حائط زجاجي || A glass wall

حائط زجاجي|| 18

اقترب النادل الذي يوّزِع المشرُوبات ، أخذَ منه كأسين إضافيَّين ، فهو لا يريد ان يكون واعياً على تصرفاتها المُتجاهلة لهُ.

بدأ يشرب كلما فَرُغَ كأسه، كانت ريتان تلاحظه ، او في الحقيقة الاغلبية لاحظوا تحركاته المبالغة واحتسائه المُفرط للمشروبات الضارة والمتنوعة .

نهض من مكانه وذهب مستلقياً وسطَ مِنصةِ الرقص ، ولا يزال يُمسك كأسه ،والأُخرى تخطِفُ انظارها لهُ بين الحين والآخر.

بعد عدة دقائق من استلقائه استقام من مكانه وبدأ يرقص كالمُختل في منتصف المنصة ، والكـل لم يُعره اهتماماً كبيراً فيبدو انه يستمتع بهذه الأجواء والرقص أفضل من الشُرب المُفرط الذي قد استنفذه حتماً.

بينما هو بالفعل كان يُفرغ طاقاته التي تدفِنها الأحزان ...

"ما الذي يفعله هذا ، أظنُه فقد عقله"
قالتها ريتان حين رؤيتها له وهو يقترب بخطواته الراقصة نحوها ، وعينيه توضِحُ نسبةَ ثموله .

"اترقُصين؟"
سألها وهو يمُد يده لها وعينيه تتمَركَزُ في بؤرة وجهها.

"لا ، لا اريــ.."
كانت تريد الرفض لولا سحبِهِ لها نحو صدره مُمسكاً يدها بخاصته، ويدَهُ الأُخرى تُحيط خصرها ،اخذ يُحركها وفقاً لتَحَرُكـاته مع الرقصة.

"هييي ،سيد جونغكوك ، افلتني ستجعل الشائعات تنتشر عنا"
تقول كلماتها وهي تحاول افلات نفسها من بين يديه وهذه كانت حُجتها.

"هذا الحفل لشركتنا لن يستطيع احد نشر اي شيء دون علمنا"
قالها مُقترباً مِن وجهها يشتم عِطرها وقلبه يَخفِقُ بشدة.

ثم سألها بعينيه المُخدَّرة:
"الا زلتِ تستخدِمينَ هذا العِطر؟"

"جونغكوك ، افلتني ما الذي تفعلُه!ارجوك ابتعد عنيّ"

كان يتجاهل كلامها وهو يضعُ رأسهُ بِقربِ أُذنها ،ثم همس في أذنها قائلاً:
"فقط هذه الرقصة"

تنهدت ريتان وهي تعقد حاجبيها بغضب، وقلبها غير مستقر ، بينما تقول في داخلها :
"دائماً ما تقول أخر رقصه ،اخر دقيقة ،اخر حضن ، الى متى؟"

توقفَت المُوسيقى ، وأطلق صراحها أخيراً ، لتبتعد عنه تجُر نفسها وأنفسها المُضطربة ،تتجه نحو مقعدها ، والكل يُصفق لأدائهم اللطيف هذا، بينما هي تراه اسوء اداءٍ في حياتها .

اخذت ترتشفُ كوب الماء المصبوبِ أمامها بتوتر وهي تقول:
"ما الذي فعلته يا سيد جيون ، ستندم على فعلتك هذه اعدك ، سأضع حداً للمساتك هذه ، لن أدع الماضي يُعيدُ نفسَه مُجدداً".