الفصل السابع والثلاثون "الأخير"

6.6K 236 67
                                    

استيقظ مهاب من غفوته، ووجد نفسه داخل غرفة غريبة لم يرها من قبل وهذا الأمر أثار حفيظته ودهشته؛ لأن أخر ما يتذكره هو وجوده داخل المستشفى ودخول ممرضة إلى الغرفة حقنته بعقار جعله يغيب عن الوعي.

نهض مهاب من فراشه وسار نحو الباب بخطوات بطيئة وقبل أن يقوم بفتحه تفاجأ به يتم فتحه من الخارج، ووجد أمامه ماريو يبتسم قائلا:

-"صح النوم يا عم مهاب، أنا مكنتش أعرف أن نومك تقيل أوي كده!!"

نظر له مهاب باستغراب قائلا:

-"إحنا فين بالظبط يا ماريو وإزاي قدرت تخرجني من المستشفى؟!"

ربت ماريو على كتف صديقه وهتف بتوضيح:

-"إحنا دلوقتي موجودين في عرض البحر وبالنسبة للطريقة اللي خرجتك بيها من المستشفى فأنا أديت قرشين لبعض العمال اللي بدلوك بواحد ميت وحطوك بداله في الصندوق، يعني أنت خرجت من المستشفى على أساس أنك شخص متوفي وعلى ما هما اكتشفوا الموضوع كنا خلاص هربنا وبعدنا ومحدش دلوقتي هيعرف يوصلنا".

اتسعت عينا مهاب من فرطِ الدهشة وقال:

-"عرض البحر!! هو إحنا رايحين فين يا ماريو؟!''

أجلسه ماريو وجلس أمامه وهو يجيب:

-"رايحين على إيطاليا، وعايزك تطمن على الأخر، ماما مستنياني هناك في ميلانو وهي هتظبطلك كل حاجة بحيث أن يتعملك ورق وتكون إقامتك هناك بشكل قانوني، وكمان هي اتفقت مع واحدة هناك هتتجوزك جواز على ورق مقابل فلوس عشان تاخد الجنسية وتقدر تفضل هناك على طول وبعدها هتبقى تنفصل عنك".

شعر مهاب بغصة مريرة في صدره بعدما تذكر حبيبة
التي لم يتمكن من توديعها وطلب السماح منها على ما فعله بها.

رأى ماريو الحزن المرتسم على وجه صاحبه فهتف بإشفاق قاصدا التهوين عليه:

-"انساها يا صاحبي، أنتم الاتنين عمركم ما هتكونوا لبعض لأنها مستحيل هتقدر تنسى أنك أنت اللي قتلت أخوها واتسببت في انتحار مراته اللي كانت أعز صديقة ليها".

همس مهاب بحرقة وهو يحاول التحكم في دموعه:

-"أنا حبيتها أوي يا أيمن، عمري ما كنت أتخيل أن هيجي اليوم اللي هكون موجوع فيه أوي كده عشان خاطر واحدة سِت".

نظر له ماريو بحزن فهو يفهم جيدا حجم الألم الذي يشعر به رفيقه وقرر أن يغير مجرى الحديث بأسلوبه المرح:

-"بص عليا يا مهاب وخدني نموذج يا سيدي، أنا كنت بحب تانيا بنت خالتي وهي كانت بسم الله ما شاء الله ملكة جمال وفي الأخر هي فضلت عليا الولد الأصفر اللي اسمه مارشيل وكنت مموت نفسي من الزعل بس قدرت في النهاية أتغلب على حزني وأنساها نهائي ومفكرتش أرجعلها بعد ما مارشيل سابها عشان خاطر البنت أم شعر برتقالي''.

أوهام الحب الورديةWhere stories live. Discover now