الفصل الخامس والثلاثون

3.6K 155 13
                                    

خرجت حبيبة من منزلها حتى تلتقي بشمس ولم تكن منتبهة إلى السيارة السوداء التي كانت تراقبها.

استغل قائد السيارة خلو الشارع من المارة، وأوقف السيارة فخرج منها رجلان وقاما بسحب حبيبة التي أخذت تقاومهما ولكن دون جدوى فقد تمكنا من دفعها داخل السيارة وأشارا للسائق أن يتحرك بسرعة حتى لا تتمكن شمس التي رأت كل شيء من اللحاق بهم.

صرخت شمس تطلب النجدة فتجمع الناس حولها وقاموا بإبلاغ الشرطة على الفور حتى يتمكنوا من إنقاذ الفتاة المسكينة قبل أن ينالها أذى المجرمين.

وصل خبر اختطاف حبيبة إلى وسام فتوجه بصحبة بعض العساكر إلى المكان الذي تمت به عملية الاختطاف وطلب من أصحاب المحلات هناك أن يعرضوا أمامه تسجيلات كاميرات المراقبة حتى يرصد من خلالها بيانات السيارة.

وصل الخاطفون إلى مكان مهجور ووضعوا بداخله حبيبة بعدما قيدوها، وهتف قائدهم بغلظة:

-"هي هتفضل موجودة جوة لحد ما الباشا يخلص الاجتماع اللي وراه ويجي هنا بنفسه ويقولنا نعمل معاها إيه".

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

هب مهاب صارخا في وجه داليا باستنكار رافضا تصديق تلك الحقيقة المؤلمة:

-"أنتِ كدابة وبتعملي كده بغرض التوقيع بيني وبين عزام عشان تنتقمي منه لأنه طلقك ورماكِ رمية الكلاب".

نهض مهاب وكاد يغادر بعدما توعد لداليا التي أوقفته بقولها:

-''استنى عندك يا مهاب، أنا قولتلك من شوية أن معايا دليل يثبت صحة كلامي وأنت لازم تقعد وتشوف الدليل ده بنفسك عشان تطمن وتتأكد أني مش بضحك عليك ولا بستغلك زي ما أنت بتقول".

تابعت داليا حديثها بأسلوب يثير الاستفزاز:

-"لو أنت مشيت دلوقتي فده معناه أنك مش عايز أصلا تشوف دليل على كلامي لأنك عارف أني مش بكدب بس أنت بتضحك على نفسك عشان مش عايز تصدقني".

استدار لها مهاب وعاد للجلوس مرة أخرى وهو يهمس بتيه يدل على قسوة الصدمة التي تعرض لها:

-"فين الدليل اللي معاكِ؟"

أخرجت داليا الهاتف من حقيبتها وقامت بتشغيل التسجيل ومع كل كلمة سمعها مهاب كان يشعر بثقل يجثو على صدره جعله غير قادر على التنفس بسهولة.

أرسلت داليا التسجيل على هاتف مهاب الذي سألها باستغراب:

-"أنتِ كنتِ تقدري تبعتيلي التسجيل ده من غير ما تضطري أنك تشوفيني، إيه اللي خلاكِ تطلبي مني أقابلك عشان أشوف الدليل؟!"

أجابت داليا ببرود يصاحبه ابتسامة سمجة:

-''طيب بذمتك الكلام ده ينفع؟! أنت كنت عايزني أفوت على نفسي فرصة أني أشوف وشك وأنت مصدوم وحاسس أنك كنت عايش في كدبة كبيرة!!"

أوهام الحب الورديةWhere stories live. Discover now