الفصل العشرون

83 8 0
                                    

الفصل العشرون


وبرغم الرّيح، وبرغم الجو الماطر والإعصار، الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار ( نزار قباني )
*****************
سأنتظرك في المكتب ، تركها مغادرا   وقد تفجر الآسى على ملامحه وشعر أنه يفقدها كرامتة تئن  ، لن يكون رجلا لو ترجها  أن تبقى معه دون إرادتها لذا تركها دون ان يلقي نظرة  للخلف
قلبه يؤلمه ،لو اختارت عيسى  سينطفئ قلبه ،لكنها ستكون سعيدة سيتقبل قرارها مهما كان الامر  ،صحيح انها حلمه منذ صغره، ولكن رضى قلبها هو الاهم، جلس خلف مكتبه بانتظارها  لايريد ان يراقبها من خلف زجاج نافذة المكتب سيؤلمه قلبه ،يشعر بالخدر يسري في أطراف جسده ، عقله يأمره أن يدعها أما قلبه يطلب منه أن ينزل لانتزاعها من أمام عيسى ،لكنه اختار طريق العقل فالحب لايأتي بالإجبار بل بالرضا والاهتمام

***********************
وقفت أمام عيسى تنظر إليه لم تشعر سوى بالخواء  كأنه هواء غير موجود لاتشعر بشيء نحوه  ، مجرد ظل لرجل عرفته كأنه أحد المعارف السابقين ، تقدم منها  والغرور يعلو قسمات وجهه وقف لا يفصله عنها سوى إنشات قليلة ، بادرت هي بالكلام
- ماذا تريد عيسى ؟
- أنت من أريد  لقد عدت من أجلك أعرف بشأن خطبتك المزيفة وهاقد عدت
عنجهيّة وغرور نرجسية هي كل مايتمتع به عيسى كيف أحبته ؟ تنظر له مبهورة من افكاره النرجسية ، ضحكت ملىء فمها بعد أن غادرها الانبهار وبنبرة هازئة
- أتعتقد اني رهن إشارة من إصابعك ستضم إصبعاك وتفرقع بهما سآتي أنا لأرتمي تحت قدماك ، قائلة شبيك لبيك  جاريتك تحت أمرك اطلب وتمنى ياسيدي ، اسمع يا سيد عيسى ابتعد عن طريقي وحياتي ، فأنت لست من ضمن مخططاتي، فحياتي  أصبحت ملكا لشخص أخر اهديتها اياه بمحض إراداتي، احاطني باهتمام ورعاية لامثيل لهما،قد تواجد في الوقت المناسب  كي يشفي جروح روحي التي تسببت بها ، أنا انتزعتك من قلبي قبل عقلي ، وقد عوضني الله خيرا منك 
كلماتها كانت تنزل كالسكاكين في قلبه ، لكنه زرع فحصد وهاهو يجني كل مافعل ،التفت كي تغادره ولكنه عادت  كي تجهز عليه
- انصحك أن تتعالج نفسياً مما أنت فيها فالكون لايتوقف عندك ولا يلتفت حولك تغضن قلبه ، وروحه اعتراها الألم وشعر  بأن هوة سحيقة تجذبه نحوها والتفت كي يغادر المكان
عندما سمع صوتها من خلف ظهره
-أنت مدعو على حفل زفافي الأسبوع القادم في كنيسة .....
وتركته  واقفا بمكانه وقد أحس قلبه يكاد يتوقف
*****
جلست كريمة مقابل سمراء طالبة منها أن تخبرها بما حصل معهم في اثناء زيارة جد طارق فقد تأخرت هي وفاطمة في المستشفى وعندما عادت كانت مرهقة ،وجلست قليلا مع ضيفتهم السيدة مهيرة ولم تستطع رؤية سمراء وتالا 
ذكرت سمراء المشاجرة بشكل بسيط جدا دون الخوض بتفاصيلها ، وأن طارق قد أصابته أحد اللكمات المتبادلة في منتصف وجنته وأنها ذهبت معه إلى غرفة التمريض حيث قاموا بتخفيف من أثر الكدمة ، ومن  ثم اصطحبها الى غرفة جده
-  ونحن في طريق نحو غرفة الجد أصابتني رعشة ، وخوف اعتلى قلبي  ، خائفة من رده فعلة خائفة من أن يؤذيني بالكلام أو يجرحني مرتعبة من مواجهتي معه، شعرت بأنفاسي تسحب مني كلما اقتربنا خطوة
  ،توقفت خطوات طارق قبل الغرفة والتفت لي ، وكأنه شعر بخوفي ، وطمأنني بأنه معي وأنه لن يتخلى عني
دخلت معه ورأيت جده شاحبا يشبه بالشكل جواد بضخامة جسدة شعره أبيض بالكامل ولحية منقمة بيضاء مغمضا عيناه وبيده يتصل جهازا موضوع في إصبع السبابة لمراقبة النبض غير المجسات التي تعلو جسده  وقناع للتنفس ، حتى بشحوبه ياأمي  بدت عليه الهيبة وقوة الشخصية ، على وقع أقدامنا  فتح عيناه  قليلا  وأنزل القناع  عن وجهه ، فتراجعت خلف جسد طارق ، تحدث بصوت قوي لكنه مرهق
- من الذي معك ياطارق ؟ لقد سمعت صوت خطوات أنثى
ابتعد طارق من أمامي مفسحا المجال كي يشاهدني  وقعت عيناي على  عيناه الزرقاء التي فقدت بريقها بفعل  الزمن ، نظرته إلي أرجفت قلبي قليلا، طالعني بنظرة لم استطع تفسيرها
- عيناك زرقاء رغم بشرتك الداكنة
تلك كانت كلماته لي  التي احرجتني وأردت الاختباء من وقعها علي فهو يبدو رافضا لارتباطنا،ثم وجه كلماته  نحو طارق 
-انتهي من موضوع الشركة ونيفين  ثم ننهي موضوع  فتاتك ونخطبها لك ، ثم وجه حديثه لي مرة أخرى
-  لقد وافقت من اجلك عيناك الزرقاء ،اتعرفين ماقالوا عن  صاحبات العيون الزرقاء؟
ثم نظر  نحو طارق 
- هناك بيت من الشعر  لنزار   قباني كنت دوما القيه على مسمع جدتك فقد كانت عيناها زرقاء كما كل العائلة لكنهما أسراني طول العمر
في مرفأ عينيك الأزرق..
يتساقط ثلجٌ في تموز
ومراكب حبلى بالفيروز
أغرقت البحر ولم تغرق
تضخم قلبي سعادة ،وأحسست بأن عقدتي وطارق ستفك أخير
- أسمعت الغزل حبيبتي هاقد نلنا الرضى
كل هذا وأنا لم اتفوه بكلمة واحدة منذ دخلت يا أمي ،لكن بعد كلمات طارق تركت مكاني  وتحركت باتجاه سرير الجد وتحدثت معه بصوت حاولت استجماعه من بين ارتباكي فخرج منخفضا مبحوحا
- حمدا لله على سلامتك ياجدي اتمنى ان يتم الله شفاء على خير
ابتسم لي بسمة شاحبة
- مهذبة ايضا اهلا بك يافتاة بعائلة الألفي ، لقد كسر طارق من أجلك كل تقاليد العائلة ، فابقي على  ثِقته بك ولاتكسريها
- سأكون عند حسن ظنكم بي ان شاء الله
ثم نظر لطارق ، وأردف
- ما اخبار نيفين ، الصراخ الذي كان بالخارج قبل نصف ساعة لقد تهيأ لي كأني سمعت صوت مهران ، وما هذة الكدمة في وجهك؟
- نعم يا جدي لقد عاد مطالبا بنيفين
احتد صوت الجد بغضب 
- إياكم أن يقترب منها ، أريد أن  يطلقها لا أريد أن يقترب منها مرة اخرى
سكت طارق  ولم يعرف بما يرد
- مابك ؟  هل اقترب منها هل جعلتموهم يراها؟
- زوجته  ياجدي  لا نستطيع منعها عنه
توترت نظرات الجد وإرتاب في الأمر
- ماذا تعني ؟ طارق
- زوجته بالفعل لقد أتم زواجه بها منذ فترة، لذا لن نستطيع أن نجبره على طلاقها إلا اذا طلبت هي الطلاق
اختنقت انفاس الجد شوكت وعلا طنين الجهاز بجنابه وركضت أنا أنادي أحدا من طاقم التمريض بينما طارق قد وضع له قناع التنفس عله يهدأ قليلا ، محاولا طمأنته
نظرت كريمة نحو سمراء بعد ان استمعت لها
- شافه الله وعافاه  ، سيكون بخير باذن الله
اذهبي كي تساعدي عزة  ورحاب في المطبخ
فسنعد غداء كبيرا فقد سمح الطبيب بخروج بدر  كما أن  عائلة الحاج عبد العزيز سيغادورن  مساءاً
- أمي هل سيصطحبون نوارة معهم ؟ لقد.كانت حزينة البارحة وقلبها كسير .
- سأرى في أمر قلبها  هذا وسنحل موضوعها  اليوم
لقد دعوت طارق وجواد ولكنهما اعتذارا
******
تجوب في أرجاء المكتبة تعدل بعض الكتب على  الرفوف ، لقد افتقدت تواجده حولها في المطعم ورؤية ابتسامته الرائقة ، منذ زمن لم تشعر بالسعادة ، تشعر بقلبها يستيقظ بعد فترة سكون طويلة ، فترة طويلة من الاوجاع والشعور بالخسارة والفقد
ازهار ربيعية تتشقق من تحت ركام الموت والخوف والمشاعر المنسية مزهرة بأجمل صورة زراعةً في القلب نبضة  تعزف  لحن حياة جديد ، وقفت قليلا وقد أدركت انها معجبة به وانها يجذبها ولكن ماذا لوكان لايراه كما تراه، لن تفكر في هذا الامر  كثيرا  يكفي ان مقابلات قليلة لا تعد على أصابع اليد  ايقظت روحها ودفعتها للحياة من جديد ،قررت ان تطمئن عليه بعثت له برسالة  قصيرة   على أحد  تطبيقات الهاتف تحتوي اربعة كلمات فقط
- كيف حالك طمئني؟ ، يم
يجلس بعينه المتورمة منذ ساعات  بجانب والداته  مقابل غرفة جده يتنابه الارهاق والتعب صوت إشعار وصله  برسالة رفع هاتفه ينظر  إلى اسمها الذي  أرفقه بقلب  أخضر عندما حفظه عليه ،ثلاث أيام بلياليها لم يرى محياها المشرق ، يشعر بانجذابه لها ،تمثل له راحة كبرى لم يعد يستطيع تفسير شعوره نحوها أيحبها ؟ام ماذا ؟ او ربما تشكل له أحجية بقصتها التي فقدت على اثرها النطق ، كل مايعرفه أنه يود لوعاد  الآن إلى لندن كي يتناول معها فنجان من القهوة فتح رسالتها بتلهف جم وقد علت وجهه ابتسامة تلك الابتسامة التي تعتلي وجهه كلما رأها  أو جلس معها، ثلاث كلمات فقط بأدب راقي تسأله عن نفسها
أحب أن يرى رده فعلها ويشاكسها فقام  بتصوير  نفسه بعينيه المكدومة وأرسالها لها

إشعار بوصول رسالة على هاتفها ، من باسم كانت صورة عندما فتحت الرسالة صعقت وانتشر الدمع على وجهها
وبعثت رسالة أخرى
- باسم  مالذي حصل معك ؟ وارفقته برمز لوجه باك
- يَم هل استطيع الاتصال بك اتصال مرئي  او د الحديث معك ، احرجها  واحتارت فهي لا تتكلم فقط تسمع ماذا سيستفيد لو كلمها وهي لن ترد علية
- لكني لن استطيع الكلام فقط سأستمع لك
- يكفني فقط استماعك الي كي اقص علي ماحدث لي ، فوافقت
ابتعد يغادر  مكانه يبحث عن مكان يختلي به  كي يستطيع التحدث معها، سلم الطوارئ هو  المكان الانسب لذاك جلس على حافة السلم و اتصل بها مكالمة مرئية كما الفجر يهل يحمل نسائم الحياة   كان مرآها له بهيّا مزهرا التمع الدمع بمآقيها ، فالكدمة واضحة جدا ومؤلمة، تضخم قلبه وشعر به يريد الخروج من بين عظام صدره، إنها تبكيه تأثرت من أجله
- أتبكين من أجلي؟
وضعت الهاتف من يدها أسندته بشكل عامودي على مجموع من الكتب وتناولت الورقة وكتبت عليها ،رآها تكتب وانتظر ان تنهي ماكتبت
- نعم أن الكدمة كبيرة وعينيك متورمة ، هل تؤلمك؟
في هذة اللحظة ايقن انه أحبها ، وأن حبه لينفين لم يكن حباً، تمنى لو أنه امامه لأحتضنها دافنا رأسه في عنقها ، يحتاج أن يرتاح وراحته بها ومعها ، لم يستطع سوى ان يصرح بما جال في قلبه لو أن المكان والزمان غير مناسبين
كانت تراقبه عبر شاشة الهاتف ،  كان صامتا ينظر لها فقط فعاودت تقريب الورقة  الشاشة ربما خطها غير واضح
سمعت صوته يناديها يمّ
انزلت الورقة ونظرت له ، عندما أردف
- اسمعني جيدا ، انا بخير رغم عيني المتورمة ، لكن قلبي ليس بخير
تسألت بإشارة من يدها لم؟
- أن قلبي ليس بخير لأنه لايراك ، فقدت دقة من دقاته مع غيابك
تضرجت بحمرة زادتها فتنة وأخفضت رأسها تكتب شيئا
- يمّ أنا أحبك
رفعت رأسها تنظر إليه  ، وقد أصابها الارتباك، لكنه أردف
-   نعم أحبك ،وأريد الزواج بك
عندها أغلقت الخط بوجهه، وبعيدا عن عينه أخذت تبكي وتضحك  واضعة يدها فوق قلبها الذي كان يقصف بداخلها بدوي يشبه قرع الطبول
أما باسم فأسند نفسه للحائط من خلفه ، وقد علت وجهه ابتسامة بلهاء وقد أدرك انها تحمل شيء ما له في قلبها
******************
صعدت الدرجات نحو مكتب كمال بتمهل عكس خافقها الذي يخبرها أن تُسرع من أجله ففي لحظات وقوفها مع عيسى أدركت الفرق الهائل بين شخصياتهما فكمال ، رجل يرتكن عليه رجل بمعنى السند مهما كانت الأيام صعبة سيكون هو العزوة  والحبيب، أما عيسى مغرور طائش لايهمه سوى شكله ونفسه
قبل أن تصعد الطابق الثاني قررت خلع حذائها ، والصعود بدونه كي تراه دون أن يشعر بها، يجلس خلف مكتبه يغطي وجهه بكفيه بينما مرافقه يستندان على المكتب ومن شاشة الحاسوب نتبعث أغنية حزينة تدل على حالته واعتقاده

قول إنك عايش وحدك متغرب جوة حكاية
تايه مجروح مش عارف خايف من أي نهاية
قول إنك عايش وحدك متغرب جوة حكاية
تايه مجروح مش عارف خايف من أي نهاية
أقوى عذاب
لما دموعك تنزل منك قدام عينه وما يشوفهاش
أقوى عذاب
كل ما تيجي تقول له بحبك يسكت قلبك ما يقولهاش
قول إنك عايش وحدك متغرب جوة حكاية
تايه مجروح مش عارف خايف من أي نهاية
قول إنك عايش وحدك متغرب جوة حكاية
تايه مجروح مش عارف خايف من أي نهاية
تبدا تضعف
يمكن يعطف
وقفت خلفه تشعر بألمه يعتقد ان  حبه من طرف واحد فقط ، آلمها قلبه عليه فمدت يديها وضعتهما على كتفيه تمسدهما فقفز عن مقعده  يقف  بمواجهتها عندها نزلت على أحدى ركبتيها تجلس أمامه بوضعية أقرب للركوع
- كمال ابن ماري هل تقبل الزواج مني ؟ فانا أحبك فوق ماتتصور ولاتتخيل ولاطاقة لي على فراقك ؟
سقطت دمعة من عينيه مسحها بكفه وهو يجذبها بقوة  كي تقف
- كاترين أنا لست بحاجة شفقتك  وسأتقبل أي شيء تريدنه ، لكن لاتكذبي علي وتدعين حبك لي .
أفلت يداها  من بين ذراعيه ووضعتهما حول عنقه
- أنت غبي كمال ، انا أحبك ألا تدرك هذا،
صمت مقابل نظراتها وعيونها التي تحدق به
- يبدو أن علي أن اثبت لك بالفعل كم أحبك ، فرفعت  نفسها على أطراف أصابع قدمها ، مالت عليه تقبله، قبلة  غمرته بطاقة من النور وازدادت قبلتها جرأة بينما تلصق نفسها به وأصابعها تعبث بأطراف شعره عند عنقه ، ابتعدت تأخذ نفسا بعد جموح قبلتهما وبابتسامته طالعت محياه 
- -هل يكفيك هذا كأثبات؟
بدى يفكر كأنه غيرمقتنع
- أريد اثبات أكثر
وضعت قبلة رقيقة على شفتية وتحدثت بجرأة وهي تضحكك ضحكة مغوية
- يوم زفافنا سأثبت لك كل ماتريد
***********************
تجلس مريم على سريرها بجانب آلاء تجدل لها شعرها وبجانبهما تالا  يتحاوران في اللقاء بين جواد وتالا
- الا تريدين أخبارنا بما حصل مع جواد وكأنه سر قومي
تسائلت مريم  وهي تظفر شعر الاء ، بقوة
- اخ.... اخ دعي شعري  مريم ولاتخرجي غضبك من تالا به
- أنا لست غاضبة لكني مغتاظة منها
- مابك يافتاة لم يحصل شيء بيني وبين جواد  فقط اجبرته بالعودهكي يعالج  جروحه و جلست معه قليلا في استراحة المستشفى .
- تالا لايعقل ابدا أنكما جلستما صامتين فقط في الاستراحة دون أن تتفوها بأي كلمة ، أنت فقط محرجة من أخبارنا بما يحصل معك لما لا تخبرينا ؟، ألمْ أخبركم أنا بكل ماحصل معي مع شاهين؟
- صدقا لم نتكلم سوى عن أخته وعملية بدر، ولكنه طلب رقم هاتفي يريد ان ياخذ رأيي    بموضوع يتعلق بنيفين لم يكن هناك متسع لذكره .
ضحكت الفتاتان عليها
- يبدو انه لايستطيع المواجه ويريد شرح مشاعره كتابته
- تالا سأسألك سؤال واحد فقط ؟
- هل تشعرين انك تحملين اي مشاعر نحو جواد حتى لو كانت راحة .
غزى اللون الاحمر وجنتها
- حتى لو ارتحت له أو اعجبت به هل تعتقدان أن جواد الذي تلفت حوله  الفتيات من كل صوب كما يلتف الفراش حول اللهب ، سينظر لواحدة بحجمي هذا
نظرت كل من مريم والاء نحو بعضهما البعض ،وتفوهت الاء
- أتعرفين ، انك قد فُقتيني انا حُمقاً ، انا التي أكره الرجال واعتبرهم كارثة  ، عرفت أن جواد يحبك من أول لحظة رأيته عندنا ، منذ العزومة التي جمعتنا كلنا يضع في صحنه نفس طعامك عيناه تتبعك أينما تحركت ، تواجده الدائم في المستشفى حولك بعد مرض بدر كل هذا ألا يعني لك شيء ياحمقاء  .
- انا بالنسبة لجواد نوع مختلف من كل شيء لم تكن حوله أنثى بحجمي ، لم أعجب به من أول نظرة  مختلفة من حيث الملابس والعادات عنه ، لذا ربما .......
- انت غبية
- اتريني غبية يا مريم
- نعم فلو وجد فيك اختلاف  كما تقولين وهذا ما لَفَتَ نظرة فقط، وبسبب عدم  انتباهك له لمل سريعا  سيكون شعوره لحظيا او لمده ايام سيتنهي فور شعوره بعدم استجابتك ، لكنه بقي يحاول رغم طول الفترة وقد غير من نفسه وطريقه لبسه والتزم بالصلاة من أجلك هكذا فهمنا من  سمراء.
ظل حديث الفتيات يدور في روحها وتسارعت نبضات قلبها
أملا بالغد القادم وفي انتظار مكالمته أو رسالته .
**************** 
تقف نوارة مع الفتيات تودعهن قبل عند باب الشقة عندما اقتربت منها الخالتين كريمة وفاطمة كي يودعنها همست فاطمة بأذنها
- سنحضر بعد اسبوعين في يوم زفاف رحاب وعزة كي نخطبك لبدر
- ولكن ياخالتي
همست فاطمة لها ، انسي الغباء الذي تفوه به بدر ، واخبريني هل ترغبين به زوجا ؟
أومئت برأسها بخجل
قاطعت همسهما كريمة فقد رأت نظرات مهيرة قد احتدت بسبب همسهما
- سنراكم بعد اسبوعين بإذن الله على خير ،وسنبقى على تواصل من أجل متطلبات الزفاف  في حال احتجتم شيئا يا مهيرة  .
**************

بعبوس يطالع والديه وقد ضاق صدره مما يحصل،
-أن مايحصل كثير أغيب لمدة ساعتين يا أمي ، وعندما أرجع أجد نيفين قد اختطفها مهران ، كيف حصل هذا أريد أن أفهم .
- بعد ان خرجت بقليل ، جاءت أحدى صديقات نيفين ودخلت كي تراها ثم خرجت واقتربت منا قائلة انها ستذهب لاحضار بعض القهوة لها ولنا وفعلا شربنا أنا والدك منها ولم نشعر بشيء
- فأنت تعرف بعد ان أمر جدك بطرد مهران وقد اجتمع عليه ابناء عمك وقاموا بطرده لم نره ، لكنه خدعنا وقام باختطافها .
- سأبحث عنها في كل مكان حتى استعيدها .
**************
صداع يتناب رأسها وخدر شديد حل بأطرافها فتحت عينها ببطء  فنور الساطع على مابيدو   في الغرفة ، عاودت اغلاق عيناها ثم فتحتهما وهي تحاول إدراك اين هي ؟
كانت ممدة على سرير عريض،أمام عيناها باب زجاجي مفتوح مطل على بحر تسطع منه الشمس بقوة والستائر البيضاء شفافة تتطاير بفعل النسيم ، يقف بوسطه مهران مرتديا بنطالا بيتا مريحا باللون الأبيض بجذعه العاري  ينظر الى الخارج حاولت رفع نفسها  عن سرير وقد أدركت انها ليست بالمشفى ، حركة السرير أنبئته انها استيقظت
التفت نحو ها فلم تعد تميز التعبيرات التي اعتلت وجهه مع انعكاس الشمس على تقاسيم وجهه
فارق مكانه باتجاها فانكمشت على نفسها خائفة منه صعد بجانبها على سرير
- اعرف انك خائفة ولكني اضطررت الى خطفك حبيبتي ،فلقد منعوني من رؤيتك
- أين نحن؟ ، اريد العودة حيث عائلتي ، وأريد الطلاق
- أنت فقط خائفة ، مكانك معي بجانبي ، اننا  نحب بعضنا أعرف انك أحببتني
- أنا أكرهك لقد كسرت روحي 
- سأرممها بيدي
- لقد قتلتني
- وقتلت نفسي معك
- انت لاتحبني فقط تريد أن تمتلكني
- أحببتك وسأبقى أحبك وسأثبت لك أنك تشعرين بي مثلما أشعر بك لقد خلقت من ضلعي نحن معا في الموت والحياة
جذبها نحوه مُلثِماً شفتيها بقبلات رقيقة جدا بينما يداه يضمانها اليه برقة في البدء أرادت الابتعاد لكن قلبها العاصي انجرف وراء قبلاته ,تعدى الأمر القبلات لتجد نفسها بعد فترة متوسدة صدره بينما يحضنها بقوة وكأنها ستهرب ،عندها سألته
- لما فعلت ذاك بي؟لم جعلتني لقمة سائغة في حلق الجميع ؟
سكت قليلا ثم بصوت موجوع
- أردت الانتقام من جدي ، وسأقص عليك كل شيء منذ طفولتنا
******************
أشعار بوصول رسالة على هاتف سمراء  رفعت الهاتف فوجدتها كلمات قصيدة نزار قباني كاملة
في مرفأ عينيك الأزرق
أمطارٌ من ضوءٍ مسموع
وشموسٌ دائخةٌ.. وقلوع
ترسم رحلتها للمطلق
في مرفأ عينيك الأزرق
شباكٌ بحري مفتوح
وطيورٌ في الأبعاد تلوح
تبحث عن جزرٍ لم تخلق..
في مرفأ عينيك الأزرق..
يتساقط ثلجٌ في تموز
ومراكب حبلى بالفيروز
أغرقت البحر ولم تغرق..
في مرفأ عينيك الأزرق
أركض كالطفل على الصخر
أستنشق رائحة البحر..
وأعود كعصفورٍ مرهق..
في مرفأ عينيك الأزرق..
أحلم بالبحر وبالابحار
وأصيد ملايين الأقمار
وعقود اللؤلؤ والزنبق
في مرفأ عينيك الأزرق
تتكلم في الليل الأحجار..
في دفتر عينيك المغلق
من خبأ آلاف الأشعار؟
لو أني.. لو أني.. بحار
لو أحدٌ يمنحني زورق..
أرسيت قلوعي كل مساء
في مرفأ عينيك الأزرق..
ورسالة تليها  منه هذه هي القصيدة التي ستكون الراعي الرسمي لحبي لك ، ابتسمت وبعثت رسالة تحمل قلب أحمر كبير ، ثم تبعتها برسالة أخرى  تسأله عن حاله  وماهي الاخبار
عندها أخبرها باختطاف مهران ، لنيفين
- ياله من رومانسي هذا يعني أنه يحبها كثيرا .
- يال عقول النساء التي ترى في بعض الأفعال المستغربة رومانسية
بعد أن تحدثا كثيرا  وأغلقت الهاتف معه ،بعتت رسالة تالا تخبرهها بها عن اختطاف نيفين وتطلب منها أن تتحدث مع جواد كي تطمئن عليه.
*****************
بعد أن وصلوا منزلهم ، قامت بتوضيب أغراضهم وحضرت عشاء خفيفا ، وذهبت نحو غرفتها وارتدت فستانا بلون أصفر موزي منقط بدوائر بيضاء يضيق  بقبة مربعة وأكمام منفوخة تصل تحت كتفيها بقليل  وصدر ضيق ينزل متسعا بطيات متباعدة يعلو ركبتيها وتركت شعرها بطياتها مموجة مفرود خلف ظهرها ورفعته من جانب واحد بدبوس شعر على شكل وردة الفرنقل باللونين الأبيض والأصفر منظرها خلابا تشعر بالسعادة
منذ تفجر الوضع بينها وبين عزيز ، ربما لم يعلن عن حبه لها لكنها سعيدة معه وبرفقته ، أن جزء كبير من الحب يكون اهتماما  ومودة ،
ستعطي له فرصة بحيث ستجعل قلبها يقودها هذه المرة ،خرجت من غرفتها ونادت عليهم كي يتناولوا بعض الشطائر والعصير أمام التلفاز معا وجلست على أحد الآرائك وجلست  بجانبها سناء بينما ضياء الذي تشعر انه أصبح منطويا يجلس على أريكة جانبية يحمل كتابا  للغة العربية يقرأ به
كان عزيز أخر الواصلين ، للغرفة اقترب من سناء وشيماء ودس نفسه وسطهما جالسا وضع  كلتا يديه على كتف كل منهما وجذبهما برفق  اليه ممازحا كلتاهما
- فتياتي الجميلات اشتقت لكن كثيرا، ما أجمل الرجوع للمنزل
فابتسمن بود له بينما شيماء تضرجت بقليل من الحمرة فهي لم تعتد بعد على انفتاحه معها وخاصة أمام ابنائه
-وانت ياولدي الوسيم ماهذا الكتاب الذي تحمله بين يديك ؟
بتجهم نظر له  ضياء  ،إن  والده تغير لقد رآه اليوم في مطبخ منزل شيماء يضع قبلة على خدها وقد صدم ،وشعر ان والده يخون والداته،
وعندها تذكر والدته وكم أوصته بوالده وأخته وحتى شيماء عندما طلبت منه وسناء تقبلها فهي من طلبتها زوجة وأما لهما فعاد من حيث جاء وقبله به غصة وبصوت  شابته بعض الحدة.
- لدي امتحان بالغد وأنا أدرس.
- هل أستطيع مساعدتك في أي شيء قالت شيماء وهي تحمل شطيرة بيدها تناولها له ، وهذا كان أول كلام بينهما منذ صفعته
- بطريقة مهذبة رفض
- إن الأمور تحت السيطرة
بعد ان انتهى العشاء رفعت شيماء الأطباق وتوجهت، للمطبخ بينما توجه الأولاد نحو غرفتهما ، بينما تضع الأطباق في حوض الجلي شعرت بيدي عزيز تطبق على خصرها تلصق ظهرها بصدره  يقبل عنقها ووجنتيها ، يطيل قبلاته على عنقها كأن يرتشف من رحيق جيدها
- رائحة الليمون في جسدك وشعرك اثملتني 
- عزيز
شعرت بنفسها محمولة بين يديه يصعد بها السلم نحو غرفته
من اليوم هذه غرفتك معي فراشك فراشي ، معا انا وانت في كل الاحوال  واعتلها يكمل حديث عشق جرفهما معا 
*************
يقف يوسف بجانب سيارته بينما يودع شهاب رحاب  فقد قررت العودة مع يوسف حتى موعد زفافها بعد اسبوعين
- رحاب هناك شيء كنت قد احضرته لك تعالي سأعطيه لك
وسحبها من يده مغادرا المكان وصاعدا بها درجات ، بينما يوسف ينادي شهاب
- انا سأصعد  لوداع خالتي كريمة وعزة
سحب شهاب رحاب من يدها تحت انظار والدته وعزة التي تطعم شمس وأدخلها نحو غرفته  فابتسمتا لهما
ثم اتجه نحو منضدة صغيرة بها درج فتحها وسحب منها علبة مخملية بها قلادة تحمل حرفه وحرفها ضمن قلب ذهبي ، أمسك  كفها ووضع القلادة بباطن كفها وأغلقها ورفع يدها يقبلها وبصوت مثخن بالمشاعر
- اعتبريه قلبي أهديك أياه فحافظي عليه ، وضع قبلة أعلى جبينها مودعا لها
- لن اقبلك لأنني لو فعلت لن أدعك تغادرين المكان
- قلبك سـأحافظ عليه بروحي وقلبي
ارتدت القلادة تحت انظاره ثم اقتربت منه وقبلت وجنته ثم ابتعدت قليلا عنه
- أنا أحبك شهاب ، أحببتك من كل قلبي
****************
جلست ووالدته بجانبه بعد خروجة من المستشفى بينما تالا تجلس على كرسي مقابلهما ، كان مزاجه كئيبا خاصة بعد شعوره بافتقاد نوراه التي خسره بسبب المرض وكأن والدته وتالا اتفقتا عليه ، عندما ذكرتا أهلها وبأنهم أناس طيبيون
- صحيح في الغد سننزل انا والفتيات وخالتك كريمة كي نشتري ملابس من أجل زفاف شهاب والخطبة وايضا لحفل زفاف كاترين ربما يطول مكوثنا  في السوق
- سأدع شهاب يجلس معي يأ امي ولاتقلقي أمي ثم أنني بخير 
-  أمي اريد شراء عباءة للخطبة
عندها تنبه  انهم كرروا كلمة الخطبة مرتان
تسائل
- من سيخطب أمي هل هي أحد الفتيات
طالعتها تالا بهدوء
- كلا إنها خطبة نوراة
اعتدل في جلسته وبصوت غير مصدق
- هل سَتُخطَب نوارة ،وهل وافقت عليه؟
- وما شأنك بها ألست من تنازل عنها ؟
حدثته فاطمة بحدة ووقفت تغادر مكانها و تبعتها تالا
عاود ارخاء جسده على  السرير وتناول هاتف ينظر نحو  رقمها يريد الاتصال بها  وتردد يقمعه



















أنا وهنَّ ( قطع القلب)Där berättelser lever. Upptäck nu