25- الفصل الخامس والعشرون "أهلًا رمضان"

ابدأ من البداية
                                    

طالعت هيئتها بخجلٍ، ورُغم أنها تكره ذلك اللون، ولم تكن راضية عن مظهرها كفاية، جعلها هي تتورد من اعترافه اللطيف، ثم دارت حول نفسها بمرحٍ وهي تقول:
-" بجد والله شكلي حلو؟"

-" شكلك بياخد عيني فكل وقت، بس المرة دي والأحمر دا!، خد عيني وقلبي وعقلي وكل الأعضاء والله"

نثر بشجنٍ ضاحك جعلها تنظر إليه وكأنها تكذب ما قاله ليؤكد هو لها بطريقته:
-" بحبك والله"

إتسعت حدقتيها وكأنها تستمع إلى ما قاله لأول مرة، ثم ردت بحبٍ:
-" وأنا كمان"

°°°°°°°°

عند "سلمى" التي كانت تقف تُطالع شاشة هاتفها أتاها صوته المفاجئ:
-"بقى فرح وهيصة ووقفالي بالتليفون؟"

راقبته بغير فهمٍ ثم أغلقت الهاتف تبرر:
-" جاتني رسالة من صحبتي ضروروية وكنت بشوفها، بس قلي أنت شاغل بالك بيا ليه، هي النهاردة مش خطوبة أخوك، روح أقف جمبه يمكن يحتاجك"

تحدث "إسلام" بحنقٍ:
-" أقف جمب أخويا!! يعني هو ظاخل العمليات؟، مهو قاعد متحنط جمب عروسته أهو هعمله إيه يعني، وبعدين تعالي هنا"

أمأمت هي فأكمل:
-" إيه هو اللي شاغل بالك بيا ليه، وهو أنا لو مشغلتش بالي بيكِ هشغله بمين؟"

طالعته بدهشة فأوميء هو بأهدابه وكأنه يؤكد ما قاله، للتساءل هي:
-" مش فاهمة برضو عايز إيه؟"

-" عايزك!"

نثر بسرعة فَـ تفاجأت بصمتٍ ليقول هو:
-" شكلك قمر، الفستان الأحمر واخد منك حتة، فمتلبسيهوش تاني بقى عشان بغير"

وبعد أن قال ما قاله رحل وتركها خلفه تَتفرع منها جزور الورود أجمع، فضحكت بإتساعٍ ووضعت كفيها على عينيها بخجلٍ مما شعرت به..

عند كل من "نهال" و" أمل" و"كريمة" الذين ترصصوا على المقاعد بجوار بعضهم بعضًا، استولت تريقة "نهال" المعتادة على والدة العروس والتي كانت تشبه إلى حدٍ كبير صديقة قديمة لها، أما "كريمة" و"أمل" فكانوا يحاولون أن يكتموا ضحكاتهم وخصيصًا "أمل" التي كانت توكزها لعلها تتوقف عما تفعله وتسكت قليلًا، وبالانتقال إلى "إسلام" ويونس " الذي تفوه وهو يحتسي مابيده:

-"تعرف لو جالي قبل أسبوعين عفريت وقلي أن امهاتنا هيقعدوا مع بعض ويضحكوا كده مكنتش هصدقه"

ضحك "إسلام" وقال وهو يراقبهم بخوفٍ:
-" ربك يسترها، جمعنا تلت أطراف الطرف منهم قنبلة ذرية"

ضحكوا بعلوٍ وبالوقت ذاته تحرك خلفهم "عصام" الذي كان يمسك بكوبان من العصير وقام بده لها:
-" عصير برتقال؟"

مُعَانَاة كَالسُكَر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن