10| أُسامةُ الصَّغِير

222 44 313
                                    

لم يكُن ذلك الطفلُ بالعادي فقد كان مختلفًا عن أقرانِه، مميزًا بلونِ عينيه الرَمادية، كثِير الحركةِ مُحبٌ للاِستكشاف، غالبًا ما تَجده مُمسكًا بحيوانٍ كان أو حَشره، أو تراهُ مُتعلِقًا في أحدَى الأشجارِ يُجربُ شُعور طرزان

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

لم يكُن ذلك الطفلُ بالعادي فقد كان مختلفًا عن أقرانِه، مميزًا بلونِ عينيه الرَمادية، كثِير الحركةِ مُحبٌ للاِستكشاف، غالبًا ما تَجده مُمسكًا بحيوانٍ كان أو حَشره، أو تراهُ مُتعلِقًا في أحدَى الأشجارِ يُجربُ شُعور طرزان.

يَبنِي قلاعًا ثمَّ يقُوم بِتحطِيمها، يَصنعُ أشياءً أو يَرسمُ صورًا غَرِيبه، لم يكُن بالطبيعِي أبدًا، قليلٌ الكلام يُحب الاِختصار في كُل شيءٍ إلا مُراقَبة النملِ وهَندسته الفريدةِ في صنع مَنزله، يُحبُ الأشكالَ والخُطوط، تُلفتُه الألوان وتدرجاتِها، القمرُ والشمس والنجوم والكواكب، حركةُ الرياحِ وأتجاهِها، كان مهتمًا بكلِ هذه الأشياء الغير مألوفةِ في نَظره.

أُسامةَ كان طفلاً غَريبًا حركيًا، من المُستحيل مُكوثه في مكانٍ واحد، اِعتاد الجيرانُ عليه وعلى تَواجده في حدائقهم، فتراهُ يَجدوه في حديقةِ مِنزل فُلان يلاحِق فراشة، أو يَتسلق سور أحد الجِيران لأنه يبحثُ عن قطةٍ لفتت نظره، لم يتذمَر أحد منهُ مطلقًا، وهذا كان يريح قلب أُمه المتعب، هي لا تفهمُ صغيرها وما به تَخاف عليه من حركته واِستكشَافه الدائم ومن والده!.

تعلمُ أن أِبنها الصغيرَ وشقِيقهُ الرَضيع ضَحيةٌ لزواجٍ فاشلٍ بِكل ما تَعنِيه الكَلمة، ولكن ما عساها تَفعلُ وقَد قامَت بـ انجابهما، تُحاول بكلِ ما تملك ألا يمسهُما سُوء من والدهِما.

تعلُق الأكبرُ بالأصغرِ كان شيئًا عَجيبا، أُسامة بطبعِه ينفرُ من الأطفالِ ولا يُطيقُ صبرًا معهم بسبب بُكائِهم المزعج إلا شَقيقه، كان يُحدثه ويكلمُه عن يَومه ببعضِ الكلمات، يُحاول وصف احاسيسه وحماسه.

وفِي يومٍ كان قد عاد أسامةُ من المدرسة بصحبةِ ذلك الرجُل الذي أصبحَ يوصِله إلى المنزلِ خشيةَ ضياعِه وتجَوله في أماكِن بعيده، فمراتٌ كثيرة ضل فيها أُسامة عن الطريقِ ولا أحد يعلم السبب، فـ المدرسة تعتبرُ قريبة وجدًا من منزله.

عَودته كانت في وقتٍ حَساس، شجارٌ قد قام بين والديه كالعادَة، جلس بكلِ برودٍ يلعب، يَنتظر إنتهاءَ أمه من الشجارِ كي يحدثُها عن ما تعلمه، وعن تَنمر الأطفال عليه ووصفهُم بأنه طِفل مَريض ومُختل لأنه رفضَ اللعب معهُم، هو لا يحبُ كرةَ القدم، أيجبرُ نفسه لأجلهم؟ طبعًا لا.

أُسامة. Where stories live. Discover now