" أنتِ كويسة؟! أنتِ بخير صح يا هالي، أنتِ بخير مفيش حاجة بتوجعك؟! "
نظرت هالفيتي له ثواني قبل أن تبكي مجددًا، ترمي جسدها بين أحضانه صارخة بوجع :
" أنا مش بخير يا ادهم، أنا هموت من الوجع "
تأوه أدهم يستشعر انتفاضة جسدها بين يديه، جُنّ جنونه وهو يفكر فيما يمكن أن يتسبب بكل ذلك الوجع الذي يسكن روحها، ضمها بقوة بين أحضانه هامسًا :
" مالك يا هالي، مالك قوليلي مالك ؟!"
" عايزة ارجع البيت، روحني بيتنا مش عايزة افضل هنا، مش عايزة افضل هنا "
كانت تتحدث من بين شهقاتها بصعوبة وادهم لا يفهم شيئًا، رفع عينه للجميع وقد ازدادت نظراته توحشًا :
" حد منهم زعلك ؟! حد عملك حاجة ؟!"
هزت هالفيتي رأسها بلا وهي تهمس من بين شهقاتها :
" مشيني من هنا، مش عايزة افضل في المكان "
ما كاد أدهم يجيبها حتى استمع الجميع لصوت اليخاندرو يصدح بشكل مخيف وهو يلتقط جسد الصغير بين أحضانه يهدهده بحنان عكس نبرته المرعبة :
" هلّا اخبرني أحدكم ما حدث هنا وتسبب في بكاء حفيدتي وطفلها ؟؟ "
نظر الجميع لبعضهم البعض بخوف ولكم تمنوا أن ينتهوا من الأمر قبل أن يصل للجد، كال الصمت ولا احد يعلم سبب ما حدث، ليصدح صوت اليخاندرو هذه المرة مجددًا، لكن بنبرة جعلتهم يتذكرون جدهم أثناء الاجتماعات الهامة التي غالبًا ما تنتهي بقتال ...
" انطونيو .."
كانت كلمة واحدة جعلت انطونيو يلتفت لجده وهو يقول بجدية وحدة :
" لا نعلم جدي، هي لا تخبرنا بشيء، لكن ..."
صمت وهو ينظر لباب المنزل الذي يتوسط المزرعة :
" مارتن يتولى الأمر جدي لا تقلق سنعلم ما حدث، فقط دقائق قصيرة وسينتهي الأمر "
ضم أدهم جسد هالفيتي بين ذراعيه وهو يتحدث بنبرة مخيفة :
" رجاءً نريد العودة للمنزل "
نظر له اليخاندرو والجميع دون أن يصدر أحدهم ردًا عليه.
تحركت أنظار اليخاندرو للصغير الذي كان يفرك عينه بنعاس وتعب من كثرة البكاء، ربت على شعره، ينظر بطرف عينه للنساء اللواتي اقتربن بسرعة كبيرة، وقبل أن تنطق احداهن كلمة واحدة تحدث اليخاندرو بأمر :" روز ابنتي خذي الصغير وعودي مع جميع النساء للمزرعة، لن يكون من الجيد أن يشاهد أحدكم ما سيحدث"
عم الصمت المكان وقد أصبح الرعب سيد الموقف، اليخاندرو لن يتحدث بهكذا كلمات إلا إن كان يعنيها .
اقتربت روز بطاعة منه تأخذ الصغير الذي تمسك بجده يرفض تركه، لتنظر روز لروبين وهي تتحدث :
YOU ARE READING
زهرة آل فوستاريكي
Humorكانت الزهرة بين تسعة من النخيل الشاهق، ذلك النخيل الذي وقف في وجه العواصف مانعًا إياها من الوصول للزهرة، لكن وبسبب زيادة تلك العواصف شراسة، اضطروا لاقتلاع الزهرة، وغرسها في ارض مستقرة بعيدًا عن عواصفهم الخاصة، لكن مازالت القلوب تشتاق، والاعين تترقب،...
الثامن ( ابنـــة العـمــة)
Start from the beginning