها  كلما رأتها لم تعد تخفى على أحد.
لكنها حمدت الله في سرها أنها في العادة تتحفظ بأكثر من نسخة ،لأعمالها  في أكثر من موقع المواقع الكترونية ، وعلى أكثر من ذاكرة ، ولكن الآن هما الأوحد ، كيف ستتأكد من الذي دخل مكتبها بعد أن غادرته.
********************
كانت تجلس نوارة بجانب الخالة كريمة هي ورحاب كل منهن تحمل كتاب تدرس منه ، عندما قامت نوارة بمخاطبة الخالة كريمة:
-  خالتي هل تستطيعين إقناع بدر بمساعدتي في أحدى المواد التي لا أفهمها.
: سأطلب منه يا حبيبتي أن يساعدك
بنبرتها الحانية أجابتها
قاطع كلامهم طرقات  متسارعة بقوة على باب المنزل كأن أحدهم يركل الباب بقدمه
قامت رحاب بفتح الباب فوجدت شهاب يحمل كاترين بين يديه فاقدة للوعي ،انتباها الفزع وأفسحت له الطريق تلحق به باتجاه غرفة مريم كما لحقت به كل من نوارة والخالة كريمة ، أما مريم التي سمعت الاصوات المتصاعدة هرعت الى باب غرفتها ، كي ترى ما يحدث عندما وجدت نفسها وجها لوجه مع شهاب وبين يديه كاتي الشاحبة الوجه وغائبة عن الوعي .
وضعها على سرير الإضافي وجلست أمه على طرف السرير  تمسك بيديها:
- حبيبتي ابنتي مابها شهاب ما الذي حدث معها؟
لم هي فاقدة الوعي .استيقظي يا ابنتي فيما هرعت نوارة واحضرت زجاجة عطر كي يوقظوها .
-  الأناني المغرور عندما عرف بإصابته سافر دون أدنى كلمة ودون أن يواجهها وقد فسخ خطبتهما .
لطمت كريمة صدرها شاهقة وعلا الوجوم الفتيات  ،
عندها قالت عزة  التي دخلت الى الغرفة وقد سمعت ماقاله شهاب :
-  غبي نذل كما قلت يا شهاب خسارة فيه ظُفرها لقد خسرها ، أما هي فربحت نفسها .
أجهشت  مريم بالبكاء بين يدي رحاب على مايحصل  لم تكن تبكي كاترين فقط   ، وكانت تبكي ما يحدث مع حسام منذ أيام دون أن تخبر أحد ، وخوفها الشديد عليه يؤلمها ويعذبها .
تضع نوارة القليل من العطر على أنف كاتي كي توقظها  ، استفاقت كاتي من إغمائها فوجدت الكثير من العيون تنظر لها تطمئن عليها، حاولت ان تجلس ويد كريمة الحانية تطبب عليها
: حبيبتي لابأس عليك ، أعرفك أنت أقوى من كل شيء وستغدين أفضل، ستنسيه وسترزقين حبا جديدا ينسيك كل ما فات  .
بعيون دامعة وقلب كسير ،وهي تدس نفسها بين أحضان كريمة
- أريد أمي 
-أن والديك بالطريق لهنا أنا اتصلت بهما قالها شهاب
*********************
يقف في شرفة غرفته يفكر في ماحصل من عيسى لو انه أمامه الان  للكمة لكمة شوهت وجهه الذي يحرص عليه، أنه أكيد أنه مصاب بهوس في شكله غَذّاه له أهله والداه  تحديدا، بسبب  جماله وكثر مديحهم له لا يعرف كيف يحل هذه المشكلة ،ولكن ما هو أكيد منه أنه سيحرص على دفع كاتي للنهوض من حبها المجنون وكسر لعنة الحب هذه ،
يراقب الشارع وصخب الأفكار يطن بأذنه عندما رأى حسام يسلم على بندق، و يجلسان معا  على مقاعد المقاهى تتعالى ضحكات حسام ، أخ من حسام هم أخر أضيف لقائمة الهموم فحالة متغير  منذ أيام يبدو كمن يشرب مسكرا ، ومريم الصغيرة تبدو قلقلة عليه لذا تكتم في نفسها ولا تتفوه بشيء يشعر  بانقباض بصدره خصوصا بعد رؤيته يجالس بندق.
أثناء شروده في كل شيء سمع صوت نحنحة من خلفة وصوت رحاب ينادي باسمه تقف على باب الشرفة تحمل فنجان من القهوة
- لقد أحضرت لك فنجان من القهوة علك تريح نفسك قليلا
علت وجهة ابتسامة جذبت أنظاره فإلتقت  عيناهما في حوار هامس ،وابتسامة خجولة شقت طريقها لوجهها الوضاء  ، لأول مرة تتجرأ وتدخل غرفته  .
اقترب منها  كي يأخذ الفنجان من يدها وبكفه الآخر أمسك يدها وسحبها معه إلى داخل الغرفة وجلس على اقرب مقعد ووضع الفنجان على منضدة المجاورة ومن ثم سحبها من خصرها  واجلسها في أحضانه فخجلت واحمر وجهها وطأطأت رأسها إلى الأسفل ،فقام شهاب بوضع أصابعه  أسفل ذقنها ورفع رأسها 
- لها لا تحني رأسك أبدا يا رحاب سواء لي أو غيري رأسك دائما مرفوع ياعزيزتي فأنت زوجة شهاب واخت يوسف ،
فطالعت عيناه وابتسمت له
انسلت أصابعه إلى حجابها تنزله عن رأسها وأردف:  - عندما نكون لوحدنا لا أريد أن أرى حجابك على رأسك أريد  أن أرى  شعلة النار التي تتوج رأسك وتزيدك جمالا فوق جمالك
قام بفك رباط شعرها فانسدل شعرها الأ حمر بلونه المتوهج حولها قربها أكثر منها فوضع رأسه فوق صدرها:
راحتي هنا في أحضانك فرفعت يدها باستحياء تضمه إليها ثم شددت من احتضانه إليها .
*********************
كانت آلاء بصحبه مي يخرجان من النادي  عندما أتى من بعيد شاهين بطلته  الجذابة التي تسارعت من أجلها نبضات آلا ء فنهرت
- نفسها مابي ....مابي كلما رأيته تعالت ضربات القلب أهدء ..... فماتفكر به ليس لك ولن يكون أين  أنت ياقلبي وأين هو ؟ وهل نسيت عقدتك  من كل ماهو مذكر ؟ لما هو فقط من يشعرك بالأمان نهرت نفسه مع اقتراب خطواته منهما
- السلام عليكم
قالها  شاهين وهو يبتسم لهما بوجه ضاحك
وعليكم السلام ردت كلتاهما .
ثم أردف: كيف حالكما؟
ثم طالع مي وهو يوجه لها سؤاله ، 
وأنت يا عزيزتي كيف تدريباتك ؟
- الحمد الله انا بخير ؟ وتدريباتي جيدة وكي تتأكد اسأل آلاء
طالعها مبتسما
-أكيد سأسألها ونحن في طريقنا كي نوصلها ،
طالع  آلاء  بتأني وهدوء  :
- هيا سنوصلك بطريقنا .
- شكرا لك ولكني سأركب أحدى سيارات الأجرة
كان صوتها مرتبكا وهي تجيبه بابتسامة شاحبة
-الوقت تأخر وبعد قليل سيؤذن لصلاة العشاء لن أسمح لك بالذهاب وحدك ولن تجادليني
كان شاهين مصرا وأشار نحو المكان الذي اصطفت به سيارته.
فصمتت على استحياء وقلبها يتقافز أمام أصراره ، تبعتاه كلتهما الى موقف السيارات عندما صدح صوت  ذكوري مناديا آلاء باسمها التفتوا جميعا نحو صاحب الصوت المنادي ،فعلت  وجه الاء نظرات الرعب وتراجعت للخلف فاصطدم جسدها بجسد شاهين وهي تصرخ
-ابتعد.... ابتعد عني  سأقتلك ان اقتربت سأقتلك وبدت نظراتها كمن خرج له ميت من بين القبور التقفها شاهين بين يديه وهو يحاول تهدئها
- أنا معك أنا معك لا تخافي من هذا الاء؟
  لكنها كانت تصرخ بشكل مرعب مفزع وعيونها جاحظة تذرف دموعا سخية وجسدها ينتفض خوفا ورعبا ،فاضطر شاهين لأفقدها وعيها وذلك بأن ضغط على العرق النابض أعلى كتفها فسقطت فاقدة الوعي ،فحملها وأودعها بسيارته ومن ثم  اجلس مي بجانبها التي كانت تبكي معلمتها
ثم عاد أدراجه نحو ذاك الرجل الذي يبدو أنه في بداية عقده الخامس  ، ويبدو عليه الوهن والخوف  ،حادثه شاهين بصوت غاضب وأمسكه من ياقة قميصة وهو يهزه بعنف .
من أنت؟ وماذا تريد منها؟



أنا وهنَّ ( قطع القلب)Where stories live. Discover now