06| اِختِفَاءُ الصَّدِيقِين -مُعَدَّل-

285 53 106
                                    

يَستريحُ الجميعُ في أحضانِ أحلامِهم إلا هو، أحلامهُ تَشِي بمُعاناته!، أسامةُ يغرقُ في نفسه، والجميعُ يريد اِنتشالهُ إلا أنه يأبى ذلِك، يبعدُ تلكَ الأيدي ويَبكي وحيدًا مُنزويًا يلومُ نفسه على إِخلافِ وعدهُ لشقيقه، يرفضُ العيش والاستمرار بِدُونه وهذ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

يَستريحُ الجميعُ في أحضانِ أحلامِهم إلا هو، أحلامهُ تَشِي بمُعاناته!، أسامةُ يغرقُ في نفسه، والجميعُ يريد اِنتشالهُ إلا أنه يأبى ذلِك، يبعدُ تلكَ الأيدي ويَبكي وحيدًا مُنزويًا يلومُ نفسه على إِخلافِ وعدهُ لشقيقه، يرفضُ العيش والاستمرار بِدُونه وهذا ما يَزيد من انتكاسِه، فوعيُه يرفضُ تقبلُ الأدويةِ والتدخلات الطبيةِ في تَحسين نَفسه وتقبلها.

صباحٌ جديدٌ حلَّ على الفتى المُتعلق في حدائِد النافِذة، يَستمتعُ بلطفِ النسماتِ الصباحيةِ التي تلفحُ وجههُ وتلعبُ بخصل شعره، لا يَذكر ماذا حدثَ بالأمس، كل ما يعرفهُ هو تَحدثه مع أحمد وبَعدها؟، ماذا حدثَ بعدها؟، لم يُتعب أُسامةَ نفسه بالتفكير.

كان قد خَطط لهروبٍ جَديد لذا أطاع كل من دخلَ وأمره بفعل شيء فلا يريدُ لأحد أن يعِرقلهُ، سَيلتقي بـ أيمن ومُنذر وسَيهربون مُجددًا.

تأكد من فراغِ المَمر وركضَ فيه بكامِل حَيويته وطاقَته يبحثُ عن صدِيقيه، مر عبر الغُرف وكل مكان إلا أنه لم يَجدهما!.

«أين اختفى هذانِ الاثنان؟» تَمتم أسامةُ في غَضب، قرر الهروب بِمفرده فلا جدوى من البحثِ عَنهما كما وأنه مُصرٌ على عدم ضياعِ الفرصةِ للاستِمتاع بالصباح.

مر عبر أحدِ الأعمدةِ العاكسِ للصور، نظر لنفسه وابتَسم بفخرٍ فملابسهُ جَديدة، وشعرهُ قد مشط وكأنهُ خَارج لموعدٍ غرامِي، بِيد أن الصورة بدأت في التشوش فأبتعدَ عنها بِفزع يعرفُ جيدًا ما يقصده هذا.

«لا بأس لا بأس، كل شيءٍ سيكونُ بخِير» وبعدَ أن ألقى بِبضعِ كلماتٍ لتهدئةِ ذاته المُختَلجة بالمشاعِر المضطَرِّبة، أخذ شهيقًا وزفيرًا وتَوجه نحو البوابةِ الخلفِية للمشفى هذه المَرة، بدونِ حتى أن يَلعب لعبتهِ الماكرة مع كاميراتِ المُراقبة والحراسِ الذين حفظَ تَحركاتهم لليومِ بعدما رَصدهم من نافذةِ غُرفته.

فعلَ كل ما يعرفُه وخططَ له بِبطئ ثمَّ صعد السور وقفزَ سريعًا أسفله، وقفَ ونظر إلى البلدةِ التي تبعدُ عن المشفى بقليل، هرعَ نحوها وكعادَته توجه إلى تلك الحديقة فهو يعشق الأراجِيح!.

أُسامة. Where stories live. Discover now