العاشر ( المزرعة السعيدة )

ابدأ من البداية
                                    

" والله يا أدهم المشكلة مش في أنه هيرجع، المشكلة أنه بيرجع بمصيبة، يعني الحصان اللي طربق الليلة فوق دماغ الكل من شوية ده سببه ابنك اساسا "

رمقها ادهم بعدم تصديق، يعتقد أنها تبالغ، فصغيره اللطيف لا يفتعل أي مشكلات، ذلك البرئ لا يمكن أن يكون المتسبب فيما حدث

" حرام عليكِ يا ام فتحي، أنتِ بتظلمي الولد ليه كده ؟! هو يعني ذنبه ايه الحصان هو اللي خرج لوحده "

عادت هالفيتي حيث يقف زوجها بعدما كانت قد سبقته في السير تقترب منه هامسة:

" حرام عليا ؟! أدهم حبيبي ابنك هو اللي خرج الحصان، ده من قبل ما الحصان يظهر كان عمال يقولي حصان كبير وهو خايف، هيكون عرف منين أنه حصان كبير ضرب الودع ولا شم رائحة الحصان في الجو، اقطع دراعي أما كان هو اللي خرجه "

لم يقتنع ادهم بحديثها ومازال طفله يُمثّل له تلك الصورة البريئة التي عهده عليها، ولم يدرك أنه منذ وطئت اقدام الصغير ذلك المكان وعرف عائلة زوجته وقد وجد المحفز ليخرج ما بداخله مما ورث من تلك العائلة .

كانت هالفيتي تدور حول نفسها، تبحث أسفل الارائك التي تستقر في البهو، وادهم يبحث بعينه كذلك عن صغيره قبل أن ينتفض الاثنان على صوت اغاني عالي قادم من الأعلى، كان الأمر ليكون عاديًا لو كانت تلك الأغنية أي شيء عدا تلك الموسيقى المصرية الصاخبة ( المهرجانات ) ..

الاصوات تزداد صخبًا تزامنًا مع تزايد صوت حركة في الطابق الثاني، وصوت قفزات قوية تكاد تحطم السقف أعلى رؤوسهم .

نظرت هالفيتي لادهم بريبة تهمس أثناء تضييق عينها :

" اقطع دراعي أما كان ابنك هو اللي عامل المولد اللي فوق ده "

زفر أدهم بحنق يتحرك صوب الطابق الثاني :

" هو دراعك ده متعبك في حاجة ؟! اصل كل شوية اقطع دراعي، ياستي اقطعيه ومتاخديش ابني حجة، أنا قولتلك ابني المسكين لا يمكن يعمل حاجة غلط او يكون هــ"

قطع حديثه رؤيته لابنه المسكين يقود ذلك الـ " مولد" وهو يقفز في البهو العلوي الذي يتوسط الطابق، وحوله توفيق الذي كان يحمل سماعة صوت متوسطة الحجم على كتفه يتحرك بها يمينًا ويسارًا وسيلين تصرخ بصوت تلاشى بسبب الصوت العالي ...

وأمام غرفة انطونيو كان يقف مع زوجته ونظراته تتحرك بصدمة على ما يفعل الصغير، واليخاندرو يجلس على الأريكة يتجاهل الجميع لا يهتم سوى لحبيب جده الذي كان يصفق لأجله ..

أشارت هالي صوبه والسخرية تزين كلماتها بوضوح كبير :

" اتفضل روح نقّط ابنك المسكين قبل ما يخلص نمرته، ولا اقولك روح حزمه بأي رباط "

في تلك اللحظات وقبل أن يستوعب أحدهم ما يحدث وجدوا فجأة جسد يندفع بقوة لمنتصف الساحة ولم يكن سوى جايك الذي وصل لتوه مع الجميع بعدما طمأنهم الطبيب على مارتن ....

زهرة آل فوستاريكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن