الفصل السابع والعشرون

3.2K 149 14
                                    

اصطحب عزام فرح إلى المستشفى لكي تخضع لتحليل الحمض النووي حتى يتأكد من صدق حديثها بشأن أنه والد الجنين الذي تحمله في أحشائها.

سأل عزام الطبيب وهو يضع ساق فوق ساق:

-"هو هينفع أننا نعمل التحليل وهي حامل ولا لازم نستنى أما تولد الأول وبعدين نعمله؟"

نظر الطبيب نحو فرح وأجاب بهدوء وهو يفكر بداخله فيما سيحدث لتلك البائسة التي ستنال الويلات من عزام بعدما يكتشف أنها تخدعه وأن ما في بطنها نتيجة لخيانتها له فجميع من في هذه المستشفى يعرفون أن عزامًا عقيم ولا يمكنه أن ينجب:

-"ده شيء يا عزام بيه هيتم تحديده من الكشف على المدام أولا عشان نعرف عمر الجنين".

طلب الطبيب من فرح أن تتوجه نحو سرير الكشف وبالفعل تمددت فرح على السرير وقام الطبيب بفحصها ثم التفت نحو عزام قائلا:

-"الجنين عمره أكتر من شهرين وده معناه أننا نقدر نعمل تحليل الحمض النووي عادي جدا ومن غير ما يكون فيه أي مشاكل".

تم أخذ عينة من فرح وعينة من عزام حتى يتم إجراء التحليل وبعد الانتهاء جلس عزام أمام الطبيب هاتفا بصرامة:

-"أنا عايز نتيجة التحليل ده تطلع في أسرع وقت ممكن ولو الموضوع ده هيكلف كتير فأنا هدفع أي مبلغ ينطلب ولكن أهم حاجة هي أني أستلم النتيجة بسرعة".

أومأ الطبيب قائلا بطاعة ناتجة عن الرهبة التي يشعر بها فهو يعرف كثيرا من الأمور الفظيعة التي قام بها عزام والتي تبرهن على عدم وجود رحمة في قلبه:

-"اطمن يا عزام بيه، النتيجة هتطلع بسرعة وأول ما تكون جاهزة هبلغ حضرتك بيها على طول''.

أوصل عزام فرح إلى الشقة وقام بإغلاق الباب عليها من الخارج ثم وكَّل اثنين من رجاله وتحدث أمامهما بنبرة حازمة تدل على جديته التامة بشأن كل كلمة يقولها:

-"أنتم الاتنين هتفضلوا هنا قدام الشقة وإياك فرح تخرج أو تدخلوا عندها أي شخص عايز يزورها ولو أوامري اتخالفت فحياتكم هتكون هي التمن".

أومأ الرجلان وهما يشعران بالخوف الشديد لأنهما يعرفان جيدا مدى إجرام عزام وأنه يقوم بتنفيذ تهديده دون أن يخشى من أي شيء.

صعد عزام إلى سيارته بعدما قام بوضع نظارته الشمسية وأخذ يفكر فيما سيحدث إذا كان الطفل الذي تحمل به فرح هو ابنه بالفعل مثلما تدعي.

سمعت فرح تهديد عزام للرجلين ولكنها وعلى عكس المتوقع لم تشعر بالخوف؛ لأنها تدرك جيدا أن النتيجة ستكون في صالحها وعندما يتضح لعزام صدقها سوف تتغير حياتها وتصبح هي الزوجة الرسمية لعزام ووالدة ابنه الوحيد الذي سيكون وريثًا لتلك الإمبراطورية.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

سمع محمد صوت طرقات على باب شقته فنهض من مكانه وتوجه نحو الباب حتى يفتحه ووجد أن الطارق هو ابن عمه الذي أتى إليه حاملا حقيبة ملابسه.

أوهام الحب الورديةWhere stories live. Discover now