الفصل الخامس

80 7 0
                                    

الفصل الخامس
أنت لم تحبها هي....أنت أحببت جزء من روحك وضعه الله فيها إنها مخلوقة من ضلعك أقرب مكان إلى قلبك
لذلك منتهى الحب ....... هي لم تحبك أنت......هي أحبت الوطن التي نزعت منه فعندما ترجع إليك تشعر أنك وطنها انه حنين غريب كحنين القارب لحضن الشط ، كحنين المسافر لرائحة البيت.
( مقتبس )
***************************
وصلت شيماء المدرسة وتوجهت نحو  غرفة الإدارة  بعد ان سألت عنها ، وجدت ضياء يجلس هناك تبدو على وجهه إمارات التعب والمرض فتستأذنت بانصرافه من مديرة المدرسة رغم استغرابها من حضورها ، وبعد اتصالها بالسيدة أسماء سمحت لها باصطحاب ضياء معها.
في طريق العودة  تساءل ضياء :
- لِمَ لَمْ يحضر والدي لاصطحابي ؟
- لديه اجتماع طويل ، سأصحبك للطبيب أولا ، ثم أوصلك للمنزل و أنت ستدلني على الطريق ، تجاذبت هي وضياء بعد الاحاديث قادهما الحديث حيث شغفه بعالم الهواتف النقالة ، وبعض الإلكترونيات .
بعد ذهابهم  للطبيب وصلوا فيلا عزيز المحمودي الفخمة ، فترجلت من سيارتها كي توصله داخل المنزل  ، عند البوابة  أعطته الأدوية التي قامت بشرائها ، وهمت بالمغادرة عندما  فتح الباب وخرجت منه سيدة تبدو  بمنتصف  العقد الأربعين من عمرها مرحبة بها ببشاشة  .
- أنا كاميليا أخت عزيز ، أرجو منك الدخول ، فأسماء تود رؤيتك.
دخلت معها إلى المنزل الفخم ، فوجدت أسماء جالسة على كرسيها المتحرك وتبدو مرهقة ومتعبة  جدا ، اقتربت تسلم عليها :
- أجلسي شيماء قالتها بصوتها المرهق
- سلامتك سيدة أسماء ، شافاك الله وعافك
قالتها شيماء وهي تشعر بالحزن عليها
لا تحزني شيماء ولا تنظري إلي هكذا فأنا مسلمة بأمر الله وقضاءه  أنا أعاني من سرطان في الدم  منذ عام ، ولم يتبقى لي سوى القليل  أقل من أربعة أشهر .
قاطعتها كاميليا بصوت محتج:
-  لا تتكلمي هكذا أسماء أن الأعمار بيد الله وحده
وأيدتها شيماء:
- نعم أن الأعمار بيد الله بأذن الله ستشفين وسترين ضياء وسناء بثياب التخرج
أتت الخادمة وهي تحمل فنجانين القهوة  فانقطع كلامهم حول حالتها وابتدأت حكايات التعارف  .
كانت على وشك المغادرة عندما دخل ، عزيز للمنزل فتفاجئ بوجودها  ، فاستعدت للمغادرة.
:- شيماء لم  أنت هنا؟ مستغربا وقد شعر بارتباك فقد نادها بدون لقب.
كاميليا بصوت هادىء :
- أهلا بك حبيبي ،نحن من استدعى الآنسة شيماء ، فقد صحبت ضياء من مدرسته لأنه مريض ،و أنت كنت في اجتماع ، وأنا مع أسماء في المستشفى .
إستأذنت بالانصراف وهي تشعر بالأحراج لوجودها بينهم ، واتجهت إلى بوابة المنزل عندما سمعت أسماء :
عزيز رافق  شيماء حتى البوابة فقد أتعبناها معنا اليوم .
كان يراقبها بطرف عينه وهي تسير بجانبه  وملامحها خجلة  ،أما هي فقد كان عقلها مشغول بأسماء تأثرت بها جدا  وتذكرت معاناة  أيمن زوج عزة أختها  مع المرض وكيف انه ذوى ومات في ريعان شبابه  ،ألمها قلبها عليها، وحزنت على أبنائها فهم في سن حرج وخطر .
آنسة أسماء  قالها عزيزا مترددا لا أعرف كيف أشكرك على ما فعلته كانت عيونه تدور على وجهها الصبوح كانت تقف قبالته تماما
كانت أسماء تراقب  من بعيد وقوفهما بالمقابل بعضهما ، كانت تلحظ نظرات زوجها، وأحست كما أي مرأة بأن زوجها يحمل نظرات إعجاب نحو الفتاة ، غص قلبها لكنها تذكرت وضعها وقرب موتها ، فقررت أن عليها أن تختار بديلا لها وقريبا جدا.
وتلك اللحظة التي تتناقص بها  دقات عمري ، عرفت أننّي يجب أن أختار لك من تكون ميناءا  جديدا لقلبك ،وسكنا لروحك تلك التي أحببت ، فاخترت لك بعقلي قبل قلبي تلك من لمعت عينك لها ، فالحب تضحية فالحب تضحية ((ربى  جلال صقر))
******************
كانت تجلس كاترين بجانب شهاب عندما طلبت منه الانفراد قليلا معه ملامح وجوهها أخبرته بقلقها وتوترها  فسحبها باتجاه غرفته ،
عند مائدة الطعام كانت تقف  رحاب وهي تضع أحد الأطباق عليها للعشاء فقد أصرت أن تساعد الخالة كريمة ، عندما التقت عيناها بعينيه فاحمرت خجلا وابتعدت بعيناها  عن عينيه.
دخل هو كاترين غرفته
- عليك باقتحام حياتها، والكف عن النظرات فقط فالفتيات يحببن من يقتحم عالمهن من يحيطهن بالاحترام والاهتمام .
- ومتى كنت يا نبيهة  أخواتك تعرفين هذه الأمور عن الفتيات  تسائل شهاب وهو مبتسم لها
- منذ اقتحم عيسى قلبي قبل 15 عاما ، ثم أن جميع الفتيات تحببن الاهتمام والاحترام والحماية هذا طبع الفتيات ، كما أنهن يحببن نظرات الشوق وكلمة أحبك، قد تسلبها كل ماتملك بكلمة الحب.
:- على ما يبدو جلوسك الكثير مع عيسى قد أكسبك بعض وقاحته ضجت الغرفة بضحكاتهما ،
- اعرف أنني مقصر مع عيسى ولم أزره منذ فترة لكن حسام وبدر قاما بالواجب نيابة عني ،وطمئنوني عليه وأنت بنفسك قد رأيت مدى انشغالنا وما يحدث.
:- أعرف حبيبي شهاب أنا لم أحضر هنا لأعاتبك أنا.....أنا خائفة 
أقترب شهاب منها محتضناً لها وعلامات السؤال تعلو وجهه فأردفت 
- خائفة من اللحظة التي سأخبره بها أن ساقه ماهي إلا جزء ميت من جسده ،وأنني لم استطع إنقذها وأنه لن يستطيع المشي سوى بعكاز وأن كثير من ألم سينتابه كل فترة ، فأنت تعرف كم هو حساس ، إتذكر في صغرنا عندما كنا أطفال وجرحت يده جرحا عميقا كيف كان دائما يخفي يده عنا ويصر أنها  تشوهت  ، هل تذكر؟
- نعم اذكر جيدا ، فهو لديه خصلة غريبة ، اعتزازه بشكل جسده  فهو يعرف كم هو وسيم ؟وغروره هذا سيء، لا تخافي لا تخافي سيمر الأمر بسلام وسأكون معك  عندما تريدين أخباره
*********************
كانت تحمل بعض تصميماتها التي ستعرضها في اجتماع المصممين ، متوجهتا نحو قاعة  الاجتماعات عندما قابلت في الردهة جواد الألفي فصاح باسمها :
- سمراء أهلا ، أهلا بمصممتنا المميزة
أحست أن أسلوبه مبالغا به ، لاتحب فع الألقاب ولاتباسط مع أحد
اسمها الآنسة أو حضرة المهندسة  سمراء، و إياك إياك  أن تتجاوز حدودك معها مرة أخرى أستاذ جواد فنحن في مكان العمل  هل فهمت؟
كانت نبراته تحمل الغضب  ،تناهت إلى إسماعها كلمات طارق وهي تتجه لغرفة الاجتماع، فشعرت بالراحة .
في غرفة الاجتماعات ، كان يجلس معظم طاقم المصممين وهي من ضمنهم
عندما  دخلت نفين الألفي  أكثر   المصممات  شهرة في الشركة بعطرها الفواح وصوت كعبها الذي يرن رناً فوق البلاط، وملابسها الضيقة  جدا التي تصل أسفل أوراكها بقليل وشعرها الغجري
جلست بعد أن قبلت خد كل من جواد وطارق بكل وقاحة أمام الجميع وأطالت قبلتها على خد طارق ، وكانت سمراء تراقب مثل الجميع فإلتقت عينها  بعينه عبر الطاولة الاجتماع فغضت  النظر فورا للورقة التي أمامها  وقد شعرت بالانزعاج .
في نهاية الاجتماع  تم تعريف سمراء بالجميع ، ولكن لا تدري لِمَ لَمْ تشعر بالراحة من نظرات تلك التي اسمها نفين؟
فقد كانت تنظر لها بتعالي وتجحظها بعييناها
كانت  تُلملم أغراضها ، عندما سألها جواد آنسة سمراء :
- هل الموديل الذي تصممين عليه من وحي خيالك ، أم  شخص تعرفينه .
- أنها أختي استاذ جواد أجابته بكل ثقة
:هل تستطيعين أقناعها بعرض أحد الأثواب من تصميمك في المعرض وخاصة ثوب الزفاف الذي ستصممينه ، تساءل طارق  .
- لا أعتقد أنها ستوافق فهي تعمل ممرضة أجابت سمراء
عندها علت ضحكة خليعة بصوت نيفين وهي تقول باستهزاء
- ممرضة بهذا الحجم !!!!، قبل أن تصل أي حالة ستكون قد ماتت.
- نيفين اعتذري فورا من الأنسة سمراء ، اعتقد انك نسيت كيف يكون احترام الآخرين
صوت  طارق آتى مزمجرا بغضب
- اعتذري فورا نيفين ، فقد أسأت التصرف ،يا أختي جواد محتدا هو الآخر
- أعتذر منك
قالتها نيفين باقتضاب  بعد إصرارهما وغادرت الغرفة مسرعة ولحق بها  جواد
اعتذر مرة أخرى  منك آنسه سمراء ، على سوء تصرف ابنة عمي  كان يقترب منها بهدوء حتى توقف أمامها .
- لا تعتذر أستاذ طارق لم يحصل شيء ، كما أنني قد أتعدت بعض أنواع التنمر لذا ستجدني صلبة ورفعت رأسها ، تنظر للوجهه فغاصت  زرواقها اللواتي كانت منتاقضين مع بشرتها في زرقاويه فضربتهم  الشرارة بسهم اخترق قلبيهما معا رأت تلك  اللمعة التي تجلت في عينيه أيضا فانسحبت  من أمامه بسرعة  وقد صم صوت قلبها إذنيها.
**********************
يستعد بدر  وتالا كي يصعدا  نحو منزل شهاب ، عندما نادتهما فاطمة
- قبل صعودكما أود التكلم معكما في موضوع .
- ماهو الأمر يا أمي مع أنني أعتقد أنني عرفته زفر  بدر بملل
- ألنْ تريح قلبي وتتزوج عزة يابدر ، هي أرملة أخاك ، صغيرة وجميلة ولديها طفلة منه وابنه خالتك أيضا .
- أمي وما أدارك أن عزة ستوافق على ما تقولين ؟
قالتها تالا محتدة
أمي أنا لن أتزوج بعزة ولا في أي يوم من الأيام فهي بمثابة أخت صغيرة لي ، فلا تظلميها وتظلميني معها .
وكيف سأظلمكما ألا تخشى على ابنة أخيك ، ألا تخاف أن تتزوج  عزة من رجل أخر ويعامل ابنة أخاك بطريقة سيئة ، وقد يحصل معها ماقد كان سيحدث مع الاء.
- أمي قالتها تالا وهي غاضبة ألا تملين أبدا من تكرار هذا الموضوع أنا مع قرار بدر بعدم زواجه من عزة ، فعزة كأخته ويكفيها أنها نزلت سابقا عند رغبتك أنت وخالتي بزواجها من أيمن كي تجمعا العائلة وها قد جمعتهما فنتج عنها أرملة وابنتها
- دعيها .... دعيها هي وقدرها هذه المرة. وتركهما عائد لغرفته يود إراحة أعصابه قليلا قبل صعوده عند شهاب توسد جسده السرير وعندها هبت عليه ريح الذكريات .
لن ينكر أن أول نبضات القلب دَقت لعزة، ولكن بمجرد أن صارحه أخاه برغبته بها، حتى كتم نبضات قلبه وخنقها فغدت فقط ابنة الخالة وزوجة  أخاه أيمن الذي يصغره بسنوات قليلة......
أيمن ذاك الوجع الجاثم بين ضلوعه ذاك الفقد الذي يشعر به ولم يَزل ، باغتهم مرضه فجأة وهو في عز شبابه وذهبت روحه نحو بارئها بعد صراع مرير ، في أول سنة منذ زواجه .
*******************
جلس الجميع على مائدة العشاء فسأل  شهاب سمراء عن رحاب التي لم تحضر بعد ،
- ذهبت لإحضار قريبتها نوارة من شقتي للعشاء كما طلبت منها أمي .
دخلت هي وابنه عمها منزل شهاب يعلو وجه نوارة الخجل ، فرحبت  بهما كريمة:
أهلا بالجميلات تفضلن بالجلوس، رحاب اجلسي  بجانب شهاب حبيبتي . فتخضب لون وجهها  باللون الاحمر.
جلست نوارة بين تالا  و الاء وكان آخر الواصلين بدر بمزاجه العكر فجلس على المقعد الفارغ الذي كان بمواجهة نوارة وعلى رأس المائدة  من كلا الجانبين تجلس كُلا من كريمة وفاطمة ،ومريم تجلس بجانب حسام .
جلست بجانب شهاب وهي تحاول قدر الإمكان  تجنب نظراته ووجوده فهي خجلة بحق كما أن قلبها تعلو دقاته بحضوره ولا تعرف لما .
مال عليها :-
وقد قرر أن يقتحم حياتها كما أوعزت له كاترين ، رحاب اسكبي لي الطعام في صحني .
لتهمم بارتباك :
- حاضر
بعد أن ناولته  الصحن، بدأت بتناول الطعام شعرت بيده تسلل وتسحب يدها قابضا عليها . فامتقع لون وجهها وأصبح أحمر قانيا ،
لاحظت نوارة تضرج وجهها عندها سألتها ما بك رحاب هل تشعرين بالحر ؟ هل أنت متعبة فالتفت الجميع إليها  ؟
فأجابت متلعثمة  بكل خجلها الأنثوي
-اشعر بالحرارة قليلا.
- سأصحبك نحو جلستنا في الأعلى فهناك الجو جميل وهب واقفا يسحبها من يدها كي يصعدا نحة السطح.
- دعها تكمل طعمها أولا قبل صعودها
بنبرة مؤنبة كانت كريمة تكلمه .
- سأخذ طعامنا الى سطح معنا ونتناوله هناك لاتخافي يا أمي ، سأحرص على إطعامها
يقف شهاب ممسكا بيدها في الأعلى متسائلا :
- ما بك رحاب لم تشعرين بالحرارة هل أنت؟ مريضة كانت يده تعبث بيدها بحركة تدليك بسيطة ورقيقة ،أم هل يعتريك الخجل مني ؟
هل هي مكشوفة لهذا الحد تسائلت بينها وبين نفسها .
أذا ماذا ستفعلين عندما اقترب منك هكذا وأضع قبلة على خدك هكذا ، اقترب وقرن كلماته بالفعل.
فخرج اسمه من بين شفتيها  بصوتها الرقيق:
- شهاب
- أنها أجمل شهاب سمعتها بحياتي أعديها مرة أخرى
- شهاب 
قالتها مرة أخرى بعد تردد قصير  وصمتت وهو ينظر إلى وجهها ويتابع وجهها المخضب بحمرة الخجل، وخجل العذراوات يعلومحياها، اجلسها معه على أقرب أريكة  وجلس بجانبها .
حاولت أن تشغله بالكلام قليلا متهربة  من تبضات قلبها نحوه، وكي تهرب من  نظرات الهائمة  يفيض به وجهه
- أن المكان هنا جميل  جدا وهي تطالع ماحولها مستغربة من هذا السطح المريح للعَين
- لقد صممت كل واحدة من  أخواتي ركنا ،أما ركن الأخضر فأنا صممته بحكم تخصصي الزراعي و مستقبلا يجب أن  تضيفي جزء من بصمتك لمكان .
طالعته باستغراب !!!
- قد تتعرض الفتيات فربما أزعجهم
- أنت جزء منا جميعا وجزء خاص مني أنا ، وأضحيت ركنا مهما في العائلة ، والآن أعرف أني لو تركت لك الأمر لن تسأليني عن أي شيء ، لذا سنتحدث هنا الآن سأخبرك بكل شيء عني ,كيف أصحبت الفتيات شقيقاتي من الرضاعة ,سأعرفك بكل ما أحب .وما أكره .
- أجابت بخفر يعلو وجهها ولكني أعرف ما تحب من الأطعمة ، فقد كان يوسف يأمرني بطبخها عندما تأتي كي تزوره
قاطعها بهدوء وابتسامة تعلو وجهه ،
- أنتِ طيبة للغاية ياعزيزتي لكني لم أكن أقصد الطعام ، لكنني سررت بمعرفة أن الطعام الرائع الذي كنت أتذوقه عند يوسف هو من طهوك
كانت تنظر بعيونها الملونة نحو  عينيه  الخضراء تعلو وجهها علامات والاستغراب
فأردف هو يبتسم :
-  أقصد أن أقول ما أحب وأكره في الحياة من أنا ؟ كيف أضحيت كما ترين؟
.فضحكت بعلو صوتها على سذاجتها وشاركها هو بضحكتها التي راقت له .
****************
كان بدر يمضغ أحدى لقيمات الطعام ويسترق النظرات للجالسة أمامه بهدوء عندما سأله حسام سؤالا عن شيء ما فغص بالطعام وكاد يختنق ، رغم أنه يختنق، فأن نظرات الرعب التي علت وجهها هي ما أفزعه ومحاولة أعطائه كوب الماء الذي  أمامها هو ما لفت إنتباهه أثناء أختناقه،
وقف حسام وراء ظهره يحاول أسعافه فطرق ظهره عدة طرقات ,عندما لم يجد استجابة منه، أحتنضة من الخلف ضاغطا بيده على معدة بدر عدة مرات حتى لفظ اللقمة التي غص بها واستعاد أنفاسه
وبعد أن أخذ نفسا وانتهت الحالة  وعاد تنفسه طبيعيا.
- أذا بها تقول لقد أرعبتنا أستاذ بدر أحسست بأنك ستفارق الحياة بأي لحظة .
- فعلا كنت سأفارق الحياة هذا ماشعرت به آنسة نوارة.
كريمة بصوت حانق :
- لقد أرعبتنا يافتى ، ثم ماقصتكما انتما الانثنان أنت ستعيشين معنا يا فتاة وكلنا هنا مثل  عائلتك فأنا والدتك و هم أخواتك ولن نحتاج للألقاب بيننا هو بدر وهذا حسام وانا ماما كريمة لايوجد هنا أستاذ ولاآنسة كانت توبخها ولكنها تقبلت التوبيخ بكل رضى وهي تجيب:
- حاضر ماما كريمة

**************
يجلس طارق وجواد  مع عائلتهم وأبناء أعمامه  وعماته ، عندما أتت نيفين ، بثيابها الضيفة وشكلها المستفز  وجلست  على يد الأريكة التي يجلس عليها طارق ، بصوتها المستفز :
- هل رضيت عنكم تلك السمراء بعد مغادرتي ؟
جحدها طارق بعينيه قائلا :
- هل تودين فتح الموضوع هنا مرة أخرى؟ أمام العائلة .
مشيرة برأسها نعم
- فجدي لن يرضى بما فعلتماه أنت وجواد ، لقد أذللتماني أمام تلك السمراء .
هب  واقف أمام أنظار الجميع:
- يبدو أن جدي وعمي قد أفسداك بكثرة الدلال ، أما عني فأنا لايناسنبي الانتقاص من الناس هل فهمت ، أم أنك لا تفهمين فقد أعتدت على الكبر والغرور .
- أياكَ أن تتمادى مع ابنه عمك أكثر من هذا أتاه صوت جده ناهرا، هل جننت؟ حتى ترفع  صوتك أمامي أنا وأعمامك وكل من بالعائلة على ابنه عمك التي ستصبح زوجتك بعد مدة قصيرة  خطيبتك
كان شوكت الألفي غاضبا بسبب حزن  حفيدته
- ومن قرر الخطبة جدي ؟ أ نا اعتبر نيفين  تماما كأختي ولن أوافق على زيجة فقط من أجل مصلحة العائلة وأموال العائلة .
فأتاه صوت أبيه من خلفه صائحا :
- قد جننت حقا  ترفع صوتك بوجه جدك أمامنا وترفض الزواج من ابنه عمك
واقترب من صافعا لوجهه أمام الجميع .
فما كان منه إلا أن وضع يده على خده ينظر لوالده بغضب  وقد احمرت عيناه ونفرت عروقه  :
- لم أعد صغيرا كي تصفعني ، أنا من يسير الان أمور الشركات ،  ونعم أرفض الزواج منها فأنا لست مستعدا لأفني عمري مع زوجة لآأقبلها ، انظر أنت وأعمامي لأنفسكم ، وحتى عماتي كلكم عشتم بتعاسة من زيجاتكم القائمة فقط على المصلحة كلكم يشعر بالفقد والكراهية ،
- أتريد تزوجي من نيفين وانا أرى نظرات الحب التي تشع  من عيون باسم  ابن عمتي أميرة نحوها أنه  يحبها بحق الله  ،واتجهت عيونهم نحو باسم الذي هب واقفا ناهرا له
- اصمت ياطارق لاتتكلم بلساني  وغادرهم تاركا الغرفة،
- هل تريد كسر قلوب أخرى جدي؟  .
طالبه الجميع بالصمت ، ودفعه جواد للخارج .
***********
يجلس عيسى وكاترين ومعهما شهاب الذي  زاره أخيرا ويجلس كل من أخت عيسى سوما وزوجها خالد .
أود سؤالك يا عيسى لم لم تأت إلي لتزورني أو حتى كي تسأل عنا ، هل نسيت صداقتنا ؟ هل نسيت الوعد الذي كان بيننا ؟ تساءل شهاب بصوت لائم
لم انس  الوعد يا صديقي ولكني عندما رأيت كاتي تحمل طفلة بين يديها، دخل في عقلي
أنها طفلتها وان الذي معها هو زوجها ، وكنت سآتي ، وأسالك عن وعدك لكن قلبي وعقلي منعاني من أهدار كرامتي  لذا ابتعدت كان صوته آسفا نادما
تدخل خالد في الكلام :
- ما حدث قد حدث ونحن أبناء اليوم ؟ ولولا الحادثة  مكان عيسى وكاترين قد التقيا مرة أخرى .
:- أنا كنت متأكدة أن كاتي  لا تخلف وعدها وقد استغربت عندما قالت لي أمي إنها قد تزوجت ولديها طفلة .
سوما معقبة على كلام زوجها بابتسامها الهادئة .
- أريد قبل أن أخرج من المستشفى أن أخطب كاترين أريد أن أخرج وخاتمي بيديها كانت عيونه تلمع بحب وسعادة للواقفة بجانبه  التي تخضبت وجنتها باللون الأحمر ، أريد منك ياشهاب أن تقنع العم حنا بذاك وأود أتمام الخطبة خلال اليومين القادمين .
- لك ذاك يا صديقي سأقنعه بما تريد رغم انني أعرف بأنه سيوافق
:-  أذا سأحدد الموعد من الآن موعدنا الخميس  في غرفتنا هنا ستتم خطبتنا يا حلوتي
تنحنح خالد:
نحن هنا توقف عن غزلك حتى خروجنا . علت الضحكات بين الجميع وسط فرحتهم ، ولكن انقباضة قلب انتابت كاتي داعية الرب أن يتم فرحتها .
***********************************
تجلس تالا وسمراء في موقعها المفضل على الشرفة تحاول سمراء أقناعها  بماطلب منها:
- تالا لقد طلب مني أقناعك بعرض فستان الزفاف لمجموعة الألفي
- سمراء أتقصديني أنا هل جننت وهل هذا جسم عارضة أزياء .
- نعم أقصدك أنت فنحن سنعرض مجموعة خاصة بممتلئات الجسم مثلك ومن ضمنها فستان زفاف ، وأنت من ستعرضينه ، ثم أنك جسمك ممتلئ بإغراء محبب .
- ها أنت تعاودين مجاملتي مرة أخرى .
- لست أجاملك ،أنت أختي وأنا أحبك كما أنت ، ولكن أعتبريها مغامرة جميلة ، كما أن المبلغ الذي تم عرضه  مقابل ساعتين من العمل  سيكون جيدا لك فكري بالموضوع جيدا .
:- لم أنتن هنا لوحدكن قالتها الاء
:- نتنظر اجتماع باقي من أخواتنا  كي نصعد بعد قليل للسطح ، كما ان رحاب وابنه عمها سيحضرن اللقاء 
وماهي الا ثواني حتى كان الجميع على في أماكنهم المعتادة وتجلس  معهم  رحاب ونوارة وهن خجلات.
بدأت الاء بالحديث بحماس
-هناك شيئ أريد  أخباركم به لقد عرض علي فرصة عمل في أحد النوادي الرياضة كي أدرب  الأطفال  والمراهقات على  ألعاب الدفاع عن النفس
شيماء بصوت فرح :
- أنها فرصة جيدة أستغليها الاء وانت تحبين هذا المجال .
وافقتها بقية الفتيات
ثم قالت عزة وهي تطالع رحاب الصامته هي وابنه عمها  :
- لمن أنتن صامتات ، أنتن الآن منا وعليكن ابداء رأيكن في كل ما نتحدث به .
علا الخجل وجه رحاب وأجابت :
-انه جو جديد علينا وسنحاول مواكبتكم لكني لن أخفيكم أنني أعجبت جدا بحبكم بعضكن وتعاونكن.
أردفت كاترين :
نحن أخوات رضعنا من نفس الحليب وتربينا معظم الوقت في منزل ماما كريمة رغم الفروقات فقلوبنا محبة .
- كلما رأيت ماما كريمة افتقدت أمي فهي مثلها بالحنان
قالتها نوارة
- رحاب لم ترينا شعرك لغاية الآن فأنت دائما بالحجاب ونريد ان نطمئن على أخينا
تسائلت مريم بمشاكسة
من هذا الجهة إطمئنوا ، فشعرها هو الأجمل ولونه مبهر أجابتهم  نوارة وهي تشجعها كي تنزل غطاء رأسها وعندما أنزلت الحجاب وظهر شعرها الناري  اللون ، حتى أصبن بالدهشة من لونه
فسألتها عزة تريد التحقق من لونه :
-هل هذا لونه الطبيعي 
- نعم منذ ولدت وهذا لونه
أجابت رحاب  وهي ترى أعجابهن بلون شعرها
:- وكم طوله؟ تسائلت سمراء
فرفعت دبابيس شعرها فنزل حتى منتصف ظهرها ناعما مشعا
شيماء بصوت عال :
لقد شكتت بلون شعرك منذ رأيت لون حاجبيك ولكن قلت ربما تكون صبغتهما ، ماشاء الله ماشاء الله  سيذوب أخانا  من فرط الجمال عاودت رحاب  رفع شعرها واخفاءه .
:- اتذكرون عندما كنا صغارا كانت لنا جارة  فرنسية كان شعرها احمر ، اذكر كم كان شهاب معجبا بلون شعرها ،وكان دائما يقول لماما كريمة فلتدعي لي بأن اتزوج واحدة حمراء الشعر قالتها تالا .
قد استجاب الرب دعاء أخانا وحمرائه ها هي متواجدة بلحمها ودمها أمامنا
قالتها كاترين بصوت ضاحك.
- سنجعلها مفاجئة له ولن نخبره
قالتها مريم وهن يضحكن
*************
هل جمعت أكابر البلد كما طلبت منك ياعمي
تسائل يوسف. .
نعم جميعهم في الخارج في السرداق الذي أقيم بالخارج
-هل هم أيضا بالخارج
- نعم لقد وصلوا قبل قليل ،وشهاب على وشك الوصول هو وبدر وحسام  كما حضر الضابظ من  نقطة الشرطة التابعة للبلد هو وأثنان من العسكر .
ماهي الا دقائق حتى سمع صوت  شهاب  وهو يدخل ينادي عليه من الخارج
و يستقبله بالأحضان ،سائلا أياه هل عرفت رحاب بمجئيك هنا وكيف هي ؟
- لم أخبرها ستقلق وتظل بنار الحيرة والخوف ،واطمئن هي بخير لاتخف عليها .
:-لست بخائف عليها فأنا على تمام المعرفة  انها ستكون معك بأمان .
والان فلنخرج لهم خرج يوسف بحانبه عمه ، يلحق به كلا من شهاب وبدر حسام
بعد أن سلم على الموجودين مرحبا بهم جميعا، وقف يتوسط الجلسة  :
الجميع يعرف بالثأر بيننا وبين عائلة الهلالي وبأن ابن عمي الأصغر  قد قتل ابن غازي الهلالي وعليه فانني سأقوم بتقديم كفني أمام الجميع غدأ وبحضور شيخ البلد والضابط وكل من يرغب .
وهنا هب  غازي  الهلالي  بصوت محتد :
- ليس هذا ماطلبته منك مقابل إنهائنا الثأر لقد كانت أختك مقابل ابني لأتزوجها لإنهاء الثأر .
- وكيف سأزوجك أختي وهي متزوجة منذ عام ؟ قالها يوسف بصوت حاد
قال شيخ البلد :
- أنا لم أعقد قرآنها هنا فمتى تزوجت وكيف لم نعلم بزيجتها من قبل ؟
:-لقد تزوجت منذ عام بالعاصمة عُقد قرآنها هناك على أن يتم الزفاف عند انتهائها من الامتحانات فهي في أول سنة دراسية لها وقد كنت شاهدا على العقد وهاهو زوجها هنا ومعه مايثبت عقد القرآن 
قالها العم عبد العزيز
وقف شهاب بثبات:-
أنا شهاب الدين الخولي زوج رحاب منذ عام مضى وهاهي أوراق الزواج كي يعرف كل شخص هنا أننا لانكذب .
توتر الجمع وعلا الغضب صدور عائلة الهلالي
فقال شيخ مقاطعا الجو المشحون  :
- اذا تقديم الكفن هو الحل الوحيد .
وبعد أخذ ورد ، واتفق الجمع على أن يقدم  يوسف كفنه بيده لغازي الهلالي و تفرق الجمع بانتظار الصباح
جانبا جلس شهاب هو وبدر وحسام قبل عودتهما  وسأل بدر يوسف : -
هل لي أن سأل لما طلب الثأر منك دون عن ابناء عمومتك؟
أجابه يوسف قائلا :
- عمي اشرف  رحمه الله لم يكن له سوى ولد واحد وتوفي قبل ان يرى ابنه شابا وابنه سامحه الله قتل ابن غازي الهلالي لسبب لم نعمله بعد مشادة بينهما وحبس ولكنهم يطلبون الثأر فكنت انا المستهدف على قائمتهم، بما انني اكبر ابناء عمومتي وعمدة البلد بالوراثة 
أصر ، شهاب على حسام وبدر على العودة ، اماهو فسيبقى كي يحضر تسليم  الكفن . بعد مغادرة الجميع بقي شهاب ويوسف في المنزل فطلب منه  شهاب أن يدخل غرفة رحاب لأنه يود جمع بعض الكتب لها ، وعندما سمح له يوسف بدخول الغرفة وكان يقف على بابها تطلع في يوسف:
-هل استطيع النوم بغرفتها ؟
نظر له يوسف بنظرة غاضبة :
كلا ستنام بغرفة الضيوف وأنا من سيحضر أغراضها لقد أصبحت قليل الحياء ياصديقي .
:- اذا دعني أخذ صورة وأنا في وسط غرفتها
قالها شهاب
أفسح له  يوسف المجال فأخذ صورة واحده في غرفتها ، وبعد أن وصل الغرفة التي خصصها له يوسف قام بأرسال صورته في غرفتها على هاتفها
كانت تستلقي على الفراش عندما وصلت لها رسالة تحتوي اسم شهاب على أحدى وسائط التواصل الاجتماعي ففتحتها وشاهدت  صورة شهاب يقف في منتصف غرفتها فقامت بالاتصال.
كما توقع هو إنها ستتصل به لم يرد عليها من الرنة الأولى وعندما فتح الخط سمع صوتها مناديا باسمه  برقة لامثيل لها  ، فصمت قليلا فعاودت هي منادته
- شهاب
- سيتوقف قلبي عند سماع اسمي بصوتك الرقيق،
تضرجت حمرة وصمتت قليلا ثم أردفت
- شهاب  هل أنت في قريتنا ؟ .
:- نعم أنا في القرية  يا رحاب وتحديدا في منزلكم ، وقد وددت النوم في فراشك لكن يوسف منعني ،من البقاء في غرفتك،ربما أتسلل لها بعد أن ينام أخوك الغليظ
فصمت هي خجلا عند تخيلها شهاب في فراشها واعترتها حمرة الخجل قائلة بصوت متقطع :
- تصبح على خيرواقفلت الخط بوجهه
نظر هو إلى الهاتف ، وحدث نفسه :
-متأكد أنها خجلت إلى درجة انها أقفلت الخط بوجهي ، ولم تسألني عن يوسف وماقد أتى بي الى القرية؟  .
****************************
وفي الموعد المحدد كان يوسف ، قد أتم استعداده بعد أن أتم استحمامه ووضوءه وأرتدى ثوبا تقليديا  باللون الأسود معكوسا وخلع نعليه وترك عمامته جانبا وحمل كنفه وسار حافيا مطأطئ الرأس إلى منزل الهلالي .يرافقه شيخ البلد وضابط الشرطة وشهاب واعمامه وزمرة من أقاربه وسار من منزله حتى منزل غازي الهلالي .



أنا وهنَّ ( قطع القلب)Where stories live. Discover now