البارت السابع والعشرون

Start from the beginning
                                    

❈-❈-❈
في سيارة جواد
جلست بهدوء في السيارة... رفع ذ قنها ونـ.ظر لداخل عيناها
- وحشتيني أوي ياجنيتي... إيه مفيش وحشتني ياجود.. ولا موحشتكيش
أردف بها عندما اسند جـ.ـبهته فوق جبـ.ـهتها  مغمضا عينيه وبدون سيـ.ـطرة ضـ.ـم  خـ.ـصرها لحـ.ـضته ولـ.ـف ذرا عيه حـ.ـول جـ.ـسدها... حتى قربها منه واصبحت بداخـ.ـل أحـ.ـضانه.. ملتـ.ـقطا كرزيتها المنتـ.ـفخة الشهية
بعد فترة فصل قـ.ـبلته الجا محه وهو يلمـ.ـس خد يها بأصـ.ـبعه
- وحشني صوتك وهمـ.ـسك ياقلبي... مالك ساكتة ليه... نـ.ظرت له وعيناها محجرة بالد موع.. وصرا عها الداخلي  بين قلبها وعقلها وصور آخيها الشهيد لا تفارق عيناها منذ الامس
انتصر قلبها على عقلها ورفعت يـ.ـديها على و جهه مملـ.ـسة عليه ونظـ.ـرت لداخل عيناه وخاضت معركة العيـ.ـون بينهما بالعشق.     الد فين... اقتـ.ـربت لاغية عقلها وكل شيئا يبعدها عنه وقامت بتقبـ.ـيله كأنها تثبت لعقلها انه وحده ولا غيره تحيا به الحياة..
- وحشتني طبعا ياحبيبي.. أطبق جـ.ـفنيه متلذذا بلمـ.ـساتها... رفع يـ.ـديها التي تضعها على و جهه وقبـ.ـلها بهدوء...روح حبيبك إنتِ ابتسمت برضا  من إثر كلاماته التي دغـ.ـدغت مشـ.ـاعرها... طـ.ـوقت خـ.ـصره دافـ.ـنة و جهها بين حنايا عنـ.ـقه قائلة
- وانت الحياة لحبيبتك
عـ.ـصرها فترة بأحـ.ـضانه... ورغما عنه تركها حتى يقوم بتشغيل سيارته للاتجاه للمنزل
وضعت ر أسها على كـ.ـتفه وهي مغمضة العيـ.ـنين لا تريد تصـ.ـارع افكارها.. داعـ.ـبت بأ نفها عـ.ـنقه مستنـ.ـشقة رائحته الر..جولية حتى تخرج من تفكيرها الذي سيؤدي بها الى الجـ.ـحيم لحياتهما سويا.. رفعت نظـ.ـرها وهي تضع ذ.قنها على كتـ.ـفه اثناء قيادته للسيارة... رفعت يـ.ـديها وامـ.ـسكت نظارته التي يضعها على شعـ.ـره
-متلبسش نضرات تاني... بتلفت نـ.ـظر البنات
عارف مش علشان النضارة... ثم نظـ.ـر لها بنصف عين:
- علشان جو.زك حلو ويعجب
لكـ.ـمته في كـ.ـتفه:  والله مغرور
داعب انـ.ـفها:  لا ياحبيبي  دي ثقة مش غرور
-  على فكرة انت مستفز وأنا امرتك بموضوع النضارة دا يبقى خلاص
قُضي الامر ياحضرة الضابط
ضحك عليها بصوته الر.جولي جعل دقات قلبها في الإرتفاع... وضعت يـ.ـدها على شـ.ـفتيه متمنية اقـ.ـترابه مرة أخرى... وكأنه شعـ.ـر بها عندها توقف بسيارته  لامـ.ـس و جهها بيـ.ـديه
- هتخليني اخدك مكان بعيد عن عيون الكل محدش يشوفك غيري... ومستحيل اخليكي تطلعي من حـ.ـضني خالص... وضعت رأ.سها موضع نبضه وتمنت أن يفعل مايقوله... هي تشـ.ـعر بأنها ليست على مايرام... ربت على رأ سها.. وقام بفـ.ـك حجابها بعدما اتصل بزاهر الذي يحـ.ـاصرهما بسيارت الأمن  الخاصة
- زاهر روح إنت وخلي تليفونك مفتوح دايما
اتجه لجنيته الصغيرة عندما شعـ.ـر بوجود خطب بها وتهـ.ـرب به إليه بقـ.ـبلاتها تيقن انها تخفي شيئا
قاد السيارة وهو يحاول الضبط على انفاعله الداخلي وبدأ يتحدث لها كعادته عندما تهـ.ـرب منه... جمع شـ.عرها جانب كتـ.ـفها
- احنا هنروح على الفيوم نشوف ايه الناقص في شقتنا وايه اللي محتاجة تغيريه...
لم تجب عليه ظلت كما هي.. تضع رأ.سها بأحـ.ـضانه وصور جاسر تدا.همها بقوة وهو غـ.ـريقا بد مائه أغمضت عيناها
خرجت من تفكيرها عندما تحدث معها عن محاضرتها اليوم:
- عملتي ايه في الباثولجي النهاردة كان كله تمام
أمأت بر.أسها بدون حديث... نفـ.ـخ بحـ.ـزن من حالاتها... ولكن لا يغيب عنه تعامله معها منذ طفولتها
- بقولك يازوزو ماتكلميني حبيبي شوية عن الباثولجي أشوف نفس معلوماتي، ولا انت تفوقتي على استاذك... إعتدلت وابتسمت عندما تذكرت اشادت الدكتور بذكائها
- بص ياسيدي الباثولوجي دا بيدرس انواع الورم... كل مكان بورمه... يعني نوع الورم وجيناته وتاريخه وكمان بنعرف نحدد ان كان فيه فرصه ان يرجع للمريض مرة تانية ولا ولا... بس دا طبعا عن طريق التحاليل الخاصة به ودا ياحبيبي مش بيظهر من التحاليل العادية لا... دا بيتم من خلال تحليل الانسجة من خلال التحليل بيوضح معلومات تفصيلية عن الحالة وعن طبيعة الورم وعن طرق علاجه
رفعت نظـ..رها له...  مرض الأورام دا صعب أوي ربنا يعافي كل مبتلى... ويبعده عننا يارب من ساعة مابدأت اتعمق بدراسته
... وابحث عنه لاقيته صعب اوي.. على اد ان فيه نسب شفاء بس مهما كان مراحل علاجه اصعب بمراحل منه
ضـ.ٕم رأ سها لحـ.ـضنه مفتخر بصغيرته الذكية الرحيمة... قـ.ـبل رأ.سها واردف
- ربنا يشفي جميع مرضى السرطانات ياحبيبي ويجعلك سبب في تخفيف الامهم
رجعت نامت بحـ.ـضنه وأردفت متذكرة
- كنت نفسك تكون دكتور مش كدا... أماء برأ.سه وابتسم على الذكرى
- كنت دايما وأنا صغير بقول هكون دكتور علشان أخفف و.جع الناس.. وهفتح مستشفى كبيرة وأعالجهم ببلاش
رفعت رأ.سها ونظـ.ـرت له بحب
- علشان كدا خليت حازم يعملك تصميم لمستشفى كبيرة عايز تعملها بالمجان مش، كدا
لامـ.ـس و جهها بيـ.ـديه وابتسم
- وحبيبي هيكون مديرها وهو المسؤل عنها كلها...
تنـ.ـهدت بحـ.ـزن وتحدثت بيقين
- عارفة أنا السبب في انك متجبش مجموع الطب... انشغلت بيا ونسيت طموحك صح
نظـ.ر لها ثم نظـ.ٕر للطريق
- ليه بتقولي كدا ياقلبي... متفرقش مين فينا المهم نكون سبب في تخفيف ا.لام الناس.. أنا ولا إنت مش هتفرق وعايز اكدلك مش انت خالص... للاسف انا اللي زهقت من مذاكرة الثانوية تحـ.ـسيها مكلكعة كدا... ضحكت عليه وعلى حركاته التي يفعلها حتى لا يحـ.ـزن قلبها
- لا يار.اجل اومال مين اللي كان بيقعد يذاكرلي بالساعات... ثم استرسلت حديثها مفسرة
- دا انت بتشرح أحسن من المدرسين بتوعي... جـ.ـذب ر أسها الى حضـ.ـنه
- حبيبي بس اللي ذكي وكان بيفهم بسرعة
ضحك بذكرى لجاسر التي شـ.ـقتها لنصفين ورجعت للذي تتهـ.ـرب منه
- الصراحة جاسر الله يرحمه هو اللي جنني هو كان اخره فعلا شرطة مينفعش في الطب خالص... نظرت اليه بصـ.ـدمة من ذكراه لجاسر... وبدأت تتصـ.ـارع افكارها وبدون وعي سألته سؤال الذي شـ.ـق قلبه
- هو جاسر ما ت ازاي ياجواد...
وهل فعلا انت لك يـ.ـد بمـ.ـوته.. وعلشان كدا كتبتلي البيت وليه تكتبلي بيتكم اصلا
- دا تمن د.م جاسر فعلا ياجواد... رد عليا وريح قلبي... قولي كل اللي شوفتيه دا كذب أنا ماليش دعوة بيه... اخوكي مـ.ـات بأجله... قولي مش انت  اللي  فضلت تكابر بقرارتك لحد ماوديته بايـ.ـدك للمـ.ـوت... كذب اللي شوفته وقولي لو موقفش قدامي
كان زمانه عايش مكاني... ليه هو اللي يمو ت... وانت تفضل عايش.. متعرفش ان كل حاجة تتعوض إلا الأخ... يعني جاسر ميتعوضش ياجواد للأسف بس الحبيب ممكن... هنا وقفت عن الحديث
بكت بنشـ.ـيج واضعة يـ.ـديها على وجـ.ـهها عندما علمت انها أوجـ.ـعته بحديثها
جحـ.ـظت عيـ.ـناه من كم الاسئلة التي حاصـ.ـرته بها.  شـ.ـعر بانسـ.ـحاب الهواء من حوله...شـ.ـعر بعدم قدرته على الحركة..كأن أعـ.ـضاء جـ.ـسده شـ ـلت بالكامل.. ولكن كل مايشغله نـ.ـظراتها التي تغيرت مليون درجة أثناء حديثها واتهـ.ـمامها العلني له  
غير اتجاه السيارة متجهاً لمنزله بالقاهرة بعدما قرر ذهابه للفيوم... كأنه تلقى ضـ.ـربة قوية بقلبه.. لا كأنه تلقى بصا عقة من أعلى القمم الجبلية... لا كأنه ذبـ.ـح بسـ.ـكين بارد بكل جـ.ـبروت من عاشقة الروح
❈-❈-❈

تمرد عاشق Where stories live. Discover now