الفصل الخامس والعشرون

3.3K 155 15
                                    

وصلت حبيبة إلى المول التجاري وأخذت تتجول في أنحاءه وتنتقي المنتجات التي تريد أن تشتريها وهي شاردة ولم تنتبه لنظرات وسام الذي كان يراقبها بعدما رآها صدفة أثناء تنقله في المول.

التفتت حبيبة على حين غرة ولمحت وسام فعبس وجهها وهتفت بتأفف:

-"وبعدين معاك يا أستاذ وسام، هو أنت هتفضل تطلعلي في كل مكان أروحه زي عفريت العلبة!! بطل لو سمحت شغل المراقبة بتاعك ده واعقل شوية أنت مش صغير عشان تعمل حركات الأطفال دي".

هتف وسام بتبرير وهو يشيح بوجهه للجهة الأخرى حتى لا تلتقي عيناه بعينيها:

-"وأنا هراقبك ليه يا حبيبة وأنتِ أصلا مفيش ليكِ أي أهمية عندي عشان أعبرك أو أهتم أعرف أخبارك؟!"

ابتسمت حبيبة قائلة بسخرية:

-"ما هو واضح فعلا أنك مش مراقبني رغم أن بتطلعلي في كل مكان أروحه، على العموم ياريت تبطل إزعاج فيا وفي مهاب خطيبي وركز أحسن في شغلك يا حضرة الظابط بدل ما تفشل تاني في حل لغز قضية جديدة زي ما فشلت قبل كده في الوصول لقاتل أشرف''.

تعمدت حبيبة أن تنطق كلماتها بطريقة مهينة وهي ترمقه بسخرية فاحتدت نظرات وسام وهو يرد بنبرة واثقة:

-"ومين قالك أني فشلت في أني أوصل لقاتل أخوكِ، قريب أوي يا حبيبة هتسمعي أخبار عن الموضوع ده بس أتمنى أن أعصابك تستحمل الحقيقة اللي هتعرفيها".

غادر وسام وترك حبيبة تشعر بالذهول من حديثه وتساءلت هل يمكن أن تتوصل إلى قاتل أخيها بعد كل تلك السنوات؟

شعرت حبيبة بالحيرة من كلام وسام فهو يخبرها بشكل ضمني أنها ستشعر بالصدمة بعدما تعرف حقيقة القاتل وهذا يعني أنه يشك في شخص مقرب منها للغاية، هل يعقل أن يكون رامز هو نفسه القاتل؟!

هزت حبيبة رأسها رافضة تصديق تلك الفكرة فهي تعرف رامزًا جيدا كما أنه لو كان القاتل الحقيقي فحينها كان وسام سيشك به عندما لجأت إليه قبل بضع سنوات عن طريق صديقتها ''نورسين'' والتي تكون ابنة عمه وذلك بعدما تم تقييد قضية قتل أخيها ضد مجهول ولكنه فشل حينها في مساعدتها وأخبرها صراحة أنه لا يوجد بيده أي شيء يمكنه فعله.

مرت السنوات ونست حبيبة أمر وسام نهائيا ولم تتذكره إلا بعدما رأته في حفل خطبتها ولكنها تماسكت وتظاهرت بأنها لا تعرفه.

نفضت حبيبة أثر تلك الذكرى الكئيبة عن رأسها وغادرت المول تاركة خلفها وسام الذي لم يكن قد غادر مثلما اعتقدت وإنما توارى عن مرمى بصرها وظل ينظر أمامه بنظرات متحسرة لأنه أضاعها من يده عندما لجأت إليه ولم يكتشف حقيقة حبه لها إلا بعدما كرهته وصارت ملكا لغيره.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

أمسك مختار هاتفه وهو يشعر بالانزعاج بسبب الرقم الغريب الذي يصر على التواصل معه وعدم شعور صاحبه بالملل من كثرة الاتصالات على الرغم من أنه قد تم رفضها.

أوهام الحب الورديةWhere stories live. Discover now