الفصل الثاني

103 4 1
                                    

- آسر ما الذي يشغل بالك؟

- ما به بالي! .. ل .. ليس به شيء .. لا شيء يشغل بالى.

- واضحٌ من تلعثمك، أخبرني ماذا يجري؟

- قلت لك ميار ليس بي شيء، هيا لأوصلك للمنزل.

- حسناً لكنني لا أصدقك.

لم يكن الطريق لمنزلها طويل ففضل الإثنان السير عن ركوب سيارة أجره، كانوا يعاودون إستذكار الماضي وأوقات الطفوله دون كللٍ أو ملل، كانت ضحكاتهم تتعالى تارةً وتارةً تحمر وجوههم خجلاً من ذكر موقفٍ ما، وظلوا على ذات الحال إلى أن وصلوا لمنزل ميار.

- ألن تأتي؟

- لا إدخلي أنتِ أنا سأسير قليلاً ثم أعود لمنزلي، أحدثك حين أصل.

- حسناً، أتمنى لك الراحة لبالك المشغول.

دخلت هي منزلها وظل هو يسير بالطرقات ليس له وجه محدده للذهاب، فقط يسير وبين حينٍ وآخر يطلق تنهيداتٍ حارقه تنم عن براكين دواخله.
بعد سيرٍ طويل وصل أخيراً لمنزله وكان يعمه الهدوء؛ فكلٌ قد آوى لفراشه منذ زمنٍ فقد حل الفجر، دخل حجرته وألقى بجسده المنهك فوق الفراش ناوياً الهرب لعالم الأحلام عوضاً عن ضجيج أفكاره حتى حل الصباح.

- آسر وأخيراً، هل أنتَ بخير؟ أين كنت؟ لما لا تجيب على الهاتف؟! أين أنتَ الأن؟

- إهدئي ما بك لما كل تلك التساؤلات! كنت نائماً.

- حقاً! كنت نائماً، يال راحة بالك، وداعاً آسر.

- ميار إنتظري.

" ما بها هذه الفتاه! " حدث نفسه " يا إلهي لقد نسيت أن أحدثها أمس، يال غبائك آسر " نهض من فوق سريره على عجل وإرتدى ثيابه قاصداً الذهاب لمنزل ميار، ركب سيارة أجره وإنطلق.

كان طوال الطريق يحاول الإتصال بها ولكنها أبت الرد وبعد دقائق ها هو وصل لمنزلها، هبط من السياره وإتجه نحو الباب، طرقه عدة مرات حتى فُتح أخيراً.

- آسر! ما الذي أتى بك مبكراً هكذا يا بني؟ لا تزال العاشرة صباحاً!

- جدتي مرحباً، أعتذر عن قدومي فجأةً دون موعد، أود الحديث مع ميار لكنها غاضبةً مني بعض الشيء.

- يا لكم من أطفال ألن تكبروا قليلاً؟! لم يتبقى لك سوى بضعة أيام على التخرج وهى شارفت على السابعة عشر ولازلتم تتشاجرون كالصغار! هيا إدخل لا أمل منكم.

- ما الذي أتى بك؟

- ميار عيبٌ ما تقولين!

- لكنه يستحق.

- أنا أستسلم قوموا بفعل ما تشاؤن، أنا لا دخل لي.

- ما الذي أتى بك؟

- هل سأظل واقفاً؟!

- إجلس.

- أنا أعتذر.

- هاه يعتذر، عن ماذا تعتذر ها؟ أتعلم كم قلقت عليك البارحه؟ طبعاً لا لأنك لو فعلت لما تركتني هكذا أنصهر طوال الليل قلقاً عليك ويجوب عقلي كل التشاؤمات الكارثيه التي قد تكون حدثت لك.

وقف من مكانه وإتجه نحوها وجلس على ركبتيه وأمسك بيدها.

- إعذريني أنا حقاً آسف لم أنتبه للهاتف وكنت منهكاً جداً ما أن وضعت جسدي على الفراش لم أدري بشيء، أنا أعتذر لن أكرر هذا مرةً أخرى سامحيني.

أنهى كلامه مُقبلاً يدها وهو ينظر برجاءٍ لعينها علَّها ترق له وبالفعل فعلت.

- حسناً ولكن بشرط.

- لك ما تريدين.

- لنتناول المثلجات ونذهب للحديقه.

- أمرك مجاب، إجهزي وسأكون بإنتظارك.

وكعادة ميار لم تأخذ من الوقت الكثير كي تجهز، خرجوا معً وإتجهوا نحو مكانهم وجلب آسر لهم المثلجات وجلسوا لجوار بعضهم يتناولون ما بأيديهم بصمتٍ وإستمتاع وهدوء.

- لم تخبرني لمَ كنت منهمك البارحه حتى لا تستطيع محادثتي وطمئنتي عليك؟

- هناك موضوعٌ يشغل بالي ولا أجد له حلاً.

- لما لا تخبرني علَّني أساعدك؟

- ميار .. أنا .. معجبٌ بإحداهن.

- ماذا؟! .. مـ .. مَن هي؟ .. مِن أين تعرفها؟

- أعرفها منذ زمنٍ طويل.

مُغرقي وطوقُ نجاتيWhere stories live. Discover now